خدعوك فقالوا : الضرب يصنع الرجال

الأمومة والطفل

ياللي تضرب عيالها بليزززز اقري الموضوع شوي طويل بس يستااااااااااااااااااااااهل

خدعوك فقالوا : الضرب يصنع الرجال


هل الضرب يصنع الرجال فعلاً؟ لماذا يظل البعض يتمسك به كوسيلة للعقاب؟ هل يدرك هؤلاء آثاره النفسية لاسيما علي الأطفال ؟ في السطور القادمة إجابة علمية من واقع تجارب عملية وهنا التفاصيل .


الضرب المبرح أصبح اليوم من أوسع وسائل التأديب والتهذيب انتشاراً يتجه إليه الوالدان بحسن نية لإيصال غضبهما واستيائهما من تصرفات أبنائهم، جاهلين ما تخفيه تلك الوسيلة من تدمير وتشويه لمشاعر وأحاسيس واعتبار للذات وفي الواقع أن كثير من الدراسات والبحوث التربوية أثبتت أن لغة الضرب المبرح لها تاريخ طويل منذ عصر الكهوف الحجرية حيث كان يستخدمها الإنسان الأول مع أبنائه كوسيلة لإيصال رسالة تقول : " أنا غاضب " ومنزعج من سوء تصرفك " إذ لم تكن لغة التخاطب والتحاور قد تطورت بعد، لكن مع مرور العصور وتعاقب القرون ازدهرت اللغة وتنوعت وسائلها وأصبح التحاور فناً والتفاهم علماً لكن لازال البعض يتمسك باللغة القديمة " الضرب " اعتقاداً وإيماناً بأنها الوسيلة الوحيدة لصنع الرجال وندعوك لقراءة هذه السطور لتعرف كم أن الضرب وسيلة خاطئة :



تجربة من أمريكا

خلال فترة دراستي للماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية، التقيت خلال تدريبي كمستشارة نفسية ببعض العائلات العربية المهاجرة ممن خضعوا للمساءلة لفترات محددة من قبل القانون الأمريكي بتهمة إساءة التعامل مع أطفالهم بالإضافة إلي ذلك فقد أجبروا علي حضور جلسات نفسية وإرشادية ليتعلموا من خلالها الأسس والأساليب السليمة للتعامل مع الأبناء وبدائل للتنفيس عما بداخلهم عوضاً عن استخدام الضرب، والصراخ ولست هنا بصدد الحديث عن معايير وسلامة ذلك القانون الأمريكي رغم تحفظي علي بعض نصوصه وأسلوب تطبيقه، إلا أنني أود الحديث عن بعض الأسباب التي دفعت هؤلاء الآباء والأمهات لاستخدام أسلوب الضرب المتواصل مع أولادهم بعيداً عن الأطر والضوابط الشرعية والتربوية التي الزمنا بها شرعنا الحنيف والتي يجب الأخذ بها عند اتجاهنا لعقوبة الضرب وذلك بعد استنفاذ جميع الوسائل التأديبية الأخري علي الحوار والتفاهم والإقناع والثواب وغيرها والأساليب الداعية لضرب الأبناء أو جزها كما نقلها لي الآباء والأمهات كالآتي :



أولاً : طريقة تعليم الأبناء الخطأ من الصواب.

معظم الآباء يعتقدون أن الضرب أنجح وسيلة لتعليم أولادهم الخطأ من الصواب امتثالاً للقول المأثور " من أمن العقوبة أساء الأدب " أو كما يقول المثل الأمريكي " no pain no gain " وحقيقة الأمر التي غفل عنها هؤلاء أنهم عند استخدامهم المتمادي للضرب فإنهم يوصلون رسالتين في الوقت نفسه للطفل .



الأولي تتضمن أنه أخطأ التصرف، والثانية تخبره أنه إنسان سيئ وغير مرغوب فيه خصوصاً عندما يكون استخدام الضرب كوسيلة تأديبية أولي وبصورة مؤلمة بالإضافة إلي ذلك فإن الضرب لا يقدم للأطفال البدائل لتصرفاتهم الخاطئة بل فقط يكتفي به لتوضيح أن ما قام به الطفل فعل غير مقبول، ولذلك فإننا نوصل رسائل مشوشة لأبنائنا تضعف من تقديرهم لذاتهم وتهلهل من شخصيتهم في التعامل مع الأحداث .



ثانياً : استخدام الضرب كأداة للترهيب

بعض المربين لا يجيدون سوي الضرب كوسيلة لمعاقبة أبنائهم عند إساءة التصرف بغض النظر عن حجم الخطأ الصادر من الطفل أو حتي عمره العقلي، والبعض قد يبالغ حين يعتقد أن مجرد التخلي عن تلك الوسيلة معناه ترك الحبل علي الغارب، وإرخاء الحبل للأبناء لفعل ما يحلو لهم وبالتالي التسبب في ضياعهم .



هنا لست ممن من ينكرون الأثر الإيجابي للعقاب في تربية الطفل وأعني هنا العقاب المصحوب بالترغيب والترهيب، كحرمان الطفل مثلاً من اللعب مع أقرانه لفترة معينة، أو حرمانه من الخروج في العطلة الأسبوعية، أو جعله يدفع مبلغ من المال الخاص به لقاء ما قام بتكسيره متعمداً وذلك لاشتراكه في تحمل مسؤولية فعله، بالإضافة إلي إبداء الأستياء والانزعاج المتوازن، وغير ذلك الكثير من الأساليب التربوية في العقاب والتي ثبت علمياً أنها شديدة التأثير في نفسية الطفل وأحسن أثراً في تعديل سلوكه لكونها تعتمد علي المنطق والتوازن واستخدام العقل بالإضافة إلي أنها توصل رسالة إلي الطفل تؤكد أنه ما زال محبوباً من قبل والديه رغم أخطائه وسوء تصرفه المقصود أو غير المقصود، ولا نعني بالطبع من حديثنا السابق أن الضرب له أثر إيجابياً في تعديل السلوك، بل بالعكس فهو قد يكون نافعاً متي ما التزمنا بالضوابط الشرعية والتربوية له، فعلي سبيل المثال لا يتم استخدامه إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل التي ذكرناها سابقاً، ويجب ألا يكون مبرحاً أو مؤلماً وأن تكون الضربات من واحد إلي ثلاث علي فترات متباعدة بين الضربتين حتي يخف ألم الضربة الأولي وأن لا يكون موجعاً في محل واحد أو علي الوجه، والأهم من ذلك كله أن يعلم الطفل السبب الذي ضرب من أجله وأن يراعي فيه شدة خطئه وعمره العقلي حتي لا تكون رسالتنا مشوشة وفوق المستوي الاستيعابي لأبنائنا .



ثالثاً: الضرب وسيلة لإظهار الحب تجاه الأبناء

كثيراً من الآباء والأمهات الذين التقيتهم يعتقدون أن ضرب الأبناء بهدف التربية هو دليل علي الحب الذي يحملونه تجاههم والحرص علي مصلحتهم، فكلما يضرب ابنه يخبره بالوسائل الآتية :

" إذا لم أكن أحبك ما كنت ضربتك " " ضربي لك يؤلمني أكثر مما يؤلمك "، " سيأتي اليوم الذي تشكرني فيه علي ضربي إياك وتترحم فيه علي أيامي "، " ما أفعله الآن هو لمصلحتك وستري قريباً " وغيرها الكثير من الوسائل المقفلة لنفسية الطفل وقدرته الإستيعابية المحدودة، فالطفل هنا ربما سيتعلم شيئاً واحداً فقط وهو أن الشخص الذي يحبه هو في الوقت نفسه الشخص الذي يؤذيه ويؤلمه، ويعلمه مفاهيم متناقضة عن تلك التي خرج بها أبناؤنا إلي عالم الحياة المهم .



رابعاً: الضرب موروث قديم من العادات والتقاليد

بعض الآباء والأمهات يرون أن اتجاههم لوسيلة الضرب مع أبنائهم خطوة علاجية أولي هو جزء من عاداتهم وتقاليدهم التي ترعرعوا عليها، فآباؤهم كانوا يضربونهم بشدة عند كل خطأ يقومون به وأحياناً لأسباب أو أخطاء بسيطة قد لا تستدعي الضرب كأن يتكلم الصغير في المجلس أثناء تواجد الكبار او عند نسيانه إحضار شيء ما طلب منه وغير ذلك، فكانت النتيجة أن شب الأبناء علي نهج الآباء يجدون أن الضرب الذي تلقوه في الصغر كان سبباً في جعلهم رجالاً يعتمد عليهم ويعلق أحد الآباء قائلاً أن والده كان يستقبله نهاراً " بعلقة " ويودعه ليلاً بأخرى وعندما كان يستنجد بوالدته كانت تهدئه بقولها " أن والدك يريد أن يجعل منك رجلاً صلباً ! "، ولعل المضحك المبكي أن أحد الأشخاص البسطاء سأل أحد أساتذة التربية عن أسلوب ومنهج تربوي سليم يتبعه مع ابنه الذي لم يتعد الرابعة من عمره فكان جواب أستاذنا الفاضل " لقد تربينا منذ صغرنا علي الخيزرانة والعصا والحمد لله أصبحنا أساتذة ورجالاً، فعليك بها ودعك مما ندرسه من طرق ونظريات توجع الرأس " وقد كان أولي بمثل هذا الأستاذ أن يصمت ويحتفظ " بعصاه " لنفسه امتثالاً لقول النبي صلي الله عليه وسلم " فلتقل خيراً أو لتصمت " .



خامساً: نريد إعداد أبنائنا للعالم الحقيقي.

إن جرائم العنف والسرقة والاختطاف وغيرها انتشرت بشكل مخيف في عالمنا اليوم، فقلما يخلو خبر عنها في جرائدنا اليومية أو تلفازنا أو حتي عبر الجيران والأقارب من مثل هذه الأخبار وبسبب ذلك نجد العديد من الآباء والأمهات يعتقدون أن أبناءهم بحاجة إلي الصلابة والخشونة في تعاملهم مع العالم الخارجي ولا يأتي ذلك إلا عن طريق تربيتهم من خلال استخدام العين الحمرة علي حد تعبير البعض، حتي أن أحد محدثيني أخبرني أنه لا يريد لابنه أن يعيش في عالم متناقض حيث يتعامل برقة ولطف داخل المنزل بينما يعنف ويصرخ عليه بل ويضرب في الخارج سواء بالمدرسة أو عند الجيران، لذلك هو حريص علي أن يوجد توازن بين العلمين المتناقضين وذلك عن طريق استخدام الضرب والشدة في المنزل وبذلك يكون قد أمسك بالعصا من منتصفها .


منقووووووووول
5
702

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ريحة المطر
ريحة المطر
مشكوووووووره موضوع مفيد ..

والضرب المبالغ فيه ماينتج الا نفسيات مندمرة
فروحه القطوه
فروحه القطوه
مشكوووووووره موضوع مفيد .. والضرب المبالغ فيه ماينتج الا نفسيات مندمرة
مشكوووووووره موضوع مفيد .. والضرب المبالغ فيه ماينتج الا نفسيات مندمرة
العفوا حبيبتي

وفعلاااااااااا صادقه
فايزة11
فايزة11
بارك الله فيك
فروحه القطوه
فروحه القطوه
بارك الله فيك
بارك الله فيك
وفيك يارب
&نعيمة&
&نعيمة&
جزاك الله خيرا اختي