السلام عليكم و رحمة الله تعالئ و بركاته
كيف اخواتي ان شاء الله تعالئ انكن بخير
طبعا من المفروض اني افصل بوقت بين مشاركتي في مسابقة الكاتبة الاجتماعية بس خوفي من ان تطير الفكرة التي جاءتني بعد تفكير عميق قررت ان اكتب و استسمح الادارة عذرا علئ ذلك :35:
و القصة طويلة و الله :35: بس فيها من العبر
بسم الله الرحمن الرحيم و به وحده نستعين
و الصلاة و السلام علئ اشرف الخلق و المرسلين سيدنا محمد صلئ الله عليه و سلم و علئ اله و صحبه اجمعين افضل و اصدق التسليم
انه اول يوم في المدرسة يستعد فيه الطلاب للالتحاق بها و كل منهم يتهلل وجهه فرحا و اشراقا
فاليوم عدنا و العود احمد سنعود لجو المنافسة و طلب العلم و نلتقي باصدقائنا بعد ان ابتعدنا عنهم فترة العطلة
كان هذا تفكير الطلاب الذين زاولوا الدراسة
لكن لم يكن الامر كذلك بالنسبة لسامي و عادل فهذه اول مرة سيدخلان فيها المدرسة و هي اول مرة سيبتعدان فيها عن امهاتهما و اول مرة سيقابلان فيها معلما
فكانت كل الافكار تدور في ذهن كليهما
عقلان صغيران تتداخل داخلهما اسئلة كثيرة و تدور فيهما ادوات تعجب اكثر
ما هي المدرسة كيف شكلها يا ترئ ?!
من المعلم هل هو شخص كبير جدا ?!
هل يضرب ?
هل سيوبخني ?
انا لا اريد ان ابتعد عنك يا امي :icon33:
كانت كل هذه الافكار و بعض تلك الاسئلة مما يدور في ذهن عادل و سامي
البست سارة ابنها عادل لبسه الجديد و محفظته الرائعة و قدمت له فطورا من اروع ما يكون فهو ولدها الوحيد لم تنجب غيره و حالها ميسورة بحمد الله
كانت تاكله بيدها و تحنو عليه
فهو لم يبتعد عنها مذ ولدته و هو الطفل المدلل الذي لا يرفض له طلب
و كانت خلال فطوره تحدثه عن المدرسة و محاسنها و انه سيكون لك اصدقاء كثر و لكن اعرف من تصاحب نحن اشخاص لنا وزن في المجتمع فوالدك مدير مصرف كبير و خالك من اشهر الدكاترة و عمك وووو
و في المقابل كانت نورة والدة سامي قد البست ولدها لباسا قد اخاطته له بنفسها فهي لا تملك المال الكافي لشراء الملابس الجاهزة و لكنها كانت صامدة و لم تحسس ولدها بالفقر بل اخاطت له لباسا جميلا علئ رغم بساطته و البسته محفظة اخته القديمة بعد ان قامت باضافة بعض التعديلات الخفيفة عليها لكي لا تظهر بالية
ثم اعطته كسرة من الخبز كانت قد حضرتها بعد صلاة الفجر فقد اعتادت ان تفيق و توقظ كل من في البيت لاداء الصلاة في وقتها بمن فيهم سامي الطفل الصغير
جثت نورة علئ ركبتيها و احتضنت فلذة كبدها ثم قبلته علئ جبينه و قالت ""
اليوم هو اول يوم لك في المدرسة فاحرص يا بني علئ ان يكون هذا اليوم هو اول خطوة لك في طلب العلم و تحقيق هدفك اتتذكره يا بنئ ?""
تبسم سامي و رد علئ والدته ""اجل يا امي ساصبح يوما ما باذن الله اماما و فقيها في امور الدين ""
فرحت نورة بهذا الكلام ايما فرحة فسامي كان بالنسبة لها مهجة الفؤاد ليس لانه الابن الوحيد بين بنات ثلاث و لكن لان حلم نورة كان ان تصبح اما لامام مسجد و طبعا الامامة لا تصح للمراة
وقد حاولت ان تزرع في بناتها طلب العلم مع محاولة التفقه في امور الدين و
هي اليوم ام لنوال ابنتها البكر تدرس الطب
و لندئ الابنة الثانية تدرس الثانوية العامة و ام لشيخة تدرس في المتوسطة
و اخر العنقود سامي كل امالها كانت معلقة عليه
ربت فيه و في بناتها حب الصلاة و الصوم و القيام
حب قراءة و ترتيل القران
حب طلب العلم
حب الحنو علئ الصغير و تقدير و اجلال الكبير
تحملت الصعاب خاصة بعد وفاة الاب ذلك الانسان البسيط الذي كان يوما ما عاملا بسيطا في معمل للاجبان
و لكن علئ الرغم من بساطته فقد اورث اولاده حب طلب العلم تلك كانت وصيته
اطلبوا العلم يا اولادي××× (حديث لايصح سندا)
لم تكن تلك الوصية الوحيدة التي طلبها الوالد بل كانت له وصية اخرئ ""حاولوا تقديم المساعدة دائما لمن يحتاج اليها حتئ و ان رفض ذلك و امروا بالمعروف و انهوا عن المنكر""
كانت هذه الكلمات اخر ما نطق به سالم الذي توفي بعد ان الزمه مرضه الفراش اشهرا معدودة
تلحفت نورة بعباءتها السوداء و اخذت بيد ابنها و اتجها الئ المدرسة و كانت تحرص و هي في الطريق علئ اعطاء ابنها بعض النصائح و التوجيهات
""كن يا عزيزي طفلا بشوشا فالابتسامة صدقة و كن مؤدبا قم بكل ما يطلبه المعلم منك لا تكن ثرثارا و كن مجتهدا
توقفت نورة عن الكلام بعد ان وقفت امام باب المدرسة انظر يا سامي هذه هي مدرستك
ودعت ابنها و استودعته الرحمن و مضت في حال سبيلها
في نفس تلك اللحظات كانت سارة تقف هي الاخرئ علئ باب المدرسة
وودعت ابنها و هي تقول هيا هيا يا عزيزي اذهب لقد تاخرت علئ خالتك سماح انها تنتظرني
مشئ عادل بخطئ ثقيلة الئ داخل المدرسة و كانت ادارة المدرسة قد وضعت استاذا تحت تصرف التلاميذ الجدد يعني يوضح لهم الطريق و يرشدهم و يوجههم
لاحظ ذلك الاستاذ ان هناك تلميذين واقفين وسط الباحة كل منهما ينظر باستغراب للمدرسة و يقلبان وجهيهما يمينا و يسارا لا يعرفا اين يتجهان فاقترب منهما و اخذ بيد كل واحد فيهما و سالهما ""يا صغيري هل انتما في السنة الاولئ ""
""اومئا اليه بنعم فالخوف كان باد عليهما و لم يستطيعا حتئ النطق :icon33:""
تفضل الاستاذ مشكورا بايصالهما الئ القسم المحدد لهما بعد ان تاكد من انهما في نفس القسم
دخل عادل و سامي القسم و من دون شعور مسبق وجدا يديهما تتشابك مع بعضها البعض
كانت برودة تلك الايدي الصغيرة تتلاشئ تدريجيا بعد ذلك التشابك العجيب
و سرعان ما انتبه سامي لذلك و التفت الئ عادل و ابتسم و كانت تلك الابتسامة مفتاح لصداقة بينهما
تناسئ عادل ما قد نبهت عليه والدته من ان يصاحب اصحاب الهاي و الاناس المرموقين في المجتمع و قد كان بديهيا ان سامي ليس منهم فملابسه و محفظته وحدها يمكن ان تنبئ بحاله لكن الاطمئنان و الراحة التي كان يجدها عادل في سامي انسته كل شيء
فلم يعر لتلك الفوارق بالا
مرت الايام و الاشهر و الاعوام و كبر الولدان و اصبحا شابين يافعين
عادل اصبح من رجال الاعمال و اصبح يحب المظاهر كوالدته
و سامي حقق الحلم و اصبح اماما و فقيها في الدين و كانت له من البلاغة و الفصاحة ما كان يجعل منه حديثا في المجالس و مقصدا لطلاب العلم
لكن علاقة سامي لم تعد نفسها مع عادل صديق الطفولة خاصة و انه لم ينسئ تلك الليلة العاصفة التي جاءت فيها ام عادل الئ بيتهم و وبخته و امه قائلة لهما
""اسمعي يا ام سامي عادل اليوم ليس بذاك الطفل الصغير الذي تلاعبينه و تسمحين له باللعب مع ابنك لعلمك انا لم استسغ يوما ان يكون ابنك صديقا لابني و لكنه المدلل و لم اكن لارفض له طلبا اما و الان و قد كبرا فلا اريد لابنك البقاء معه ابني الان مقبل علئ حياة جديدة اكثر رفاهية و اكثر قيمة اريده ان يصبح مديرا لبنك كوالده او رجل اعمال ناجح و لست ارئ فائدة لصداقته مع ابنك سوئ انه يريده ان يصبح فقيرا معوزا مثلكم ""
كانت تلك الكلمات امام مرائ و مسمع سامي و امه
لم يرد سامي علئ تلك المراة اكراما لصديقه و احتراما له و لسنها
اما امه فقد اكتفت بان وعدتها بان ما بينهما سينتهي ""فعلت نورة ذلك مجبرة فهي لم تشء ان يبقئ ابنها مع عادل بعدما سمعت بعض الكلمات عنه من جارتها سعاد
فقد اخبرتها بان عادل يدخن ""
فكانت تلك القطيعة راحة لها خوفا علئ ابنها
لكن سامي لم يكن مرتاحا لتلك القطيعة خاصة و انه شب مع عادل فقد كانا كالاخوين
مع بعض الفوارق
و رغم ان تلك الحادثة قد مر عليها قرابة الخمس سنوات الا ان سامي كان يذكرها كما لو كانت بالامس
و في يوم من الايام و هو يحضر نفسه للذهاب الئ المسجد و قد
كان الوقت قبيل صلاة الفجر
الا و يطرق الباب بقوة
نهض سامي فزعا من من هناك من
عادل?! ما الذي جاء بك الئ هنا
ارجوك ياسامي لا وقت لدي
ارجوك اريد ان تساعدني ارجوك
اساعدك صاح سامي لماذا ما خطبك لما انت اشعث الشعر و ما الذي ترتديه و ما هذه الرائحة التي تنبعث منك هل انت سكران يا عادل :o
ارجوك يا سامي لا وقت لدي لقد بعت كل شيء لم اعد املك شيئا اريدك ان تقرضني بعض المال ارجوك ساموت ان لم تساعدني
كل هذا الكلام كان يقوله عادل و هو يقوم بحركات في جسمه كمن لدغه شيء
لاحظ سامي ذلك و امتلات الدموع في عينيه و صاح
هل تشرب المخدرات يا عادل اجبني اجبني
نعم ارجوك لا وقت لاي كلام لا استطيع ان اعيش بعت كل شيء بعت شركتي بعت ذهب امي كل شيء كل ما يخطر في بالك بعته
استلفت من هذا و ذاك و لكن لا استطيع ان اسدد و الان علي ديون و الكل هجرني حتئ الاصدقاء الذين اختارتهم لي والدتي كلهم هجروني
ارجوك ساعدني
بقي سامي مذهولا لما يراه و لكن سرعان ما امسك يدي صديقه عادل كانتا يديهما باردتين كما التقيا اول مرة في المدرسة ثم التفت سامي لعادل و ابتسم قائلا له
و الدموع محبوسة في عينيه
هل تثق بي
اجابه عادل بعد ان استشعر الدفء و احس بتلك الراحة كما احس بها يوما قبل اكثر من عشرين سنة
و اوما براسه ان نعم اثق بك
فقال له سامي سااخذك للعلاج هل انت مستعد
كان سامي خائفا مرتبكا
صاح قائلا "" و لكن ليس لدي مال للعلاج و لا استطيع
و لا اريد الفضيحة لا لا اريد فقط ان تقرضني بعض المال
امسك سامي عادل من كتفيه و احتواه و صاح باعلئ صوته
قلت لك هل تريد العلاج هل انت مستعد
فاجابه عادل نعم
اذن هيا بنا
""كان لسامي اكثر من تجربة ناجحة في مساعدة الشباب المنحرف علئ الرجوع للطريق الصحيح ""
ركب عادل و سامي السيارة نعم فقد من الرحمن علئ سامي و استطاع ان يشتري سيارة
ركبا و قبل ان ينطلقا التفت سامي الئ عادل و قال له "" لا تخف انا باذن الله معك و لن اتركك ابدا اولست اخي ""
قابل عادل تلك الكلمات بدموع ساخنة كانت تخرج من عينيه و بخجل يكاد يعتصر قلبه
وصل سامي الئ المستشفئ الخاص بعلاج الادمان و شرح لهم حالة عادل و لانه لم تكن المرة الاولئ التي يتعامل معها المستشفئ مع هذا الامام فقد تمت الامور في لمح البصر
و قام سامي باتمام كل الامور الادارية خاصة تلك الخاصة بدفع الحساب
كان من اهم شروط المستشفئ الكتمان و التستر علئ المصابين
فاتصل سامي بام عادل و اخبرها بان ابنها قد سافر و بانه لم يكن له وقت لاخبارها
طبعا ام عادل لم تبقئ تلك المراة المتمسكة بالمظاهر فقد علمتها الحياة بان المهم هو طاعة الله تعالئ و الحرص علئ التعامل مع الاخر دون النظر الئ المظاهر لانها كثيرا ما تكون مظاهر خداعة
و كان سامي كثير التردد علئ المشفئ و كثيرا ما كان يقرا القران لعادل و كثيرا ما كان يدعو له و كثيرا ما كان يعينه علئ الصبر و يختار له الايات التي تذكره بالصبر و اجر الصابرين
و لكم كانت فرحته عارمة عندما اخبرته اخته ""نوال "" القائمة علئ حالة صديقه ""عادل "" بشفائه من ذلك الداء الخبيث الذي ينخر في اجساد المئات من ابنائنا اليوم
فحمد الله تعالئ و سجد شكرا له
و ازدادت فرحته عندما دخل عليه الغرفة فوجده قائما يصلي
و بعد ان انتهئ
عانق عادل سامي قائلا له"" كنت نعم الصديق و الاخ لي كيف لي ان اشكرك ""
فما كان ان اجابه سامي و الدموع في عينيه اشكرني بان تعدني بان تبقئ محافظا علئ صلاتك و تبتعد نهائيا عن اصدقاء السوء و عد من جديد عادل اخي و صديقي
عادل ""هل استطيع ان اعود الم يفت الاوان لقد ضاع كل مالي انا خجل من ربي لم اصل منذ وقت طويل ووو
سامي ""لم يفت الاوان بعد بالعكس الان بدات حياتك يا عادل
و اول شيء اذهب الئ والدتك و قبل يديها فرضاؤها من رضئ الله و اسالها الدعاء لك و حاول ان تبدا من جديد
هذه المرة لم يكن سامي الذي امسك بيدي عادل بل العكس و التفت اليه مبتسما
ما يستشف به من هذه القصة الطويلة ان الاطفال يتاثرون بوالديهم
نورة مثلا زرعت منذ الصغر في ابنها سامي حب طلب العلم و التفقه في الدين فكان لها ان اصبح اماما فقيها
و ربت فيه حب الخير فوجدت ذلك
و سارة منعت عن ابنها صديق طفولته و زرعت فيه حب المال و اجبرته علئ حب المظاهر فالت حالته الا ما قد قراتم
ارجو ان تكون الفكرة قد وصلت المظاهر ليست كل شيء و ليست مقياسا و التربية الصحيحة اساس لحياة ملؤها النجاح و الدين قوام الصلاح و بدونه لا يكون للحياة معنئ و لا يكون النجاح
اسفة علئ الاطالة
الله يسعدكن :26:
عائشة المشرقة @aaaysh_almshrk
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عائشة المشرقة
•
رفع
الصفحة الأخيرة