كانت تبحث عن عريس، فعادت تحمل الفضيحة.. لم يخطر على بال الفتاة الكويتية، التي بلغت تواً الثامنة والعشرين، أن الخاطبة التي وعدتها بحل مشكلتها، ستكون سبباً في تعاستها..
تتلخص «المأساة» في أن فتاة كويتية جامعية، تتمتع بمستوى جيد من الجمال، وتعمل بإحدى الوظائف الحكومية، ومعروفة بين أهلها وأصدقائها أنها ذات أخلاق عالية، ولها جاذبية قوية، تجعل كل من يراها يُعجب بها، ولكن رغم كل هذه المقومات والمعطيات، التي تحسن من وضعها في سوق الزواج، وزيادة الطلب عليها من الخطاب، كان العكس هو الحادث تماماً معها، فلم يطرق بابها للزواج أحد، وللخلاص من هاجس العنوسة، قررت طرق باب الخاطبة، عن طريق إعلان في إحدى الصحف الكويتية، فاتصلت بإحدى الخاطبات هاتفياً، وأبدت رغبتها في الارتباط بشاب طموح، يقدس الحياة الزوجية، وعلى خلق ودين، وبالطبع رحبت بها الخاطبة، وأبدت استعدادها لمساعدتها في إيجاد الشخص المناسب للزواج، فأخذت رقم هاتفها، وقالت لها سأتصل بك مرة أخرى.
موقف الأهل
اتصلت الفتاة بالخاطبة المزعومة على هاتفها لتجده خارج التغطية، وحاولت مرات عدة ولم تفلح، فالجهاز مغلق، ولم تجد أمامها من يهب لنجدتها إلا صديقتها المقربة منها، اتصلت بها فجاءت على وجه السرعة، بعد أن قامت بإعلامها بكل ما حدث، فنقلتها صديقتها إلى المخفر، حيث سجلت هناك قضية عن مواقعة بالإكراه وتحايل ونصب. وبعد أخذ أقوالها في محضر التحقيق، أحيلت إلى الأدلة الجنائية لفحصها، حيث تبين أنها فقدت عذريتها، وأن جسدها عليه علامات تبين استعمال العنف معها نتيجة مقاومتها، وقد أجريت التحريات لمعرفة المتهمة «الخاطبة المزعومة» فكان اسمها وهمياً، والشقة باسم رجل عجوز، لا يعرف عن الخاطبة أي شيء، والهاتف أتضح أنه مسروق ويعمل ببطاقات تعبئة، والشقة كانت تؤجر يومياً لغرض تراخيص تجارية، وحفظت القضية مؤقتاً وضد مجهول، ولم تسفر أي تحريات عن وجود المتهمين أصلاً، مما جعلها تندب حظها وتبقى أسيرة الكابوس الذي ما زالت تعيش فيه، بعد أن علم أهلها بما حصل لها، والذين بدورهم تارة يواسونها، وتارة أخرى يوبخونها ويلقون باللوم عليها، نتيجة عدم سماع كلام أهلها وخروجها بغير علمهم.
كلمة القانون
تقول وسمية الريس، محامية الفتاة الضحية: من الناحية القانونية، الفتاة تم الاعتداء عليها، وغُرر بها عن طريق الحيلة والتدليس.
وتضيف: ظاهرة الخاطبة في الكويت انتشرت كثيراً في السابق وكانت بلا قيود وشروط، أو إجراءات، فدخل هذه المهنة كل من هب ودب، فكل امرأة تريد أن تدخل هذه المهنة، ما عليها سوى وضع إعلان في إحدى الصحف الإعلانية الأسبوعية، ورقم تليفونها النقال، ولكن حالياً يتم الحصول على صورة البطاقة المدنية مع كل من ينشر إعلاناً بالجريدة، بل يمكن القول إن إعلانات الخاطبات في الصحف قد توقفت في الوقت الراهن.
نظام جديد
ومن ناحية التليفونات، فقد تم وضع نظام في الشركة الوطنية للاتصالات، حيث يتم وضع رقم سري لكل رقم تليفون، ومن خلاله يتم معرفة بيانات كل رقم، وهذا كان من بين الأخطاء التي تم تلافيها. وبالنسبة لمنزل السيدة التي انتحلت صفة خاطبة، فقد أجّرت شقة من الباطن، وهي أصلاً مؤجرة لرجل كبير، ولا يعرف عن هذه السيدة شيئاً، بل أصبح لدينا الآن شقق فندقية تؤجر بالساعة، واليوم، وهذا يشجع على الفسق وتحريض على الفجور.
ورداً على سؤال حول ضوابط عمل الخاطبة، وحصولها على تصاريح عمل من قبل الشؤون الاجتماعية أو الداخلية، قالت الريس: للأسف لا توجد أدنى ضوابط على عمل الخاطبة، ولا يوجد فيها تنظيم مهني، وكانت في السابق الخاطبة معروفة بين العائلات، ولكن بات الآن الأمر مختلفاً من حيث استخدام وسائل إعلانية أخرى، مثل الصحف الإعلانية، والإنترنت وحتى التلفزيون، باتت فيه قنوات فضائية متخصصة بالزواج فقط.
وحول الضوابط والتدابير الواجب اتخاذها نحو مهنة الخاطبة في الكويت، أكدت المحامية الريس على ضرورة وضع هذه الضوابط من خلال الشؤون الاجتماعية والعمل، وليس عن طريق الداخلية. ويمكن للخاطبة حينئذ أن تمارس مهنتها من خلال مكتب تجاري خاص بها، وتخضع للتفتيش من جانب الشؤون الاجتماعية والعمل كأي مؤسسة.
أجرت «سيدتي» مواجهة مع إحدى الخاطبات، وتدعى أم فهد، وفي حضور المحامية وسمية الريس، وبمكتبها، وقالت أم فهد: هناك نقطة حساسة، وهي أن الناس يخلطون دائماً بين الخاطبات، فهناك خاطبة تجارية، تعمل لمدة أسبوع أو أكثر، تسدد من خلال هذا العمل ديونها، وهناك خاطبة، مثل حالي، تأخذ هذه المهنة للمعيشة، وأنا في البداية لم أكن أحب هذه المهنة، وصار لي بها ثماني سنوات حتى الآن، ونجحت فيها، وأخذت هذه المهنة عن والدتي وهي مسنة وتجاوزت السبعين، ومن الظلم مقارنتي بغيري ممن ينتحلن صفة خاطبة، فأنا أولاً أخاف الله في كل أعمالي، وأساعد الناس، وأريد من الصحافة أن تفرق بين الخاطبة الحقيقية والمزيفة، حتى لا يختلط الحابل بالنابل. وتابعت: أصبح عدد الخاطبات الآن كثيراً عما قبل، وقد علمت الخاطبات اللاتي جئن من بعدي بموضوع الإعلان عن أنفسهن بالجريدة، أو الصحف الإعلانية، فأنا أول من أعلن عن نفسها في صحيفة إعلانية، وهدفي من الإعلان هو أن يتعرف علي زبائن جدد، ورقمي أيضاً مسجل على بدالة الإعلانات، وتليفوني لا أغيره أبداً، وأحياناً أتعرض لبعض المضايقات من الشباب الذين لم يوفقوا في التوصل إلى عروس عن طريقي، أو قد يتم الزواج ثم يحدث انفصال، وهذا ليس ذنبي، فمهمتي تنتهي عند التوفيق بينهما فقط. وأقوم بتزويج الكويتيين فقط، والزواج الرسمي فقط هو الذي أقوم به، الذي يوثق بالمحكمة والشهود.
ليست خاطبة بل مجرمة
وعن رأيها في قضية الفتاة التي غدرت بها امرأة انتحلت صفة خاطبة، أكدت أم فهد: إن هذا الموضوع غير صحيح بتاتاً، أن تكون هذه المرأة خاطبة، بل هي مجرمة ونصابة. وزادت: لا بد من التفريق بين الخاطبة والنصابة، وصراحة أطالب بتشكيل لجنة للتعرف على عمل كل خاطبة، وفي عملي كخاطبة أقوم بعمل ملف لكل فتاة، وكل حالة زواج تمت بواسطتي، والأسماء وتاريخ الزواج، وهذا من حقي كخاطبة أطالب به.
ورداً على سؤال حول وضع ضوابط من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والحصول على ترخيص رسمي بمزاولة مهنة الخاطبة، للحد من النصب والاحتيال في هذه المهنة، قالت أم فهد: ليس هناك مانع، ومن الممكن أن تشرف وزارة الأوقاف على مهنة الخاطبات، وتسجل كل واحدة بها وتخضع لإشرافها.
وفيما يتعلق بدخول الرجال مهنة الخاطبة ومنافسة الخاطبات، ترد بعصبية: مع احترامي لهم، فالرجال فاشلون في هذه المهنة، ولا يصلح لها سوى المرأة، وقد ينجح الرجل فيها بمساعدة خاطبة معه، لكن بمفرده يفشل. وبشأن مستقبل مهنة الخاطبة في ظل الانفتاح والاختلاط بين الجنسين في بعض الدول الخليجية، من خلال الدراسة أو العمل، قالت أم فهد: ستظل مهنة الخاطبة ولن تنقرض. وشددت على أن مستقبل مهنة الخاطبة مضيء ومشرق، والآن أصبح معظم أبناء المجتمع الخليجي لا يتزوجون إلا عن طريق الخاطبة، لأن لكل فتاة ورجل طلبات.
وعن آلية إتمام عملية الزواج بين العريس والعروس، أوضحت أم فهد قائلة: عندما يتصل بي شاب أو رجل يريد عروساً، ويقول لي طلباته، أتصل بالطرف الآخر «الفتاة» وأهلها، وإذا كانوا حضراً نحدد موعداً، ويأتي الرجل معي ونزور أهل الفتاة، ويكون بمفرده، لكن إذا كان الرجل من قبيلة، فعادة أزور أهل الفتاة وحدي من دونه، وإذا حدث الإعجاب والاتفاق، وبعد السؤال عن بعضهم البعض، يتم الزواج.
عرسان يتقدمون
وفيما يتعلق بعروض الزواج للفتاة الضحية من بعض الشباب، قالت الريس: هناك عدة عروض تلقتها الفتاة بعد وقوع هذا الحادث، وقد تقدموا لها من ناحية إنسانية وإسلامية، وعددهم ثلاثة سعوديين وكويتي، ولكن للأسف الفتاة حدث لها صدمة نفسية من جراء ما حدث لها من اغتصاب، بل قد تكون أصيبت بعقدة نفسية، فضلاً عن أن أهلها يتأثرون بما حدث لابنتهم، وأيضاً يلومونها على تصرفها هذا دون علمهم، ولذلك أصبحت فتاة منكسرة وموضوعها هذا لا يعلم به سوى أهلها فقط، وهي ما زالت تعمل بإحدى الجهات، وهذا درس لكل فتاة.

klio @klio
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
حسبي الله ونعم الوكيل




في شيء محذوف من الموضوع ولالا
اصلا انتشار الخطابات صايره ظاهره والاغلبيه حريم ما يخافون الله
اصلا انتشار الخطابات صايره ظاهره والاغلبيه حريم ما يخافون الله
الصفحة الأخيرة