خطوات تربوية نفسية لتعليم الصلاة للأطفال بأساليب ترغيبية

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى علينا كمسلمين أن الصلاة هي عمود الدين الإسلامي ولها أهمية بالغة في البناء النفسي والتربوي للإنسان وقد أُمرنا بتعليمها للأطفال من سن مبكرة حتى نشكل شخصية وسلوكيات الطفل وندعمها بهذه القوة النفسية الضابطة للسلوك والمقوية للروح لاتصالها بملك الملوك ووضح لنا الرسول عليه الصلاة والسلام كيفية التعامل معهم بخطة تربوية لتعويدهم على الصلاة عند بلوغهم سن السابعة ومن ثم إذا بلغوا العاشرة لتصبح بعدها الصلاة جزء أساسي من حياتهم.

كيف نعلمهم ومتى ؟

هناك شروط حددها علم النفس للتعلم أهمها باختصار أن يتضمن التعلم وجود دافع يحمل الفرد على التعلم وأن يبلغ الفرد مستوى النضج الذي يتيح له التعلم والمتأمل لأسلوب نبينا عليه الصلاة والسلام يجد أنه راعى هذه الشروط في توضيح الصلاة وأهميتها للمسلمين وكونها عمود الدين الذي لا يستقيم إلا بها وبتحديده سن معينة لبدء التعليم بطريقة لفتت علماء النفس والطب المنصفين .

فتعليم الطفل وفق طرق التعليم المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية وعلم النفس التربوي سيكون كالآتي :

1- تنمية الدوافع لدى الطفل للصلاة بذكر فوائدها للإنسان وأن المحافظة عليها سبب لحب الله لعبده ودخوله برحمته لجنته وسبب لحفظ الإنسان في الدنيا من المعاصي والذنوب وسبب للراحة وتفريج الهم والكروب ...وجميل أن ننوع في أساليب الترغيب والتوضيح للطفل بطرق دينية وعلمية معاً ونزرع في داخله أن كل ما جاء به الدين من أوامر وتعاليم لها حكمة قد تكون مخفية ولم يكتشفها أحد بعد إلا أن تنفيذها فيه كسب وحماية وإن لم نعلم الحكمة من البداية ثم نوضح للطفل أن الطب الحديث اكتشف بعد 1400 سنة تقريباً أن هذه الصلاة في الصغر حماية للظهر في الكبر وهذه إحدى معجزات الإسلام وحكمة من حكم الصلاة التي كانت مخفية عن الكثير فالطب الحديث يقول أن الإنسان إذا بدأ في تليين أسفل ظهره في سن مبكرة وحافظ عليه أثناء الكبر فإن فرصته في الإصابة بالآلام الشديدة والانزلاقات الغضروفية في أسفل الظهر ستتقلص بشكل كبير ...لذا أطفال المسلمين يحافظون لا شعورياً على ليونة ومطاطية أنسجتهم وأربطتهم وغضاريفهم منذ عمر مبكرة خاصة أثناء تأدية الركوع وظهورهم تتلين على الأقل سبعة عشر مرة يومياً وذلك أثناء تأدية الصلوات الخمس ! فسبحان الله للصلاة من الصغر أيضاً فوائد صحية مستقبلية وتأديتها فيها كل الخير والنفع للإنسان ...


2- في علم نفس الطفل هناك فترتان بالغتان في الأهمية وهما : الفترة الأولى سن الثالثة والرابعة للطفل خاصة بالنسبة لتشكيل السلوك وتكوين المعايير الاجتماعية ...والفترة الثانية : السن من 5- 10 سنوات التي يكتسب فيها الطفل هويته الواضحة وأساسيات ثقافته...

لذا أشجع جعل الطفل في الفترة الأولى يبدأ بالتعلم الحر بالتقليد إذا بلغ سن الثالثة ( أو حتى في سن أقل وفديت قلوبهم طبعاً راح يسابقونا للسجادة ويبدأ المرح :biggrin: هههههه) وأن تخصص له سجادة وجعله يقف بقرب والديه أو من يصلي وتأدية ما يراه من حركات ويقلدها بحرية وبلعب...ومن الجيد تعليمه الفاتحة وقصار السور ولا نتشدد معه بكل حركة وكل كلمة ...

أما في الفترة الثانية وهي من سن 5- 10 سنوات يبدأ الوالدين في التدرج مع الطفل والانتقال إلى طريقة التعليم المؤكدة للصلاة والوضوء بالقدوة و بالتفكير عن طريق توضيح أهمية الصلاة ورواية القصص التي تثير دوافعه للصلاة وسلوك والديه المحفز له للحفاظ عليها ومكافأته معنوياً ومادياً على الصلاة بالهدايا الأسبوعية كلما حافظ على صلاته لمدة أسبوع في أوقاتها وإقامة (حفلة تكريمية للصلاة) للاحتفال بالطفل إذا حافظ على صلاته لمدة شهر أو أكثر ودعوة أصدقائه أو المقربين لها واستثمار الحفلة لتدريب الطفل على صلاة الجماعة مع أخوانه وأصدقائه وأقاربه ...والاستمرار في مدحه أمام إخوته وأهله كلما صلى وأتقن ...لكن لنحذر من إيصال رسالة خاطئة للطفل وهي أن تأديته للصلاة وسيلة لإرضاء أهله بل ليكن مفهوم إرضاء الله عزوجل واضحاً لديه وأن صلاته سبب سعادته ونجاته في الدنيا والآخرة ...

في سن الثامنة إذا كان الطفل ولداً يفضل أن يشجعه أهله على صلاة الجماعة في أقرب مسجد برفقة أهله من الرجال وكذلك تعويده على الالتزام بصلاة الجمعة وإذا بلغ الطفل سن العاشرة وهي نهاية الطفولة المتوسطة يجب الإكثار من رواية القصص المختلفة عن الالتزام بالصلاة وتوضيحها للطفل بتخصيص جلسات تربوية إيمانية يبدأ فيها تعليم سنن الطهارة وفوائدها وإدخال أسلوب الترهيب والمحاسبة وتوضيحه للطفل أنه أصبح في سن التمييز وأن تارك الصلاة له عقاب شديد عند الله ولابد أن يصيبه العقاب في الدنيا عند التهاون فيها ولأننا نحبه ولا نريد له أن يعاقبه الله فلابد من عاقبة لفعله إن تهاون فيها بحرمانه من أمر يحبه وما إلى ذلك من وسائل وجعل الضرب المؤدب آخر الحلول شرط أن يكون ضرب تأديب لا ضرب عنف وتعذيب ليعلم أن لمخالفة كل اتفاق ونظام عاقبة وهو يعلم هذه العاقبة فيكون متحملاً ومتفهماً لسبب ضربه... وتهيئته عند الحوار معه أنه سيصبح رجلاً وأن عليه الاستعداد لأول خطوة في هذه المرحلة وهي الالتزام بالصلاة .


وقبل أن أختم الموضوع أريد أن أؤكد على أمور من الجيد تجنبها لأنها تجعل الأبناء يكرهون الالتزام والصلاة وهي :

1- إجبار الطفل بقوة أن يترك اللعب أو مشاهدة التلفاز في لحظة اندماجه معها فيكبر وفي ذهنه أن الصلاة أبعدته عن اللعب وما يحبه وتتسبب بنفوره منها ويجب أن تكون إرشاداتنا بلطف ومرح ومرونة وتوجيهاتنا مغلفة بكثير من الحب حتى لا نجعلها ساعة شقاء لهم وهم يقومون بأدائها على كره .

2- ترك الطفل لوحده وقت الصلاة قد يولد في نفسه أن أمه أو أبيه تركاه لوحده ليصليا فينزعج لأنه لا يجد أحد يجلس معه أو يلعب معه فيكون من الأفضل أخذه ليصلي معك وتوضيحه حسب فهمه على سبيل اللعب أو التقليد والرياضة ...

3- الإصرار على إيقاظه وهو طفل ويشعر بالنعاس لصلاة الفجر وإلزامه بالقيام للوضوء والصلاة بالتعنيف والصراخ... بل المحاولة معه بمرونة ووعده بشيء يحبه كاللعب معه في هذا اليوم في وقت مناسب عندما يستيقظ ليصلي الفجر... ليألف العبادة ويحبها ...


ودعواتكم أرجو :) وآخر دعوانا ...

"]رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }الفرقان74
57
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جمان1429
جمان1429
جوزيتي الجنه
hajira
hajira
بارك الله فيك وفي ذريتك
بـنـت صـلالـة
جمان1429 ... جزانا الله وإياك الفردوس الأعلى من الجنة ...وبارك فيكِ على وقتك الكريم للقراءة...:26:

hajira... الله يعطيك العافية ويقرعينيك بجميع أحبابك... وجزاك الله خيراً على وقتك الكريم للقراءة ...:26:

الدنيا حلووووة ... جزانا الله وإياك الخير كله ... وبارك فيكِ على وقتك الكريم للقراءة ...:26:
%madlin%
%madlin%
( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )


جزاك الله خير يابنت صلالة الجميلة
بـنـت صـلالـة
%madlin% ... اللهم آمين ...جزانا الله وإياك ِورزقك الله ما تتمنين وتحبين أنتِ وجميع أحبابك يا بنت العراق العظيم الذي لا يستطيع من عرفه إلا أن يعلق به عطر ذكرياته الرائعة التي لا تبلى ولا تتآكل لجمالها حتى بمرور الزمن ...أسأل الله أن يرجع مثلما كان وأفضل ونحظى معه بلقاء مؤمل...وجزاكِ الله خيراً على وقتك الكريم للقراءة والرد الإيجابي للرفع :26: