ابني -8 سنوات- لا يحب المدرسة، وأجد صعوبة في المذاكرة معه، ولا يستطيع القراءة بالرغم من معرفته للحروف وهو في الصف الثاني. وعندما أطلب منه القراءة يرفض رفضًا باتًّا، ويقول: "لا أعرف"، ويبدأ بالصراخ. كيف أجعله يستطيع القراءة ويتقبل المذاكرة دون استخدام العنف معه؟ أرجو مساعدتي.
الاستشارة
د/ إيمان السيد .
الحل
مرحبًا بك أختنا الغالية أم عبد الله، ومرحبًا بنعم العبد -إن شاء الله- عبد الله، ولعلّ ما حضرني حين قرأت سؤالك وهممت بكتابة الإجابة الموقف الأول للقاء نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- برسول السماء جبريل -عليه السلام-، حين جاء جبريل -عليه السلام- إلى خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- في غار ثور في مشهد مهيب، آمرًا إياه بالقراءة، وهو -صلى الله عليه وسلم- يخبره أنه ليس بقارئ؛ لتكون أول آية في قرآننا المجيد الأمر بالقراءة: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق"، فالقراءة التي يهابها عبد الله ويرفضها رفضًا باتًّا؛ لأنه لا يستطيعها هي أول ما وجِّه إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أول لحظة من لحظات اتصاله بالملأ الأعلى. وما نحن بصدده في حديثنا هذا هو كيف تزول تلك المهابة؟ وكيف ينقشع هذا الخوف الذي يحجب الغالي عبد الله عن هذه المتعة؟ فهيا نبدأ معًا جولتنا.
وفي بداية الرحلة هيا بنا نحدد عناصر المشكلة لنستطيع إدراك العلاقة بينها وكيفية حلها ومن أين نبدأ:
أولاً: عبد الله لا يحب المدرسة.
ثانيًا: لا يستطيع القراءة ويرفضها رفضًا باتًّا.
ثالثًا: ليس لديك برنامج واضح للتعامل معه بشأن المذاكرة.
رابعًا: حينما تطلبين منه القراءة يصرخ.. وهذا التصرف مخيف إلى حد كبير.
ولعلّ العلاقة بين عنصري المشكلة أولاً وثانيًا تشبه الحلقة المفرغة التي لا نعرف لها نقطة بداية، حيث يتداخلان لدرجة ألا نعرف من بدأ منهما أولاً ومن كان سببًا في الآخر، وفيما يلي سنحاول استعراض بعض المعلومات معًا وفي طيات المعلومات ستجدين أسئلة واستفسارات أوجهها إليك علنًا نستطيع فك التشابك.
أولاً: حب الطفل للمدرسة يترتب على عدة عوامل، وقد تكون أسباب كره الطفل للمدرسة أسباب خاصة بالمدرسة أو أسباب لديه هو شخصيًّا.
وقبل أن نبدأ بحل المشكلة لا بد أن نستبعد وجود أي أسباب خاصة بالمدرسة أو البدء في علاجها إن كانت موجودة، وذلك بأن تحددي لنا:
1 - هل المدرسة مناسبة للطفل اجتماعيًّا؟
2 – ما هو متوسط عدد الأطفال في الفصل؟
3 - هل لدى عبد الله القدرة على التعامل معهم؟
4 – هل تحسن المعلمة التعامل مع عبد الله وزملائه؟
5 – متى حدثت كراهية الابن للمدرسة؟ هل مع بداية التحاقه بها أم مجددًا؟ وكم هي المدة التي ظل فيها محبًّا للمدرسة؟
6 - هل يستطيع الطفل تكوين صداقات ومجموعات في المدرسة؟
7 – هل تعرض لتوبيخ أو معاملة سيئة من مدرّسيه جراء تأخر دراسي؟
8 – هل تعرض لاعتداء بالسخرية أو الضرب أو غير ذلك من زملائه؟ وكيف كان رد فعله؟
9 - هل يجيد اللغة المستخدمة في المدرسة أو يفهمها؟ حيث ذكرت بلدًا للإقامة غير الموطن الأصلي.
وبردك على هذه الاستفسارات وتحليلك لهذه الجوانب يمكنك تحديد من أين تبدئين، فلو كانت مشكلة الطفل ليس لها علاقة بالمدرسة أو المدرسين أو عدم قدرة الطفل على تكوين علاقات وصداقات ناجحة مع زملائه توجهنا معًا لنبحث فيما يخص الطفل نفسه.
ثانيًا: كما قلنا في أولاً فقد تكون أسباب كره الطفل للمدرسة أسبابًا خاصة بالمدرسة أو أسبابًا لديه هو شخصيًّا، وباستبعاد أسباب المدرسة يبقى لنا الطفل الذي يحتمل أن تكون مشكلاته مع المدرسة -إن وجدت- صنفًا من اثنين:
1 - مشكلات تعليمية.
2 - مشكلات اجتماعية.
ونبدأ بالمشكلات الاجتماعية التي يمكن أن نضع أيدينا عليها فنصل لحل بإجابتك على الاستفسارات التالية:
1 - ما هي السمة الغالبة على طفلك الهدوء أم العنف؟
2 - هل يجيد اللغة التي يتم التعامل بها في المدرسة؟
3 – هل المتعاملون معه من الأطفال أو المعلمين من نفس ثقافته (من أبناء الجالية العربية)، حيث ذكرت بلدًا للإقامة غير الموطن الأصلي؟
4 - ماذا عن علاقاته مع أقاربه وأقرانه خارج المدرسة؟
5 - هل يلعب الابن في مجموعات؟
6 - هل لديه قواعد التعامل مع مجموعات مثل انتظار الدور واحترام أدوار الآخرين.
7 - هل يلعب مع مجموعات بشكل كافٍ لسنه، بمعنى عدد كافٍ من الساعات أسبوعيًّا.
8 - هل لديه عيب في النطق كاللعثمة أو التأتأة، وهو ما قد لا يظهر إلا في شكل عدم القدرة على تكوين صداقات، لا تستغربي فالطفل حين يتلعثم أمام أقرانه قد يسخرون منه فيفقد الثقة بنفسه فيبتعد، ويؤثر عدم تكوين صداقات ويصبح بلا أصحاب.
فإن كان الطفل من الناحية الاجتماعية بالمقارنة مع أقرانه –وأنت أقدر من يستطيع الحكم– لا قصور لديه في شيء فنستطيع حينئذ استبعاد الصنف الاجتماعي من المشكلات، ونتحدث معًا عن الصنف التعليمي للمشكلة:
وأبدأ حديثي بمعلومة –وأرجو أن تكوني ما زلت مستمتعة معي بجولتنا– فأقول: إن العملية التعليمية عبارة عن إرسال واستقبال، ويقوم كل من المرسل والمستقبل خلال تلك العملية بالأمرين معًا في ذات الوقت، وهو ما يجعل هناك احتمالية في كون المشكلة لدى الطرف الآخر للعملية -وأعني المعلم- في إرساله أو استقباله.
ثم أردف لك تلك المعلومة بحقيقة علمية مؤكدة وهي أن عملية القراءة عملية معقدة؛ لذا فصعوبات القراءة عديدة لدى الأطفال، ودون الخوض في تفاصيل حدوث عملية القراءة من الناحية العلمية أكتفي أن أذكر لك بعض مظاهر هذه الصعوبات:
- عدم القدرة على نطق الحروف، منها على سبيل المثال:
- نطق حروف الكلمة معكوسة.
- نطق الحروف سليمة مع إسقاط بعضها.
- نطق الحروف سليمة، ولكن الجمل تنقصها بعض الكلمات.
ونخلص من هذه الحقيقة إلى ضرورة أن تحددي أي نوع من هذه المشكلات هي ما يحدث لابنك عند القراءة.
وقبل أن ننتقل إلى ثالثًا في جولتنا التي آمل أن تكوني مستمتعة بها أطرح عليك بعض الأسئلة:
- ما نوع مشكلة ابنك مع القراءة في ضوء الأمثلة التي عرضتها لك؟
- هل لديه القدرة على الكتابة؟ وهل يمسك القلم بشكل صحيح؟
- هل عنده القدرة على كتابة الحروف؟ وهل ينسخها طبق الأصل؟
- هل يستطيع الكتابة وحده؟
5 - هل لديه مشكلة ما في الكتابة؟ وما هي؟
ثالثًا: بصدد سرد معلومات، لكنها تتعلق بكيفية وقواعد القراءة المذاكرة بشكل سليم.
أولاً: القراءة:
- لا بد أن تكون الكلمات بعيدة عن بعضها حتى نجنّب العين الصغيرة التشتت، ونساعد الطفل على التركيز والتلقي.
- مما يساعد على القراءة استعمال أقلام ملوّنة أو سبورة وأقلام ملونة؛ لتشد انتباه الطفل للحروف والكلمات.
- يجب أن تتم القراءة جهريًّا مع الطفل لنوفّر له الاستقبال سمعيًّا وبصريًّا، فيزيد ذلك من تنبيهه.
- لا بد من المكافأة السريعة حين ينجح في القراءة ولو كلمة أو حرف، وحين يخطئ يجب تجنب السخرية والاستهزاء أو التوبيخ، وإعادة المحاولة والتعامل مع الأمر بصبر وحلم؛ لأن توبيخ الطفل أو معاملته بشكل قاسٍ عند الإخفاق قد يسبب له ضغطًا نفسيًّا وقلقًا يظهر في صور متعددة، منها الصراخ الذي يحدث في حالة ولدك عبد الله.
- لا بد من امتداح الطفل وتشجيعه أمام الأب أو الأقارب لتشجيعه على المزيد.
- أما بالنسبة للمذاكرة بوجه عام فالأمر متعدد التفاصيل، ويحتاج لكتب لتغطيته -نعدك وزوارنا بإتاحة هذه المعلومات في صورة مبسطة ومتخصصة في أقرب فرصة-، لكن ما يمكن إجماله لك في نقاط هو ما يلي:
- يجب أن تكون فترة تلقي الطفل للمعلومات فترة وجيزة لا تزيد عن نصف الساعة بالنسبة لسنه تلك، ويجب وجود فواصل للاستراحة واللعب أو المرح أو التقافز والحركة.
- يجب المكافأة والتشجيع عند حدوث أي نجاح في أي محاولة ولو بسيط.
- يفضل استخدام وسائل جذّابة من أقلام ملونة ووسائل إيضاح -كالكروت واللوحات الملونة- في توصيل المعلومات.
- لا بد من محاولة اجتذابه وتحبيبه في القراءة والمذاكرة بهدوء ولطف وتشجيع.
- يجب منع أي توبيخ أو عقاب مؤلم حال الإخفاق.
رابعًا: ستكون رابعًا مجموعة من الأسئلة تضاف إلى ما سبق من استفسارات نرجو منك الإجابة عليها كلها وموافاتنا بالرد؛ حتى أتمكن من مساعدتك بشكل أكبر، وأرجو ألا تتواني في الرد، فالعلاج كلما تم تبكيره كان أسهل.
- هل مشكلته مع القراءة من النوع الأولي أم الثانوي، وأعني بالأولي أنه لم يستطع القراءة قط منذ دخوله المدرسة، أما الثانوي فأعني به تدنيا وتراجعا في مستواه بعدما اعتدت منه مستوى معين من القدرة على القراءة؟
إذا كان الأمر ثانويًّا فمتى طرأ؟ وهل تصاحب مع أعراض أخرى؟
أعتذر يا أختي عن الإطالة، ولكن الأمر يحتاج للإيضاح لك والاستيضاح منك عما سألتك عنه، وأنا في انتظار ردك، وموافاتك لنا بكل ما استفسرت منك بشأنه، وأتمنى أن يتم حل الأمر على كل خير.. وإلى هنا تنتهي معك جولتي على أمل بلقاء قريب إن شاء الله تعالى.
علّم الله عز وجل ولدك كل ما يجهل، وجعله من علماء الأمة وقائديها.. اللهم آمين.
http://www.islamonline.net/Tarbia/Arabic/display.asp?hquestionID=3727
إشراق 55 @ashrak_55
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
atheer
•
مشكلة مهمة وحلول سليمة بارك الله فيك اشراقتنا الغالية ..
إشراق 55
•
جزاك الله الف خير الغالية atheer على ردك الطيب .
تابع الرد والحل ..
رفض.. ضرب.. قرأ.. كره- متابعة العنوان
تعليمي الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في بداية حديثي عن مشكلتي مع ابني أود أن أشكر السيدة د. إيمان السيد على المبادرة في حل مشكلة ابني عبد الله (8 سنوات)، والتي كانت بعنوان:
- رفض.. ضرب.. قرأ.. كره
وفيما يخص الرد على الأسئلة التي قمت بطرحها عليّ للوصول إلى الحل الأمثل، فالإجابة كالتالي:
ابني عبد الله يدرس في مدرسة خاصة بالجالية الليبية ولا يوجد فيها إلا عدد قليل من الطلبة عددهم حوالي 15 تلميذًا ما بين ابتدائي وإعدادي وثانوي، ولا يوجد معه في صفه الثاني سوى تلميذة واحدة فقط.
أما عن المعلمة فهي شديدة إلى حد ما، وابني يجد صعوبة في فهم اللهجة الليبية. ويتم في هذه المدرسة تدريسه العربي والحساب والدين فقط، وهو ممتاز في الحساب.
ويتميز طفلي بالعنف وكثرة الحركة وحبه الشديد للعب ومتابعة برامج الأطفال (أفلام الكرتون التي تتميز بالعنف، مثل الدجيتل وهزيم الرعد)، ويقضي معظم وقته معها وكذلك البلايستيشن؛ وذلك بسبب الوحدة حيث لا يوجد معه من في سنه.
وليس لدى عبد الله أي عيوب خلقية أو عضوية ونطقه سليم ونموه كان طبيعيا، ولكن عنده مشكلة التبول الليلي اللإارادي.
أما بالنسبة لنطق الحروف فهو ينطقها بشكل صحيح، ولكن لا يستطيع تجميعها بشكل صحيح لتكون كلمة مفهومة، ينطق كل حرف وحده.
أما الكتابة فهو رديء الخط، ويكتب بخط مائل، ويستطيع الكتابة والنقل من الكتاب وحده، لكنه يرفض ويطلب وجودي معه.
في النهاية أرجو أن أكون قد أجبت على جميع استفساراتك، وأن تجدي لي الحل السليم، وشكرًا.
الاستشارة
د/ إيمان السيد .
الحل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أم عبد الله، ونسأل الله أن يجعلنا أهلا لشكرك ودعائك، ونأمل أن يعيننا الله على التعاون معك بالشكل الذي تجني ثماره سريعا إن شاء الله، وندعو لعبد الله في تلك الأيام المباركات أن ينطلق لسانه بالقراءة وتنطلق أصابعه بالكتابة وأن يرزقه الله بسطة في العلم والجسم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أختي الحبيبة:
إن في ردك على ما استفسرنا بشأنه من معلومات ما أكد ما كان يساورني من شكوك حول حالة عبد الله، فإن لظروف الأسرة التي تقيم بعيدًا عن أرض الوطن ويختلطون بأبناء جالية مختلفة عن ثقافتهم ولهجتهم أثرا عظيما، ولا شك، على أطفال الأسرة وعلى رأسهم عبد الله، وهو ما يبرر حالته، وسيكون الكلام أكثر وضوحا فيما يلي:
1- اللهجة الليبية التي لا يجيدها الطفل ولا يحسن استيعابها في أغلب الأحيان، والتي تختلف بشكل واضح عن لهجة الأسرة تؤدي إلى شعور الطفل بالتشتت وسقوط الكلمات منه أثناء شرح المعلمة في الفصل بهذه اللغة، وهو ما يضيع عليه المتابعة في الفصل ويفقده التركيز وهو ما يبرر مستواه الدراسي وتأخره في القراءة والكتابة مع إجادته الحساب، حيث لا يحتاج الحساب في استيعابه للكثير من الكلام أو الحوار، وهو ما لا يتمكن عبد الله من فهمه أو متابعته.
2- من خلال زيارتي لإحدى دول العالم زرت مدرسة الجالية الليبية وهي كما تصفينها: غالبا ما تكون على شكل شقة تخلو من أي مكان للترفيه أو ملاعب واسعة أو أماكن لممارسة الأنشطة، فضلا عن قلة عدد التلاميذ لدرجة تجعل ميزة قلة العدد تنقلب إلى ضدها، وهو ما يجعل الطفل في مثل هذه المدرسة لا يشعر بالحياة الاجتماعية إطلاقا، ولا يفرغ طاقاته ولا يمارس التواصل مع أصدقائه وزملائه ولا يكون صداقات من أساسه.. وهو ما يبرر حركته الزائدة التي تشتكين منها، فضلا عن أنه في سن الطاقة والنشاط غير المقلق، ولكن للأسف فإن هذا النشاط لا يجد قناة يصرف فيها أو يتم استيعابه وتوظيفه فيها بشكل صحيح.
3- يزيد على ذلك كون المعلمة قاسية أو غير حنون، وهو ما يزيد من شعور الطفل بالغربة والتباعد عن عالم المدرسة بما فيه ومن فيه، وربما تطور هذا الشعور إلى الكراهية. وكون الطفل ممتازًا في الحساب كما سبق أن أشرنا، يؤكد أن ما يواجهه من صعوبات في القراءة أو الكتابة أو التحصيل في المدرسة كلها راجع لظروف المدرسة التي تفضلت بعرضها والتي يعاني منها الطفل.
إذن فسيدور بيننا الحوار على اعتبار أن المدرسة أمر ثانوي أو لا وجود له في حياة عبد الله -من الناحية التعليمية أو الترفيهية- وأن العملية التعليمية سيتم إدارتها معه بطريقة (واحد إلى واحد) في المنزل، باعتبار أن المدرسة بهذا الوضع غير صالحة تقريبا، وهو ما سيتضح أكثر في السطور التالية.
أولا: طريقة (واحد إلى واحد) هي طريقة لحل بعض المشكلات الدراسية لدى الأبناء، وهي عبارة عن إدارة العملية التعليمية بين طرفين: الطفل ومعلم، أو الطفل وأمه، أو الطفل ووالده، وتعتمد على إثارة حواس الطفل الثلاث: السمع والبصر واللمس، مع محاولة تشغيلها طيلة الفترة التي تتم فيها العملية التعليمية، مع ممارسة ما يسمى (eye to eye contact) أي: اتصال عيون طرفي العملية طيلة الوقت الذي يجري فيه الإرسال والاستقبال بينهما.
ثانيا: أما عن كيفية تحسين القراءة لدى الطفل عبد الله ومن ثم الكتابة: فيمكن الوصول إليها باتباع ما يلي من خطوات:
1– عند قراءة فقرة في كتاب، يجب تقسيمها إلى جمل صغيرة مكونة من ثلاث كلمات بحد أقصى حتى لو تكلف ذلك إعادة كتابة الفقرة مرة أخرى في مكان آخر أو بورقة أو على سبورة، بحيث تتم مباعدة الكلمات عن بعضها البعض وكذلك الجمل بحيث يكون هناك مسافة حول كل جملة من كل الاتجاهات: أعلى وأسفل ويمين ويسار، فلا بد أن تكون الكلمات بعيدة عن بعضها حتى نجنب العين الصغيرة التشتت ونساعد الطفل على التركيز والتلقي، ويجب جعل الجملة التي ستتم قراءتها واضحة ومتميزة عن باقي الفقرة حتى تنطبع في ذهن الطفل بشكل واضح ومميز.
2- مما يساعد على القراءة: استعمال أقلام ملونة أو سبورة وأقلام ملونة لتشد انتباه الطفل للحروف والكلمة.
3- يجب أن تتم القراءة جهريا مع الطفل لنوفر له سهولة الاستقبال سمعيا وبصريا فيزيد ذلك من تنبيهه. كما يجب تلخيص المعلومة الموجودة في كل جملة بشكل شفوي وواضح وممتع، ثم سؤال الطفل عما استوعبه للتأكد من أنه وصل إليه ولو جزء من المعلومة التي تعبر عنها الجملة.
4- بعد الانتهاء من كل جملة على حدة كما أسلفنا مع تلخيص وتوضيح ما بكل جملة من معلومات يمكن قراءة الفقرة مكتملة.
5- وكما سبق أن أوضحنا عن ضرورة تشغيل الحواس الثلاث: نعود ونؤكد على ضرورة ذلك أثناء عملية القراءة، فيمكن تنبيه السمع بالقراءة الجهرية وتغيير نبرات الصوت ارتفاعا وانخفاضا أثناء القراءة. أما اللمس فيتم استثارته عن طريق التلامس أو الربت الحاني أثناء القراءة أو تحصيل المعلومة لشد الانتباه.
أما النظر: فعن طريق التواصل بالنظرات وشد الانتباه بحركات اليدين وتعبيرات الوجه وحركات الأصابع على الحروف والكلمات والجمل التي يجب أن تكون لافتة بلونها وحجم الخط فيها عما حولها كما سبق أن أشرنا.
وهنا نؤكد على ضرورة وجود وسائل إيضاح تعليمية مختلفة من لوحات أو كروت ملونة أو كتب مجسمة أو غيرها من وسائل التعليم الجذابة والمعبرة.
6- لا بد من المكافأة السريعة حين ينجح الطفل في القراءة ولو كلمة أو حرفا، وحين يخطئ: يجب تجنب السخرية أو الاستهزاء أو التوبيخ، وإعادة المحاولة والتعامل مع الأمر بصبر وحلم. ولا بد من امتداح الطفل وتشجيعه أمام الأب أو الأقارب لتشجيعه على المزيد، واحذري من توبيخ الطفل أو معاملته بشكل قاس عند الإخفاق لأن ذلك قد يسبب له ضغطًا نفسيًا وقلقًا قد يظهر في صور متعددة، منها: الصراخ الذي يحدث في حالة ولدك عبد الله.
أما بالنسبة للكتابة وكيفية تحسين أدائها فيمكن ذلك بتنفيذ برنامج خطواته كالتالي:
1- لا بد من التأكد أولا أنه يمسك القلم بشكل سليم وصحيح؛ فالجهاز الحركي الذي يتحكم في أطراف الأصابع عادة ما يكون لديه مشكلة إن لم يستجب الطفل لمحاولات تحسين أدائه –المستمرة وطويلة المدى- في الكتابة. ويمكن اكتشاف هذا الأمر عن طريق إحضار طبق واسع وعميق مملوء بالرمل أو الدقيق ويبدأ الطفل بالكتابة عليه بواسطة سبابته، فلو كتب جيدا على الرمل يمكن إكمال ذلك بتعليمه الهجاء وتركيب الكلمات ثم الجمل بنفس الطريقة على الرمل أو الدقيق ثم لاحقا على الورق. أما لو لم يستطع الكتابة بهذه الطريقة فالأمر ها هنا في حاجة لأساليب أخرى.
ولهذا نجد أحواض الرمل في مدارس الخارج أمرا معروفا ومنتشرا في سن الحضانة والتمهيدي لتحسين وتطوير قدرات الأطفال ومهاراتهم في الكتابة قبل استخدام الأقلام.
2- بعد تحسن الطفل في القراءة وأثناء المحاولات معه بهذا الصدد ستتحسن قدراته في الكتابة أيضا وخاصة باستخدام طريقة حوض الرمل أو الدقيق التي يمكن بها تعليمه الهجاء وتكوين الحروف والكلمات بشكل أسهل وألطف وأحب من الورق والأقلام. وحينما سيتحسن خطه بهذه الطريقة وقدرته على الكتابة دون النقل من مصدر ما سيسهل عليه تطبيق ذلك على الورق.
أما بالنسبة للمذاكرة بوجه عام: فالأمر متعدد التفاصيل ويحتاج لكتب لتغطيته -نعدك وزوارنا بإتاحة هذه المركزات أو المعلومات في صورة مبسطة ومتخصصة في أقرب فرصة- لكن ما يمكن إجماله لك في نقاط هو ما يلي:
1- يجب أن تكون فترة تلقي الطفل للمعلومات فترة وجيزة لا تزيد عن نصف الساعة بالنسبة لسنه تلك، ويجب وجود فواصل للاستراحة واللعب أو المرح أو التقافز والحركة.
2- يجب المكافأة والتشجيع عند حدوث أي نجاح في أي محاولة ولو كان بسيطا.
3- يفضل استخدام وسائل جذابة من أقلام ملونة ووسائل إيضاح، كالبطاقات واللوحات الملونة، في توصيل المعلومات كما سبق أن أشرنا.
4- لا بد من محاولة اجتذابه وتحبيبه في القراءة والمذاكرة بهدوء ولطف وتشجيع.
5- يجب منع أي توبيخ أو عقاب مؤلم حال الإخفاق.
6- لا بد من إعانته على استعادة الثقة بنفسه حتى يستطيع لاحقا أن يستغني عن وجودك بجواره حين يتأكد أنه قادر على الإنجاز وحده وبكل مهارة كما عودته ودربته.
أختي الفاضلة:
أتمنى أن يتم حل الأمر سريعا وأن نتلقى المرة القادمة رسالة من عبد الله كتبها وحده يحكي لنا فيها عما وصل إليه من إنجاز وتقدم في القراءة والكتابة... وإلى هنا تنتهي معك جولتي على أمل بلقاء قريب إن شاء الله.
علّم الله ولدك كل ما يجهل وجعله من علماء الأمة وقائديها بإذن الله.
جزا الله والدة الطفل( عبد الله ) السائلة خيراً و/ د/ إيمان السيد خير اً وجعل عبد الله من الصاحين المتفوقين ومن السعداء في الدنيا والآخرة .
تابع الرد والحل ..
رفض.. ضرب.. قرأ.. كره- متابعة العنوان
تعليمي الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في بداية حديثي عن مشكلتي مع ابني أود أن أشكر السيدة د. إيمان السيد على المبادرة في حل مشكلة ابني عبد الله (8 سنوات)، والتي كانت بعنوان:
- رفض.. ضرب.. قرأ.. كره
وفيما يخص الرد على الأسئلة التي قمت بطرحها عليّ للوصول إلى الحل الأمثل، فالإجابة كالتالي:
ابني عبد الله يدرس في مدرسة خاصة بالجالية الليبية ولا يوجد فيها إلا عدد قليل من الطلبة عددهم حوالي 15 تلميذًا ما بين ابتدائي وإعدادي وثانوي، ولا يوجد معه في صفه الثاني سوى تلميذة واحدة فقط.
أما عن المعلمة فهي شديدة إلى حد ما، وابني يجد صعوبة في فهم اللهجة الليبية. ويتم في هذه المدرسة تدريسه العربي والحساب والدين فقط، وهو ممتاز في الحساب.
ويتميز طفلي بالعنف وكثرة الحركة وحبه الشديد للعب ومتابعة برامج الأطفال (أفلام الكرتون التي تتميز بالعنف، مثل الدجيتل وهزيم الرعد)، ويقضي معظم وقته معها وكذلك البلايستيشن؛ وذلك بسبب الوحدة حيث لا يوجد معه من في سنه.
وليس لدى عبد الله أي عيوب خلقية أو عضوية ونطقه سليم ونموه كان طبيعيا، ولكن عنده مشكلة التبول الليلي اللإارادي.
أما بالنسبة لنطق الحروف فهو ينطقها بشكل صحيح، ولكن لا يستطيع تجميعها بشكل صحيح لتكون كلمة مفهومة، ينطق كل حرف وحده.
أما الكتابة فهو رديء الخط، ويكتب بخط مائل، ويستطيع الكتابة والنقل من الكتاب وحده، لكنه يرفض ويطلب وجودي معه.
في النهاية أرجو أن أكون قد أجبت على جميع استفساراتك، وأن تجدي لي الحل السليم، وشكرًا.
الاستشارة
د/ إيمان السيد .
الحل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أم عبد الله، ونسأل الله أن يجعلنا أهلا لشكرك ودعائك، ونأمل أن يعيننا الله على التعاون معك بالشكل الذي تجني ثماره سريعا إن شاء الله، وندعو لعبد الله في تلك الأيام المباركات أن ينطلق لسانه بالقراءة وتنطلق أصابعه بالكتابة وأن يرزقه الله بسطة في العلم والجسم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أختي الحبيبة:
إن في ردك على ما استفسرنا بشأنه من معلومات ما أكد ما كان يساورني من شكوك حول حالة عبد الله، فإن لظروف الأسرة التي تقيم بعيدًا عن أرض الوطن ويختلطون بأبناء جالية مختلفة عن ثقافتهم ولهجتهم أثرا عظيما، ولا شك، على أطفال الأسرة وعلى رأسهم عبد الله، وهو ما يبرر حالته، وسيكون الكلام أكثر وضوحا فيما يلي:
1- اللهجة الليبية التي لا يجيدها الطفل ولا يحسن استيعابها في أغلب الأحيان، والتي تختلف بشكل واضح عن لهجة الأسرة تؤدي إلى شعور الطفل بالتشتت وسقوط الكلمات منه أثناء شرح المعلمة في الفصل بهذه اللغة، وهو ما يضيع عليه المتابعة في الفصل ويفقده التركيز وهو ما يبرر مستواه الدراسي وتأخره في القراءة والكتابة مع إجادته الحساب، حيث لا يحتاج الحساب في استيعابه للكثير من الكلام أو الحوار، وهو ما لا يتمكن عبد الله من فهمه أو متابعته.
2- من خلال زيارتي لإحدى دول العالم زرت مدرسة الجالية الليبية وهي كما تصفينها: غالبا ما تكون على شكل شقة تخلو من أي مكان للترفيه أو ملاعب واسعة أو أماكن لممارسة الأنشطة، فضلا عن قلة عدد التلاميذ لدرجة تجعل ميزة قلة العدد تنقلب إلى ضدها، وهو ما يجعل الطفل في مثل هذه المدرسة لا يشعر بالحياة الاجتماعية إطلاقا، ولا يفرغ طاقاته ولا يمارس التواصل مع أصدقائه وزملائه ولا يكون صداقات من أساسه.. وهو ما يبرر حركته الزائدة التي تشتكين منها، فضلا عن أنه في سن الطاقة والنشاط غير المقلق، ولكن للأسف فإن هذا النشاط لا يجد قناة يصرف فيها أو يتم استيعابه وتوظيفه فيها بشكل صحيح.
3- يزيد على ذلك كون المعلمة قاسية أو غير حنون، وهو ما يزيد من شعور الطفل بالغربة والتباعد عن عالم المدرسة بما فيه ومن فيه، وربما تطور هذا الشعور إلى الكراهية. وكون الطفل ممتازًا في الحساب كما سبق أن أشرنا، يؤكد أن ما يواجهه من صعوبات في القراءة أو الكتابة أو التحصيل في المدرسة كلها راجع لظروف المدرسة التي تفضلت بعرضها والتي يعاني منها الطفل.
إذن فسيدور بيننا الحوار على اعتبار أن المدرسة أمر ثانوي أو لا وجود له في حياة عبد الله -من الناحية التعليمية أو الترفيهية- وأن العملية التعليمية سيتم إدارتها معه بطريقة (واحد إلى واحد) في المنزل، باعتبار أن المدرسة بهذا الوضع غير صالحة تقريبا، وهو ما سيتضح أكثر في السطور التالية.
أولا: طريقة (واحد إلى واحد) هي طريقة لحل بعض المشكلات الدراسية لدى الأبناء، وهي عبارة عن إدارة العملية التعليمية بين طرفين: الطفل ومعلم، أو الطفل وأمه، أو الطفل ووالده، وتعتمد على إثارة حواس الطفل الثلاث: السمع والبصر واللمس، مع محاولة تشغيلها طيلة الفترة التي تتم فيها العملية التعليمية، مع ممارسة ما يسمى (eye to eye contact) أي: اتصال عيون طرفي العملية طيلة الوقت الذي يجري فيه الإرسال والاستقبال بينهما.
ثانيا: أما عن كيفية تحسين القراءة لدى الطفل عبد الله ومن ثم الكتابة: فيمكن الوصول إليها باتباع ما يلي من خطوات:
1– عند قراءة فقرة في كتاب، يجب تقسيمها إلى جمل صغيرة مكونة من ثلاث كلمات بحد أقصى حتى لو تكلف ذلك إعادة كتابة الفقرة مرة أخرى في مكان آخر أو بورقة أو على سبورة، بحيث تتم مباعدة الكلمات عن بعضها البعض وكذلك الجمل بحيث يكون هناك مسافة حول كل جملة من كل الاتجاهات: أعلى وأسفل ويمين ويسار، فلا بد أن تكون الكلمات بعيدة عن بعضها حتى نجنب العين الصغيرة التشتت ونساعد الطفل على التركيز والتلقي، ويجب جعل الجملة التي ستتم قراءتها واضحة ومتميزة عن باقي الفقرة حتى تنطبع في ذهن الطفل بشكل واضح ومميز.
2- مما يساعد على القراءة: استعمال أقلام ملونة أو سبورة وأقلام ملونة لتشد انتباه الطفل للحروف والكلمة.
3- يجب أن تتم القراءة جهريا مع الطفل لنوفر له سهولة الاستقبال سمعيا وبصريا فيزيد ذلك من تنبيهه. كما يجب تلخيص المعلومة الموجودة في كل جملة بشكل شفوي وواضح وممتع، ثم سؤال الطفل عما استوعبه للتأكد من أنه وصل إليه ولو جزء من المعلومة التي تعبر عنها الجملة.
4- بعد الانتهاء من كل جملة على حدة كما أسلفنا مع تلخيص وتوضيح ما بكل جملة من معلومات يمكن قراءة الفقرة مكتملة.
5- وكما سبق أن أوضحنا عن ضرورة تشغيل الحواس الثلاث: نعود ونؤكد على ضرورة ذلك أثناء عملية القراءة، فيمكن تنبيه السمع بالقراءة الجهرية وتغيير نبرات الصوت ارتفاعا وانخفاضا أثناء القراءة. أما اللمس فيتم استثارته عن طريق التلامس أو الربت الحاني أثناء القراءة أو تحصيل المعلومة لشد الانتباه.
أما النظر: فعن طريق التواصل بالنظرات وشد الانتباه بحركات اليدين وتعبيرات الوجه وحركات الأصابع على الحروف والكلمات والجمل التي يجب أن تكون لافتة بلونها وحجم الخط فيها عما حولها كما سبق أن أشرنا.
وهنا نؤكد على ضرورة وجود وسائل إيضاح تعليمية مختلفة من لوحات أو كروت ملونة أو كتب مجسمة أو غيرها من وسائل التعليم الجذابة والمعبرة.
6- لا بد من المكافأة السريعة حين ينجح الطفل في القراءة ولو كلمة أو حرفا، وحين يخطئ: يجب تجنب السخرية أو الاستهزاء أو التوبيخ، وإعادة المحاولة والتعامل مع الأمر بصبر وحلم. ولا بد من امتداح الطفل وتشجيعه أمام الأب أو الأقارب لتشجيعه على المزيد، واحذري من توبيخ الطفل أو معاملته بشكل قاس عند الإخفاق لأن ذلك قد يسبب له ضغطًا نفسيًا وقلقًا قد يظهر في صور متعددة، منها: الصراخ الذي يحدث في حالة ولدك عبد الله.
أما بالنسبة للكتابة وكيفية تحسين أدائها فيمكن ذلك بتنفيذ برنامج خطواته كالتالي:
1- لا بد من التأكد أولا أنه يمسك القلم بشكل سليم وصحيح؛ فالجهاز الحركي الذي يتحكم في أطراف الأصابع عادة ما يكون لديه مشكلة إن لم يستجب الطفل لمحاولات تحسين أدائه –المستمرة وطويلة المدى- في الكتابة. ويمكن اكتشاف هذا الأمر عن طريق إحضار طبق واسع وعميق مملوء بالرمل أو الدقيق ويبدأ الطفل بالكتابة عليه بواسطة سبابته، فلو كتب جيدا على الرمل يمكن إكمال ذلك بتعليمه الهجاء وتركيب الكلمات ثم الجمل بنفس الطريقة على الرمل أو الدقيق ثم لاحقا على الورق. أما لو لم يستطع الكتابة بهذه الطريقة فالأمر ها هنا في حاجة لأساليب أخرى.
ولهذا نجد أحواض الرمل في مدارس الخارج أمرا معروفا ومنتشرا في سن الحضانة والتمهيدي لتحسين وتطوير قدرات الأطفال ومهاراتهم في الكتابة قبل استخدام الأقلام.
2- بعد تحسن الطفل في القراءة وأثناء المحاولات معه بهذا الصدد ستتحسن قدراته في الكتابة أيضا وخاصة باستخدام طريقة حوض الرمل أو الدقيق التي يمكن بها تعليمه الهجاء وتكوين الحروف والكلمات بشكل أسهل وألطف وأحب من الورق والأقلام. وحينما سيتحسن خطه بهذه الطريقة وقدرته على الكتابة دون النقل من مصدر ما سيسهل عليه تطبيق ذلك على الورق.
أما بالنسبة للمذاكرة بوجه عام: فالأمر متعدد التفاصيل ويحتاج لكتب لتغطيته -نعدك وزوارنا بإتاحة هذه المركزات أو المعلومات في صورة مبسطة ومتخصصة في أقرب فرصة- لكن ما يمكن إجماله لك في نقاط هو ما يلي:
1- يجب أن تكون فترة تلقي الطفل للمعلومات فترة وجيزة لا تزيد عن نصف الساعة بالنسبة لسنه تلك، ويجب وجود فواصل للاستراحة واللعب أو المرح أو التقافز والحركة.
2- يجب المكافأة والتشجيع عند حدوث أي نجاح في أي محاولة ولو كان بسيطا.
3- يفضل استخدام وسائل جذابة من أقلام ملونة ووسائل إيضاح، كالبطاقات واللوحات الملونة، في توصيل المعلومات كما سبق أن أشرنا.
4- لا بد من محاولة اجتذابه وتحبيبه في القراءة والمذاكرة بهدوء ولطف وتشجيع.
5- يجب منع أي توبيخ أو عقاب مؤلم حال الإخفاق.
6- لا بد من إعانته على استعادة الثقة بنفسه حتى يستطيع لاحقا أن يستغني عن وجودك بجواره حين يتأكد أنه قادر على الإنجاز وحده وبكل مهارة كما عودته ودربته.
أختي الفاضلة:
أتمنى أن يتم حل الأمر سريعا وأن نتلقى المرة القادمة رسالة من عبد الله كتبها وحده يحكي لنا فيها عما وصل إليه من إنجاز وتقدم في القراءة والكتابة... وإلى هنا تنتهي معك جولتي على أمل بلقاء قريب إن شاء الله.
علّم الله ولدك كل ما يجهل وجعله من علماء الأمة وقائديها بإذن الله.
جزا الله والدة الطفل( عبد الله ) السائلة خيراً و/ د/ إيمان السيد خير اً وجعل عبد الله من الصاحين المتفوقين ومن السعداء في الدنيا والآخرة .
الصفحة الأخيرة