el_katwa

el_katwa @el_katwa

عضوة جديدة

خاطرة لكي يا أختي / قصة

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خرجت هذه الفتاة من بيتها بكامل زينتها بعد أن استيقظت من نومها في الصباح الباكر بصوت المنبه الذي أزعجها كثيرا، فقد كانت في تلك الليلة سهرانة على مسلسل أجنبي اعتادت مشاهدتها يوميا. خرحت بصحبة السائق مع أختها الصغيرة إلى الجامعة التي تدرس فيها بعد أن أوصلت أختها لمدرستها في الحي القريب من بيتها.

هذه الفتاة الجامعية، والتي هي موضوع حديثنا عنها، والتي من خلال هذه القصة سيتضح للقارئ الصدمة التي حصل لأهلها، خرجت من بيتها بكامل زينتها في صباح أحد الأيام، خرجت من بيتها في ذلك اليوم، ولكنها لم تعد إليه أبدا، خرجت متزينه واضعة المكياج والعطر وكأنها كانت تطيب نفسها أخر مرة في حياتها، وضعت رجلها على عتبة الباب، ولكنها كانت هي أخر مرة تفعل ذلك، تناولت كأسا من الحليب وكان ذلك أخر كأسا في حياتها، لبست الحذاء ولكنها لم تنزعه هي، بل نزع منها، لبست ثيابها بيدها، وكانت هي أخر مرة في حياتها، حيث نزع منها الثياب بعد ذلك، و الفطور التي فطرتها، أخرج من بطنها إخراجا، والباب الذي خرجت منه لن ولن تعود إليه أبدا، أتدرون لماذا، ،، لأنها انتقلت إلى المقبرة، فقد ماتت هذه الفتاة، فارقت الأهل والأصحاب، فارقت بيتها الواسع إلى مقبرة طولها متر في مترين، فارقت جامعتها وزميلاتها في العمل، فارقت الدنبا بزينتها، فارقت كل شيء في هذا الوجود، وانتقلت إلى القبر، ولم يدخل معها في القبر أحد، لا صديق ولا حبيب ولا مال ولا شهادات، فقط عملها الذي عملته هو الذي بقي معها في القبر، والقبر التي دفنت فيه، لا ندري هل كانت روضة من رياض الجنة أم حفرة من حفر النار والله المستعان، دفنت في القبر وقد ضمها القبر ضمة فرق ضلوعها، دفنت في القبر وفارقها الأهل والأصحاب الذين تولوا دفنها، خرجوا من المقبرة وتركوها لوحدها في ظلمة القبر مع الديدان، خرجوا من عندها ولم يعودوا لزيارتها مرة ثانيه، لأنهم انشغلوا في متاع الدنيا الزائل، وقد كان لموت هذه الفتاة صدمة كبيرة على أهلها، فالفتاة لم تكن تعاني من أي شيء وكانت معهم في الصباح بكامل زينها، ، ولكن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا ولا فقيرا ولا غنيا.

أختي/
أسألك سؤالا واحدا، ماذا لوكنت مكان هذه الفتاة، ماذا كنت تتمنين، وماذا كنت ترجين، وماذا كنت تأملين. أتقولين كنت أريد أن أرجع إلى الدنيا لأعمل صالحا، وأتوب إلى الله وأعمل صالحا،، يا سبحان الله، ألم يمد الله في عمرك وتشاهدي تقلب السنين وتسمعي بموت الأصحاب والأصدقاء، لماذا غفلت عن هذا اليوم، ولماذا لم تتوبي من ذلك اليوم، ولماذا كنت تركضين وراء هذه الدنيا ، ولماذا لم تعتبري نفسك من الموتى.

أختي: تخيلي لو دخل عليك ملك الموت الآن وأراد أن يقبض روحك، هل أنت مستعدة للموت، وهل أنت مستعدة للقاء الله عزوجل، وهل تعلمين بأنك ستقفين بين يد الله عزوجل ، هل أعددت لذلك اليوم جوابا، وهل عملت على زيادة رصيدك من الحسنات.

أختي: لن أطيل عليك ولكني أحذرك من التسويف ومن طول الأمل، فإن الموت لا يأتي إلا بغته، واعتبري نفسك ستعيشين هذا اليوم ولن تدركي اليوم التالي، ويا أختي أعلنيها توبة صادقة إلى الله عزوجل ودعي عنك الكسل والفتور عن الطاعة واحذري مداخل الشيطان ووسواسه عليك، قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت، وقال تعالى: كل من عليها فان.

يقول الشاعر:

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
ويقول:

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي ***** فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً ***** عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا ***** مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا ***** بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ

وفي النهاية

أرجوا من الله عزوجل أن تجد هذا الخاطرة طريقها للقلوب التي أشربت من حلاوة الدنيا الفانيه، وأسأل الله تعالى لي ولكم الثبات على دينه والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه
إنه على كل شيء قدير


منقول
1
560

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️