
ليس كل طعنة تأتي من عدوّ،
فهناك طعناتٌ ناعمة،
مغطاةٌ بملامح الأهل،
تدخل القلب بلا صوت،
وتترك نزيفًا لا يُرى.
خذلان الأهل لا يشبه سواه،
لأنه لا يُحطّمك دفعة واحدة،
بل يُطفئك على مهل،
يأخذ من روحك الضوء،
ويتركك تتعلّم البقاء على رمادك.
ليس أشدّ وجعًا من أن يُكسر ظهرك،
ومن كسرَه كان يُفترض أن يكون سندك.
يأتي الخذلان أحيانًا في هيئة صمت،
في تجاهلٍ بارد،
أو نظرةٍ تُطفئ ما تبقّى من يقينك بالحبّ.
فتدرك أن الأمان لا يُورّث بالدم،
وأن بعض القربى… مسافةٌ لا تُقاس بخطوات.
ظننتُ بأنّ السندَ لا يَميلُ،
فمالَ بيَ الدهرُ والمُستَحيلُ.
وجئتُ لأهلي أُداوي الجراحَ،
فزادوا على الجُرحِ جُرحًا أليــلُ.
خذلان الأهل لا يُورّث كرهًا، بل برودًا
،وصمتًا طويلًا يجعل المسافات أبعد من أي غياب.
الأوجاع البعيدة تُشفى مع الوقت،
لكنّ خذلان القريب يسكن في صمت القلب إلى الأبد
.فهو لا يُعلَّمنا الكره، بل يُعلّمنا الجفاء،
ويتركنا نُجيد التجلّد أكثر مما نُجيد البكاء.
خانَ القريبُ وكانَ الظنُّ يُنقِذُني،
لكنّهُ الطعنُ جاءَ من يدِ السَّندِ.
وفي النهاية،
نكتشف أن الله وحده لا يُخلف الظنّ،
وأن أقسى الدروس تأتي من أقرب الناس.
فكن سند نفسك،
ولا تنتظر من أحد أن يرممك حين تميل
فالقلب الذي نجا من خذلانٍ كهذا،
يستحق أن يُدعى قويًّا لا منكسرًا.