أنا ممل ولذا فإنني لا أتحدث
إن بعض الناس يلتزمون بالجانب السهل , فهم يرون أنه ليس لديهم
أشياء مثيرة أو مسلية يمكن أن تقال, ولذا فإنهم ببساطة لا يشتركون
في حديث, هذا يرجع في الحقيقة إلى أن مثل هؤلاء الأشخاص
يميلون للتقليل من شأنهم أو لأنهم كسالى لدرجة تجعلهم لا يسعون
إلى بذل جهد لإيجاد ما يقال لمشاركة الآخرين الحديث.
فإذا كنت واحدا من هؤلاء فلا تقلل من قدر نفسك بادعاء أنه ليس
لديك أي شيء مسل أو خبر لطيف يمكن أن تقوله. فجميعنا لديه
ما يقوله أو ما يفعله مما يمكنه من مشاركة الآخرين في الحديث
بشكل ممتع. فلا شك أن في حياة كل منا أحداث مثيرة أو تجارب طريفة
يمكن أن يحكى عنها ويمتع بها الآخرين.
إنك حين تتحدث عن الأشياء والتجارب المهمة المثيرة في حياتك
فإن ذلك يتيح لك فرصة كبيرة لأن يعرفك الآخرون من خلال عرضك
للأفكار والمشاعر والآراء بل ويساعدك أنت شخصيا على فهم نفسك
فهما صحيحا من خلال تجاوبك مع الآخرين وتبادلك للرأي والأفكار معهم.
فاشترك في الحديث مع الآخرين, وتأكد أنك ستجد ما تقوله إذا عزمت
على ذلك, ولن تصبح مملا.
تعلم جيدا كيف تمتع الناس بحديثك
حتى تمتع الناس بحديثك وبالتالي تتقرب إليهم وتكسب ودهم
وصداقتهم ... حدثهم عما يستهويهم ويشغل تفكيرهم
(لا أقول هنا أن تظل طيلة الوقت تحدثهم عما يستهويهم وتتجاهل نفسك,
بل اجعلها بداية للصداقة وبناء جسر التواصل بينك وبين من تحب)
يذكر عن الرئيس الأمريكي الأسبق "روزفلت" أنه كان يحرص قبل
مقابلة ضيوفه من الزعماء والرؤساء على قضاء الليلة السابقة
لموعد الزيارة في قراءة أحد الموضوعات التي كان يعرف أن ضيفه
يستمتع بالحديث عنها .
وإليك هذا المثال الطريف:
حاول مندوب مبيعات إحدى الشركات أن يبيع كمية من أواني الطهي
والأطباق لأحد الفنادق الكبرى, لكنه فشل في عقد الصفقة رغم
إلحاحه المستمر .
وأخيرا لجأ لطريقة أخرى, فقد عرف بمحض الصدفة أن مدير الفندق
من أشد المعجبين بإحدى الفرق الرياضية, فجمع معلومات طريفة
عن أعضاء هذا الفريق وعن موعد مبارياته المقبلة...وعندما التقى
بمدير الفندق لم يتكلم نهائيا عن منتجات شركته, وإنما اكتفى بالتعرف
عليه وبإظهار تقديره لهذا الفريق الرياضي واهتمامه بجمع الأخبار
عنه...واستمر الحديث بينهما طويلا بشكل ممتع ومثير...وفي اليوم
التالي طلب المدير حضور مندوب الدعاية ليعرض عليه نماذج من
نتاج شركته وقائمة الأسعار...... ونجح في إتمام الصفقة..
إنك ببساطة عندما تتحدث للآخرين عما يهمهم ويمتعهم فإنك بهذا
الحديث تشجعهم على فتح قلوبهم لك والتقرب منك كما تشعرهم بأن
وقت الحديث معك لن يضيع هباء.
وهذا لا يعني بالطبع أن تتحدث عما يمتع الآخرين, ولا تهتم بالتحدث
عما يمتعك أنت شخصيا لكنه من المرجح غالبا أن تجد العديد
من الموضوعات ذات الإهتمامات المشتركة بينك وبين من تحدثه..
.وهذا ما يمكن الكشف عنه من خلال تبادل أطراف الحديث.
إذا لم تكف عن خجلك فلا أمل في أن تكون اجتماعيا
إن مشكلة الكثيرين من الناس ممن يتصفون بالإنطواء وقلة الحديث
مع الآخرين هي أنهم ببساطة يخجلون من بدء أي محادثة أو مناقشة
مع طرف لا يعرفونه من قبل, وهذا الخجل يرتبط في الحقيقة
عندهم باحتمال الرفض, بمعنى أنهم يخشون المبادرة بالتحدث
لئلا يرفض الطرف الآخر هذه المبادرة, وهو أمر لا تتقبله بسهولة
مشاعرهم الحساسة, ولذا فإنهم يفضلون الالتزام بالسلبية .
فإذا كنت واحدا من هؤلاء, فيجب أن تضع أمامك هذه الحقيقة المهمة,
وهي أن رفض الإنسان لإنسان آخر هو أمر منطقي جدا في الحياة
فلا يمكن أن تتصرف دائما بناء على منطق القبول , فدائما هناك
احتمال الرفض في أي أمر من الأمور وهذا أمر عادي تماما, ثم ماذا
يعنيك إذا رُفِضت من شخص لا تعرفه ولا يعرفك!!
والشيء الآخر الذي يجب أن تضعه في ذهنك هو أن خجلك
أو حساسيتك الزائدة في التعامل مع الآخرين يمثل عقبة كبيرة في
طريقك إلى التقدم والنجاح ولذا فإن أول شيء يجب أن تنفذه لتبدأ
حديثا مع طرف آخر لا تعرفه هو أن تتحول من حالة سلبية إلى
الإيجابية وأن تكون المبادر ببدء الحديث, وإن رفضت فلا تنزعج
وقل لنفسك :"إن احتمال الرفض شيء وارد ولا ينتقص ذلك من قدري شيئا" .
وتأكد أنه مع تكرار المبادرة ببدء الحديث سيقل خجلك تدريجيا
وستجد أنه من السهل عليك التحدث مباشرة مع أي شخص لا تعرفه
من قبل, ولكي تقلل من احتمال هذا الرفض لا تندفع في طلب الحديث
مع الآخرين, وإنما تريث في اختيار الشخص المناسب وهو
والذي يبدو عليه الإستعداد للتكلم بفتح قنوات الإتصال مع الآخرين,
بناء على الوصف السابق فابحث عن الأشخاص الذي يتخذون
وصفا سواء أثناء الوقوف أو الجلوس , يشير إلى إمكانية التحدث
معهم, والذين يردون على ابتسامتك بالإبتسام وينظرون لعينيك
كما تنظر إليهم, وحينما تأتي الفرصة المناسبة, لا تتردد واذهب
إليهم على الفور مع تطبيق الإرشادات الستة التالية :
كف عن خجلك وسلبيتك
استخدم طريقة إلقاء الأسئلة لفتح مجال الحديث مع الآخرين
استفد من الإنصات الجيد لإيجاد ما تقوله
واصل الحديث بالمعلومات الحرة
تحدث عن نفسك وشخصيتك
وإذا افترضنا أنك قوبلت بالرفض في أحدى المرات فتحاول أن
تستفيد من هذا الرس وتتبين الخطأ الذي وقعت فيه بحيث تتفاداه
في المرة التالية, وقد يكون سبب الرفض من جانبك أنك شخصيا تختار
شخصا غير مناسب لتتحدث معه سواء لانشغاله بأمر ما
أو لتوهمك بأنه يبادلك الرغبة في التحدث.
تعلم كيف توازن بين التكلم والإنصات في حديثك للآخرين
إن المحادثة الجيدة تكون بمثابة مباراة بين فريقين, فكما يستأثر
أحد الفريقين بالكرة لفترة فإنه يجب أن يمسك أحد طرفي الحديث
بزمام التكلم لفترة ثم يعطي الزمام للطرف الآخر بينما يلتزم
بالإنصات حتى يأتي دوره في التحدث .
فهذه الموازنة الجيدة ما بين التكلم والإنصات شرط أساسي
لنجاح المحادثة وهي التي تكسبها اللباقة والحماس والمتعة,
ولكن لا مانع من أن يتخلل هذا الإنصات إلقاء التعليمات أو
الأفكار العابرة أو إعطاء الإشارات التي تشير إلى الموافقة
والتأكيد على صحة ما يقوله المحدث.
والحقيقة أن هذا التوازن بين طرفي الحديث في التكلم والإنصات
يتيح فرصة أكبر وأسرع للتعارف بينهما, أما لو تصورنا عدم
وجود هذا التوازن حيث يمسك أحد الطرفين بزمام الحديث
لمعظم الوقت فإن ذلك يشعر عادة أحد الطرفين أو كليهما بعدم
الإرتياح ولا يتيح لهما فرصة كافية للتعارف...فبعد انتهاء اللقاء
قد يقول الطرف الكثير التكلم عن الطرف الآخر
:"إنه لشخص ممل يجلس طوال الوقت ساكتا كأنه يريد
أن أسحب الكلام من فمه!" وقد يقول الطرف الآخر الساكت
أغلب الوقت : "لقد أصابني بصداع هذا الرجل إنه أشبه بالببغاء"
ستة أشياء تجذب الناس إليك وتجعلهم يرحبون بمحادثتك
الإبتسام
وضع الجسم
الإنحناء للأمام
المصافحة بحرارة
الإتصال بالنظر
الإيماء بالرأس
الإبتسامة توحي للطرف الآخر بالألفة والإيجابية
امزج الإبتسام دائما مع كل تحية تحييها لجارك في الطريق
أو لزميلك في العمل فبالإبتسام يعلو مقامك عند الآخرين .
طريقة جلوسك أو وقوفك
أحيانا قد تقف بطريقة كأنك تقول للآخرين دعوني وشأني
لا أريد أحدا يزعجني, مع أنك في داخلك رغبة أخرى .
الإنحناء للأمام
عندما تميل للأمام قليلا تجاه الطرف المتحدث إليك, فإنك تشعره
باهتمامك بما يقول وبالتالي باهتمامك بشخصه وهذا يعتبره
ثناء منك ويشجعه على مواصلة التحدث إليك في اهتمام وانسجام
المصافحة..
كن البادئ بالمصافحة بإلقاء التحية, واختم أيضا لقاءك
بمصافحة أخرى حارة ممزوجة بابتسامة لطيفة وعبارة تقدير .
الإتصال بالنظر
انظر إلى الشخص الآخر بنظرة كأنك تقول له : إني أسمعك جيدا, استمر فيما تقول.
نصائح
لا تحك قصة حياتك
لا تعظم من نفسك
احك عن أهدافك وطموحاتك وشارك الآخرين بسماع أهدافهم وطموحاتهم
لا تخجل من الآخرين.

Golden Phoenix @golden_phoenix
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

شمعة الدروب
•
مشكوره اختي عل الموضوع المفيد



SAROOONA
•
جزاج الله خير يا اختي .. موضوعج نبهني على بعض النقاط في النجاح بالاتصال مع الآخرين
جعله الله في ميزان حسناتج :26:
جعله الله في ميزان حسناتج :26:

شمعة الدروب :
مشكوره اختي عل الموضوع المفيدمشكوره اختي عل الموضوع المفيد
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى
الصفحة الأخيرة