أميرال2009

أميرال2009 @amyral2009

عضوة فعالة

خطبة الحرم المكي الجمعة 23/5/1431الشيخ سعود الشريم سلمه الله

ملتقى الإيمان

خطبة الحرم المكي الجمعة 23/5/1431الشيخ سعود الشريم سلمه الله
أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، أن من سمات شريعة الإسلام الدلالة إلى ما فيه الخير والتحذير مما فيه الشر، وأنّ مما وجهت به الشريعة الغراء أنّ الهموم المفرطة خطر على كيان الأمة وإنتاجها، لأنه خير على كل مجتمع مسلم إن يستقبل الحياة ببشر وأمل كي يستفيد من وقته ويغتال القعود والقنوط .

كما بيّن فضيلته في خطبته اليوم لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام؛ أنه إذا ما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته الطمأنينة والرضا، فإنه يجب عليه أن يجنح إلى الدواء الناجح الذي دل عليه ديننا الحنيف، حتى لا يكون الاستسلام لتيار الهم الذي يولد انهيار الأعمال بالعجز والكسل فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يتعوذ بالله من الهم والحزن، وقال صلى الله عليه وسلم: .

وحثَّ فضيلته المهموم أن يرطب لسانه بذكر الله، وقال: إنّ "زاول الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه، كما قال صلى الله عليه وسلم: . إنّه لن ينفع أحدًا جنوحه إلى زيد، أو شكواه لعمر، ما دام لم يطرق باب أرحم الراحمين، المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور، لأنّ من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد، ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد؛ ففر من همومك إلى ربك خالقك ومولاك".

وتابع يقول: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم؛ فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامه، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة، قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك، قال بلى يا رسول الله. قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال أبو أمامة ففعلت ذلك؛ فأذهب الله همي وقضى عني ديني".

كما أشار فضيلته أن أيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع، وطرفا هذا الحبل ماض وحاضر ومستقبل، فلربما التفت إلى الماضي، يتحسر عليه فيقنط أو يحزن عليه فيكسل، ولربما التفت إلى المستقبل، مشرئبًا إلى معرفته قبل أوانه، وتذوقه قبل إبانه، ليس له إلا الحاضر الذي يعيش فيه. لأنّ أمس الماضي لا يحس بشدته، ولأن مستقبل غيب والأمر فيه على خطر، فليس للمرء إلا الساعة التي يعيش فيها، فلن يستطيع رد الأمس ولا تأجيل الغد. وهو مادام ذا روح يقلبها فهو يعيش على أمر قد قُدر؛ لا يخلو فيه من مصيبة. كما أن النسيم لا يهب عليلاً سرمدًا في حياة المرء، دون ما قتر، إذ المنغصات كثيرة والمشوشات حديثة، والإنس في الحياة ذو فتح وذو مذاق، فمن هذه المخاطر والحادثات ينشأ هاجس أقلق القلوب وأفزع الرجال والنساء، وهو الهم الذي هو شعور يعتري المرء فيودع في نفسه الحزن والاضطراب واليأس، ليزاحم الأنس والاستقرار؛ فلا يهنأ حينها بنوم ولا يلذ طعام، ولا يسبغ شرابًا، إنّه الهم الذي يُشعر المرء بأنّ النهار لن يدرك الليل، وأنّ الليل لن يعقبه نهار ليجعل الدقيقة ساعات طويلة، وما أطول الليل على من لم ينم.

وأضاف فضيلته: والهم يجعل البال مشتتًا والفكر مشغولاً، يضيق على المرء الواسعة بما رحبت ولو سكن قصرًا ضخمًا، أو برجًا مشيدًا، فيصير صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء، حتى يكون حرضًا أو يكون من الهالكين . ومن منا الذي عاش عمره كله بلا هم، أو لم يصبه دخان الهم وغباره، إلا ما شاء الله. صاحب المنصب والشرف يتوجس فقده كل لحظة فيصيبه الهم، وللأبوين هموم كثيرة بسبب حاضر الأولاد ومستقبلهم، فهما مهمومان بكسوة هذا، وتزويج تلك وتوظيف هذه، وتربية ذاك، وإنه لمخطئ أشد الخطأ من جعل الهم حكرًا على ذوي المسكنة وملتحفي المسغبة والإملاق؛ لأننا نرى كبراء مهمومين وأغنياء مضطربين، كما إننا نرى فقراء راضين مستقرين. وإذا كان بعض الفقراء يُصاب بالهم من فراغ بطنه إبان إملاقه؛ فإننا نرى من الأغنياء من يصاب بالهم بسبب تخمة بطنه، ومثل ذلك في الصبي والشاب والذكر والأنثى والصحيح والسقيم والغني والفقير.

ومضى فضيلته يقول إنّ الكثيرين في الواقع يتبرمون في الزوابع التي تحيط بهم، والمدلهمات التي تفاجئهم بين الحين والآخر، مع أنّ المتاعب والآلام تربة خصبة تنبت على جوانبها بذور القوة والنشاط، إذ ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشاق والجهود المضنية.

وتابع يقول: "ولو رجع المرء إلى نفسه قليلاً، لاتهم مشاعره المتأججة تجاه ما ينزل به فمن يدري رب ضارة نافعة، وربما صحة الأجسام بالعلل، ورب محنة في طيها منحة، كم بسمة كانت بعد غصة، ورب فرحة بعدها ترحة، وإنّ الحوادث والخطوب وإن شرقت وغربت، فلن ينالك منها إلا ما كُتب لك، ولن يصرف عنك منها إلا ما كُتب أن يصرف عنك. فعلام الهم؟ إذ لا تدري أن عواقب الأمور تتشابه في الغيوب؛ فرب محبوب في مكروه، ورب خير من شر. فعلاما الهم إذن عباد الله؟! مر إبراهيم بن أدهم على رجل مهموم، فقال له: إني سائلك عن ثلاثة فأجبني؟ قال أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ أو ينقص من رزقك شيء قدره الله؟ أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله؟، فقال الرجل لا: قال إبراهيم فعلام الهم إذن؟".

وهنا رابط الخطبة للاستماع لها بالصوتhttp://almoslim.net/node/127803
5
854

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*دنيتـي بنتـي*
أثابكِ الله الجنة ومحى عنكِ الزله وأبدلها بالحسنة

وجعل العسير برحمة عليكِ يسراً والحزن فرحاً

والضيق فرجاً والرزق رغداً والعيش هيناً

والجنة موعداً مع الصدقين والشهداء

وجميع المسلمين


بنت عز ما انهز
الله يجزاك خير والله خطبة مفيدة
والله ينفع بها الجميع جزيتي خيرا وجعلة في
موازين حسناتك
أميرال2009
أميرال2009
الله يسعدكن على المرور والله يجيب دعواتكم ويارب لكم بمثل دعيتوالي
امل باكر
امل باكر
جزاك الله خير
وربي يجزا شيخنا الفردوس الاعلى من الجنة
fyfy22
fyfy22
أثابكِ الله الجنة ومحى عنكِ الزله وأبدلها بالحسنة وجعل العسير برحمة عليكِ يسراً والحزن فرحاً والضيق فرجاً والرزق رغداً والعيش هيناً والجنة موعداً مع الصدقين والشهداء وجميع المسلمين
أثابكِ الله الجنة ومحى عنكِ الزله وأبدلها بالحسنة وجعل العسير برحمة عليكِ يسراً والحزن...