
أخبرته أن الفراق بعيد.. وقال
لي أنّه أقرب ممّا أظن فأبكاني، ثم
أخبرني أنني أحارب الدنيا لهدف، حتى
لو كنت في جحور الأرض
الآن، أخبرتهُ أنّني أعاني وأبكي
دومًا، وأن كثير من الناس آذوني،
أو ينوون أذيتي وأنا مبتلاة بشدّة
الملاحظة.
قلبي يتألم على ما حلّ به، ولكن
هو سعيد، ابتسامته العتيقة تخبرني
أنّه في مكانٍ أفضل، وأن الموجودين
الآن ليسوا مثله، مهما بدت رجولتهم
مرتفعة، هو كان مختلف.
حدثته عن كلي، وبعضي. وكيف أني
أخاف من أن أضيع الأمانة، وأنني خائفة
من كل شيء، وخوفي انعكس حتى على
نومي، وأكلي وشربي. وأنني أرغب أن
أرحل كما رحل، ولكنّ جبالي تجعلني
مترددة، فأنّى لي الرحيل وأنا وحيدة..
قلت له أن أقرب الناس لي لم يدركوا
ما يقتلني، ويتوددون إلى غيري بغرض
اللطافة، وأقربائهم يعيشون على
الذكرى التي لم تكون، ويفصحون
لهم ببعض ما يشعرون، يرونهم مهشمين،
لكنّهم لا يلملمونهم في حين أنّهم يأخذون
أدوار ليست لهم، لينقذوا غرقى غيرهم،
وغرقاهم في طي النسيان.
فيا ربي أنا الغريق فأنجني.
رووعه استمري 💐💐