
رأيت حولي الكثير ممن طلب المال من غير رب المال..وتحرى الرزق من غير الرازق..
وشكا قلة بركة ماله رغم كثرته..وسلكا طرقا لا أراها إلا كمن يطلب الدواء من النجار!!
فأحببت أن أشارك إخوتي أمورا من فعلها والله لن يخزيه الله أبدا..فوعد الله لا يخلف..
وسأذكر ما جربته بنفسي ورأيت أثره..ووالله الذي لا إله سواه..ما شكوت نقصا في مالي منذ أن عملت بها..
بل أصبحت أشتري ما أريد ويبقى لي الكثير بفضل من الله تعالى ومنّه..ولا يعلم حقيقة ما سأكتب وما سأذكر إلا من جرب ما جربته..
.
.
أولا: الصدقة..
من أعجب ما سمعت وقرأت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما نقصت صدقة من مال ,وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ,وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل" رواه مسلم .
بمفهومنا نحن البشر , وبلغة الرياضيات فإنه حتما من أخرج من ماله جزءاً فلا محالة أنه سينقص.. فعلى سبيل المثال..لو أن أحدا كان يمتلك ألف ريال..فأخرج منها 50 ريال..لأصبحت دون شك 950 ريالاً..
هذا بالقوانين الأرضية..
أما بقوانين السماء, وبلغة التجارة مع الله جل جلاله .. فإنها والله تضاعف أضعاف لا تخطر لنا على بال!!
وشراح الحديث يقولون..أنها إما تزداد كماً أو كيفاً..
كماً: كأن ييسر الله لك باب رزق جديد..
وكيفاً: أن يبارك الله لك فيما تبقى من مال..
ولا يسل أحد عن هذه "البركـة".. فوالله أنني لا زلت أشعر..
أن العقل يقف عاجزاً حينما يحاول تفسير هذه الكلمة والتعمق في مدلولها..
ولا زلت أعتقد بل وأجزم أنها فوق عقولنا نحن البشر!!
وصدق الله :" وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"..

ثانيا: لا تشدد في حساب رزقك..
"عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا توكي فيوكى عليك"(وفي رواية: )" أنفقي أو انفحي أو انضحي، ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك" متفق عليه.
هذا الحديث سمعته من أخي.. وكنت مسبقا أخشى على رزقي ..فكنت أشدد في الحساب فيما أنفقه على نفسي أو اتصدق به..
كم سيبقى لي من مال بعد أن أشتري كذا وكذا.. وبعد شهرين سأحتاج المبلغ الفلاني فهل سأمتلكه حينها..ووو
المهم أنني كنت أضرب أخماس بأسداس..وأتخيل وأخمن من أين سيأتيني المال لو نفذ ما عندي..وفعلا كنت أجد ضيق في رزقي..وغالبا ما ينفذ مالي وبقاء حاجتي للمزيد..
لكني بعد هذا الحديث..كأنها صفعة تلقيتها على وجهي لأفيق من سبات عميق..بل أيقظتني من سوء أدبي مع الله جل جلاله..
فهل أنا من أرزق نفسي حتى أحمل هم رزقي بعد شهر وسنة..وهل أنا من رزقت نفسي المال الذي أمتلكه الآن حتى أخاف من عدم قدرتي على رزق نفسي بعد مدة..
بعدها أصبحت أنفق بقدر حاجتي على نفسي.. وأنفق في أوجه الخير دون أن أحمل هماً لرزقي..
ولو أتتني وساوس لتهددني بنقص مالي , أطردها بيقيني بأن من رزقني هذا المال وعلم أني لم أجلبه من حرام,
ولم أصرفه إلا في حلال ودون تبذير..قادر على أن يرزقني أضعافه..

ثالثا:توكل على الذي خلقك..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ))رواه الترمذي والنسائي وبن ماجة من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي: حسن صحيح.
اظن ان المعادلة هنا واضحة لكم يا أحبة..
نفذ الشرط (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله) ..
ليُنفذ لك جواب الشرط (لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)..

.
.
هذا الموضوع أكتبه لكم بمداد قلمي..وبلسان حال من أثق بها وأعرف حالها وما تقوله جيدا (والله حسيبها)..
اسأل الله أن يمن على كل مسلم بجزيل خيره..ووافر منه وكرمه..في الدنيا ويوم أن نلقاه..
نقل للفائدة