الوائلي.

الوائلي. @aloayly

عضو متميز

خطبة الجمعة من المسجد الحرام ( 17/6/1421هـ )

ملتقى الإيمان

عليكم
---------

(بسم الله الرحمن الرحيم)
بدء الخطبه بالحمد والثناء لله عز وجل....

في ضروب الحياه ووسط لغوها ولهوها وامام محنها وخطوبها
يشعر المرء بانه بحاجه الى من يسنده ويقوي عضده ويركن لعونه
ويطمئن لرعايته وكذلك ترتفع درجة الاطمئنان كلما ارتقت مرتبة
المعين والنصير وسمت منزلته واستبانت قوته وامانته
ولذى كانت معية الله للمؤمنين خير عده وخير زاد يصحبهم في رحلة الحياه
ويؤنسهم في سيرهم الى الله والدار الاخره ....
وكان امتنان الله على عباده بهذه المعيه الخاصه في معرض
بيان هزيمة الكافرين في بدر وعدم غناء جموعهم وعدتهم من الله شيئا
فقال سبحانه موجه الخطاب للكافرين(ان تستفتحو فقد جائكم الفتح وان تنتهو
فهو خير لكم وان تعودو نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع
المؤمنين)


ويقص القران الحكيم في هذا المعنى خبر موسى مع فرعون وخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
في حادث الهجره الشريفه

اما الاول يصور ماكان من كيد فرعون وطغيانه في تعقب موسى ومن معه من المؤمنين
حتى ادركوهم عند البحر وماكان من اثار المعيه الكريمه التى لاتعدلها معيه...
فقال سبحانه(فاتبعوهم مشرقين فلما ترآ الجمعان قال اصحاب موسى انا لمغرقون)
فقال لهم موسى قول الواثق من ربه(كلا ان معي ربي ليهدين)فتجلت صور المعيه بينه لكل عينين
(فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وازلفنا ثم الاخرين
وانجينا موسى ومن معه اجمعين ثم اغرقنا الاخرين)

اما الثاني في احداث هجرة خير الورى صلى الله عليه وسلم حين خرج مهاجر ومعه الصديق
وماكان من تتبع اثره حتى بلغو الغار الذي كانا فيه فقال الصديق (يانبي الله لو نظر بعضهم الى موضع قدميه
لرائنا )فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلمته التي افاقت لها الدنيا واهتزت لها القلوب (يا ابا بكر ماظنك بااثنين
الله ثالثهما) فكانت هذه القوله برهان ساطعا وايه بينه وحجه قائمه على بلوغ الذروه في الثقه بمعية الله
وكمال اليقين بالله وانزل سبحانه في ذلك قران يتلى قال تعالى(ان لاتنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفرو
ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا)

وانها عبره وذكرى لاولي الالباب الذين اتو حظ من النظر الثاقب والفهم العميق يحملهم على كمال التاسي وتمام القدوه
وقد استقر في نفسوهم ان الله لن يتخلى عن المؤمنين الصادقين المخلصين
ولن يحجب عنهم نصره وفضله عند نزول المحن وتتابع الشدائد...


قال بعض العلماء ان معية الله لعباده ليست معية العلم والاطلاع على العمل والنيات فحسب ولكنها معية العون والحفظ والمدد
فاذا احس المؤمن بان الله معه امن بانه موصول بقوة الله التى لاتغلب ومعان بمدد الله الذي لا ينفذ
فاذا هو قوي على نفسه قوي على متاعبه وقوي على شهواته واعدائه...
فلا قيام للحياه الابالمعيه...


(ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنو صلو عليه وسلمو تسليما)

---------


البعـــــــــيده

منتديات نسيج .


الوائلي

إذا لم عون من الله للفتى ... فأيسر ما يجني عليه اجتهاده
0
813

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️