سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

خبراء التغذية يزيلون حيرة الأمهات

الأمومة والطفل

يؤكد خبراء التغذية أن أسباب إحجام أطفالهن عن الطعام هي:
* امتلاء معدة الأطفال بالحلويات والأطعمة المصنعة.

* عناد الآباء والأمهات ومعاقبتهم للطفل.

* الرغبة في إعلان الغضب والاحتجاج على الذهاب إلى المدرسة بسبب سوء المعاملة.

وينصح خبراء التغذية الأمهات مع بدء العام الدراسي بالاهتمام بتغذية أطفالهن تغذية متكاملة وسليمة، لا سيما وجبتي الإفطار والعشاء؛ حيث يعاني الطفل في العالم العربي من ضياع هاتين الوجبتين اللتين تؤثران على قدراته الدراسية بشكل مباشر، كما ينصحونهن بتنويع الوجبات وتقديمها في أشكال مبهرة للطفل، ولا يجعلن وقت الوجبة بالصرامة والإجبار حتى لا يكره الطعام، موضحين الأهمية القصوى لوجبة الإفطار بالذات التي ترتبط بكفاءة الطفل طوال اليوم الدراسي وقدرته على التحصيل، وغير ذلك من النصائح الثمينة في هذا الموضوع.

في البداية تؤكد الدكتورة سهام عباس -أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان- أن عامل التغذية مرتبط بمستوى التحصيل الدراسي والصحة العامة، وهذه حقيقة علمية؛ فالتغذية تؤثر على مستوى ذكاء وقدرة الطفل على التحصيل، بل الأكثر من ذلك أن تأثيرها يمتد إلى ما هو أبعد أثرًا على الأم أثناء فترة الحمل، فالأم التي تتغذى بطريقة صحية تنجب طفلا مستواه الذهني وقدراته التحصيلية والنفسية تكون أفضل بكثير من الأم التي تهمل في التغذية أثناء فترة الحمل؛ حيث تنجب طفلا أقل في هذه القدرات جميعها.

وأضافت: إنه حينما نبحث أسباب عدم إقبال الأطفال على الطعام نجد أنه في سن ما قبل المدرسة وفي المنزل غالبًا ما تعتمد الأم على الحلوى والشيبسي وتستخدمها كوسيلة للإقناع للتحكم في تصرفات الطفل بالهدوء أو البقاء في المنزل؛ مما ينتج عنه تعود الطفل على هذه الأغذية وترتبط لديه بالشعور بالحصول على مكافأة أو اكتساب شيء، وبالتالي يفضلها على الوجبات الرئيسية التي يأكلها بالضغط من الأم، وهذا النمط يزداد حدة ويقبل على الشيبسي والحلويات مما يجعله يشعر بالشبع وامتلاء المعدة، ويرفض الطعام من خضراوات مطبوخة ولحوم وخلافه ويقبل على الأغذية التي يشتريها والحلويات، ويصبح لا يوجد مكان للطعام الذي تقدمه الأم بعد ذلك.

وتوضح أنه من أسباب رفض الطعام وعدم الإقبال عليه إلى جانب ذلك هو الشعور بالإحباط والاضطهاد في المدرسة؛ مما يفقده الثقة بالنفس فضلا عن ثقل الواجبات المدرسية التي يكلف بها، وسوء المعاملة في المدرسة من قبل المدرسين أو زملائه، والإيذاء البدني والنفسي كل ذلك يفقده الرغبة في الطعام كنوع من الاعتراض وإعلان الغضب. كما أن اختلال مواعيد الوجبات من قبل الأم وعدم تجمع الأسرة على وجبة الإفطار من أخطر العادات التي تجعل الأبناء لا يقبلون على الطعام. فضلا عن اختيار الأم لبعض الأطعمة التي لا يحبها الطفل.

لكن هناك شروطًا ينبغي أن تتوفر في الغذاء الصحي للطفل أهمها: البساطة في الطهي والخلو من الشوك والشطية وعدم احتوائه على مواد حافظة، ولا يكون مسبكا أو عالي التتبيل، وأن يكون متنوع الأشكال والألوان ليجذب الطفل، وعلى الأم أن تقدم الفواكه بقشرتها الأصلية وألوانها الطبيعية حتى تجذبه وتفتح شهيته، وعلى الأم أن تخلق لطفلها جوًّا محببًا وبعيدًا عن الصرامة؛ لكي ترغبه في الأكل بأساليب تربوية سليمة، وتسمح له بالجلوس حيث يحب أثناء الأكل.

ولفتت الدكتورة سهام إلى أهمية الحد من المسليات من الحلويات والشيبسي والكاراتيه بقدر الإمكان؛ لأنها ضارة جدا بصحة الطفل الجسمانية وأسنانه ونظام غذائه الصحي، مشيرة إلى أن النظام الغذائي الصحيح يؤدي إلى تنشئة صحية سليمة تجنب الأطفال التعرض للأمراض المعدية، وتؤهله للتمتع بقدرة كبيرة على التحصيل الدراسي، والتمتع بحالة مزاجية معتدلة دائما، ويتعامل مع الآخرين بصورة طبيعية، وتجعله محبًا لزملائه ومتعاونًا معهم، بينما الطفل الذي يلقى إهمال من البيت في أسلوب التغذية يكون عدوانيًا مع الآخرين، ويخطف منهم الطعام، ويعتدي عليهم بالضرب، وغير متعاون، وحالته المزاجية غير مستقرة، ويتصف بكونه تلميذًا مشاغبًا.

ونصحت الدكتورة سهام الأمهات في الدول العربية بصفة عامة بالاهتمام بوجبة الإفطار لأبنائهن؛ فعليهن أن يستيقظن مبكرًا، ويقمن بإعداده من الليل قبل النوم؛ بحيث يحتوي على الجبن والمربى والعسل وغيرها، حتى يتناوله الطفل قبل ذهابه إلى المدرسة، حتى يستطيع أن يستوعب الدروس، ويتميز بالنشاط طوال اليوم، كما يجب عليهن الاهتمام بوجبة العشاء وإعطائها للطفل قبل النوم بفترة كافية ولتكن ساعة، وعلى الأمهات أن يراجعن أنفسهن في ذلك قبل أن يشتكين من أن أطفالهن لا يأكلون‍!!

وترى الدكتورة رشا صبحي -المدرس المساعد لعلوم التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان- أن إحجام الأطفال عن الطعام ليست بالضرورة ظاهرة مقلقة؛ إذ إن جسم الطفل يحتاج إلى سعرات حرارية معينة، ويمكن أن يحصل عليها وتعطيه شعورا بالشبع من خلال تناول الحلوى والشيبسي والكاراتيه والنايتي، وغيرها من الأطعمة التي تلاحق إعلاناتها أبناءنا في البيوت عبر التليفزيون والمجلات والشوارع والأتوبيسات، وبالتالي يبدو الطفل وكأنه محجم عن الطعام مما يقلق الأم.

وأضافت: إنه يجب على الأم الواعية أن تنوع لطفلها وجبته الغذائية، وتجزئها له منذ الصباح وقبل ذهابه إلى المدرسة، وعليها أن تعدها له ليلا حتى تكون جاهزة في الصباح؛ وينبغي أن تحتوي الوجبة على المجموعات الثلاث الرئيسية للتغذية؛ وهي مجموعة الطاقة: التي تتكون من الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات، ومجموعة البناء: والتي تتكون من بروتينيات وفيتامينات وأملاح معدنية، ومجموعة الوقائيات: وبها جميع أنواع الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف والفواكه، ويمكن أن نقترح تكوين وجبة للإفطار على سبيل المثال كالتالي: خبز، وجبن مطبوخة، وبيضة مسلوقة، وشرائح خيار، وطماطم، وقبل هذا كله نؤكد على أهمية شرب كوب ماء صباحا لتنبيه المعدة وتنشيط العصارات المعوية ولا بد أن يأكل الطفل ولو اليسير ويشرب كوب اللبن قبل مغادرة البيت إلى المدرسة، ويصطحب معه ساندوتشاته ليأكلها خلال الاستراحات بين الحصص؛ حتى يستطيع أن يواصل اليوم الدراسي حتى النهاية، كما تنبه د.رشا إلى أنه على الأم أن تفرق بين الحالة المرضية التي تجعل طفلها يحجم عن الطعام، وبين الحالات العادية قبل أن تسارع بعرضه على الطبيب.

و تؤكد د. سلوى محمد عياض ـ الأستاذة بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان- أن إهمال وجبة الإفطار يقلل الكفاءة ويهدر التوازن العقلي لدى الأطفال، وذلك في دراسة قامت بإعدادها ـ حول أثر تناول الإفطار على الانتباه والتعب عند الأطفال- أوضحت فيها أن النقص الذي يحققه عدم تناول الإفطار لا يعوضه الغداء والعشاء مهما تكاملت عناصرهما الغذائية، فالطفل الذي يتناول إفطارا كافيا يكون أسرع في التحصيل، وأكثر انتباهًا ممن يشعر بالجوع، وهناك علاقة تلازم بين الإفطار والتوازن العقلي للطفل.

وأوضحت أن أسباب إهمال وجبة الإفطار يرجع إلى ضيق الوقت وقلة الشهية في الصباح، وكذلك العادات الأسرية السائدة، مشيرة إلى أنه في حالة عدم تناول الإفطار يبدأ الشعور بالتعب بعد ساعة من بدء اليوم الدراسي، ويزداد هذا الشعور تدريجيًّا ليصل إلى أقصاه بعد ساعتين ونصف.


إسلام أون لاين
2
591

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم تيماء
أم تيماء
:26: :26: :26: :26:
غلا الشمال
غلا الشمال
:26: