
في أعماق كلٍّ منّا ...
في شرايين القلب .. تصول الكلمات وتجول
تحمل حسّاً قد يختفي خلف ضباب المشاعر
أوحروفاً مصلوبة على جدران النفس ..
تشتهي العتق لتبزغ على سماء من ورق
وقلمٌ أضناه العطش إلى التحليق بطهر البوح
ينتظر حبّات ودقٍ
تسكبه حرفاً..!
تفقدنا الكلمات أحياناً عند بوادي التيه
حين تعصف بنا رياح القهر
فنجف على مضضٍ في مفازة الشعور
ونفقد حسَّ العبور
وتتقطع بيننا .. وبين ضفة الارتواء الجسور ...!
وهنا تخرس أمنيات القلم
ويفقد وحي الكلم
ويضيع الحبر عن القرطاس ..
ويظل بياضه في انتظار الهاطلين
ليزخرفوا عليه نقوش القلب !

للقلم فصلين :
أحدهما يلقيه حجارة خرساء على شاطيء الذهول
وأخر يواعده على ضفاف الانتعاش
يغدقه ثمار الروح فجّةً .. يانعة
أو يغمسه في بئر الأوجاع ..
فتارة ينساب رقراقاً كالجدول النمير
وتارة تعصف رياح آلامه بالقلب !
ونادراً ماتعبره أطيافٌ رقيقة
في ليل أحلامه الطويل ..!
لشد مانخشى حالة الاحتضار
حين تذوي الكلمات في عطش الانتظار
وتتأجج في رمضائها توقاً إلى أنفاس الندى
وانتعاشة ارتواءٍ في رابعة النهار
تنتفض أجنحتها للعبور
فيصدمنّها الجدار..!
هنالك تهتف شغاف القلب :
مهلاً .. ! توقف نبض القلم
فلنشيع رفاة الكلمات..!
لي الشرف أن أكون أول من عانق كلماتك لهذا المساء..
أعجبني قولك أن للقلم فصلين وهو كذلك فعلاً..
أجدت التصوير بارك الله فيك يامبدعة