د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

حي على الجهاد ..خطبة الجمعة 18/5/1424هـ

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون

نعيش هذه الأيام والأشهر الماضية حربا شرسة المسلمين والكفار على مختلف طوائفهم ، والمسلمون في شتى بقاع الأرض متضايقون جدا ، من التسلط اليهودي الصليبي على بلاد المسلمين بشكل عام .

ولا شك أن كل مسلم غيور ، يسأل نفسه أو يسأل غيره ، ما هو الحل لإزالة الظلم الجاثم على صدور المسلمين .

أيها الاخوة : ان الحل الوحيد في إزالة الظلم وتحرير البلاد لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله تعالى .. ولذا فلابد للمسلمين ان يكون لديهم وعي جهادي ، ومعرفة بفضل الجهاد في سبيل الله وحكمه وأحكامه وأنواعه .

وهذا ما سنتطرق إلى بعضه في خطبتنا لهذا اليوم ..

ونبدأ بتعريف الجهاد في سبيل الله؟؟

يتبادر إلى ذهن البعض ان الجهاد في سبيل الله يعني الحرب .. وهذا تصور قاصر..

ان الجهاد في سبيل الله يعني بذل الوسع والجهد في إعلاء كلمة الله تعالى.. وقد عرفة الإمام ابن تيمية رحمه الله بقوله ( الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان )
وعليه فالجهاد أنواع فقد يكون باليد وقد يكون بالكلمة وقد يكون بالقلم وقد يكون بالمال ..والجهاد قد يكون موجها إلى النفس وشهواتها ..أو إلى الشياطين ، أو إلى الكفار والمنافقين .. وقد يكون موجها إلى أهل المنكرات من الظالمين والفاسقين ..

إذا فالجهاد باب واسع تدخل فيه جميع أنواع السعي والكفاح واستخدام جميع الوسائل المشروعة لإعلاء كلمة الله تعالى وتطهير الأرض من الظلم ، وفتح المجال للناس لمعرفة الحق ..

وعليه فكل مسلم على وجه الأرض يعتبر مجاهدا في سبيل الله ..سواء المرابطين في ساحات القتال ..أو الذين يعيشون داخل المدن والقرى والهجر ..

1) فالرجل الذي يشرف على رعاية أسرته وكسب القوت لهم وتربيتهم تربية إسلامية يعتبر مجاهدا ..

2) والمرأة التي ترعى بيت زوجها وتربي أولادها على الجهاد تعتبر مجاهدة ..

3) والموظف الذي يخدم المسلمين ويسهل لهم أعمالهم بالطرق المشروعة وينشر الخير بفعله وقوله يعتبر مجاهدا .

4) والذي يأمر المعروف وينهى عن المنكر ، من خلال التعليم والتربية جهاز الهيئات أو نحو ذلك يعتبر مجاهدا في سبيل الله ..

5) والمسؤول الذي يسخر جميع إمكانات قسمه أو دائرته لخدمة المسلمين ونشر الدعوة إلى الله تعالى ، بين صفوف المتعاملين معه ، مع التضييق على الشر وأهله..فهذا يعتبر مجاهدا في سبيل الله ..

6) والكاتب الذي يؤلف الكتب ويكتب في الصحف ، والمحاضر الذي يلقى المحاضرات والخطب كل أولئك يعتبرون من المجاهدين في سبيل الله إذا اخلصوا عملهم لله ، وبذلوا جهدهم و أقصى ما يمكنهم لخدمة دين الله عز وجل ..

إلا ان افضل الجهاد هو حمل السلاح ضد أعداء الله في الثغور ومواقع القتال ..

إذا فكل واحد من المسلمين على ثغر من ثغور الإسلام فالله ان يؤتى الإسلام من قبله ..

أيها الاخوة : وبعد هذه المقدمة عن المفهوم الشامل للجهاد في سبيل الله فدعونا نلقي الضوء على افضل أنواع الجهاد ..وهو استخدام القوة في قتال الكفار .. نعرف فضله .. واجر المجاهدين ..وحكمه ..وبعض المفاهيم حول الجهاد في سبيل الله ..

كل هذا من اجل ان يهيئ الإنسان نفسه لهذه الفريضة الغائبة ، وان لم يستطع ذلك فيكفيه نيته الصالحة ، إذا حرص على تحقيقها.يؤكد هذا الكلام قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) أخرجه مسلم ..

المهم ن تكون النية موجودة ..مع العمل بأخلاق المجاهد في سبيل الله ، وتربيةِ النفس والأولاد على ذلك ، مع ممارسة أنواع الجهاد الأخرى.

أيها الاخوة : الجهاد بمفهومه الشامل يعتبر ركنا من أركان الإسلام ، ومن ترك مجالا يمكنه ان يجاهد من خلاله فهو آثم ..إلا ان قتال الكفار يعتبر فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ..

ولا يصبح فرض عين على كل شخص حتى على المرأة والصبي وغيرهم ، إلا في ثلاث حالات.

الحالة الأولى إذا التقى جيش المسلمين والكافرين ، وتقابل الصفان فهنا يحرم على من حضر المعركة الانصراف ويجب عليه البقاء إلى ان تنتهي المعركة ، إلا إذا كان الانصراف لتنفيذ عملية تنفع المسلمين.

الحالة الثانية إذا نزل الكفار ببلد ، فانه يتعين على أهلها قتالهم ودفعهم ..ولا يجوز لأحد منهم ان يجلس أو يخرج.

الحالة الثالثة : إذا استنفر إمام المسلمين شخصا أو قوما فانه يلزمهم الخروج للقتال .ولا يجوز لهم ان يتخلوا عن ذلك..

هذا هو حكم الجهاد بشكل عام ..

أما فضل المجاهد في سبيل الله فقد جاءت كثير من الآيات والأحاديث تبين فضله والأجر المترتب على خروجه وموته.

فمن ذلك قوله تعالى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169)فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(170)يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(171)..

واما الأحاديث فمنها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ) البخاري

واخرج مسلم بسنده عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه انه قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟؟ قَالَ لَا تَسْتَطِيعُونَهُ.. قَالَ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ..كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا تَسْتَطِيعُونَهُ ..ثم َقَالَ فِي الثَّالِثَةِ ( مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ) ..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ) البخاري

أيها الاخوة في الله هذا شيء من فضل المجاهد في سبيل الله تعالى ..ومن أراد الاستزادة فبإمكانه ان يرجع إلى كتب العلم التي تحدث عن الجهاد وأحكامه..

أسال الله تعالى ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.. كما اسأله عز وجل ان يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في امرنا .. وان يرزقنا الشهادة في سبيله بعد طول عمر وحسن عمل ..انه هو السميع المجيب.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا حمدا والشكر له شكرا شكرا .. واشهد ألا اله إلا هو وحده لا شريك له ..و اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد أيها المسلمون :

ان الإسلام عندما يعلن الجهاد على الكفار لا يهمه الاستيلاء على الأراضي ولا السيطرة على ثرواتها ..بل يهمه في المقام الأول سعادةُ الناس وفلاحُهم .. ثم تعميم تلك السعادة على سائر أمم ارض ..كما قال تعالى(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ .. وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ )

لقد فرض الله الجهاد على المسلمين حماية للدعوة وضمانا للسلم ، وأداء للرسالة التي حمل عبئَها المسلمون ..تلك الرسالة هي هداية الناس إلى الحق والعدل ، ولم يكن الجهاد يوما من الأيام أداة للعدوان ولا وسيلة للمطامع الشخصية .وإذا حصل تجاوزات من بعض المجاهدين أو أدعياء الجهاد ، فهذا لا يعني خطأ مشروع الجهاد ، ولا يعني سوء المجاهدين بشكل عام .

كما لا يعني ان الإنسان لا يفكر في الجهاد أصلا ..فوجود ضعاف النفوس والمتسلقين على أكتاف الآخرين ، أمر معروف في كل زمان ، ولا يرد الإنسان عن الدعوة إلى الجهاد والعمل على تحميس الناس إليه ..

ومما يؤكد ان الجهاد لا يقصد به العدوان على الآخرين بدون حق..سيرةُ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما دعى إليه المولى تبارك وتعالى في كتابه في اكثر من آية ، ومن ذلك قوله تعالى(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ..وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ).

فالمسلمون حين يقاتلون لا يعتدون ولا يفجرون ولا يمثلون ولا يسرفون ولا ينهبون الأموال ولا ينتهكون الحرمات ولا يتقدمون بالأذى ..فهم في حربهم خير محاربين ، كما انهم في سلمهم افضل المسالمين ..

جاء في الحديث الصحيح عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه انه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ..) مسلم

أيها المسلمون :

هذا شيء يسير من فضل الجهاد وآدابه ، أما مكانه كما نعرف فهو بلاد الكفار، عندما يقرر أهل الحل والعقد في الأمة قيامه ، ولم تكن ارض المسلمين يوما من الأيام أرض جهاد بالسيف أو غيره من أدوات الحرب ، بلاد المسلمين يمارس فيها أنواع الجهاد الأخرى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بشتى طرقها ، مع الصبر والاحتساب على ما يصيب الداعي من أذى وتضييق .

أما أن تنقل المعركة بالسلاح إلى داخل بلاد المسلمين فهذا ليس بجهاد ، مهما كانت النوايا والمبررات ، ومهما كان الظلم الحاصل من حكام المسلمين .

إن قيام البعض بعمليات التفجير والاغتيالات في بلاد المسلمين الآمنين ليس بجهاد ، بل هو ظلم وبغي وعدوان ، وخروج عن منهج السلف الصالح رضي الله عنهم
..

ثم أنه ليس من حق فرد أو مجموعة أفراد ، لم يعرف عنهم علم أو دعوة ، وليس معهم عدد ولا عدة ، أن يقرروا غزو بلاد الكفار ، وإعلان المواجهة معهم ، وإدخال المسلمين في حرب لم يستعدوا لها. هذا ليس من حقهم مهما استشهدوا به من آيات وأحاديث وأقوال العلماء ،

فمشروع الجهاد مشروع أمة بأكملها ، وليس مشروع فرد أو مجموعة .

أيها الاخوة : وكما ان الإسلام كما فرض القتال ..فانه أشاد بالسلام و دعى إليه قال تعالى ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

دعى إلى السلام وفق ضوابط معينة لا تجعل للكافرين سبيل على المؤمنين...وهو ما يخالف تماما سلام الجبناء المنافقين ، الذي يُنادى به منذ فترة من الزمن ، والذي اثبت فشله منذ الموافقة عليه ، ولم نجد له ثمرة على أرض الواقع

وختاما اخوة الإيمان :

ان الأمة التي تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت ميتة شريفة ، يهب الله لها الحياة .. الحياةَ العزيزة في الدنيا ..والحياة الهانئة الأبدية يوم القيامة..

أما الأمة التي لا تعرف إلا اللعب واللهو الرقص ، والتنافس على حطام الدنيا ، فهذه سوف تعيش في الدنيا ذليلة بائسة مهانة ، مهما حصل لها من التقدم المادي ..وفي الآخرة مصيرها مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف..نسال الله السلامة من ذلك..

ولنعلم / ان الموت لابد منه..ولن يكون إلا مرة واحدة.. فان ماتت النفس في سبيل الله ، كان ذلك الربح الوفير في الدنيا والآخرة .. وان ماتت في سبيل التراب أو في سبيل الشهوة أو السمعة فقد خابت وخسرت ..

فلنحرص أن نمارس الجهاد بجميع أنواعه كل حسب وقته وجهده وامكاناته ،ولنحذر من العجلة والحماس الزائد ، وقبل أن نفكر في مصالحنا الشخصية علينا ان نفكر في مصير أمتنا .

ولنتذكر موقف الامام احمد والامام بن تيمية كيف صبرا على السجن ، مع امكان قيامهما بحركات جهادية ضد الولاة آنذاك ، فالصبر على الأذى نوع من الجهاد.

أيها الاخوة في الله : هذا ما تيسر هذا اليوم ، فأسال الله تعالى ان يعز الاسلام والمسلمين ، وأن يذل الشرك والمشركين

كما اسله تعالى ان ينصر اخواننا المجاهدين ( في أفغانستان وفلسطين ، والشيشان والفلبين ، وكشمير واند نوسيا ن وفي بورما وارتريا واثيوبيا والعراق ..وفي كل مكان على هذه الارض ) .. انه سميع مجيب.
0
649

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️