
تــيــمــة @tym_1
عضوة فعالة
حين يعشق الرجل!!
دارت حلقات عينيه تمسح جدران الكون .. وشيئاً فشيئاً تلاشت الصورة ليحل بخار وجهها مكانها .. وضحكة مرحة تلمع بين رذاذه .. وميعة الصبا تطوقه وتضج به ..
اهتزت ذرات البخار وانقضت على طبقات جفونه لتشكل دمعات حرى ..
التفت بعيداً .. ومشى بخطوات وئيدة .. يتلمس طيفها .. وينوء ظهره بحمل الأشواق إليها ..
××××××××××××××××
قبل حفنة من السنون .. رآها تسطع في حياته .. ببسمتها الوضاءة .. لم تكن قد احتجبت عن الرجال بعد .. كانت تضاحك صبية أخرى .. في غفلة عنه .. وقد انسدلت خصلة ثقيلة من شعرها الأسود الحريري على جانب وجهها .. وبطرف عينها لمحت هاتين العينين القويتين تحدقان بها .. لم تملك نفسها من الابتسام .. ثم اختطفت كف صويحبتها لتتوارى عن نظرته الثاقبة ..
××××××××××××××××
كيف تصادف أن تكون هي ذات الفتاة التي خطبها دون أن يدري .. وحين وجدها بين يديه عرف أنها هدية الله إليه .. فهل يفرط فيها ؟؟
××××××××××××××××
وبفستانها الأبيض تسلمها مصونة عفيفة من أهلها .. وبجمالها ودماثتها وودها استحالت أيامه كلها سعداً وفرحاً واستقراراً ..
كم من مرة أغلق عينيه على دمعتين تفران خوفاً من فقدها .. إحساس بغيض يلح عليه فلا يملك مقاومته أو طرده ..
×××××××××××××××
( هيثم ... أتعرف ما هو أحب شيء إلي فيك ؟؟ )
وعلى وجهه ابتسامة واسعة قبض على كفيها الرقيقتين وصوب نظراته إلى شفتيها
( انه إخلاصك لي .. أحس به في كل حركاتك وسكناتك .. وان لم ينطق لسانك )
××××××××××××××××
كان يضطر للبقاء لساعات طويلة وربما متأخرة خارج البيت .. وحين يعود يظل قلبه يعتصر قلقاً عليها .. لعلها غاضبة .. لعلها ساهرة .. لعلها قلقة ..
وما إن يفتح الباب حتى تفاجئه بحفلة صاخبة .. أو كعكة شهية .. أو حمام دافئ .. أو ليلة حميمة .. وقد ترتدي ثوب سندريلا .. أو تمثل دور مطربة تحيي حفلاً رومانسياً .. أو تختبئ لتلعب معه ( الاستغماية )
×××××××××××××
( روان .. لا تتركيني .. )
( أنا معك طول العمر .. )
( وان فارق أحدنا الحياة ؟؟ )
( ينتظر الآخر أن يلحق به .. )
( بهذه البساطة ؟؟ )
( إن الحياة الجميلة التي عشتها معك ستكون كافية لأعيش بها بقية عمري بعدك .. لن يغيب طيفك عن عيني )
××××××××××××××
تلك الصبية التي عبقت عالمه بعطر بسمتها الصافية .. انه لا يستطيع أن يصدق اختفاءها .. لربما كان كل العالم كاذب .. وقلبه .. قلبه فقط هو الصادق ..
حنجرته الجافة .. تتلو ترانيماً عقيمة بصوت يقطر شجىً .. ترفقها ابتسامه تحيط بفمه قهراً .. لقد وعدها أن يبتسم .. وليست روان بالتي تخان ..
طرق سمعه صوت خطواتها على الحشائش اليابسة خلفه .. فاستدار بخفة .. وبنفس العينين القويتين رمق شبحها النحيل .. اقترب خطوة .. ثم جثى .. وهمس : ( روان )
رنت إليه بنظرة حزينة وتحرك شعرها الطويل للأمام .. ( لا تصدق )
( لا أصدق سوى قلبي .. أنت هنا )
( لا تصدق قلبك .. ) وسالت دمعة .. وعلى إثرها خرج صوتها كالهديل باكياً ( يجب أن تستفيق )
نظر يمنة ويسرة بملامح جامدة .. ثم ركز نظرته الثاقبة عليها وبقسوة حزينة قال : ( لا أريد أن أفيق )
( اذهب .. اذهب )
أولته ظهرها الجميل .. بذات الطريقة التي استدارت بها يوم خرجت من حجرة الاستقبال بعد أن نظر كل منهما إلى الآخر النظرة الشرعية .. يومها خلت الغرفة من الأنفاس بمجرد خروجها .. واليوم يخلو العالم من الحياة بمغادرة هذا الغزال الرقيق ..
سريعة تمر أمامه .. ذكرى الأيام المرحة التي عاشها معها بعد ذلك اليوم .. قفزاتها الرشيقة حولها .. وركوبها على ظهره .. وهروبها من بين يديه .. طفلة تحب الحياة .. وتحب الحب .. وقد منحها هيثم ما تحب .. كم تعلقت به .. وتأثرت بقوته وهيبته وهدوئه الذي قابل صخبها الشديد .. لأي درجة قلبت دنياه ..
علقت دمعة بأهدابه وهو يحيط ركبتيه بساعديه المفتولين .. حين مست وجنته أنفاسها الدافئة .. قبل أن تفارق الحياة .. ولحن صوتها يدوي برقة في أذنيه ( هيثم .. لا تحزن .. ألا يكفيك أنك أسبغت على كل لحظاتي سعادة لم تنلها أي امرأة في العالم ؟! عش سعيداً أرجوك .. عش قوياً تقياً )
سرعان ما خطفت .. وظلت وصيتها .. أبقى من كل شيء منها ..
مر بخلده طيف الفتاة التي أرادت أمه خطبتها له .. ترى هل جرحها برفضه لها ؟؟
لقد لمح فيها شيئاً من روان .. وفكر بأنه لن يستطيع أن يخلص لها ..
تدور به الأيام دون فائدة .. مشاعره الدفاقة خبت .. وذكراه ليس فيها سوى وجه روان .. وخيوط الدم تقطعه وتلطخ بياضه ..
××××××××××××××
أثناء درسه في المسجد تهامس طالبان :
( انه يتحول إلى شبح )
( أشعر بأنه شخص آخر غير الشيخ هيثم )
( أجل .. أين مرحه ونكاته خلال درسه ؟؟ )
( وأين روح القوة والعزم في دروسه .. لقد باتت كلها تدور حول الغيبيات واليوم الآخر .. )
( ونبرات صوته أصبحت كسيرة نمطية .. )
( كان الله في عونه .. كأنه يودع الحياة )
×××××××××××××××
33
7K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


بحور 217
•
شيء من ذهول أصابني ....
اضطررت لقطع الاتصال حتى أتجاوز المشاعر التي اعترتني ...
مجرد التخيل أمر مهيل فكيف بمن يعيش هذا الشعور ؟؟؟
لكن المؤمن دائما يتجاوز كل محنة ويحولها بإيمانه إلى منحة عظيمة ....
ويعيش حياته لايفقد جوهرها أبدا وإن فقد بريقها !
تيمة
قلمك يسلك دروبا جديدة لم نألفها منه
ويشوقنا أكثر لمداده :26:
اضطررت لقطع الاتصال حتى أتجاوز المشاعر التي اعترتني ...
مجرد التخيل أمر مهيل فكيف بمن يعيش هذا الشعور ؟؟؟
لكن المؤمن دائما يتجاوز كل محنة ويحولها بإيمانه إلى منحة عظيمة ....
ويعيش حياته لايفقد جوهرها أبدا وإن فقد بريقها !
تيمة
قلمك يسلك دروبا جديدة لم نألفها منه
ويشوقنا أكثر لمداده :26:

سكارلت الحبيبة : أحب العضوات النشيطات .. وبالمناسبة : مبروك على الوسام .. تستحقينه :26:
أقبل منك أي شيء .. فمرورك مهم لي .. شكراً على كلماتك ..
شموخ المجد : أشكرك على التشجيع ..
بحور : أحب أن أقول اسمك مجرداً من الصفات والألقاب .. ( عزيزتي / الحبيبة / الغالية ) لا لأني لا أملك هذه المشاعر تجاهك .. ولكن أشعر كأني أناديك بطريقة خاصة .. أحياناً تكون كلمة مقتضبة نائبة عن الكثير ..
لا عليك .. النهاية تركت مفتوحة .. أما الواقع فهو أنه بالرغم من أنه شيخ عريق في التدريس والقاء المحاضرات في الحرم النبوي .. إلا أنه توفي بعد زوجته بحوالي السنة .. لم يتحمل الحياة بدونها .. أقصد أن أقول .. إنها قصة واقعية .. ومن المعقول أن يخلص الرجل لهذا الحد ... وأما المثالية والمطلوب منا .. هو تجاوز المحنة وتحويلها الى منحة كما قلت ..
ورغم ذلك أرى أنه لم يعتزل الناس ويحول حياته الى شيء عديم الجدوى .. بل على العكس .. استمر في العطاء .. لكن صفاته قد تغيرت .. ورغبته في الحياة قد قلت ..
اللهم لا تفرقنا عن أحبابنا ... ولا تفرقهم عنا ..
أنا أيضاً أشعر بهذا يا بحور .. لا أدري ما هو العامل الذي نحى بقلمي الى هذا المنحى .. لكنني أشعر بالتغير ..
جزاك الله خيراً على الرد .. :27:
أقبل منك أي شيء .. فمرورك مهم لي .. شكراً على كلماتك ..
شموخ المجد : أشكرك على التشجيع ..
بحور : أحب أن أقول اسمك مجرداً من الصفات والألقاب .. ( عزيزتي / الحبيبة / الغالية ) لا لأني لا أملك هذه المشاعر تجاهك .. ولكن أشعر كأني أناديك بطريقة خاصة .. أحياناً تكون كلمة مقتضبة نائبة عن الكثير ..
لا عليك .. النهاية تركت مفتوحة .. أما الواقع فهو أنه بالرغم من أنه شيخ عريق في التدريس والقاء المحاضرات في الحرم النبوي .. إلا أنه توفي بعد زوجته بحوالي السنة .. لم يتحمل الحياة بدونها .. أقصد أن أقول .. إنها قصة واقعية .. ومن المعقول أن يخلص الرجل لهذا الحد ... وأما المثالية والمطلوب منا .. هو تجاوز المحنة وتحويلها الى منحة كما قلت ..
ورغم ذلك أرى أنه لم يعتزل الناس ويحول حياته الى شيء عديم الجدوى .. بل على العكس .. استمر في العطاء .. لكن صفاته قد تغيرت .. ورغبته في الحياة قد قلت ..
اللهم لا تفرقنا عن أحبابنا ... ولا تفرقهم عنا ..
أنا أيضاً أشعر بهذا يا بحور .. لا أدري ما هو العامل الذي نحى بقلمي الى هذا المنحى .. لكنني أشعر بالتغير ..
جزاك الله خيراً على الرد .. :27:

نــــور
•
بالفعل تألق القلم هنا يا تيمة
وسكبت المشاعر في لوحة فنية بمنتهى الروعة والاحتراف
سلمت يمناك
أسأل الله تعالى أن يستخدم هذا القلم في سبيله وأن نراك قريبا من كبار الكاتبات في عالمنا :26:
وسكبت المشاعر في لوحة فنية بمنتهى الروعة والاحتراف
سلمت يمناك
أسأل الله تعالى أن يستخدم هذا القلم في سبيله وأن نراك قريبا من كبار الكاتبات في عالمنا :26:
الصفحة الأخيرة
رائعة .... كلمة هزيلة مقابل ما خطته أناملك
ولكن صدقيني
لا أملك غيرها
فاقبليها مني كما هي واعذريني
دمت مبدعة