خاشقجي .. بين التعالي والتداعي !
- د. سعد بن عبد القادر القويعي
كان حريا أن يصدر عن قلمي هذا المقال - قبل أيام - , لكنني آثرت أن تهدأ العاصفة , وتضع الحرب أوزارها , بعد أن أثمرت حكاية جمال ثمارها البائسة . تلك الحكاية التي كانت أشبه بحلم قبيح , وطيف أسود , مؤطرة بأسوأ حكاية , يمكن للتاريخ أن يروي سلوكه الظاهر , والله أعلم بالسرائر .
أصبح جمال خاشقجي , هو من يحاكم عالم الشريعة على ما تفوه به من حديث . فانطلقت بعد حملته المسعورة كتابات , تحرض في أبشع صورها , فكان هجوما ضاريا , وخصاما عنيفا كالرياح العاتية . وتخلت تلك الأقلام عن كل المعايير الأخلاقية والمهنية , أقحمت من خلالها اسم خادم الحرمين الشريفين من أجل الاصطياد في الماء العكر , وحرضت الدولة ضد العالم الشرعي كوسيلة تخويف وإرهاب للمخالفين , والنيل من المؤسسة الشرعية الممثلة بهيئة كبار العلماء , واستهداف الرموز الدينية , بما يسيء إلى الوطن بقدسيته وتاريخه ورموزه . وانتشر سعار النقد بين أهل الغرر , وانقلبت المنضدة لمجرد تفسير كلمة قالها عالم شرعي . فاندرجت تلك الكتابات في حملة منظمة , حشدوا من خلالها ثروتهم اللفظية الهائلة , وصبوها فوق رأس الشيخ , تقوله ما لم يقله , بعد أن رمته عن قوس واحده . وجعله بعضهم في خانة الخوارج , ممن حملوا السلاح , وقتلوا العباد , ودمروا البلاد .
كانت حملة خاشقجي تحريضا في أبشع صورها , وكان الانحطاط الأخلاقي في الحوار المؤطر بالظلم السعار الطاغي , والحاضر المطلق للتعامل مع الأخر حاضرا , من أجل أن يتصيد بسوء الظن كلمة عالم شرعي , فحملها على غير محمل قائلها , ووضعها في غير موضعها , ليعطي انطباعا للقارئ خطأ وجرم ما قيل .
كنت يا جمال أداة لنزف جراح الوطن , بعد أن فجرت في الخصومة فكذبت فيها . وملت عن الحق عند تعاملك مع الحدث , وتجاوزت حد الشرع والعقل في تعاملك مع الموقف والشخص . كل ذلك من أجل إثبات وجهة نظرك , وإن كانت تحمل الخطأ بارتكاب الفاحش من القول , وتفسير الحقيقة بما يقتضيه واقع غير منصف .
المؤسف , أن الأمر إذا انفرط سائبا , فإن الكذب والكلام السيء سيكون – أيضا - سائبا . ولا تسل عن الفوضى - حينئذ - , من خلال تزييف الحقيقة كليا أو جزئيا , وإعطاء الحدث بعدا أكبر مما يحتمل , إذ المبالغة نوع من الكذب . وهو ما يؤكده عالم النفس الأمريكي " روبرت فيلد مان " , الذي حذر من : " أن الكذب بات صفة سائدة إلى درجة أن البشر باتوا يخادعون ويخاتلون دون وعي منهم , وكأن مثل هذا الأمر بات طبيعيا .. فلا بأس في الكذب طالما لا ينكشف الشخص المخادع " .
أما رأي كاتب هذه السطور , فإن من الحكمة إعفاء جمال خاشقجي من منصبه , وليكن ذلك إن شئتم : بناء على طلبه . فإن من بدأ المأساة ينهيها , وإن من فتح الأبواب يغلقها , وإن من أشعل النيران يطفيها .
عذرا نزار , أن استعرت كلمات الحب والغزل في غير موضعها , لأننا نكتب إلى الفراغ الذي نسبح فيه , ولا نستطيع أن نعمل لأجله شيئا , حين أصبح التطاول على علماء الشريعة في هذا البلد شطارة وفذلكة . فالحكاية هي أخت لحكايات أخرى كثيرة من التناقض الأخلاقي , فلم نتفق فيما تفاهمنا عليه , ولم نتحاور فيما اختلفنا فيه بصدق وتجرد , دون تجاوز يفضي إلى خلاف غير مستحب , لأننا انشغلنا – يا معشر الكتاب - بالجدل العقيم بدل العميق , وبسوء الظن عن حسن الظن . وصدرنا الأحكام – حينئذ - من غير علم ولا وعي , فضاعت الحقيقة . وتحول الأمر إلى استقطاب وتحزب , وكأننا أمام معركة الحياة الفاصلة . وإن لله في خلقه شؤون , تذكي ما هو أكبر وأكثر من كل الشجى والشجون .
أم رسولي... @am_rsoly
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم رسولي...
•
مقال رائع ..أحببت أن تشاركوني قرأته , هو موضوع اليوم وحدث الساعه , أرجوا الفائده من قرأته
فإن من الحكمة إعفاء جمال خاشقجي من منصبه , وليكن ذلك إن شئتم : بناء على طلبه . فإن من بدأ المأساة ينهيها , وإن من فتح الأبواب يغلقها , وإن من أشعل النيران يطفيها .
هذا الشيء الوحيد اللي ممكن يطفي غضبنا :angry2::angry2:
والاكيد ان الشعب السعودي المحافظ ولله الحمد والمنة ماراح ينساها لخاشقجي ولا للعلمانيين ابدا
تسلمين يالغلا :26:
هذا الشيء الوحيد اللي ممكن يطفي غضبنا :angry2::angry2:
والاكيد ان الشعب السعودي المحافظ ولله الحمد والمنة ماراح ينساها لخاشقجي ولا للعلمانيين ابدا
تسلمين يالغلا :26:
بعـــد الخبـــر الصاعقـــة وهو إقالة الشيخ/سعـــد..
من منصبــه ..
لانقول إلا ((اللهم إن أردت فتنه في المسلمين فاقبضنا إليك غير ضــآلين ولا مضليــن))
آميــــــــــــــــــــن...
من منصبــه ..
لانقول إلا ((اللهم إن أردت فتنه في المسلمين فاقبضنا إليك غير ضــآلين ولا مضليــن))
آميــــــــــــــــــــن...
الصفحة الأخيرة