خدش فــــــــــــــي العقيــــــــــــــــــدة(2)

ملتقى الإيمان

خدش في العقيـــــــــــدة (2)

(( أحكام التنجيم ))
علم الفلك والنجوم قسمان :
الأول / علم التسيير : وهو ما يستدل به على الأوقات والجهات كمجيء الحر والبرد ومتى يزيد الماء في الآبار ومتى ينقص فإذا طلع المرزم قلَّ الماء في الآبار ونحوها وإذا طلع سهيل عاد وكثر ، وكمعرفة الشمال بالجدي وهو القطب الشمالي ومعرفة الجنوب بسهيل وهو القطب الجنوبي ، ومعرفة أوقات الزرع وجني الثمار ونحو ذلك فهذا العلم جائز قال تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } (16) سورة النحل أي لمعرفة الأوقات والجهات ، وليس هذا من ادعاء علم الغيب فإن أهل الإرصاد الجوي مثلاً يبنون توقعاتهم على أمور حسية كمسار الرياح والغيوم ونحو ذلك مما يسهل مراقبته عن طريق الأقمار الاصطناعية ، وهكذا توقعاتهم بخروج نجمٍ كمذنب هالي أو اصطدام نجمٍ بآخر أو حدوث كسوفٍ أو خسوف أو غير ذلك مما يمكن معرفته عن طريق مراقبة مسارات النجوم وزوايا انحرافها ونحو ذلك فيتوقعون أن نجماً سيصطدم بآخر بعد كذا وكذا من الزمن بناءً على سرعة سيرهما وتواجههما في مسارٍ واحد وأن نجماً سيراه أهل الأرض بعد كذا وكذا بناء على سرعة مساره وزاوية انحرافه باتجاه الأرض وهكذا فكل علمٍ يمكن معرفته بالحس وليس فيه اعتمادٌ على الشياطين فهو من علم التسيير المباح ولذا قال السفاريني في عقيدته :
فكل معلومٍ بحسٍ أو حجا فنكره جهلٌ قبيحٌ بالهجا

الثاني / علم التأثير : وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية فيقولون إذا طلع النجم الفلاني فسيكون زلازل وحروب ونحو ذلك ، وإذا طلع النجم الفلاني فسيكون أمانٌ واطمئنان ، وهكذا إذا كانت ولادتك في البرج الفلاني فستكون سعيداً في حياتك ذو ثراء وإذا كانت في البرج الفلاني فستكون تعيساً ذو فقرٍ وحاجة ، وهكذا يستدلون بها على أمورٍ غيبية فهذا كله كذبٌ ودجل قال تعالى {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (65) سورة النمل وهذا العلم محرم وادعاء علم الغيب وتصديق من ادعى ذلك كله كفر لتكذيبهم لكلام الله جل وعلا في أن الغيب من خصائصه جل وعلا 0

وقد ذكر الشيخ محمد العثيمين رحمه الله أن علم النجوم أربعة أقسام :
الأول / أن يعتقد أنها تؤثر بذاتها في الحوادث الأرضية العامة كالزلازل والبراكين أو الخاصة كالسعادة والشقاوة والربح والخسارة فهذا كله كفر أكبر مخرج من الملة 0
الثاني / أنها لا تؤثر بذاتها لكنها سببٌ لهذه الحوادث فهذا كفرٌ أصغر 0
الثالث / أن يستدل بها على الفصول وأوقات البذر والحصاد ونحو ذلك فهذا جائز 0
الرابع / أن يستدل بها على جهة القبلة ومعرفة أوقات الصلوات ونحو ذلك فهذه مشروعة وقد تكون فرض كفايةٍ أو فرض عين ( القول المفيد 1/550 )
وقد خلق الله هذه النجوم لثلاث :
1-زينة للسماء كما قال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} (6) سورة الصافات
2-رجومًا للشياطين قال تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ } (5) سورة الملك
3-علامات يُهتدى بها في معرفة المكان والزمان قال تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } (16) سورة النحل قال البخاري في صحيحه : قال قتادة : خلق الله هذه النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجومًا للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به .
المرجع كتاب ( طريق الناجين في بيان عقيدة الموحدين )
4
413

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لمار**
لمار**
جزاك الله خيرا ورزقك من حيث لاتحسبين
أستغفرالله ,سبحان الله ,الحمدلله ,الله أكبر,لاإله إلااله إلاالله,لاحول ولاقوة إلابالله>اللهم صل وسلم على محمد
الاميرة الشهري
جزآك الله خير
يا أختي وجعله في ميزان حسناتك
النجمة الباكية
مشكورات على المرور * اللهم أصلحنا وأصلح بنا