الخميس 07, يناير 2010
لجينيات ـ المسلم ـ خاص
التقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، عددا من العلماء والدعاة خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع. وقد ضم وفد العلماء فضيلة الشيخ الدكتور/ سعود الفنيسان وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور /ناصر العمر ، والدكتور/ خالد العجيمي ، والشيخ الدكتور/ وليد الرشودي ، والشيخ الدكتور/ عبدالله بن وكيل الشيخ ، والدكتور/ محمد الدويش ، والدكتور/ محسن العواجي.و الشيخ الدكتور /سعد الحميد والشيخ الدكتور /سعد العتيبي والدكتور أحمد السعيد وأخرون .
وقد جاءت هذه المبادرة من الطرفين للتعرف عن قرب على مستجدات القضية الفلسطينية وخاصة في غزة المحاصرة التي يتعرض أهلها لأبشع أنواع الحصار والتضييق وللتباحث حول عدة قضايا أخرى كعلاقة حماس بإيران والموقف من الاعتداء الحوثي على المملكة وغيرها من القضايا .
وقد بين العلماء في بداية اللقاء استنكارهم لاستمرار الحصار على غزة ورفضهم التام لمشروع الجدار الفولاذي ودعوا المسلمين جميعا حكومات وشعوبا إلى دعم الفلسطينيين ورفع كل أشكال الحصار والتضييق عنهم . كما استنكر العلماء موقف السلطة الفلسطينية مما يحدث للمسلمين في غزة وموافقتها لمشاريع الاحتلال في الضغط على الفلسطينيين واضطهاد كل من يعارض الاحتلال ( الإسرائيلي ) ويسعى لمقاومته . وأثنى العلماء على ثبات الفلسطينيين المحاصرين وعدم تنازلهم رغم الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها منذ سنوات.
من جانبه بدأ الأستاذ / خالد مشعل حديثه بالثناء على موقف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ، وأشار إلى أن الزيارة جاءت لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية ، وإيضاح موقف حماس من عدد من القضايا ، وهي مقدمة – بإذن الله – للقاء خادم الحرمين الشريفين في المستقبل ، كما أثنى على موقف المملكة خلال اتفاق مكة من جهة تهيئة الأجواء والمكان وعدم الضغط على أي طرف من الأطراف ، مشيراً إلى تربص وسعي أطراف لإفشال الاتفاق ، وهو ما جرى لاحقاً ، ولم يكن أمام حماس أي خيار سوى الحسم العسكري ؛ والذي اضطرت إليه لحقن الدماء والدفاع عن النفس، وانسحاب تلك الأجهزة الأمنية من مقراتها ، فكان لا بد من الحكومة المنتخبة أن تملأ الفراغ الأمني وهذا هو الأصل في كل الدول ، وهو أن تكون الأجهزة والوزارات تبع للحكومات.
كما تحدث مشعل حول الوضع الداخلي للحركة وطمأن الجميع بأن الكلمة والقلوب مجتمعة ، بالرغم من تفرق حماس جغرافياً بسبب الاحتلال ، وبالرغم من تربص الأعداء ووجود المكائد والمؤامرات ، إلا أن ما عند حماس من رصيد إيماني وتربوي يحصنها – بإذن الله – من شياطين الإنس والجن.
وفيما يتعلق بالجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة بين العلماء في لقاءهم رفضهم التام لهذا الأمر وحرمة المساهمة في حصار المسلمين في فلسطين أو معاونة الاحتلال بأي شكل من الأشكال . وفي حديثه عن ذلك بين مشعل أن مشروع الجدار الفولاذي هو مخطط قديم كان باتفاق بين وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني بعد الحرب على غزة لقطع شريان الحياة وخنق غزة اقتصادياً ، وهو مؤشر على قرب الحرب والمتوقع أن تكون في هذا العام 2010 م. وفي هذا الصدد دعا مشعل العلماء في العالم الإسلامي إلى بيان الحكم الشرعي في الجدار الفولاذي ووجوب السعي والضغط لمنع هذا المشروع الجائر الذي يحكم الحصار على المسلمين في غزة ظلما وعدوانا .
وقد تباحث العلماء مع الأستاذ مشعل حول مسألة علاقة الحركة بإيران وقلقهم من هذا الأمر وحرصهم على تجنيب الفلسطينيين تداعيات مثل هذه العلاقة . غير أن مشعل أكد على أن العلاقة لا تتجاوز الدعم ، وان بعض وسائل الإعلام تحاول أن تظهر العلاقة بصورة لا تمثل الواقع أو الحقيقة ، كما أن حماس ستقاوم الاحتلال سواءً أتاها الدعم من إيران أو لم يأتها ، ومواقف حماس السياسية لا صلة لها بمواقف الآخرين بل هي تتصرف وفقاً لمصالح شعبها ، ولا تخضع للضغوط سواءً من الداعمين أو غير الداعمين ، وحماس عبر تاريخها رفضت أي دعم مشروط لا من ايران ولا من غير ايران .
وفيما يتعلق بقضية الاعتداء الحوثي على السعودية وموقف الحماس من هذا الأمر أكد مشعل أن حماس تستنكر وترفض تماما أي مساس بأمن السعودية وأراضيها وتقف معها في كل ما من شانه حماية مصالحها والدفاع عن حدودها . كما أن حماس سعت لوحدة اليمن والحفاظ على أمنه وسلامة أراضيه . وطالب مشعل الأطراف التي لديها صلة مع الحوثيين أو تدعمهم بالتوقف عن مساندتهم ، وأن وحدة أي بلد عربي أمر تسعى إليه حماس وتنشده وتساهم فيه. واستنكر مشعل تحميل حماس مسئولية تصريحات البعض التي لم تدن الاعتداء الحوثي على السعودية وعلى اليمن بشكل حازم .
وفي حديثه عن وضع حماس ، بين مشعل أن الحديث عن ذلك هو في ساحات ثلاث ، الساحة الأولى : غزة ، وقال : إن رصيد حماس الشعبي والتنظيمي في تقدم وازدياد بفضل الله ، وأضاف أن حماس استفادت من الحرب الأخيرة على غزة ، وأنها تستعد للأيام القادمة وتترقب عدواناً جديداً أشد بطشاً وإجراماً ، بالرغم من استمرار الحصار وعدم ترميم ما هدم من منازل ومنشآت حتى الآن.
الساحة الثانية : هي الضفة الغربية ، وأكد مشعل أن رصيد حماس الشعبي في الضفة أكبر من غزة بحسب تقديرات القريب والبعيد ، إلا أن الضفة تعاني من السحق والبطش والكيد على أيدي دايتون وموظفيه ، إذ يمارس ضد الشعب فيها أبشع أنواع الإفساد الفكري والنفسي وشراء الذمم عبر المال الذي يقدم – مع الأسف - دعماً للسلطة ، ناهيك عن الاعتقالات والتعذيب ، ومع هذا كله فإننا نرى أن المقاومة بدأت تنبعث من جديد.
الساحة الثالثة: هي الخارج الفلسطيني، مشيراً إلى الإحصائيات التي نشرت مؤخراً وأكدت أن عدد الشعب الفلسطيني 12 مليون ، 52% منه في الخارج ، و48% في الداخل ، وهو بمعظمه مؤيد للمقاومة وللخيار الإسلامي لحل القضية ، مؤكداً أنه وفي ظل هذه المعركة الضخمة والحشد المقابل للحركة أن مجرد الصمود يعد انجازاً.
وحول المصالحة الفلسطينية أكد أن حماس كانت ولا زالت تسعى للمصالحة لكون الانقسام حالة غير طبيعة؛ إذ يضعف النسيج الاجتماعي للشعب الفلسطيني ، لذا فلا بد من الخروج من هذا الاستثناء ، مشيراً بأن هنالك من كان يراهن على الحصار بل وعلى الحرب على غزة لكسر حماس ، ولكنها – ولله الحمد – صمدت في السياسة كما صمدت في الميدان، وأكد مشعل أن الذهاب للمصالحة لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل عن الثوابت أو الاعتراف بـ "إسرائيل" ، أو بشروط الرباعية .
وحول صفقة تبادل الأسرى فقد أكد أن المفاوضات مستمرة ، وأن هنالك بعض النقاط الفنية التي رفضها الاحتلال مبدئياً ثم وافق عليها لاحقاً ، وبقيت بعض القضايا كالإفراج عن أسرى الأرض المحتلة في 48 ، والإفراج عن بعض الرموز سواء من حركة حماس أو غيرها ، وتخفيض عدد المبعدين ، وسأل الله أن ييسر الأمور للإفراج عنهم جميعاً .
وفي نهاية اللقاء تناول الجميع طعام العشاء في منزل مضيفهم الشيخ الدكتور وليد الرشودي .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر حماس وأهالي غزة المرابطين ..
آميـــــن
مشكووووووووووووره اختي