خطوات الفناء في درب البقاء

الأدب النبطي والفصيح

خطوات الفناء في درب البقاء
ما أقسى الأيام عندما ترسم علامات الفناء تدريجيا على ملامحنا ونحن لا نشعر بوخزات فرشاتها بسبب انبهارنا بألوانها الساحرة. .
تغرينا بصراع بعضنا ومصارعة أنفسنا والبقاء داخل دائرتها المعتمة المظلمة. ..
سنوات فسنوات ونحن لا نسمع صوت عجلاتها التي تمضي في أحراش الزمن وفي ممرات العمر الضيقة ماضية بنا نحو الفناء ونحن نظن أننا نمضي نحو البقاء. .
نتعجل خطانا في دروب البقاء وهي تتقدم نحو حافة الفناء ..
يتسلل الضوء لدواخلنا أحيانا في وقت متأخر فإذا بنا نبصر حقيقة مؤلمة .. لقد تغيرنا ..
تغيرت ملامحنا إننا نهرم شيئا فشيئا. .
ذلك الجسد الأنيق غزاه العمر وأحدث به بصمته المتجعدة
والشعر به بياض لايعني إكتمال الجمال ..
إننا نهرم ..
وليس نحن فقط من يهرم فكل ما حولنا يهرم ..
ساعاتنا هرمت وتوقفت نبضاتها ..
الأشجار تهرم وتتساقط أوراقها ..
مشاعرنا واحاسيسنا تهرم فمن كانوا يعنون لنا الحياة قد ابتعدنا عنهم وفقدنا شعورنا بهم تدريجيا ..
ملئت ارففنا بجثامين فانية ابدلنا مسمياتها لنتشبث بها فالبسناها ثياب الذكريات بدل أن نكفنها وننساها فهي قد فنيت في الحقيقة. .
نشيع الحياة حولنا في كل لحظة حتى يأتي يوم يشيعنا فيه الأحياء
إننا نحيا ونحن نفنى ونفني ما حولنا وما بنا من حياة ..
افنينا الجمال حولنا وافنينا إنسانيتنا وافنينا تراحمنا ..
حتى أن صور الأموات أصبحت كتلك الصور التي تزين أغلفة المجلات لم تعد تؤلمنا كما كانت. .
الدمار أصبح أمرا عاديا لكثرة حدوثه .
إننا نفتح للأحباب القبور أكثر من أن نفتح لهم الصدور.
2
671

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رحيق وندى
رحيق وندى
سنة الله في خلقه ما خلقنا للبقاء
كل زائل والى اصله مائل
ولكن الحقيقة الساطعة ان جواهرنا ثمينة وعزيزة
بشهادة خالقنا عز جلاله وتقدست صفاته الذي قال:
" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من
الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"

ارواحنا وانسانيتنا يجب علينا أن نتعهدها باسمرار
لتبقى حية ومؤثرة تدعو للخير ونورثها لنسلنا الباقي
بعد أن ينتهي اجلنا فوق هته الارض...
موضوع هادف للمشاركة والنقاش
تقبلي مروري والسلام عليك ورحمة الله
عالم حواء888
عالم حواء888
لما لا ترين الأمر من زاوية مشرقة.... أن كل هذه السنين تقربنا إلى الله
فقد طال الألم واشتقنا إلى قربه وأماته ورحمته
فكيف برؤيته عز وجل
نسألك الله الرضى والسعادة في قربه
اللهم امين