خطّابة . . نصابة!

الأسرة والمجتمع

شباب و فتيات وقعوا ضحايا لمجهولات يجمعن رأسين بالحلال

خطّابة . . نصابة!


الرياض - محمد السهيمي


الخطّابة مهنة قد يمة بدأت من القرى والأحياء، وتطورت مع الزمن إلى أن وصلت إلى الإنترنت والفضائيات، ولم تقتصر على الإناث فمثل ما هناك خطابات يوجد أيضا خطابون، وكل أهدافهم المعروفة هي الوفاق بين رأسين بالحلال، من خلال معرفتهم ووجود قوائم لديهم بأسماء
شباب وبنات يرغبون في مواصفات معينة لشريك الحياة كل هذا معروف، إلا أن ما سيجدّ على المهنة هو دخول بعض ضعفاء النفوس وقيامهم بعمليات نصب واستغلال مادي تحت مظلة الزواج.. ”شمس“ استطلعت الآراء حول الزواج من قبل الخطابات فجاءت الآراء كالآتي..


لا أثق بالخطابات


في البداية تحدث سامي القرني (معلم) عن المبالغة الكبيرة التي تقدمها الخطابات، خاصة عند التحدث عن تفاصيل فتا ة بعينها ، ليفاجأ الشخص بمخالفة كبيرة في الواقع لما وصف له؛ لذلك لا أفضل أن يكون زواجي عن طريق مثل هؤلاء الخطابات؛ لأن درجة الوثوق بهن تعد منخفضة جدا، وأنا لا أنصح بأن يتم الاستعانة بهن، إلا للمضطر وأن يختار واحدة، ذات خلق ودين، وسمعتها حسنة؛ لأنها في ختام الأمر ستكون أم أبنائه.


أنا ضحية خطّابة


ذكر محمد عبدالله (طالب جامعي) أنه أخذ رقم خطابة من أحد المواقع الالكترونية وأجرى اتصالا بها فطلبت منه مبلغا من المال؛ لأنها وجدت مواصفات الفتاة التي يريدها، وبمجرد أن أجرى التحويل قطعت الخطابة اتصالاتها به، وكلما أجرى اتصالا بها وجد رقمها مغلقا، فعرف أنه وقع ضحية لنصابة وليس خطابة.


تزوجت بعد محاولات فاشلة


الشاب إبراهيم العسيري ممن استفاد من الخطابات في زواجه الأول، يقول عن تجربته: ”الحمدلله وفقت في إيجاد خاطبة امتدحها الكثيرون بعد (ما انلعب علي كثير)، فبحكم أنني لا توجد لدي أخوات وأمي امرأة مسنة، اضطررت لأن أخوض مع الخطابات قصصا متعددة، فهذه أرسلت لها المبلغ المطلوب ثم اكتشفت أنها ضحكت على آخرين مثلي، وأخرى أصبحت تماطل حتى زهقت من التواصل معها، وأنا مضطر لهذا
الأمر، ولولا وجودهن، لما تمكنت من الزواج بصورة سليمة“.


خطابة توزع أرقاما


منير ة عبد الرحمن (موظفة) تقول: ”خذوا جولة في المواقع النسائية على الشبكة العنكبوتية ستجدون عشرات الأرقام لخطابات، مستحيل أن تكون هؤلاء جميعهن صادقات“، وأضافت: ”زميلتي اعطت رقمها لاحدى الخطّابات، وبعد فترة أصبحت تعاني وجود إزعاجات من أشخاص يعرضون عليها الزواج بطريقة مزعجة، فكرهت الفكرة تماما، وأخذت انطباعا سيئا عن الزواج عن طريقهن“.


الخطَّابون مأجورون بشرط إخلاص النية



حدد الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة سابقا عددا من الصفات، لا بد من توافرها في المرأة الخطَّابة أو الرجل الخطَّاب، من أهمها أن تتوافر الأمانة والصدق ونقل الصفات إلى كلا الطرفين بصورة صحيحة، كما شدد على ضرورة التزامه أو التزامها بالدين من النواحي كافة، وقال الفنيسان: ”إن العاملين في تزويج الشباب والفتيات، موعودون بأجر عظيم لو أحسنوا وأخلصوا النية لله تعالى“. وقدم الفنيسان ما يمكن تسميته بخريطة طريق لا بد من سلوكها؛ حتى لا يقع أحد الأطراف في خطأ قد يتسبب بكارثة، ورفض جملة من السلوكيات التي تفعلها الخطابة، مثل تصوير الفتيات، وتقديم صورهن في ألبوم للشاب، ومن ثم يتولى هو بنفسه الاختيار من بينهن، من دون مراعاة للحل والحرمة، وقد تقع هذه الصور في أيدي العابثين أو غير الجادين في الزواج، وأن الخاطبة لا بد وأن تحتاط لمثل هذا الأمر، وألا تقع في خطأ قد يجر إلى ابتزاز هذه الفتاة، وقد وقع مثل هذا. وبين الفنيسان في معرض حديثه أن الخطّاب أو الخطَّابة عليهما أن يلتزما بحدود الأدب واللياقة، عند وصف أحد الجنسين للجنس الآخر، وألا يتوغلا في الحديث عن التفاصيل الدقيقة جدا، وقال: ”كثير من الخطَّابين أو الخطَّابات قد يقعون في إشكال الإسهاب في الحديث عن تفاصيل قد لا تكون من الضروري جدا معرفتها في المرة الأولى، بل الأفضل أن يجدها الشاب بنفسه من خلال النظرة الشرعية، التي على والد الفتاة أن يمكّن الشاب من رؤية ابنته، خاصة عند جدية الشاب؛ لأن هذا من حقه وقد يأثم الولي لو منعه من رؤيتها“. وحول جواز عمل الرجل في هذه المهنة، خلافا للمعتاد وهي كونها مقتصرة على الإناث أجاز الفنيسان امتهانها من قبل الرجال، ويجب عليهم أن يراعوا خصوصية المرأة في ألا يسألها عن صفات ليس من الضروري أن يسأل عنها، وأن يترك ذلك للشاب. واعتبر الفنيسان أن تطبيقات الخطَّاب أو الخطَّابة في العصور الإسلامية القديمة، كانت حاضرة وبقوة، فبحث الصحابي عن زوج كفؤ لابنته يعد أمرا سائغا وكان موجودا وظاهرا، ولا غبار في حقيقة وجوده، بيد أن الانتشار الكبير لمن يمتهن هذه المهنة، لم يكن بذات الانتشار الموجود اليوم، فوجوده كان مقتصرا على أفراد، بينما اليوم مع توسع المدن، قد تكون الحاجة أكثر إلى توفره بكثرة من ذي قبل. وحول افتتاح
المكاتب الكبيرة، واتخاذ الأجرة والمبالغ المالية على هذا العمل، قال الفنيسان: ”يجوز أن يعمل الرجل أو المرأة هذا العمل، ثم تطلب على اثر ذلك أجرا ماديا مقابله، كما لا أرى حرجا في افتتاح المكاتب الكبيرة، واستقبال الطلبات من قبل الجنسين، بل قد يؤجر الرجل أو المرأة لو أحسنا النية، كما قلت سابقا“ وحدد الفنيسان العلاقة بين الفتاة والشاب، خاصة عند الخطبة وقبل عقد القران بحدود معينة.


http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=68189
4
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أصيلة نجد
أصيلة نجد
كلن ماياخذ الا نصيبه .. بلا خطابات بلاهم .. الله يرزقنا بالزوج الصالح..
مناوي 15
مناوي 15
كلام جميل وسليم

شكراااااا