خصائص الانوثة

الأسرة والمجتمع

خصائص الأنوثة
منذ زمن بعيد بعيد، بعد أن خلق الله آدم من تراب، ذلك المخلوق العجيب الذي سجدت له أشرف مخلوقات الله، الذي غار منه طاووس الملائكة، خلقه الله وأنعم عليه وأدخله الجنة ورزقه من النعم والعطايا، الا انه مع هذا النعيم استوحش وأحس بالغربة، فخلق الله من ضلعه خلقاً جميلاً مبهراً فاستأنس وسعد بها فالانسان مهما تجمعت له من النعم فهو يحب أن يشاركه أحد هذه النعم ويستأنس بمن حوله فسمي انساناً، وموضوعنا عن هذا الضلع القريب من قلب الرجل فهو وإن لم يخلق منه فإنه مع ذلك لاغنى له عنه، وبدونه أحس بالنقص والغربة، كغريب الوطن بغيابه، كفاقد الجزء للكل وكالضائع في بلاد الغربة، وحبهما لبعض يختلف فهو يحبها كجزء منه وهي تحبه ككل لها، وهما بحاجة لبعض وهن لباس لهم وهم لباس لهن، وهذا الاختلاف هو سر الحياة وسر هذا الحب وسر استمرارية الحياة وتقدمها ومن يخالف هذه القاعدة يتعس ويشعر بعدم ملائمته لمكانه، فالمرأة جعل همها الزوج والولد وهو أكثر ما تعيش لأجله، والرجل خلق لأشياء أخرى ومنها المرأة والولد، فهو يتطلع لأشياء كثيرة منها زوجته وهي تتطلع له، ولابد من اقرار هذه الطبيعة والاعتراف بها والاعتزاز بها، فمن هذه الطبيعة الضعف ومن خصائص هذا الضلع النقصان فلا تدري المرأة بالحق بل أخذها بالجد في الحق، فمن تتبع أهواءه وأهواءها ضل، ومن خصائص هذا الضلع الحنو والاعوجاج فهي حانية على زوجها وأبناءها خافضة الجناح لهما، ومن خصائصه القوة والصبر على مالايصبر عليه الرجال، وكذلك من خصائصه الإيثار، فهي مؤثرة ومضحية، ومن خصائصه أيضاً شدة الإنفعال للفرح وللسرور وللهم والحزن، فتلك علينا معرفتها لا لنقلل من قدرها ولكن لنكرمها ونفهمها فنعذرها ونسعد بها وننظر لحسانتها، فحمكة الله اقتضت خلق حواء من آدم لتكون الرغبة بينهم شديدة وليحتاج كل منهما للآخر.
وكذلك من خصائص الضلع تقلبه، فهي متقلبة المزاج ربما تتغير حالتها النفسية في ثوان، يقول أحد الحكماء (( قد تقدم لزوجتك زهرة تشكرك عليها، وتقدم لها الدنيا بأكملها فتعتب عليك لم لم تغلفها لها )).
يوجد تشابه الى حد ما بين هذا الضلع وبين القمر فكثيراً ما شبهت المرأة بالقمر لدى الأدباء وهذا تشبيه بليغ، فهي نادراً ماتكمل وإذا كملت كانت كاملة أيام قليلة وهذا مايثير فيها ، ويزيدها جمالاً فلو لم تتغير لملها الزوج الذي بطبيعته الثبات كالأرض التي لاتتغير فهذا نقصه الذي يسده القمر، والقمر تابع للأرض والأرض تابعة للشمس والشمس تتبع وتعبد الخالق، والقمر يدور حول الأرض ويتطلع للشمس والحياة والإنجازات، وكلما اقترب القمر زادت جاذبيته وجذب الارض وبحاره لها بإقترابها وابتعادها، والقمر ينير للأرض ولايرى غيرها وهي طبيعة المرأة العفيفة التي لاتنظر الا لزوجها ولاتلتفت عنه ولسواه، وإذا حدث الخسوف وحالت الأرض بين المرأة والشمس واكتمل دورانه كان وقت الذرية وبدء حياة جديدة، وعندما تحول المرأة بين الرجل والحق ويحول القمر بين الشمس والأرض يكون الكسوف وتحدث المصيبة إلا أن يتبع الحق ويصلي ويعبد ربه ويدعوه حتى يذهب هذا الحائل الذي يحول بين الحق والنور ويجعله في الظلمة.
هذه خواطر ليعرف الانسان طبيعته وطبيعة الطرف الآخر وسر سعادة الحياة الزوجية فهم كل طرف للآخر لاتقليده، وفهم كل طرف لشخصيته ودوره وأماكن ضعفه وقوته ويجد ويجتهد بها وسيكون من أسعد الناس وانجحهم، وكل ميسر لما خلق الله، والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بتصرف من كتاب خصائص الأنوثة. محمد سلامة جبر.
5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@أروووجه @
@أروووجه @
موضوع جميل مشكوره ويعطيكي العافيه
aum_lamar
aum_lamar
شهدالغالي
شهدالغالي
مشكورة الله يعطيكِ العافية
محبة زهور الفل
جزاك الله خير
نبض طيبة
نبض طيبة