تحت وطأة ذُلنا أُوصر وأوصدت عليه الأبواب، ومع استسلامنا قبع خلّف الأسوار السوداء، تلّسعه أحقاد الأعداء.. لكنه وقف أمام الصماء ثابت الجأش، قوي العزيمه.. إنه ضحية صمتنا.. إنه الأسير، خلف الأسير.. لفحه الهجير، وأكلّه الزمهرير، وأعياه الزفير، وأقضّى مضجعه نهيق الحمير.. ينتظر الطرير، وقدوم النفير..
أسير.. جثا على ركبتيه.. ليكتب على جدار اللوعة، وبنزف الجرح.. حروف جبننا.. يكتب قصة تحكي فصولها عن هواننا وتخاذلنا وركوننا إلى الدنيا..
حقير.. في أعين العلوج.. لا يأبه بحقدهم، ولا يهزه همزهم، متعلق بحبل الله المتين.. يحمل همّ الشيخ الضعيف، وحسرة الأم الثكلى، وغوث الفتاة المغتصبه، وبكاء الطفل اليتيم..
أسير.. يئن لنزف الجرح، ويقلق على الخائف الطريد، وأرقّه حملات التنصير والتبشير..
حقير..عند الأعتال.. لكنه همة تعلو قمم الجبال، ونهمة في القتال، باع نفسه رخيصة إلى ذي الجلال..
أسير.. حين برح في أيدي الأوغاد، مقيداً بالأغلال، تدوس كرامته العرابيد حيناً وتوكزه حيناً آخر..
حقير.. عند القرود.. حين بغى عليه الباغي، وعتى عليه العاتي، وطغى عليه الطاغي..
أسير.. يبث شكواه إلى الله.. والله أعلى وأكبر.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
ولا يتوقف عزفك
لقد أسقيتينا عشقا وشعرا
وأرويتينا من فيض نبعك الصافي
كلمات في غاية الرقه والجمال
كلمات تجبرك على الوقوف والتصفيق بحراره
وترك بصمة اعجاب كبيره بهذا النص الفاره
تحياتي لك
ودمتي بحب وسعاده وهناء