
★ و لي مع الدعاء وقفات لا تنسى و كذاها بالشهر المبارك
و نحن بالحياة و ما فيها من هم وغم نستجمع قوانا بالتعلق بالله و ما عنده
و لا نكتفي برفع الأيدي للسماء بل نمزج هذا باليقين و القصد له لا لغيره دون أدنى ريب

و بحلمي بعد زواجي كنت أرى لي بيتا منفردا أجد فيه راحتي و خاصة للتعبد
فبيت عائلة الزوج مهما يكن فيه نقائص لا يمكننا تداركها إلا في الإستقلالية
ما كنت أشكو لأحد ما يوجعني مهما يكن حتى زوجي و من عدة أبواب
و كان دعمي الحقيقي بالحياة على الصبر هي والدتي رحمها الله و طيب ثراها
و ذات مرة و نحن بالشهر المبارك طلبتني على الهاتف بمهمة عاجلة
★ مرجانة .....أريدك يا ابنتي اليوم قبل الإفطار أتستطيعين المجيئ ؟
....... نعم أبشري يا أمي
اتصلت بزوجي من فوري
★.....أرجوك هل من الممكن أن أزور الوالدة اليوم ؟
لا أعرف ........ربما يحتاجني والدي
و والده كبير بالسن و مريض
طيب ...معك حق لكن ما رأيك لو نستأذنه و نرتاح في ذهابنا ؟
قال : نعم فكرة صائبة
قال أبوه : جزاه الله خيرا
تريد والدتها خذها و عودا اليوم ...و كان يقدر وضع والدتي الصحي و ووجودها لوحدها
★ لم تسعني الأرض من السعادة و جهزت نفسي و ولداي و انطلقت على بركة الله
...سق على مهلك لا تستعجل أمامنا متسع من الوقت و لا تنسى دعاء السفر و حزام الأمن
نعم لن انسى اطمئني .....
و طول الطريق كنت أفكر ماذا تريد أمي؟
★ توقفنا عند مدخل البيت و شوقي يتضاعف لرؤيتها رحمها الله
و تستقبلني بعبارات الحب و الدعاء لي و لزوجي أنه لبى دعوتها
أماه خيرا إن شاء الله ما وراءك ؟
كل خير يا ابنتي و نادت على زوجي و اتفقا على قضاء حاجتها
فذهب و بقيت معها نتجاذب أطراف الحديث
★ قالت : هل أنت بخير مع اهل زوجك ؟
نعم بخير لكن أريد ان أستقر ببيت لي وحدي و رفعت يداي للسماء أدعو الله ان يرزقني
سكنا واسعا و فيه بيوت كثيرة و منشرح و حسن العتبة
نظرتني أمي و ابتسمت ثم قالت : كل هذا مرة واحدة ؟
نعم يا أمي أريد هذا و بقوة من ربي و أملي فيه كبير فصعدت إلى سطح المنزل
وانفردت وحدي و أححت في الدعاء و أطلت الوقوف بين يدي الله
و بكل ما أعرف حتى تصبب مني عرق شديد وكأني لامست عنان السماء
استشعرت وجود الله و هو يراني و اطمأننت إليه و عانقت روحي اليقين اللامتناهي و ختمت دعائي بهذه الأبيات التي كنت أرددها جدا و أحبها

مكثت عند بيت أمي حتى بعد صلاة التراويح و قفلت عائدة إلى بيتي
و بالطريق قال لي زوجي : أتعلمين أنَّ والدتك أدمعت عيني و هي تكثر الشكر لي حين خدمتها
ثم ختمت تقول : يا رب مثلما عجَّل بقضاء حاجتي اقض حاجته عاجلا و اأسعده و زوجته ببيت يريحهما
★ كان الدعاء مرتين و الإلحاح من قلبين واثقين بالله أتم الثقة
و بعد مضي أسبوع على الحادثة حصلت مناوشات بالأسرة بين أفراد العائلة و كانت سببا لخروجي من هناك
و حصولي على مسكن مثلما أردت ...كبير و جميل و مريح ولله الحمد الشكر
تقاسم ثمن شرائه والد الزوج و أخي الكبير جزاهما الله خيرا و كتب أجره لهما مضاعفا
و رحل عني الغيض و الوجع الذي كان يسكنني ولا يعلم به أحد
هي الشكوى لله و ما لغيره ذل وعار
وحده يعلم سرك و ما تخفيه الأنفس و ما تغيض به الأرحام
فالحمد لله رب العالمـــــــــــــين
فغراس الجنة ما جاء في حديث عبد الله بم مسعود رضي الله عنه :أن النبي المصطفى
لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد ! أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ،
عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها :
( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر )
