خبيرة تنصحك: تعرفي على لغة بكائه ونظميه منذ ولادته!

الأشهر الأولى من عمر طفلك، قد تكون من المراحل الصعبة التي تمر فيها أمومتك، وعلى الأخص إن كانت هذه هي تجربتك الأولى للأمومة.
المعروف عن صراخ الأشهر الثلاثة الأولى، انه يتعلق بنمو الجهاز العصبي للمولود الجديد من جهة، وهو ايضا تعبير عن الشكوى ومحاولة لإيصال ما يعاني منه طفلك لك كي تسجيبي له.
قبل أن تحاولي علاج هذه الحالة أو الهرع إلى إراحة طفلك، حاولي أولا أن تفهمي حالته وتتعرفي على أسبابها لعلاجها بالصورة الصحيحة، وبمساعدة نصائح وإرشادات الخبراء..
لماذا؟
قد تتساءلين أولاً عن أسباب هذا البكاء، ولماذا في الأشهر الثلاثة الأولى؟، وللإجابة عن ذلك، استعنا بدليل الدكتورة كاثرين ساتن، في مؤسسة الصحة البريطانية، حيث أفادتنا بالآتي: «تعتبر الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل بعد ولادته، هي أشهر لاكتمال نمو ما لم يكتمل منه، وهو لا يزال في رحم أمه، فعند ولادة الطفل تكون أعضاؤه وأنسجته وحواسه تكونت، بالإضافة إلى الأنظمة المهمة في جسمه، باستثناء الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التنفسي، فهذه الأجهزة تستمر ليكتمل نموها بعد ولادة الطفل، والدليل على ذلك هي الأمثلة البديهية كون الطفل لا يستطيع تناول الطعام عند ولادته، فجهازه الهضمي لا يزال في طور النمو، كذلك تلاحظين إحكام قبضة يده وبكائه بحالة هستيرية أحياناً، وهي دليل على عدم اكتمال جهازه العصبي.
التنظيم
قد تقفين حائرة أمام حالات البكاء التي تنتاب طفلك، ولا تعلمين سببه، والكثير من الأسئلة تطرحينها على نفسك، ترى أهو جائع؟ متسخ؟ يعاني من مغص ما؟ أم تعب ويريد النوم؟..
وكي تسهلي على نفسك الإجابة، تنصحك الدكتورة كاثرين، باتباع نظام للتغذية والنوم والحمام، ليساعد طفلك على تنظيمه، بالإضافة إلى مساعدتك على معرفة أسباب حالته، فعندما يبكي مثلاً عند اقتراب موعد وجبته ستعلمين بأنه جائع، ويطلب منك زجاجة الحليب، وإن بكى بعد تناولها بنصف ساعة أو ساعة مثلا، فهذا لا يعني بأنه يطلب المزيد، بل انه الآن يعاني من آلام المعدة، وهي حالة طبيعية جداً تنتاب المواليد الرضع في هذه المرحلة.
تنظيم طفلك يسهل عليك الكثير، فأنت ستعلمين عندها شيئا فشيئا إن كان بحاجة لزيادة كمية حليبه، وستتعرفين على الأوقات التي يحتاج فيها إلى تغيير حفاظته، وستقدمين له خدمة كبيرة، وهي مساعدته على تنظيم نومه، فأغلب الأطفال الذين اتبعوا نظاماً في تناول وجباتهم منذ الولادة، لا يعانون الكثير من مشاكل النوم خلال الليل، كذلك تخف آلام المعدة المسببة لأغلب حالات البكاء.
استمعي لطفلك
تذكري دائماً بأنك ينبغي أن تكوني أعلم الناس واقدرهم على فهم طفلك، وأسهل الطرق، أن تعززي ثقتك بنفسك وأنك تستطيعين ذلك.
هذه المهمة قد تصعب ان كنت أماً للمرة الأولى، فكل من سبقتك في التجربة ستسعى ان تفيدك بها، وهذا مفيد لك، لكن في الوقت نفسه، عليك بفهم طفلك وعدم إتعابه بمحاولات كثيرة وتجارب قد تزعجه.
لا بأس من الاستماع إلى تجارب الآخرين، لكن في النهاية نفذي منها ما تجدينه مناسباً لك ولطفلك، وما تقتنعين بفائدته لكما معاً.