الهجيرة

الهجيرة @alhgyr_1

محررة برونزية

خطر أفلام الكرتون على عقول أطفالنا

الملتقى العام

لقد أشغلت الرسوم المتحركة أطفالنا أيما إشغال ، فما عادوا يطيقون أن يجلسوا يوما بدون أن يشاهدوا تلك الرسوم ، أو كما يحلو لأطفالنا تسميتها بأفلام الكرتون ، حتى إنهم يرفضون اصطحاب آبائهم في أبرز المناسبات بحكم أن برنامجا كرتونيا يعارض هذا الوقت .


جاء في بعض الأبحاث التي تناولت الموضوع :

( من البديهي أن يكون المجتمع قد أدرك أن تأثير التلفزيون عموما علي الأطفال يأتي من خلال الرسوم المتحركة ومتابعتهم لها لمدة قد تصل إلي عشرة آلاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية المتوسطة فقط ، وهذا ما أثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعاش ).

( من العوامل التي تؤدي إلي انحراف الطفل هو ما يشاهده من خلال شاشة التلفزيون ، خاصة أفلام الرسوم المتحركة التي قد تبلد ذكاء الطفل ، وتضعف عقيدته وتميع خلقه لأن الطفل أشبه ما يكون بالمادة اللينة ، سرعان ما يتشكل بما يشاهده فيأخذ أحط العادات وأقبح الأخلاق ... بل يسير في طريق الشقاوة بخطي سريعة ، فالرسوم المتحركة تلعب دورا كبيرا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية ، وتحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة في عقله لما لها من متعة ولذة ، علي الرغم من أن الرسوم المتحركة التي تعرضها الفضائيات لا تعتمد علي حقائق ثابتة ، وإنما علي خرافات وأساطير ومشاهد غرائزية لا يمكن الاعتماد عليها في تنشئة أطفالنا وهي في الأصل قادمة من دول بعيدة كل البعد عنا في الدين ) .


ويكفيك أن تعلم أن الرسوم المتحركة ما هي إلا حكاية عن واقع راسمها كما يثبته علماء الاجتماع ، ومن ثم فإن كل ما تراه من مشاهد في تلك الرسوم فما هي إلا حكاية عن واقع المجتمع الذي رسم فيه الراسم تلك المشاهد ، أو عقائد وأخلاق يعترف ويتعامل بها ، ومن أبرز آثار الغزو .


الفضائي الكرتوني في هدم بنيان الطفولة الإسلامية :

1- زعزعة عقيدة الطفل في الله ، فهذه الرسوم لها دور عظيم في زعزعة عقيدة الطفل في ربه ، فربما يعرض للطفل رجلا يغرس بذرة ، ثم يسقيها فما تلبث أن تنمو وتكبر وتطول حتى تجاوز السحاب ، فيصعد الرجل ويقف علي متن السحاب وينظر ، فإذا به يرى قصرا ضخما هائلا ، فيتقدم إليه ويدخل من تحت الباب وينظر ، وإذا بكل ما حوله يفوقه حجما أضعافا مضاعفة ، وإذا برجل آخر قبيح المنظر كث اللحية نائما ، شخيره يدوي في أرجاء القصر ، فيحرك الأول ساكنا من غير قصد فإذا بهذا العملاق ينتبه من نومه يلتفت يمنة ويسره يبحث عن مصدر الإزعاج حتى تقع عينه علي هذا القزم ، فيلاحقه ليقضي عليه ، ويخرجان من القصر حتى ينزل القزم من الشجر حتى متن الأرض ويتبعه العملاق ، فيلاحقه مرة أخري ثم يأكل هذا القزم أكلة تقويه فيتصارع مع العملاق فيصرعه ، ومن ثم يرسله بلكمة إلي قصره .



هذا المشهد الذي يصور فيه الراسم للطفل رجل السماء علي أنه هو الله ينام في سبات عميق ولا يتحرك إلا عند إزعاجه من قبل سكان الأرض مما يبث الجرأة في الطفل علي السؤال عن ماهية الله عز وجل ، ذلك السؤال الذي منعنا نحن من السؤال عنه ، وهناك أكثر من تساؤل يطرح نفسه حيال هذا المشهد ، لماذا يصور الشخص فوق السماء ذا لحية ، تلك العلامة التي تعتبر من رموز الدين لدى المسلمين ؟

وكذلك ما يحصل في برنامج ميكى ماوس ، هذا الفأر الذي يعيش في الفضاء ، ويكون له تأثير واضح على البراكين والأمطار ، فيستطيع أن يوقف البركان وينزل المطر ويوقف الرياح ، ويساعد الآخرين .

لماذا يجعل هذا الفأر في السماء ؟ ولماذا يصور علي أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية ؟ إن تلك تلميحات خبيثة ، أهدافها واضحة للجميع ، لا تتطلب إجهادا ذهنيا لمعرفتها .


2- نشر بعض النظريات والأفكار الباطلة ، ومن ذلك برنامج البوكيمون ذلك البرنامج الذي بلغت شهرته ومحبة الأطفال له ، أن تباع بعض البطاقات التي تمثل شخصياتها بمائة وخمسين ريالا أو أكثر ، هذا البرنامج تقوم فكرته علي أن هناك حيوانات يطلق عليها اسم بوكيمون ، وهي في تطور مستمر ، فتجد البوكيمون يتطور وحده ويصبح شكلا آخر ، أو يتطور بالاتحاد مع بوكيمون آخر وينتج كائنا آخر مختلف كليا عن اليوكيمونين المتحدين ، وكل ذلك يضع في عقيدة الطفل أرضا لقبول النظريات الإلحادية والحلولية والدارونية وما شابه ذلك .

3- اشتمالها علي الكثير من الأخطاء العقدية الخطيرة والتي قد يعتاد عليها الطفل ويعتقد صحتها ، وهذا كثير جدا في الفضائيات الكرتونية ، كظاهرة الانحناء للغير ، حتى تكون الهيئة أقرب ما تكون للسجود والركوع ، مثل البرنامج الشهير كابتن ماجد ، فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعضهما البعض بشكل أشبه ما يكون بالركوع للصلاة ، كتعبير للمحبة والصفاء ، وما يحصل في برنامج النمر المقنع ، فأحيانا يطلب المصارع من تدريب أحدهم علي شيء ما صعب وعسير ، فينحني له حتى يكون كالساجد .

وكذلك كاشتمالها علي بعض العبارات القادحة في العقيدة ، كعبارة : أعتمد عليك ، وهذا بفضلك يا بوكيموني العزيز ، أو هذا بفضل ماجد وياسين وغير ذلك من العبارات والأفكار التي يحفظها الأطفال ويرددونها دون وعي أو توجيه .

ومن ذلك أيضا الإشارة لبعض تعاليم الديانات الأخرى ، فتجد فتاة تطلب الانضمام للكنيسة ، وتعلم العادات الدينية الوثنية المختلفة ، أو إظهار الراهب ومعه الصليب ، أو حتى إظهار الصليب في غير تلك المواطن ، كأن يظهر رجل قوي وشجاع ، ثم يخرج من داخل ثيابه الصليب ويقبله ، ويبدأ المعركة .

ومن ذلك اشتمالها علي السحر وهذا في الفضائيات الكرتونية كثير جدا ، والغريب أنهم يصورون السحر علي أن حكمه حسب المقصد من استعماله ، فربما يصورون الساحر أحيانا بأنه رجل أو امرأة كل منهما قد امتلأ بالشر والبغضاء والحسد حتى يستعملانه فيما يحقق لهما ما يصبون إليه كما في برنامج السنافر ، والذي يتمثل في الرجل الشرير شرشبيل .

وأحيانا يصور الساحر علي أنه رجل أو امرأة مليء بالطيبة ومحبة الخير للناس ويساعد المظلومين كما في السنافر أيضا ، ويمثل بزعيم القرية ، أو كما في برنامج سندريلا ، والتي تصور فيها امرأة ساحرة طيبة تساعد سندريلا علي حضور حفلة الملك والاستمتاع بالرقص وغير ذلك .

وقد بلغ تأثير مثل هذه المشاهد إلي حد أن أطفالنا يرددون الكثير من عباراتهم بشكل خطير نخاف فيه أن يطلب الأبناء من الآباء تعلم السحر .

4- تشويه صورة المتدينين سواء قصدوا أو لم يقصدوا ويظهر هذا جليا في برنامج ببياي ، والذي يصور رجلين أحدهما طيب وخلوق والآخر شرير ، يصورون ذلك الشرير علي صورة رجل ملتحي ، معيدين الكرة في استخدام أحد رموز الدين والالتزام ألا وهي اللحية ، فهم يصورون الملتحي هذا بأنه شرير ومختطف وسارق ويحب الشر ويقوم بالتفجير ويلاحق النساء أو بمعني آخر إرهابي ، فلماذا صور الرجل الشرير رجلٌ ملتحي ؟ ولماذا استخدم رمز الدين لدي المسلمين ؟ ولماذا لم يجعل ذلك الشرير حليق والطيب ملتحي ؟ تساؤلات تطرح يمكن أن يجيب عليها منتجو تلك الرسوم من اليهود .

5- نشر التبرج والتفسخ و تنبيه الطفل إلي بعض الأمور المخلة بالأخلاق وهذا كثير وكثير جدا في تلك الرسوم ، ويمكن القول أنه ليس هناك برنامج كرتوني يعرض الآن يخلو من عري أو غزل أو ملاحقة الفتيات .

ولا عجب فهذا ما يحتويه مجتمعهم ، وهذا ما يريدوه من العالم ، مشاهد تحتوي علي صدور بادية وأفخاذ عارية وغزل بين الجنسين وتعبير عن المحبة في جو رومانسي عجيب وملاحقة الفتيات ، وتقديم الهدايا لهن لكسب مودتهن ، وترك الأشغال والأعمال بمجرد ما يري الفتاة .

ففي البرنامج الكرتوني كابتن ماجد يصور حضور الفتيات للمباريات وتشجيع اللاعبين والرقص والصراخ والمعانقة بين الجنسين حال تسجيل الهدف أمر عادي جدا ، فتجد الفتاة تلاحق لاعبها المفضل ، وتقدم له الهدية كتعبير عن المحبة ، ويقبلها اللاعب الخلوق ، و تأثير ذلك علي أطفالنا حتى بعد الكبر والبلوغ خاصة علي فتياتنا ، فكثير ما يعلقن صورة لاعبهن المفضل في الغرفة ويتابعن أخباره ومبارياته ولو حصل لهن الاتصال بهم لما ترددن في ذلك .

وكذلك برنامج بوكيمون فيه النساء بملابس تتجاوز نصف الفخذ وتظهر البطن وتشتمل علي قصات غريبة لم تأت إلا من اليهود والنصارى وملاحقة الفتيات والتصريح بمحبتهن وترك الصحبة من أجلهن ، والذهول عن الأعمال الخاصة بمجرد رؤية فتاة جميلة .

ومن ذلك أيضا برنامج سندريلا فتاة يتيمة تتعرف علي شاب غني ، يشتمل علي مشاهد المعانقة والرقص والتبرج والسفور .

وكذلك برنامج طرزان شاب نشأ في مجموعة من الغوريلات ، يجد فتاه من جنسه تتكون علاقة محبة بينهما ، تنتهي بأن تعيش معه وتلبس تلك الملابس الغريبة العارية ، وتجد العناق علي أشده بينهما وغير ذلك من مشاهد الانحلال الأخلاقي تقدم في الفضائيات الكرتونية ، إن عرض مثل تلك المشاهد دون رقيب يجعل الطفل يعتاد مثل هذه الصور والمظاهر ، بل قد تربي الطفل علي تلك الأعمال المشينة والمنافية لديننا وأخلاقنا.

6- نشر الرعب والخوف بل يتجاوز الأمر إلي فتح أفاق كبيرة للطفل في عالم الجريمة .

ذكر أن والدا طفل أرادا الذهاب لأمر ما ، وترك ابنهما في البيت لوحده فغضب الطفل ، فلما ركب والدا الطفل السيارة وجدا ضوء الإنذار مضيء كدلالة علي خلل معين ، فلما تكشف الوضع وجدا أن سلكا قد قطع وأثر القطع يبين أنه بسكين لا من نفسه ، فلما استخبرا الأمر اعترف الابن بأنه هو من فعل هذا ، وكان يريد أن يقطع سلك فرامل السيارة انتقاما منهما لأنهما سيتركانه وحده ، ولما سُأل كيف حصل علي هذه الطريقة ؟ أخبرهما أنها من إحدى الرسوم المتحركة ، وذكر أيضا أن أبا أمر أبنه بأن يذهب بساعته لمهندس الساعات ، فرفض وأصر علي الرفض ، ولما سألاه : لماذا ؟ فقال إن المهندس أحدب ، وأنا رأيت في الأفلام الكرتونية رجلا شريرا أحدب مثله وأخاف .

فالفضائيات العربية لم تساهم في وضع حلول للطفل العربي ، ولكن تعاملت مع قضايا الطفولة بمفهوم سطحي وغير هادف ، فالطفل العربي اكتسب آثار سلبية من مشاهدته للفضائيات العربية التي قدمت لعقلية الطفل العربي أفلام كرتون مستوردة من الدول الأوربية ، ووجد نفسه يعيش طفولة وهموم غير التي يعيش فيها ، وجد نفسه طفل أوروبي العادات والتقاليد مما جعله يكتسب العدوانية في سلوكه وفكره ، وساعدت ألعاب الفيديو علي تدمير البراءة في نفس الطفل العربي .

وغاب عن المسئولين في الفضائيات العربية أن الإعلام وخاصة التليفزيون يؤثر في الشخصية سلبا أو ايجابيا خاصة أن هناك برامج تؤثر في عقلية المشاهد الذي يتعايش مع ما يشاهده في الفضائيات بشكل واقعي .

وما نحتاج إليه هو أن تحدد فضائياتنا القضايا الفعلية التي يحتاجها الطفل العربي ، وإعداد برامج تنمي القيم وتحافظ علي العادات التي نشأ عليها ، وتحثه علي التحلي بأخلاق المجتمع الذي يعيشه ، ولابد من إنتاج برامج وحكايات إسلامية بأسلوب مبسط ، تؤثر بإيجابية في عقلية الطفل وتساعده في المحافظة علي دينه .

وأغلب أفلام الكرتون تنقل بحذافيرها من القنوات الأجنبية ، الطفل العربي لا يفهم غالبا لغة الحوار في القنوات الأجنبية ، ولكنه يشاهد صورة ربما تؤثر في فكره ، وتجعله يعتقد أن هناك إباحية في كل المجتمع الذي يعيش فيه ، فالطفل يصدق ما يشاهده مهما كان خياليا ويتأثر به حتما .


وحول قناة سبيس تون Space Toon التي انتشرت انتشارا واسعا في فترة وجيزة فإنها جذبت الطفل العربي وقيدته صامتا أمام شاشة التلفاز ، لكنها لا تمتلك منهجا لتعليم الأطفال علي أساس إسلامي فشعار القناة واسمها ، أول مكامن الغزو في إبعاد الطفل عن لغته العربية وجذبه إلي الإنجليزية , كما أنها تتلقف المنتج الغربي من أفلام الكرتون والتمثيليات وغير ذلك من الشخصيات الوثنية والخيالية التي تقدم للطفل الغربي ، ولا يخفي ما يحمله ذلك في طياته من بذور مدمرة لثقافة طفلنا العربي والإسلامي ، فكلها تستهدف تخريب المؤسسة التربوية , إذ ليست لهذه المواد علاقة بقيمنا وتقاليدنا وعاداتنا ، وبهذه الطريقة يظل الغرب يفترسنا ويهيمن علينا بصورة كاملة .


ــــــــــــــ

منقول للفائدة
0
778

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️