شام

شام @sham_1

مستشاره بعالم حواء -

خطوات لمقاومة الإحباط && إهداء للغالية

ملتقى الأحبة المغتربات

إن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين منا هو: كيف ننجو من الأفكار السلبية الهدامة التي تعرقل أفكارنا ونقاومها؟ هذه محاولة للتفكير في سيبل للخروج.. فمعا نقرأ هذه الخطوات لعلها تساعدنا..



- كمرحلة أولى حاول ما استطعت تجنب الأشخاص الكئيبين السلبيين، وكذا الأخبار والأفلام والجرائد التي لا تكف تنقل كل خبر سيء محبط. لا تبتئس! فلا شيء سيفوتك ولا تغيير سيحدث إن أنت أغفلت كل ذلك وتجاهلته.. اعتبر نفسك غير معني بكل ذلك، على الأقل مؤقتا وفي بداية "حربك" ضد الأفكار الهدامة.
يقول الشيخ سلمان بن فهد العودة: "... لا يخفى على أحد أثر وسائل الإعلام في طريقة تفكير وسلوك وعادات الشعوب، ولعل ما نراه من عادات دخيلة على مجتمعاتنا أكبر دليل على ذلك؛ فرأينا الطفل ذا التسعة أعوام يتغنى بالحبيب، ويتأوه من ألم الفراق!
قد تشمئز النفس من فكرة سلبية تعرض، ولكن مع التكرار تصبح لدى البعض أمرا عاديا... لم لا وقد تمت برمجة عقولهم بتكرار عرضها؟! لقد برمجت نفسك برمجة ذاتية نابعة منك عن وعي أو بدون وعي على عادات سلبية أو إيجابية. فمن الممكن لهذه البرمجة الذاتية أن تجعل منك إنسانا سعيدا، تغمره مشاعر التفاؤل والحماس؛ يحقق أحلامه وأمانيه، أو إنساناً تعيساً وحيداً بائساً يائساً من الحياة".
وفي ذلك يقول أحد المتخصصين: "إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية".
- اختر أصدقاءك بعناية فائقة، واحرص أن تكون "شلتك" من الناجحين والإيجابيين الذين يغلب تفاؤلهم على تشاؤمهم وتبسمهم على تجهمهم.
- الآن وقد قويت مناعتك نوعا ما، فعليك أن تدرك -ساعة المواجهة- أنك تمتلك قوة الإرادة، وأنك أنت سيد أفكارك ومصيرك، وعلى هذا الأساس ضع لنفسك جدار مناعة صلبا يصعب اختراقه ضد المؤثرات السلبية بأن تستمع إليها دون أن تنصت إليها فعلا أو تتأثر بها، حاول أن تغلق ذهنك في وجهها وابذل مجهودا كبيرا في فعل ذلك.
يقول أحد المتخصصين:
- راقب أفكارك؛ لأنها سوف تصبح أفعالا..
- راقب أفعالك؛ لأنها ستصبح عادات..
- راقب عاداتك؛ لأنها ستصبح طبعا..
- راقب طباعك؛ لأنها ستحدد مصيرك..
- توقف عن الوهم وعن تخيلك أنك مصاب بكل أمراض الدنيا، ولا داعي لتوقع المشاكل والخوف من شيء لم يحدث بعد؛ لأنك ستجدها أمامك حتما إن لم تتوقف عن التفكير بها!
- فكّر دوما بالأمور الإيجابية في حياتك، وتلك الأشياء التي تمتلكها وليست لدى غيرك.
- عندما تقابل صديقًا مقربًا قُلْ له نكتة بريئة، أو اطلب منه أن يقول لك ذلك؛ فالابتسام والضحك يولدان بداخلنا نوعا من السعادة والبهجة، ويسد الذرائع؛ فلا يترك لصديقك فرصة الحديث عما هو حزين مثلا. لذا حاول أن تكون سباقا إلى الحديث المتفائل إن لاحظت أن صديقك من النوع السلبي.
- لا تنس أنك بأحاديثك المتفائلة وأفكارك الإيجابية تقوم بعمل جليل تأخذ عليه أجرا بإذن الله، أوليس تبسمك في وجه أخيك صدقة، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ما معناه.
- لا تأخذ كل ما يقوله الآخرون على أنه قول لا رجعة فيه؛ فكما قلنا فالانتقادات والآراء هي أرخص السلع، وكل من له وقت فراغ مستعد كل الاستعداد لشحنك بها في أي لحظة شئت أم لم تشأ.
نصائح عامة
و أخيرا.. هذه نصائح عامة تساعدك على تقوية جهاز مناعتك أكثر ضد رياح السلبية الخطيرة التي لا تبقي ولا تذر:
- حاول منذ اللحظة الأولى للاستيقاظ تجنب التفكير في المشكلات التي تقلقك، وحاول التفكير في أشياء تشعرك بالسعادة أو في الأعمال الممتعة التي ترغب القيام بها، ولا بأس بمشاهدة مسرحية فكاهية أو حتى مقطع من الرسوم المتحركة إن كنت من هواتها.
- حاول أن تقضي بضع دقائق تحت الدش والاستحمام بمياه دافئة في الصباح فهذا من أهم الأشياء التي تمدك بالانتعاش والحيوية في بدء اليوم.
- ابدأ يومك ببعض التمرينات الرياضية التي تمد الجسم بالحيوية مثل ثني الركبتين وفرد الذراعين وتمرينات الرقبة والقفز في المكان وغيرها من التمرينات البسيطة التي تزيد من راحتك وبالتالي ثقتك بنفسك.
- قل لنفسك بمجرد الاستيقاظ: "إن الحياة رحلة قصيرة، وعلي ألا أضيع لحظة فيها بالكسل والإحباط أو بمشاعر التعاسة والحزن؛ لأن الوقت الذي يمضي لا يمكنك تعويضه"، ونظم جدولا بأهم ما يجب إنجازه يوميا دون أن تثقل على نفسك أو تضع برنامجا يوميا من المستحيل الانتهاء منه؛ لأن ذلك يزيد لديك مشاعر الإحباط.
13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شام
شام
ففروا إلى النجاح



تحاشاهم.. تجنبهم.. اهرب منهم.. هيا، فرّ وكأن أخطر مجرمي الأرض يطاردونك. لا تستدر وراءك.. لا تتردد.. الفرار.. الفرار.. اجعل هذا هو شعارك ولا تخجل".
من هم؟ ولماذا كل هذا التنبيه والصراخ الذي يوحي بخطورة الأمر الشديدة؟
إنهم سارقو الأحلام، ناقلو الموجات السلبية، زارعو الكآبة واليأس والقنوط.
إنهم ببساطة: الأشخاص المتشائمون، الثرثارون على وجه الخصوص. هؤلاء الذين يأتون ليجالسوك ويفعموا دماغك بأفكارهم السلبية عن الحياة.
وهل هم خطيرون إلى هذه الدرجة؟ بالطبع هم كذلك، وهم قادرون في أحايين كثيرة على تغيير مسار حياة الشخص بصفة لا يمكن تصورها ألبتة.


أرخص سلعة

إن النصائح المجانية والانتقادات هي أرخص السلع في عالمنا، وكل شخص لا يجد ما يفعله يمكنه ببساطة أن يشنف مسامعك لساعات بعيوبك وأخطائك، ويحذرك من هذا الأمر وينهاك عن آخر.
ولقد كان من الممكن أن يختلف الأمر أو أن يكون أقل خطورة لو أن العقل الواعي هو الذي يتعامل مع هكذا آراء وأحاديث، لكن مكمن الخطورة أن العقل الباطن -وهو كالمغناطيس- هو الذي يستقبل كل تلك الإشارات، وهي -للأسف- سلبية 100%.
إن العقل الباطن "بليد" -إن جاز لنا القول- وهو يلتهم كل ما يجد في طريقه، وإن أنت سيطرت على بعض ما اكتسبه جاءك بأشياء أخرى لم تلتفت إليها فجعلها مسيطرة عليك.
ولنا في هذا مثال لا أفضل منه، وهي نصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا بالتزام الصحبة الصالحة.
كما روي في الأثر يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" .
فلم تجنب رفاق السوء إن كانت عقيدة المرء قوية؟ أوليس الخوف هنا هو ذاك التأثير اللاملحوظ من طرف المتلقي؟ ولن نكون مبالغين لو قلنا: إن مرافقة أصحاب السوء لا تختلف كثيرا عن معاشرة الأشخاص المحبطين والمتشائمين دائما.. فالفريقان معا يؤديان إلى نتيجة واحدة: الفشل في الحياة.


احذر.. احذر
فأنت تكون في أحسن حالاتك النفسية تتدفق في دمائك الرغبة القوية في النجاح والطموح الذي لا حد له، وربما تكون قد بدأت في التخطيط فعلا لمشاريعك ومخططاتك المستقبلية، ناظرا إلى الحياة بتفاؤل دون غفلة، وآخذا الأمور بواقعية دون تشاؤم، عازما على المضي في طريقك أيا كانت العقبات.
في هذه اللحظة تلتقي بأحد زملاء الدراسة القدماء، وتسأله عن الأحوال وأنت سعيد بلقياه، وبدلا من أن يحدثك عما سألته عنه باختصار يبدأ بسرد مشاكله كلها عليك وفي انتقاد المجتمع المحيط بكما وسب المسئولين، وإعطاء رأيه في هذه الحياة التي لا تستحق أن يعيشها أحد.

شيئا فشيئا تشعر أن حماسك السابق يقل، يتحول اللون الوردي إلى رمادي ثم إلى أسود. تبدو لك كل الأبواب -التي كانت في السابق مفتوحة على مصراعيها- مسدودة بألف قفل. ويواصل صاحبنا حديثه وأنت تواصل التأثر والإحباط.
في هذه اللحظة بالضبط إن شعرت بالخجل ولم تستطع أن تضع حدا لـ"صديقك" هذا فأنت ستفقد كل معنوياتك المرتفعة، وربما تخليت تماما عن مشاريعك وغيرت نظرتك للحياة كلها.

والعكس غير صحيح فلو أنت قررت أن تكون حازما -مع اللين- مع صاحبك هذا، واعتذرت له للانصراف، أو طلبت منه تغيير الموضوع بكل صراحة، أو قمت بتغييره أنت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة دون أن يشعر هو فستكون قد أحطت نفسك بجدار صلب يحميك من السموم التي ينفثها صاحبك، سواء عن قصد أو عن غير قصد، بل ربما قمت بتغيير أفكاره الكئيبة أيضا ونقلته إلى عالمك البهيج.


ذبذبات الخوف


يقول فيليكس جاكسون في كتابه "فكر تصبح غنيا": "تمر ذبذبات الخوف من عقل إلى آخر بسرعة مماثلة لسرعة انطلاق الصوت البشري من الإذاعة وصولا إلى جهاز الراديو.
والشخص الذي يعبر بكلمات من فمه عن أفكار سلبية أو هدامة لا بد أن يعاني من نتائج تلك الكلمات بشكل ارتدادي، وحتى إطلاق الدوافع الفكرية الهدامة وحدها دون مساعدة الكلمات يولد ارتدادا متعددا..
أولا الشخص الذي يطلق أفكارا ذات طبيعة هدامة يجب أن يعاني من الضرر الناتج عن تفكك في وظيفة الخيال المبدع في عقله.
ثانيا يؤدي تواجد أي مشاعر هدامة في العقل إلى تطوير شخصية سلبية ينفر منها الآخرون وتبعد الآخرين عنها وتحولهم إلى أعداء ومعادين.

والمصدر الثالث للضرر الناتج للشخص الذي يطلق أفكارا سلبية أو يرعاها كامن في حقيقة مهمة؛ هي أن تلك الأفكار السلبية ليست مضرة بالآخرين فقط بل هي تنغرس في العقل الباطني للشخص الذي يطلقها وتصبح جزءا من شخصيته".
هذا يؤكد أن الأفكار السلبية تؤثر على قائلها أيضا فتزيده إحباطا فوق إحباطه، ويستمر الأمر وكأنه دائرة مغلقة؛ لذا نجد دائما أنه من الصعب أن تقنع الشخص المتشائم بأن الحياة ليست أبدا بذلك السوء الذي يراها به.
والأفكار الهدامة والمثبطة للعزائم ليس بالضرروة مصدرها الأصدقاء أو الجلساء، بل إنها موجودة حولنا في كل مكان، خصوصا ونحن نعيش وسط هذا التقدم العلمي الكبير، الإعلامي على وجه الخصوص.
فأخبار الحروب والزلازل والكوارث تؤثر سلبا وبشدة على نمط تفكيرنا وتشوش على تفاؤله إن كان متفائلا، وتزيد في تشاؤمه إن كان متشائما.


الأفكار السلبية
إن كمية الأفكار السلبية والأخبار السلبية في الجرائد والمجلات والقنوات هي بالتأكيد أكبر بكثير من نقيضها، وإن لم يكن للمرء برنامج معين ومحاذير في مشاهدة التلفاز ومطالعة الجرائد فهو بالتأكيد سيصل إلى حالة رهيبة من اليأس دون أدنى شك.
كما لا يخفى بالتأكيد مدى التأثير الذي تتركه وسائل الإعلام على الفرد منا، وقد كتب في هذا مقالات وكتب كثيرة وسال مداد أكثر، وليس المقام مناسبا للحديث عن هذا الموضوع. لكنه واضح للعيان، وكلنا نعرفه.



وللتأكد من ذلك قارن بين نفسيتك بعد مشاهدتك لبرنامج اقتصادي حماسي وبرنامج ديني بما فيه من الطمأنينة والسكينة. وبين نفسيتك بعد أن شاهدت قتلى الحروب أو استمعت إلى إحدى الأغنيات التي لا تكف عن الولولة عن الحبيب الغائب، رغم ما قد يبدو في هذه الأخيرة من دسم.. لكنه للأسف مملوء سمّا.
ولعلك ستفاجأ لو علمت أن أحد الإحصاءات خلص إلى أن 75% من طاقة الإنسان يمكن أن تهدر في أشياء تشوش حياة الشخص.



شعرة رفيعة
لكن من المنصف -أخيرا- أن نلاحظ هنا تلك الشعرة الرفيعة التي تفصل التفاؤل عن السذاجة والتشاؤم عن الواقعية. فالمؤمن متفائل، وأفكاره دائما جذابة، لكنه أيضا حذر ومتابع لما يدور حوله كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيس فطن".. لذا وجب التحذير من فهم التفاؤل على أنه اتكال وثقة مطلقة وحديث دائم عن أن "كل شيء سيكون على ما يرام" لمجرد أننا نراه كذلك.
لقد تعلمنا من ديننا القصد في كل شيء، وأمتنا أمة وسط.. لذا وجب التعامل مع هذا الأمر أيضا بنفس الطريقة والتفريق بين أن تكون هاربا من النجاح وهاربا نحو النجاح.
شام
شام
شام شام :
ففروا إلى النجاح تحاشاهم.. تجنبهم.. اهرب منهم.. هيا، فرّ وكأن أخطر مجرمي الأرض يطاردونك. لا تستدر وراءك.. لا تتردد.. الفرار.. الفرار.. اجعل هذا هو شعارك ولا تخجل". من هم؟ ولماذا كل هذا التنبيه والصراخ الذي يوحي بخطورة الأمر الشديدة؟ إنهم سارقو الأحلام، ناقلو الموجات السلبية، زارعو الكآبة واليأس والقنوط. إنهم ببساطة: الأشخاص المتشائمون، الثرثارون على وجه الخصوص. هؤلاء الذين يأتون ليجالسوك ويفعموا دماغك بأفكارهم السلبية عن الحياة. وهل هم خطيرون إلى هذه الدرجة؟ بالطبع هم كذلك، وهم قادرون في أحايين كثيرة على تغيير مسار حياة الشخص بصفة لا يمكن تصورها ألبتة. أرخص سلعة إن النصائح المجانية والانتقادات هي أرخص السلع في عالمنا، وكل شخص لا يجد ما يفعله يمكنه ببساطة أن يشنف مسامعك لساعات بعيوبك وأخطائك، ويحذرك من هذا الأمر وينهاك عن آخر. ولقد كان من الممكن أن يختلف الأمر أو أن يكون أقل خطورة لو أن العقل الواعي هو الذي يتعامل مع هكذا آراء وأحاديث، لكن مكمن الخطورة أن العقل الباطن -وهو كالمغناطيس- هو الذي يستقبل كل تلك الإشارات، وهي -للأسف- سلبية 100%. إن العقل الباطن "بليد" -إن جاز لنا القول- وهو يلتهم كل ما يجد في طريقه، وإن أنت سيطرت على بعض ما اكتسبه جاءك بأشياء أخرى لم تلتفت إليها فجعلها مسيطرة عليك. ولنا في هذا مثال لا أفضل منه، وهي نصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا بالتزام الصحبة الصالحة. كما روي في الأثر يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" [رواه أحمد والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه]. فلم تجنب رفاق السوء إن كانت عقيدة المرء قوية؟ أوليس الخوف هنا هو ذاك التأثير اللاملحوظ من طرف المتلقي؟ ولن نكون مبالغين لو قلنا: إن مرافقة أصحاب السوء لا تختلف كثيرا عن معاشرة الأشخاص المحبطين والمتشائمين دائما.. فالفريقان معا يؤديان إلى نتيجة واحدة: الفشل في الحياة. احذر.. احذر فأنت تكون في أحسن حالاتك النفسية تتدفق في دمائك الرغبة القوية في النجاح والطموح الذي لا حد له، وربما تكون قد بدأت في التخطيط فعلا لمشاريعك ومخططاتك المستقبلية، ناظرا إلى الحياة بتفاؤل دون غفلة، وآخذا الأمور بواقعية دون تشاؤم، عازما على المضي في طريقك أيا كانت العقبات. في هذه اللحظة تلتقي بأحد زملاء الدراسة القدماء، وتسأله عن الأحوال وأنت سعيد بلقياه، وبدلا من أن يحدثك عما سألته عنه باختصار يبدأ بسرد مشاكله كلها عليك وفي انتقاد المجتمع المحيط بكما وسب المسئولين، وإعطاء رأيه في هذه الحياة التي لا تستحق أن يعيشها أحد. شيئا فشيئا تشعر أن حماسك السابق يقل، يتحول اللون الوردي إلى رمادي ثم إلى أسود. تبدو لك كل الأبواب -التي كانت في السابق مفتوحة على مصراعيها- مسدودة بألف قفل. ويواصل صاحبنا حديثه وأنت تواصل التأثر والإحباط. في هذه اللحظة بالضبط إن شعرت بالخجل ولم تستطع أن تضع حدا لـ"صديقك" هذا فأنت ستفقد كل معنوياتك المرتفعة، وربما تخليت تماما عن مشاريعك وغيرت نظرتك للحياة كلها. والعكس غير صحيح فلو أنت قررت أن تكون حازما -مع اللين- مع صاحبك هذا، واعتذرت له للانصراف، أو طلبت منه تغيير الموضوع بكل صراحة، أو قمت بتغييره أنت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة دون أن يشعر هو فستكون قد أحطت نفسك بجدار صلب يحميك من السموم التي ينفثها صاحبك، سواء عن قصد أو عن غير قصد، بل ربما قمت بتغيير أفكاره الكئيبة أيضا ونقلته إلى عالمك البهيج. ذبذبات الخوف يقول فيليكس جاكسون في كتابه "فكر تصبح غنيا": "تمر ذبذبات الخوف من عقل إلى آخر بسرعة مماثلة لسرعة انطلاق الصوت البشري من الإذاعة وصولا إلى جهاز الراديو. والشخص الذي يعبر بكلمات من فمه عن أفكار سلبية أو هدامة لا بد أن يعاني من نتائج تلك الكلمات بشكل ارتدادي، وحتى إطلاق الدوافع الفكرية الهدامة وحدها دون مساعدة الكلمات يولد ارتدادا متعددا.. أولا الشخص الذي يطلق أفكارا ذات طبيعة هدامة يجب أن يعاني من الضرر الناتج عن تفكك في وظيفة الخيال المبدع في عقله. ثانيا يؤدي تواجد أي مشاعر هدامة في العقل إلى تطوير شخصية سلبية ينفر منها الآخرون وتبعد الآخرين عنها وتحولهم إلى أعداء ومعادين. والمصدر الثالث للضرر الناتج للشخص الذي يطلق أفكارا سلبية أو يرعاها كامن في حقيقة مهمة؛ هي أن تلك الأفكار السلبية ليست مضرة بالآخرين فقط بل هي تنغرس في العقل الباطني للشخص الذي يطلقها وتصبح جزءا من شخصيته". هذا يؤكد أن الأفكار السلبية تؤثر على قائلها أيضا فتزيده إحباطا فوق إحباطه، ويستمر الأمر وكأنه دائرة مغلقة؛ لذا نجد دائما أنه من الصعب أن تقنع الشخص المتشائم بأن الحياة ليست أبدا بذلك السوء الذي يراها به. والأفكار الهدامة والمثبطة للعزائم ليس بالضرروة مصدرها الأصدقاء أو الجلساء، بل إنها موجودة حولنا في كل مكان، خصوصا ونحن نعيش وسط هذا التقدم العلمي الكبير، الإعلامي على وجه الخصوص. فأخبار الحروب والزلازل والكوارث تؤثر سلبا وبشدة على نمط تفكيرنا وتشوش على تفاؤله إن كان متفائلا، وتزيد في تشاؤمه إن كان متشائما. الأفكار السلبية إن كمية الأفكار السلبية والأخبار السلبية في الجرائد والمجلات والقنوات هي بالتأكيد أكبر بكثير من نقيضها، وإن لم يكن للمرء برنامج معين ومحاذير في مشاهدة التلفاز ومطالعة الجرائد فهو بالتأكيد سيصل إلى حالة رهيبة من اليأس دون أدنى شك. كما لا يخفى بالتأكيد مدى التأثير الذي تتركه وسائل الإعلام على الفرد منا، وقد كتب في هذا مقالات وكتب كثيرة وسال مداد أكثر، وليس المقام مناسبا للحديث عن هذا الموضوع. لكنه واضح للعيان، وكلنا نعرفه. وللتأكد من ذلك قارن بين نفسيتك بعد مشاهدتك لبرنامج اقتصادي حماسي وبرنامج ديني بما فيه من الطمأنينة والسكينة. وبين نفسيتك بعد أن شاهدت قتلى الحروب أو استمعت إلى إحدى الأغنيات التي لا تكف عن الولولة عن الحبيب الغائب، رغم ما قد يبدو في هذه الأخيرة من دسم.. لكنه للأسف مملوء سمّا. ولعلك ستفاجأ لو علمت أن أحد الإحصاءات خلص إلى أن 75% من طاقة الإنسان يمكن أن تهدر في أشياء تشوش حياة الشخص. شعرة رفيعة لكن من المنصف -أخيرا- أن نلاحظ هنا تلك الشعرة الرفيعة التي تفصل التفاؤل عن السذاجة والتشاؤم عن الواقعية. فالمؤمن متفائل، وأفكاره دائما جذابة، لكنه أيضا حذر ومتابع لما يدور حوله كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيس فطن".. لذا وجب التحذير من فهم التفاؤل على أنه اتكال وثقة مطلقة وحديث دائم عن أن "كل شيء سيكون على ما يرام" لمجرد أننا نراه كذلك. لقد تعلمنا من ديننا القصد في كل شيء، وأمتنا أمة وسط.. لذا وجب التعامل مع هذا الأمر أيضا بنفس الطريقة والتفريق بين أن تكون هاربا من النجاح وهاربا نحو النجاح.
ففروا إلى النجاح تحاشاهم.. تجنبهم.. اهرب منهم.. هيا، فرّ وكأن أخطر مجرمي الأرض يطاردونك. لا...
قصص واقعية "للناجحين"



القصة الأولى:
كان عمري حوالي السادسة عشرة، وكنت في عز المراهقة حيث صالة الانتظار للمرور إلى مرحلة الشباب بكل عنفوانها وحماسها. لكنني كنت نحيفا للأسف، لم تكن نحافة ملحوظة، لكنها كانت تؤرقني خصوصا في تلك المرحلة الحساسة.
هكذا قررت أنني ولا بد محاربها بأن أدخل لأحد الأندية الرياضية المتخصصة في كمال الأجسام، وقد أمضيت الخمسة عشر يوما الأولى وكلي حماس لتغيير شكل جسمي إلى الأفضل؛ وبالتالي تحسين نفسيتي وشعوري بالنقص أمام أقراني.
ما حدث بعد ذلك أن إحدى قريباتنا التي كان رأيها يهمني –خصوصا أنها كانت المؤشر الذي نعتد به نحن أولاد العائلة الواحدة في معرفة من منا الأفضل– وجدتني في أحد الأيام أعد لوازم الرياضة للذهاب إلى النادي فسألتني في حيرة:
- إلى أين أنت ذاهب؟
فأجبتها بحماس:
- ذاهب إلى النادي الفلاني لكمال الأجسام.
فردت مستنكرة في سخرية مبطنة:
- كمال الأجسام؟ المسكين!! وأي كمال أجسام سيصلح لجسمك النحيل هذا؟
وليس من الغريب أن أقول لكم إنني توقفت في اليوم التالي مباشرة عن ممارسة الرياضة، واستسلمت للأمر بسبب تلك النصيحة المجانية –التي قد تكون عن حسن نية- والتي لم أطلبها لسوء الحظ.
وقد مرت سنون طويلة بعدها قبل أن أسترجع توازني، وقد تزامن ذلك مع نضجي النفسي والعقلي فانتهت المشكلة بإذن الله.
ولعلك لاحظت هنا إلى أي مدى كان الأمر خطيرا كونه يتعلق بمسألة مصيرية أو اختيار لا رجعة فيه.
القصة الثانية:
منذ طفولتي وأنا عاشق لمهنة الصحافة ولميدان الكتابة أيما عشق. وفي أيام شبابي الأولى قام جل أقراني من العائلة (لاحظ كيف يكون الإنسان مرتبطا بمحيطه) بالسفر إلى أوربا لكسب لقمة العيش كما يقولون. وبالفعل تحسنت ظروف بعضهم من الناحية المادية، ولكن ليس بدرجة كبيرة.
رغم هذا، فقد كان الجميع يطلبون مني أنا أيضا أن أفعل، سواء عن طريق الحديث المباشر أو عن طريق التلميحات، وهاكم نموذجا من بعض أقوالهم ولاحظوا كمية "التدمير النفسي" الذي تحمله طياتها:
- هيا، أنت أيضا.. ابحث عن طريقة للهروب من هذا الواقع المزري. (وما دام هناك هروب فهذا يعني أنك تعاني.. شئت أم أبيت بالطبع).
- اللهم فرجها عليك أنت أيضا.. (الفرج لا يأتي إلا بعد ضيق، فأنت –إذن- في ضيق).
- ياه! لقد حقق فلان أشياء كثيرة منذ سفره، يا لها من سيارة تلك التي اقتناها مؤخرا (وبالطبع أنت لا تملك سيارة ولا غيرها).
وقد أحاطت بي أحاديث وآراء كثيرة من هذا النوع، لحسن الحظ لم تكن من أسرتي التي احترمت اختياري، وقد بقيت مصرا على رأيي أنني لن أكون سوى صحافي وكاتب مهما قال الآخرون ومهما عملوا ومهما حققوا أيضا.
وبالطبع كنت أبني قراري على أفكار واضحة وخطط أوْضح وأهداف أكثر وضوحا، ولعل هذا ما مكنني من القدرة على مقاومة تيار الأفكار السلبية الهدامة الجارف الذي كان يمر أيامها.
ماذا لو كنت طاوعتهم؟ لكانت، إذن، حياتي كلها قد تغيرت واتخذت منحى سيئا؛ نظرا لأنني لم أكن سأفعل ما أفعل عن اقتناع.
لقد ساهمت سيطرتي على أفكاري ومقاومتي الشديدة للانتقادات إلى تفوقي نوعا ما في مجالي الكتابة والصحافة أثبتت لنافثي الأفكار الهدامة أنني كنت على صواب فسحبوا جميعا ما كانوا يقولونه واعترفوا لي بقدرتي على النجاح في مجال اختياري ولله الحمد.
القصة الثالثة:
من أكثر الأشخاص الذين ضُرب بهم المثل في النجاح في العقود الأخيرة: هنري فورد؛ نظرا لما تزخر به مراحل حياته من أوقات عصيبة استطاع أن يتفوق فيها على فشله وإحباطاته.
لقد شكك كثيرون وسخروا من محاولة فورد لأول مرة وضع سيارة في شوارع أمريكا، وطبعا كان لكل منهم أسبابه ومنطقه الخاص الناتج عن جمود في الفكر لم يكتفوا به لأنفسهم بل حاولوا نقله لهنري فورد.
لكن هنري فورد كان مصمما، وقد استمر في محاولاته دون أن يستدير إلى هذه الآراء.
وها هو المثال أمامنا الآن، فسياراته لا زالت لوقتنا هذا تملأ شوارع العالم وليس أمريكا فحسب. فماذا يا ترى كان سيحدث لو أن فورد سريع التأثر؟



--------------------------------------

كتبه الصحفي المغربي :عبد الواحد أستيتو- إسلام اونلاين
هنوده الحبوبه
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
شو هالحلا !! موضوع عن جد كتير مفيد وبيجنن
أنا كتير بحب هالموضوعات الخاصه بالتنميه الذاتيه والتحكم بالذات
والله الواحد لازم يستفيد من خبرة الآخرين .. الله يجزيك كل الخير وبرافو عليك والله ياشام
دائما بستمتع بموضوعاتك الله يجزيك كل الخير
اشتقت لديرتي
اشتقت لديرتي
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. شو هالحلا !! موضوع عن جد كتير مفيد وبيجنن أنا كتير بحب هالموضوعات الخاصه بالتنميه الذاتيه والتحكم بالذات والله الواحد لازم يستفيد من خبرة الآخرين .. الله يجزيك كل الخير وبرافو عليك والله ياشام دائما بستمتع بموضوعاتك الله يجزيك كل الخير
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. شو هالحلا !! موضوع عن جد كتير مفيد وبيجنن أنا كتير بحب...
ماشاء الله ياشام موضوعك من جد يجنن..

كنا بامس الحاجه لمثل هالكلمات..

119454
ام _الحلوين
ام _الحلوين
موضوع رائع
شكرا