خادمة تنتقم وام تصاب بالفزع عندما ترى طفلها وهو !!!!

التنظيف والتنظيم

مواد التنظيف.. قنابل نضعها في منازلنا!!

تحقيق : الدكتورة شروق الفواز

من هنا تبدأ الحكاية وتتكون القضية:
تغفل الأم عن طفلها وبعد أن تفتقده، تبحث عنه لتجده في المطبخ يترنح، يحاول البكاء فلا يستطيع، يصرخ فلا يطيق، يختنق تزداد دموعه ورجفته، وعيناها ترقبه حائرة، لتنتبه فجأة إلى تلك القارورة الملقاة، يتدفق منها سائل ذو رائحة نفاثة، فتبدأ المأساة..!
خادمة تضيق ذرعا بمستخدمتها وظلمها وتسلطها، فتفكر بالانتقام، وتخرج علبة من أحد أدراج المطبخ أو المستودع لتفرغ محتوياتها على جسد طفل صغير، أو تسقيه شيئا منها فتحرق جوفه، ويتحقق الانتقام ونعض أصابع الندم بعد فوات الأوان...!
امرأة تجتهد في تنظيف بيتها فتخلط عددا من مواد التنظيف التي تجهل تركيبها وتستخدمها في أماكن مغلقة، فتختنق، وربما تموت فنندب الحظ ونلوم جهلها..!
هذه المواقف تتكرر مرات عديدة، تختلف أسبابها ودواعيها وأدواتها متوفرة، للصغير قبل الكبير، في يد الطفل، المراهق، ويد البالغ الحاقد أو الحاقدة.أدوات سهلة للانتقام للإجرام، أو حتى للفتك على سبيل التساهل والإهمال؟
نفتح ملف القضية ونحن نرى ضحاياها يتساقطون في كل يوم، يتألمون، يتشوهون، يعاقون ويموتون. والأداة السهلة متوفرة في كل متجر وسوق، في كل مطبخ، تباع لكل من شاء ورغب، بدون رقيب أو حسيب، أو ضوابط .
إنها المواد الكيماوية السامة والحارقة، ومن أهمها ماء النار أو الأسيد الذي نستخدمه بكثرة في استعمالاتنا ومشاكلنا اليومية، للتنظيف أو لتسليك المجاري وانسداداتها وغيره من المواد الكيماوية السامة التي تعج بها خزائننا ومطابخنا، نسمح بها لاستخداماتها البسيطة ونغفل عن الاستخدامات الخطرة لها وتداعياتها.
ما هي الحاجة الحقيقية لها؟ وماهي الاستخدامات الصحيحة لها، وكيف نتقي مضارها ومحاذيرها؟ وما هي بدائلها الأكثر أمنا وسلامة؟
حول هذه القضية نحاور ذوي الاختصاص، ونتداول معهم أطرافها لنصل إلى عمقها، ونبحث عن الحلول الممكنة لها، لنضعها أمام القارئ، علنا بطرحنا لجوهرها وهمومها نتمكن من تطبيق حلولها، فنكبح من عداد ضحاياها المتصاعد.
يقول الدكتور عبدالله الربيعة استشاري جراحة الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض في البداية: إن التطور الحضاري والنهضة العلمية الحديثة أحدثا نقلة كبيرة في حياتنا اليومية، وإن كان معظمها ولله الحمد للأفضل إلا أن هناك تجاوزات ربما أدت أو قد تؤدي في بعض الأحيان إلى مخاطر عكسية كبيرة على الإنسان وخصوصا الأطفال، منها خروج مواد كيميائية متعددة تستخدم في المنازل لأغراض النظافة اليومية، وإن كان معظمها ليس له ضرر في حدود الاستخدام الصحيح والحذر، إلا أن هناك بعض المواد التي قد تؤدي إذا أسيء استخدامها إلى أخطار كبيرة، حيث تحتوي على مواد قلوية مركزة تتراوح نسبة التركيز فيها من 10% إلى 50%، وتعتبر هذه النسب عالية جدا، حيث تحدث حروقا كيميائية بليغة إذا ما لامست الجلد أو الأغشية المخاطية لا سمح الله.
المقاييس المعتمدة
وحول المقاييس المعتمدة التي تحدد أمان استخدام المواد الكيميائية ومواد التنظيف المستخدمة في المنازل يقول الدكتور محمد الكناني من معهد بحوث البترول والصناعات البتروكيماوية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: إن من المقاييس المعتمدة التي تحدد أمان استخدام المواد الكيميائية ومواد التنظيف هي قيم التراكيز القصوى للأبخرة والغازات والسوائل وغبار المواد الصلبة في الهواء المسموح للتعرض لها لكثير من المواد الكيميائية والتي لا تشكل خطراً على صحة الإنسان والتي وضعتها بعض الهيئات والجمعيات للسلامة في الدول الصناعية المتقدمة ومنها: المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، وإدارة السلامة والصحة المهنية، وكذلك الهيئة الأمريكية الحكومية لأخصائيي الصحة الصناعية.
إلا أن تراكيز ما ينتج عن المواد الكيميائية المستخدمة في المنازل لا يمكن قياسها أو التحكم بها كما هو الحال في المصانع وأماكن تخزينها، ومن أمثلة ذلك، تراكيز الغازات والأبخرة الناتجة عن استخدام ماء النار أو المركبات الكلورية - الأكسجينية وغيرها .
و يكتفي بعض المصنّعين لتلك المواد في الدول المتقدمة بوضع تعليمات وقائية وتحذيرات وإرشادات سلامة على العبوات. وأعتقد بأنه لا يوجد مقاييس معتمدة صادرة عن أي جهة حكومية في المملكة العربية السعودية يمكن أن تحدد أمان وطرق استخدام المواد الكيميائية، بالإضافة إلى عدم وجود توجيهات للمصنّعين من الجهات المعنية لإلزامهم بتدوين مخاطر المنظفات الخطرة وطرق التعامل معها (الحماية الشخصية) أو الوقاية منها عند الاستخدام والإجراءات الصحية الوقائية على العبوات.
الأضرار و درجات الحروق
ويقول د. عبد الله الربيعة: إن درجة الحروق التي تسببها هذه المواد تتراوح من الدرجة الأولى البسيطة إلى الدرجة الثالثة العميقة، ويحدد ذلك أمران، درجة تركيز مواد التنظيف، فكلما زاد التركيز ارتفعت درجة الحروق، مدة بقاء المادة الكيميائية على الجلد أو الغشاء المخاطي.
وينتج عن هذه الحروق آثار كبيرة على الجسم مثل: حروق وتليف بالفم واللسان، حروق بالحنجرة وربما انسداد بالجهاز التنفسي العلوي، تليف وضيق بالمريء، حروق بالمعدة، حروق بالوجه والجلد.
الأكثر أماناً
وحول ماهية مواد التنظيف الأكثر أماناً، و متى يمكن أن تزيد خطورتها يقول د/ محمد الكناني: إن أكثر مواد التنظيف أماناً هي تلك التي تتصف بالصفات التالية: أن لا تنبعث منها أبخرة أو غازات سامة ومخرشة لكي لا تؤثر على الجملة العصبية والجهاز التنفسي والعيون، أن تتمتع برقم (أس) هيدروجيني معتدل نوعاً ما، أي تتصف بحامضية وقاعدية منخفضتين لكي لا تؤثر على الجلد و تسبب حروقاً كيميائية من الدرجة الثانية أو الثالثة، أن لا تحتوي على مذيبات عضوية مركزة لكي لا تسبب جفافاً للجلد ومن ثم تشققات فيه، أن لا تؤثر على الأثاث المنزلي (الموبيليا، الرخام، القطع المعدنية) والألبسة (المواد النسيجية بكافة أنواعها) والأواني المطبخية وأنابيب فتحات الصرف الصحي و غيرها مسببة تآكلاً لها، أن لا تكون قابلة للالتهاب والاشتعال والانفجار، أن لا تشكل مزائج فعالة مع منظفات أخرى، على سبيل المثال، مزج ماء النار مع مادة التنظيف الفلاش أو أحد المركبات الكلورية - الأكسجينية (ننصح الأولاد بعدم العبث أو تجريب ذلك كما يفعل البعض لأنه ينتج عن ذلك تفاعل خطر جداً و قد يكون متفجراً في بعض الأحيان ناشراً كمية كبيرة من الحرارة)، أن لا تتفكك مع الزمن مسببة تحرر أبخرة
أو غازات سامة وخطرة أو انتفاخاً للعبوة، أن لا تسبب تفاعلاً خطراً مع الماء كما هو في حال ماء النار، أن لا تسبب تلوثاً للبيئة .
وتزداد خطورة مواد التنظيف في الحالات التالية : عدم ارتداء معدات الحماية الشخصية مثل القفازات والنظارات الواقية للعيون وبعض الأحيان الكمامة الواقية عند استخدام بعض أنواع المنظفات الخطرة مثل ماء النار والمركبات الكلورية - الأكسجينية وغيرها، وجود بعض أنواع بخاخات مواد التنظيف بجانب لهب مكشوف أو سطح ساخن، وتخزين بعض أنواع المنظفات وخاصة القلوية منها لفترات طويلة من الزمن حيث إن بعض الأنواع منها يتفكك مع الزمن والبعض الآخر يمتص الرطوبة من الهواء الجوي مؤدياً إلى انتفاخ ومن ثم انبعاج العبوة وبالتالي تحرر أبخرة مخرشة مسببةً تآكلاً لمكان التخزين، وعدم تخزين المنظفات الخطرة في خزائن مقفلة بعيداً عن متناول الأطفال، عدم التزام ربة البيت بالطرق الوقائية من المواد المنظفة الخطرة واستخدام كميات كبيرة منها، استخدام بعض أنواع المنظفات في أماكن مغلقة رديئة التهوية، وكذلك استخدام ماء النار لفتح انسدادات المجاري مع الماء أو مادة الفلاش أو مواد قلوية أخرى .
تغيير التركيب الكيمائي
ويقول د/ محمد الكناني: إنه يمكن أن يتحول أو يتغير التركيب الكيميائي لبعض أنواع التنظيف سواء في المنازل أو المحلات التجارية بالإضافة إلى فقدان قوتها التنظيفية وذلك نتيجة تعرضها للرطوبة أو للحرارة أو تخزينها لفترات طويلة من الزمن حيث تسبب تلك الظروف تثبيط المجموعات الفعالة أو تفاعلات كيميائية فيما بين مكوناتها أو ترسيب بعض مكوناتها. ويمكن المحافظة على صلاحية وأمان المواد المنظفة بتخزينها في عبوات محكمة السد وبوضع عمودي بعيداً عن متناول الأطفال وفي مكان جاف وعند درجة حرارة لا تتجاوز 15-20م تقريباً وبعيداً عن مصادر الحرارة واللهب وأشعة الشمس وعدم مزجها مع بعضها البعض، كما وننصح هنا بإتلاف العبوات منتهية الصلاحية وفق الطرق السليمة .
تفاوت الإصابات
ويعود د/عبد الله الربيعة للقول :بأن الحالات والإصابات تختلف حسب المادة الكيميائية المؤثرة أو المستخدمة، كما أن نسبة الإصابة لدى الأطفال تتراوح بين الارتفاع والانخفاض على حسب المادة المستخدمة، وهل هي من النوع السائل أو الحبوب المركزة، وعادة ما تستخدم مثل هذه المواد في التنظيف المنزلي أو لفتح انسدادات المجاري، مثل الأسيد أو ماء النار الذي يعد الأخطر والأكثر استخداما.
ماء النار
وحول التركيب الكيميائي أو الاسم العلمي لمادة (ماء النار) أو الأسيد المستخدمة في انسداد المجاري يقول د/محمد الكناني: إن الاسم العلمي لمادة (ماء النار) أو الأسيد هو حمض الكبريتيك (أو حمض الكبريت) المركز التجاري وصيغته الكيميائية (H2SO4)، مشيراً إلى أن أهم البدائل المتاحة لهذه المادة هي مادة هيدروكسيد الصوديوم الصلبة وهذه تكون على شكل مسحوق أو حبيبات بيضاء اللون تستخدم مع كمية قليلة من الماء وضررها ليس أقل بكثير من ضرر استخدام ماء النار، ويمكن استخدام مواد كيميائية ليست خطرة وهي كما يلي:
يضاف نصف فنجان من كربونات الصوديوم الحامضية (بيكربونات الصوديوم أو بيكنغ صودا المستخدمة في صنع الكيك) يمكن شراؤها من محلات العطارين، إلى فتحة الصرف الصحي ثم يضاف نصف فنجان من حمض الخل وتغلق الفتحة جيداً وتترك لمدة ربع ساعة، وبعد ذلك يضاف كمية كبيرة من الماء الساخن.
ولمنع انسدادات فتحات الصرف الصحي يضاف نصف فنجان من ملح كلوريد الصوديوم(ملح الطعام) في الفتحة ثم يضاف كمية من الماء الساخن وذلك مرة واحدة في الأسبوع.
أما البدائل الميكانيكية فيوجد لدى بعض الشركات أو بعض محلات بيع الأدوات الصحية المتخصصة في فتح انسدادات المجاري شريط حلزوني طويل (يسمى بالحية الحلزونية) يدخل في المجرى بواسطة الضغط أو الدوران باستخدام محرك كهربائي.
كما ويمكن استخدام طريقة ضخ الماء بواسطة خراطيم وضاغطات خاصة.
وحول خطورة هذه المادة يقول د/محمد الكناني: تعد أبخرة وسائل هذه المادة خطرين جداً، والتركيز المسموح للتعرض له هو 1ملليغرام/متر مكعب و إن التعرض لماء النار يصيب جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو ملامسة الجلد والعيون. ومن أهم المخاطر المحتملة عند التعرض المديد لهذه المادة ما يلي :
عند الاستنشاق فيعتبر تركيز 80ملليغرام / متر مكعب خطر على صحة الإنسان حيث يمكن أن يحدث تهيجاً في الأغشية المخاطية وخصوصاً التنفسية، وتنفساً سريعاً وسطحياً وفقداً للوعي وإصابة رئوية ومفرزات أنفية وعطاساً وإحساساً حارقاً أو واخزاً في الأنف والحلق وخلف القص وسعالاً وضائقة تنفسية والتهاباً رغامياً وقصبات وتشنج حبال صوتية وسيلاناً أنفياً دموياً مع قشع وقيء دموي والتهاب معدة ووذمات رئة قصبة ورغامى وحنجرة وتليف رئوي والتهاب قصبات. وعند التعرض المزمن لهذه المادة قد تتطور الحالات المذكورة أعلاه وتؤدي إلى التهاب في القناة التنفسية العلوية والتهاب قصبات مزمن وتآكل أسنان وخصوصاً بالقواطع المركزية والجانبية والتهابات تنفسية متكررة وانتفاخ رئة والتهاب فم واضطرابات هضمية، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف عام وزيادة بخطر سرطان الحنجرة.
أما عند ملامسة الجلد فيمكن أن تسبب المادة تهيجاً للجلد وحروقاً جلدية من الدرجة الثانية والثالثة مع تآكل وندبات. وعند التعرض المزمن فإنه قد يحدث جفافاً جلدياً وتقرحاً في اليدين والتهاباً قيحياً مزمناً حول الأظافر والتهاباً جلدياً .
عند ملامسة العيون: يمكن أن يسبب التماس المباشر لأبخرة ماء النار تخرشاً و ألماً وتدميعاً و رهاب ضوء وحروقاً أما التماس المباشر للسائل فإنه يحدث إحساساً حارقاً ولاذعاً مع تدميع وتشوش رؤية واحتقان ملتحمة وتقرح قرنية عميق والتهاب ملتحمة وآفات خفية وإصابة قرنية غير قابلة للشفاء وحروقاً شديدة وزرقاً عينياً وقد يؤدي ذلك إلى العمى .
أما في حالة ابتلاع المادة فيمكن أن يسبب حروقاً حول الفم وتآكل الأغشية المخاطية للفم والحلق والمرئ وصعوبة أو عدم المقدرة على البلع أو الكلام. كما وقد يحدث ألماً حارقاً في الحلق والمرئ والبطن ومذاقاً حامضياً شديداً وغثياناً وتقيؤاً وإسهالاً لمحتويات سوداء وجفافاً وقشوراً على الشفتين والفم وتلوناً بالبني أو الأصفر حول الفم وعطشاً زائداً واحمضاضاً دموياً والتهاباً في الفم ونبضاً سريعاً وضعيفاً وتنفساً سطحياً وصدمة واختلاجات وبيلة ألبومينية ودموية وانقطاعاً في البول وتضيقات مريئية ومعدية وانثقاب في المعدة والأمعاء يؤدي لالتهاب بريتوان وقد يحدث الموت .
الآثار على الأطفال
أما الدكتور عبدالله الربيعة فيقول: إن أثارها على الأطفال، فتشمل حدوث آلام شديدة وتلف وتليف في المنطقة التي لامسها (ماء النار) أو الأسيد ، مما يؤدي لا سمح الله إلى انسداد جهاز التنفس والحاجة إلى أنبوب تنفسي بالرقبة أو انسداد وتليف بالجهاز الهضمي العلوي والحاجة إلى الغذاء عن طريق الأنبوب، أو في الحالات الخطرة تهتك بالجهاز الهضمي وحدوث التهاب حاد، قد يؤدي للوفاة، إضافة للآثار النفسية الكبيرة والإعاقة التي قد تسببها هذه الحروق والتي قد تؤثر على تأقلم الطفل مع مجتمعه ومحيطه وانتظامه في الدراسة.
الإجراءات الوقائية
وحول الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها عند استخدام ماء النار يقول الدكتور الكناني :إنه يجب ارتداء النظارات الواقية للعيون والقفازات المطاطية السميكة والمبطنة والكمامة الواقية للجهاز التنفسي، عدم إضافة المادة على الماء أو العكس، حيث إنها تتفاعل معه بشدة وتتناثر قطيرات من الحمض، إضافة إلى أهمية عدم استخدام المادة مع أي مادة منظفة قلوية أخرى مثل الكلوركس والمبيضات وهيدروكسيد الصوديوم ومنظفات الفلاش وغيرها، عدم ارتداء العدسات اللاصقة عند استخدام هذه المادة حيث يؤدي تجمع أبخرة الحمض حولها إلى تآكل في عدسة وقرنية العين، وقبل ذلك يجب تهوية المكان جيداً عند استخدام المادة، يجب ابعاد الأطفال عن مكان استخدام المادة، وبعد الانتهاء من استخدام المادة يجب إضافة كميات كبيرة من الماء بحذر شديد للتخلص من آثارها و خاصة إذا استخدمت لفتح المراحيض حيث إن أبخرتها المتبقية تؤثر على الأعضاء التناسلية للإنسان و تسبب تخرشاً.
تأثيرات أخرى
وحول تأثير هذه المادة على جودة وصلاحية المواد أو الأسطح أو الأنابيب المستخدمة معها يقول د/ محمد الكناني: إن لهذه المادة تأثيراً شديداً على أسطح الرخام والبلاط حيث تتفاعل معها بشدة محررة غاز ثاني أكسيد الكربون إذا كان يدخل في تكوينها خام كربونات الكالسيوم ومسببة تآكلاً واضحاً لها بالإضافة إلى تغير لونها. أما بالنسبة لتأثير المادة على أنابيب فتحات الصرف الصحي فإنها تؤثر عليها إذا كانت مصنوعة من الحديد الصب أو فلز الخارصين حيث تسبب لها تآكلاً وتتفاعل معها محررة غاز الهيدروجين الخطر والقابل للالتهاب والانفجار في حالة وجود لهب أو شرر. أما بالنسبة لتأثير المادة على الأنابيب البلاستيكية فإنها تؤثر عليها وتشكل تصدعاً فيها وبشكل خاص في أماكن التحام أنبوبين حيث تتفاعل مع مادة التحامهما.
ضوابط للتداول
وحول أهمية وضع ضوابط لبيع مثل هذه المواد الكيميائية الخطرة في المحلات التجارية يقول د. محمد الكناني لا يمكن وضع ضوابط لمنع أو بيع كميات أو تراكيز معينة غير خطرة من هذه المادة ولكن أقترح وبشدة بأن ترفق مع كل عبوة صفحة أو أكثر تتضمن سلامة استخدام المادة ومخاطرها المحتملة وتفاعلاتها الخطرة مع المواد الكيميائية المنزلية وتأثيراتها السمية على الإنسان والأعراض والإسعافات الأولية عند الإصابة بها وطرق الحماية الشخصية عند التعامل معها والطرق الوقائية عند انسكابها وطرق تخزينها والتخلص منها وتحذيرات تخص الأطفال.
مواد خطرة
وعن وجود مواد كيميائية خطرة تستخدم في المنازل يقول د. محمد الكناني هناك العديد من المواد الكيميائية الخطرة التي تستخدم في المنازل والتي من أهمها ما يلي: المواد الكيميائية المستخدمة في المطابخ: وتشتمل على مواد تنظيف الأفران والأرضيات والجدران، ومنظفات الأدوات المطبخية، وملمعات البرونز وبعض أنواع الأدوات المعدنية الأخرى، والمطهرات والمعقمات، ومنظفات الزجاج التي تحتوي على مادة النشادر، وسوائل هيدروكربونية ومواد إشعال الفحم لأغراض الشي (الشوي) أو التدفئة، واسطوانات غاز البيوتان المستخدمة لأغراض الطبخ وبعض الأحيان للإضاءة، ومبيدات للحشرات والصراصير والفئران والجرذان، والمواد الكيميائية المستخدمة في غرف الغسيل: وتشتمل على عدة أنواع من المنظفات بالإضافة إلى المركبات الكلورية - الأكسجينية، والمركبات الكلورية المستخدمة في التنظيف الجاف، ومطريات الملابس ومواد مزيلة للدهون والبقع و مبيضات، والمواد الكيميائية المستخدمة في الحمامات والمسابح: وتشتمل على منظفات كراسي المراحيض والمغاسل والأرضيات، ومواد التعقيم والتطهير، ومواد كلورية، ومنظفات لفتحات الصرف الصحي، ومواد لفتح انسدادات المجاري، والمواد الكيميائية المستخدمة في الك
راجات: وتشتمل على بطاريات، ومنظفات غسيل السيارات والزجاج وحمض الكبريت للبطاريات، وملمعات ومواد مزيلة للشحوم، وزيوت للمحرك والفرامل وعلب السرعة، وفريون ومواد مانعة للتجمد، ومواد تنظيف للراديترات ، و غازولين، والمنتجات الصحية الشخصية: وتشتمل على مواد التجميل بجميع أنواعها وأصباغ الشعر والماء الأكسجيني، وطلاء الأظافر ومذيباته، ومواد تثبت الشعر، وكريمات الحلاقة، ومواد مزيلة لروائح التعرق، والروائح العطرية، ومزيلات الشعر، وكذلك المواد المستخدمة في الحدائق: وتشتمل على الأسمدة بجميع أنواعها، ومبيدات الحشرات والحشائش والزواحف. والمواد المستخدمة في طلي المنازل: وتشتمل على الطلاء بجميع أنواعه، والمذيبات، ومذيبات لإزالة الطلاء ، وبخاخات طلاء، وملمعات للأخشاب، ومذيبات لتنظيف أدوات الطلاء، وملونات. المواد المستخدمة في الأعمال الفنية: وتشتمل على مواد كيميائية للتصوير، ومواد تلوين زيتية، وبخاخات تلوين ، ومذيبات عضوية، وورنيشات، وغراء ومواد لاصقة وغيرها من المواد الأخرى. ومواد أخرى متعددة الأغراض: وتشتمل على منعشات الهواء، منظفات للموكيت والسجاد، ومواد مانعة للعث، ومواد لاصقة للموكيت ومذيباتها العضوية، ومواد كيميائية مستخدم
ة في العناية بالحيوانات، ومواد غراء للأخشاب، ومادة الزئبق في موازين الحرارة ومقاييس ضغط الدم والضغط الجوي والقواطع الصامتة والأحذية المضيئة ومحاليل التطهير (مثل الميكروكروم) وأنابيب الإضاءة، والبطاريات، والألعاب النارية، وولاعات السجائر، وأعواد الثقاب وغيرها.
ومعظم المنتجات والمواد الكيميائية السابقة تحتوي على مواد كلورية عضوية ولا عضوية وغازات ومذيبات بترولية وقلويات وأحماض ومركبات عضوية أروماتية وفوسفورية، ومركبات لا عضوية وغيرها، ومعظمها يؤثر على صحة الإنسان سواء عن طريق الاستنشاق والابتلاع وملامسة الجلد والعيون. كما وتسبب التسمم والتآكل والاشتعال والانفجار، أو تكون فعّالة كيميائياً تجاه مواد أخرى بالإضافة إلى مخاطرها على الأطفال.
عبوات خاصة
ويؤكد. محمد الكناني على إنه من الضروري جداً توافر المنظفات الخطرة في عبوات خاصة صعبة الفتح بحيث يكون غطاؤها شبيهاً بأغطية بعض أنواع عبوات الأدوية التي تفتح بالضغط و الدوران والضغط، وميكانيكية فتح العبوة بهذه الطريقة تكون صعبة على الأطفال. أما بالنسبة لبخاخات بعض أنواع المنظفات مثل بخاخات تنظيف الزجاج والأخشاب والموبيليا والأثاث المعدني وبعض أنواع الرخام والملمعات ومواد تثبيت الشعر وإزالة الروائح وتلك المستخدمة في تنظيف تابلوهات السيارات وغيرها، فأعتقد بأنه يوجد صعوبة بتوفر بخاخات صعبة الفتح على الأطفال. كما وإن معظم أنواع البخاخات المتوفرة في الأسواق تتطلب تصميم أغطية جديدة صعبة الفتح، إلا أن هذا قد يكون شبه مستحيل لأن ذلك يتطلب خط إنتاجي تعبئة جديد وهذا غير مجد اقتصادياً للمصانع القائمة حالياً.
في حين يرى د. عبد الله الربيعة انه لا بد من وضع أنظمة محددة تقنن من طريقة بيع المواد الكيميائية الحارقة، حيث تشترط معظم الدول المتقدمة منع بيع هذه المواد للأطفال، كما تشترط وضع أغطية محكمة، لعبواتها يصعب فتحها على الأطفال. كما أنها تشترط وضع نصائح واضحة على هذه المواد توضح خطورتها،كما يفضل تصنيف مثل هذه المواد ووضعها ضمن المواد الخطرة.
الإرشادات
يقول د. محمد الكناني إن الإرشادات الوقائية الموجودة على بعض عبوات مواد التنظيف غير كافية على الإطلاق وإنني أقترح أن يتضمن كل ملصق على عبوات مواد التنظيف الخطرة وبشكل مختصر على ما يلي: المخاطر الصحية المحتملة، التأثيرات السمية، الطرق الوقائية (الحماية الشخصية) للتعامل مع مثل هذه المواد، العلاجات الصحية (أو الإسعافات الأولية) عند التعرض أو الإصابة بمثل هذه المواد، إرشادات تحذير.
خسائر كبيرة
وحول الخسائر النفسية والمادية التي تسببها مثل هذه الإصابات والحوادث يقول د. عبدالله الربيعة إن لها أثار كبيرة لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها على المصاب وأسرته، ومجتمعه أيضا، إضافة إلى الآلام والحروق التي يعاني منها المصاب فتؤثر على نفسيته، وتعامله مع المحيطين به، فهي تسبب صدمة نفسية كبيرة للمحيطين به، وعندما يكون المصاب طفلا يؤثر ذلك سلبا على الوالدين والأخوة والأخوات، وتتبادل التهم واللوم، حول المسئول الأول عن الإصابة.أما آثارها على المجتمع،فهي كبيرة وخصوصا من الناحية المادية، فمثل هذه الإصابات تؤدي إلى تحميل الدولة والمجتمع أعباء مالية كبيرة لعلاج مثل هذه الحالات، فإضافة إلى مدة العلاج الطويلة وخسارة الوقت في متابعة وصحبة المصاب. فقد تتراوح التكلفة الإجمالية لعلاج بعض الحالات من (, 300000إلى ,400000) ريال سعودي.
مقترحات
ويقول د. محمد الكناني انه نظراً لخطورة بعض أنواع ومكونات المنظفات والمواد الكيميائية المستخدمة في المنازل على صحة الإنسان، ونظراً لإهمال هذا الجانب من قبل الجهات المعنية في المملكة فإنني أقترح إعداد سجلات إحصائية سنوية عن جميع الإصابات بالمواد المنظفة والمواد الكيميائية المستخدمة في المنازل وذلك ب***** قاعدة معلومات تشرف عليها إدارة خاصة بوزارة الصحة وبحيث تكون متصلة بشبكة مع المستشفيات والعيادات الخاصة والحكومية في جميع محافظات ومدن ومناطق المملكة العربية السعودية.
ثانياً: ***** خط ساخن بين وزارة الصحة والدفاع المدني ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للإجابة عن أسئلة واستفسارات المستهلكين بما يتعلق بإصابات وسلامة ومخاطر المواد المنظفة والمواد الكيميائية المستخدمة في المنازل.
وكذلك التنسيق بين المصانع المنتجة لمثل هذه المواد والجهات المعنية في المملكة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لوضع إرشادات مفصلة على عبوات المنظفات والمواد الكيميائية المستخدمة في المنازل بحيث تتضمن، المخاطر الصحية المحتملة، التأثيرات السمية، الطرق الوقائية (الحماية الشخصية) للتعامل مع مثل هذه المواد، العلاجات الصحية (أو الإسعافات الأولية) عند التعرض أو الإصابة بمثل هذه المواد، إرشادات تحذير، كما يجب إعداد برامج توعية في الإذاعة والتلفاز عن مخاطر المواد المنظفة والمواد الكيميائية المستخدمة في المنازل.
ويؤيد د. عبد الله الربيعة ما ذكره د. الكناني قائلاً إنه من عين الصواب مكافحة حدوث مثل هذه الإصابات بالطرق الوقائية الحديثة، كما يجب وضع برامج توعية صحية لتثقيف الأمهات عن كيفية التعامل مع هذه المواد والتي نلخصها في عدم تركها في أماكن قريبة من متناول الأطفال، وعدم سكب هذه المواد في كأس أو أي وعاء مشابه، حتى لا يختلط الأمر فيظن أن السائل هو عصير صالح للشرب (بعض هذه المواد لونها وقوامها يشبه عصير التفاح). وعدم السماح للخادمات باستخدام مثل هذه المواد، دون تدريب مسبق ومراقبة دقيقة، والإقفال المحكم لهذه العلب بعد استخدامها، وسرعة نقل الطفل المصاب إلى أقرب مركز علاجي،وعدم التساهل في ذلك مع ضرورة تخفيف الإصابة بسكب كمية من الماء على الجزء المصاب، أو شرب كمية وافية من الماء لتخفيف تركيز المادة القلوية أو الحمضية الحارقة.
الاستخدامات الأخرى!
وبعد أن ناقشنا المخاطر المحتملة من المواد الكيميائية السامة والمحرقة، الناشئة من الإهمال أو سوء الاستعمال نطرح الجانب الآخر من القضية، وهو توفر وسهولة استخدام مثل هذه المواد للإجرام والإضرار بالآخرين. ويشاركنا الدكتور سعود المصيبيح مدير إدارة العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية الدكتور سعود المصيبيح والذي قال في رأيي أن ارتفاع معدلات الجريمة يعود لأسباب كثيرة ويأتي من أهمها الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأي مجتمع، فقد تدفع الظروف الاقتصادية الإنسان أحيانا لارتكاب الجريمة. ومما لا شك فيه أن ارتفاع معدلات الجريمة في أي مجتمع يدل على أن هنالك مؤشرات لوجود خلل ما في المجتمع. كما أن ضعف الوازع الديني وسوء التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في حدوث الجريمة، وأعتقد أن الإنسان كلما كانت تربيته سليمة سواء في المنزل أو المدرسة وغرس فيه المبادئ الحسنة إلى جانب قوة الإيمان بالله فإن الجريمة سوف تقل فيه إلى حد كبير.
ويشير د. سعود المصيبيح إلى أنه كلما أمكن الحصول على أدوات الجريمة بسهولة، ساهم ذلك في زيادتها، والعكس صحيح فكلما كانت أدوات الجريمة بعيدة عن تناول الإنسان أو من الصعب الحصول عليها، كلما ساهم ذلك في انخفاضها والحد منها.
ويؤكد د. المصيبيح على أهمية دور الإعلام في التوعية بمثل هذه المخاطر مشيراً إلى أن الإعلام الفعال يستطيع أن يلفت انتباه المجتمع إلى قضية ما فيطرحها للنقاش والبحث، وإذا ما تبنى قضية اجتماعية أمنية(مثل هذه القضية)بدقة وفهم، فهو سيلبي احتياجات المتلقي ويجيب عن تساؤلاته.
وبعد أن حاولنا أن نسلط الضوء على المحاور الأساسية في هذه القضية والمخاطر الكامنة وراء إهمالها، بقي علينا أن نلفت نظر القراء إلى أننا قد سعينا إلى الحصول على معلومات إحصائية دقيقة، عن حالات الاحتراق والتسمم بالمواد الكيميائية المحرقة والسامة، إما بسبب الإهمال أو الإجرام والاعتداء المتعمد، وقد خاطبنا عددا من مراكز الإسعاف في المستشفيات العامة، ومركز أبحاث مكافحة الجريمة. ولكننا لم نوفق في الحصول على أي مادة أو دراسة موثقة حول هذا الموضوع.
بقي أن نختم قضيتنا هذه بدعوة صادقة نوجهها إلى جميع المسئولين المختصين بهذه القضية، بضرورة وضع وتأسيس قاعدة معلوماتية موثقة لدراسة مثل هذه الحالات وتزايدها والأسباب الحقيقية وراءها، كما نتمنى من المسئولين أيضا وضع قوانين وضوابط محكمة لتصنيع وتعبئة وتداول مثله المواد الكيميائية الخطرة. ًظ
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لعبة السعاده
لعبة السعاده
يا بنات هالموضوع قريته تدرون شلون كنت ابحث بجوجل عن استخدامات الميكروكروم بالتجميل سمعت البنات يحطونه مع الكريمات شوفو الجهل والتقليد الاعمى رحت ابحث بنيتي اسوي زيهم


وطلع لي هالموضوع

وطلع بعد موضوع يقول انه الميكروركروم يحوي زئبق ويسبب تسمم بالزئبق



اتمنى تستفيدون
salan
salan
جزاك الله خير
تالبيس
تالبيس
جزاك الله خير

يارب
حياتي منوووووري
جزاك الله خيييييييير
om anas 77
om anas 77
نفع الله بك