أعلن الرئيس الأمريكي الجمعة الماضي عن خطة إنقاذ للاقتصاد الأمريكي الضعيف الذي يتجه للركود وقد يعقبه كساد في أسوأ الظروف، خطة الرئيس الأمريكي تنطوي على برنامج يقارب 150مليار دولار أمريكي تشمل خفض للضرائب والعديد من الإجراءات لضخ مزيد من السيولة في السوق الاستهلاكي الأمريكي.
ولكن ماذا حدث بعد خطة الرئيس الأمريكي؟ تهاوت بحده وانخفضت الأسواق العالمية وبورصاتها يوم الأحد الماضي فبورصة الهند انخفضت بمقدار 8، 7بالمائة وهانج سنج ( هونغ كونغ ) 6، 2بالمائة، وشنغهاي 5، 55بالمائة، ودواو جونز 4، 02بالمائة وناسداك 4،10% وs& p5005 41 بالمائة وفايننشال تايمز 4، 84وأضيف السوق السعودي بما يقارب 10بالمائة في يومين والخليجي أيضا، واستمر الانخفاض ليوم الاثنين وبنسب عالية.
السؤال ما السبب؟ طبعا أركز على الأسواق الدولية وبورصاتها، أن سبب الانخفاضات الحادة هي عدم قناعة الأسواق الدولية بخطة الرئيس الأمريكي الإنقاذية للاقتصاد الأمريكي، فخبرة الرئيس الأمريكي الاقتصادية لا تبتعد كثيرا عن الحربية، فكلها بأخطاء كبيرة وجسيمة.
ما يحدث بالأسواق الدولية أستطيع تسميتها "بالأزمة المركبة" وهي القروض والائتمان التي أصبحت هي المشكلة الكبرى للاقتصاد العالمي، سواء من رهن عقاري أو شح في السيولة، أن أزمة الأسواق الدولية هي عميقة بدرجة أن الأسواق تسجل نتائج سلبية، والمؤسسات المالية والبنوك تسجل خسائر فادحة، والبنوك المركزية الأوربية والأمريكية والآن اليابان الكل يضخ سيوله لإنقاذ السوق الذي هو أنعاكس للحالة الاقتصادية.
أن الأهم هنا والذي يجب أن يدركه كل مطلع اقتصادي أن البناء لهذه الاقتصاديات الرأس مالية تثبت فشلها حتى الآن، فقروض بلا غطاء أو ملاءة مالية عالية، وضعت الأزمة الدولية كبيرة وتكبر ككره ثلج مع المديونيات العالية، وتعمل البنوك على شطب المديونية وتطلب رفع رأس مال كإنقاذ له، فهل يجدي؟ لن يجدي على المدى الطويل، لأن مصدر السيولة المتجدد غير موجود مع تضخم يرتفع وضعف اقتصادي، حين ينعدم منبع "الكاش والنقد" فأن الدم يتوقف وتحصل "جلطة" في الاقتصاديات فتصاب بغيبوبة لا يعرف متى تفيق منها.
الاقتصاد الرأس مالي الممثل بالولايات المتحدة، يمر بظروف صعبة وسيواجه ظروفاً أصعب، فنقد يمول من هنا بقروض ليضخ هنا بقروض، ومن قرض لقرض لا تعرف من أين بدأ واين ينتهي، وكلها بفوائد تقصم الظهور، وبدون "نقد" جديد، فما الحلول؟ هي عديدة وتحتاج سنوات، ولكن يمكن نذكر بعضها وأهمها عدم بناء قروض فوق قرض، عدم منح أي قرض بدون ضمانات واضحة وشبه مضمونه، عدم إقراض البنوك ما يفوق ملاءتها المالية، الحد من الإقراض للمضاربة في البورصات، وغيرها. عدة ذلك ستعيش الأسواق أزمات لا تنتهي ولن تجدي "فزعة" الرئيس الأمريكي بخطة إنقاذ أو غيرها، أن لم تكن خطط مؤسسيه وحقيقة تحد من المخاطر بدلا من الاندفاع نحوها.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️