اجزى الله الكاتبة خير الجزاء
نحو وعي نسائي بحقوقنا الشرعية
ومطالبة جادة بتنفيذها وعدم التنازل عنها
تنازلك عن حق من حقوقك الشرعية يعني تهاونك في تنفيذ أمر أمره الله لكِ في القرآن الكريم
********
خالقي أدرى بأمري
ليس من حق الأخت صاحبة الحملة إطلاق حملتها هذه باسم النساء المسلمات، أو النساء السعوديات، وهي تجهل مكانة وحقوق المرأة في الإسلام، وتاريخ المرأة المسلمة ومدى مساهمتها في تأسيس الدولة الإسلامية ،ومشاركتها في الحياة العامة
أقولها، وأعلنها بأعلى صوتي رداً على حملة “ولي أمري أدرى بأمري” التي أطلقتها إحدى الأخوات الجاهلات كردة فعل تجاه المطالبة بتحرير المرأة وانسلاخها من هويتها الإسلامية،
ولهذه الحملة دلالات خطيرة تضاعف من فرض الوصاية الأبدية على المرأة والحكم عليها بأنَّها قاصر مدى الحياة، فالولاية على النفس: هي الإشراف على شؤون القاصر الشخصية من صيانة وحفظ، وتأديب وتعليم، والمرأة ليست بقاصر،
فهي كاملة الأهلية مثلها مثل الرجل تماماً، هذا ما قرره الخالق جل شأنه وحكم به، وهو أدرى بشؤون خلقه، وبما يصلح لهم، وآيات كثيرة تعطي المرأة هذه الأهلية، وتوجب التعامل معها بموجبها، ومن الآيات التي تدل على كمال أهلية المرأة قوله تعالى: والليلِ إذا يغْشى . والنَّهارِ إذا تَجَلَّى . ومَا خَلَقَ الذَّكَرَ والأنْثى .إنَّ سَعْيَكُمْ لشتَّى . فأمَّا مَنْ أَعْطى واتَّقى . وصَدَّقَ بالْحُسنى . فسَنُيَسِّرُهُ لليُسْرى . وأمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى . وَكَذّبَ بالْحُسْنى . فَسَنُيَسِّرُهُ للعُسْرى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً مّنْ عمِلَ صالحاً مِنْ ذكرٍ أوْ أُنْثى وهُوُ مُؤْمِنٌ فلُنُحْيِيَنَّه حياةً طيِّبةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بأَحْسَنِ مَا كانوا يَعْمَلُون والمُؤْمِنُون والمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ،
فالمرأة إنسان مكلف تحمل مع الرجل أمانة الاستخلاف، وتساوت معه في التكليف، وفي الحدود والقصاص والعقوبات،
ولم يسقط عنها حداً، أو قصاصاً لأنوثتها،
لها ذمة مالية مستقلة، فلها أن تتصرف في مالها كما تشاء دون إذن أحد،
ولها مباشرة إدارة أموالها وممتلكاتها بدون وصاية من أحد، فلها حق الولاية على أموالها وعلى نفسها مادامت بالغة رشيدة،
كما لها حق اختيار زوجها، وليس من حق أي إنسان أن يجبرها على زواج من لا ترغبه حتى لو كان أبوها،
وقد طلق الرسول صلى الله عليه وسلم بنت الصحابي الشهيد عثمان بن مظعون، عندما أرغمها عمها على الزواج من عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقال: (إنَّها يتيمة وإنَّها لا تنكح حتى تستأمر)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صمتها)، متفق عليه.
كما روي عن عائشة رضي الله عنها، أن فتاة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله «إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أبيها وجعل الأمر إليها، فقالت: إني أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء»،
وقيل إنَّ لفظ النساء عام في الثيب والبكر. كما قالوا إن كان لا يحق للأب التصرف في شيء من مال الفتاة، فكيف له أن يتصرف في تزويجها بمن لا ترضاه؟.
إنَّ موقف الصحابية الجليلة ليس تمرداً على أبيها، وليس انسلاخاً من الهوية الإسلامية، وإنَّما كان حفاظاً على هويتها الإسلامية، وإدراكاً لحقوقها، وتمسكاً بالحفاظ عليها.
فمن قال إنَّ الإسلام يعطي للرجل حق الولاية على المرأة من ساعة مولدها إلى وفاتها، ونقول: «ولي أمرها أدرى بأمرها؟
من قال إنَّ الإسلام يعطي الحق لولي أمر الفتاة أن يزوجها وهي طفلة ابنة سبع أو ثمان، أو تسع سنوات من رجل خمسيني أو ستيني، أو سبعيني، ونقول: «ولي أمرها أدرى بأمرها» ؟
من قال إنَّ الإسلام يعطي لولي الأمر حق حرمان المرأة من حقها في التعليم، ونقول: «ولي أمرها أدرى بأمرها»؟
من قال إنَّ من حق ولي أمر المرأة أن يحرمها من حقها في الميراث لأعراف قبلية جاهلية، أو لتحكمه في أمرها، ونقول «ولي أمرها أدرى بأمرها»؟
من قال إنَّ الإسلام يعطي لأخي المرأة أو أولاد عمها تطليقها من زوجها دون علمها ورضاها بدعوى عدم التكافؤ في النسب؟؟
من قال إنَّ الإسلام يشترط موافقة ولي الأمر لاستخراج الأوراق الثبوتية (بطاقة أحوال، جواز سفر، أو تجديدهما) للمرأة البالغة الرشيدة؟
من قال إنَّ الإسلام يعطي الحق للزوج أن يعلق زوجته ويهجرها سنين عديدة، ويتركها هي وأولادها منه بلا نفقة، ولا تستطيع العمل إلاَّ خادمة في البيوت لأنَّه العمل الوحيد الذي لا يُشترط فيه موافقة ولي الأمر، فهي لا تستطيع الحصول على إعانات الضمان الاجتماعي، الجمعيات الخيرية لأنَّها ليست أرملة، ولا مطلقة، وليس لديها صك هجران لأنَّ القاضي لا يعطيها هذا الصك إلاّ بشهادة شاهديْن أحدهما أحد أقارب الزوج،
وإن طلبت من القاضي فسخ عقد زواجها لا يستجيب إلى طلبها، وينتظر حضور الزوج، وإن حضر الزوج يطلب القاضي منها مخالعته، ورد إليه ما دفعه لها من مهر، دون أن يطالبه أن يدفع لزوجته ما تستحقه
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بدّورة الحلوة
•
للرفع لمزيد من الاستفادة
الصفحة الأخيرة