بدأت الفتاة الخليجية تأخذ ذات المنحى، وترى في الزوج الغربي فارس أحلامها، وتعددت حالات الزواج من بريطاني أو أمريكي، أو أسترالي، أو غيره من الجنسيات الغربية، وكأن تقليد الغرب لم يقتصر على المأكل والمشرب واللباس، فما هي الدوافع وراء توجه الفتاة الخليجية إلى هؤلاء الأزواج؟ «سيدتي» التقت بعدد من الشبان والفتيات من بلدان خليجية مختلفة يعيش بعضهم في السعودية، ورصدت آراءهم في هذا الاستطلاع..
رأي الفتيات
«تغريد» ممرضة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، تبلغ من العمر 29 عاماً، وهي غير متزوجة، تقول: الخليجيات يجدن مسألة الزواج من رجل غربي صعبة جداً، بل إن بعضهن يستصعبن الزواج من رجل عربي فما بالكم بالغربي، وفي نظري ليس المهم جنسية الزوج، بل المهم هو نوعية الزوج، ومن هذا المنطلق فإنه لو تقدم رجل غربي للزواج بي فلن أمانع، إذا شعرت أنني سوف أكون معه سعيدة ومطمئنة، لكن موافقتي هذه أعتقد أنها سوف تكون مرتبطة بموافقة أهلي.
وعن المميزات التي تميز الزوج الغربي عن الخليجي، تقول تغريد: بالرغم من أنني لا أحب التعميم في حديثي، إلا أنني لا أعتقد أن هناك مجالاً للمقارنة بين الزوج الغربي والزوج الخليجي، فالرجل الغربي عندما يقدم على الزواج يضع أمام عينيه أنه مقدم على خطوة مهمة ومصيرية في حياته، ولهذا نجده مخلصاً لزوجته، وصادقاً معها، بينما الشاب الخليجي يتعامل مع الزواج على أنه تقليد اجتماعي لا بد من القيام به، حتى يرضي والديه، ولا يشعر بأنه منبوذ اجتماعياً. أما عن جنسية الزوج الغربي الذي تتمناه فتقول تغريد: «بالطبع أريده أن يكون أمريكياً».
العاطفة والرومانسية
أما «منال» وهي طالبة في جامعة الملك سعود، فتختلف مع تغريد في تمييز الزوج الغربي عن الخليجي، حيث ترى أن الشاب الخليجي لديه خاصية يتميز بها عن الغربي، وهي تكوين أسرة ذات علاقات مترابطة، وهذا يساعد الأبناء كثيراً، بعكس الزوج الغربي الذي ينتمي إلى أسرة صغيرة، أو يكون بلا أسرة أساساً، وتقول منال: «أنا لم أقم بزيارة أي بلد غربي، ولكني من خلال الأفلام استطعت التعرف على الكثير من النواحي الاجتماعية في المجتمع الغربي بشكل عام، وما أراه غالباً أن الأسرة بالشكل الذي نحن معتادون عليه، غير موجودة لدى الغرب، ولهذا فإنني أرى أن الزوج الخليجي يتفوق على الغربي في هذه الخاصية فقط، وإن كان تفوقه ليس مبنياً على مميزات شخصية إنما وفرها له النظام الاجتماعي. وبصراحة في الجوانب الشكلية والوسامة أعتقد أن الشاب الغربي يتفوق على الخليجي كثيراً، وهذا ما يجعل الفتاة تفضل الزواج منه، إضافة إلى ذلك فإن العاطفة والرومانسية عند الغربي أرقى بكثير من الخليجي».
وعن رغبتها الشخصية في الزواج من غربي تقول منال: «إذا أصبحت مستعدة للزواج، ولم يتقدم لي شاب خليجي، وكان نصيبي أن يخطبني زوج غربي، فإنني لن أنتظر حضرة الشاب الخليجي حتى يحنّ علي بالزواج، بل سوف أقبل بالزوج الغربي».
وعن الجنسية التي تفضلها في حال كان زوجها غربياً، تقول: «وهل هناك من هو أكثر رومانسية من الفرنسيين، بالتأكيد أريده فرنسياً».
منغلق وسطحي
أما «هيفاء» وهي موظفة في أحد البنوك، وتبلغ من العمر 31 عاماً، ولم تتزوج بعد، فإنها لا تمانع بالزواج من رجل غربي، بل وترى أنه أفضل بكثير من الخليجي، حيث تقول: «الشاب الخليجي غالباً منغلق وسطحي، وعديم المسؤولية، بعكس الشاب الغربي، الذي يكون متفتح الذهن، وعميق التفكير، وأنا أجزم أن الفتاة الخليجية لو منحت الحرية في تحديد واختيار زوجها، فلن تتردد في اختيار الزوج الغربي، ومن ناحيتي فإنني لو خيرت بين رجل غربي أو خليجي، فسوف أختار الغربي من دون تفكير، ولي أسبابي في ذلك، فأنا لم أتزوج إلى الآن ليس لأنني لم أطلب للزواج، بل إنني خطبت ثلاث مرات، وفي كل مرة كان الشاب الذي يتقدم لخطبتي يتراجع عن طلبه بعد أن يعلم أنني أعمل في بنك، فهل هناك أكثر سطحية من هذا التفكير».
وتضيف: «بل إن أحد الذين تقدموا لخطبتي طلب مني أن أستقيل من وظيفتي حتى يتزوجني، فهل سوف يطلب مني زوجي الغربي أن أترك عملي حتى يتزوجني؟ بل العكس هو الصحيح، حيث يقوم بدعمي في عملي وتشجيعي لكونه يتحدر من ثقافة تدعم تفعيل مشاركة المرأة في المجتمع».
ولا تخفي هيفاء إعجابها بالرجل الأمريكي حيث تقول: «بحكم طبيعة عملي فإنني أتعامل مع زملاء من جنسيات مختلفة منهم الخليجي والعربي والبريطاني والهولندي والأمريكي، وكل منهم له مميزاته وعيوبه، ولكن يبقى الرجل الأمريكي أقلهم عيوباً، وأكثرهم ذكاءً ورقياً في التعامل مع المرأة، ولو تقدم رجل أمريكي للزواج بي فسوف يكون هذا يوم سعدي».
للفتاة الحق مثل الشاب
أما «عادلة» وهي خريجة جامعية حديثاً، ولها تجربة زواج لم يكتب لها النجاح، فتقول: «لا أعتقد أن الزواج من غربي فيه ما يعيب، فهناك الكثير من الشبان الخليجيين متزوجون من نساء من جنسيات مختلفة، ولم يلمهم أحد على هذا الزواج، والفتاة لها الحق مثلها مثل الشاب، بل إن ذلك يجب أن يكون مفخرة لها، كون الرجل الغربي الذي سوف يتزوجها، اختارها زوجة له من دون كل النساء اللواتي تعامل معهن في حياته، بحكم أنه قادم من دولة بها المرأة تتعامل مباشرة مع الرجل، ويستطيع أن يعرف كل خصالها بشكل مباشر، وتفضيله للفتاة الخليجية هو مؤشر على أن الفتاة التي اختارها لديها صفات وخصال تفوق كل من تعامل معهن، وهذا يعني بالتالي أن الفتاة التي تتزوج من غربي هي فتاة مميزة وليست غير مرغوبة كما يظن البعض».
وتضيف عادلة: سبق أن عشت بأستراليا لمدة أربع سنوات، وتعرفت عن قرب على الرجل الغربي، وقد رأيته أكثر وفاء لزوجته من الرجل الخليجي، كما أنه يعاملها على أنها شريكة له، ويحق لها أن تقول رأيها بلا خوف. أما في الخليج، فالزوج يريد أن يكون هو الآمر الناهي في البيت، والزوجة تكون مثل الجارية، وهذه المسألة بالذات هي التي سببت لي الطلاق.
وعن جنسية الزوج الغربي التي تفضلها تقول عادلة: «أفضل أن يكون في المقام الأول أسترالي الجنسية، وفي المقام الثاني بريطانياً، بحكم أن الحياة الأسترالية شديدة القرب من طبيعة الحياة في بريطانيا».
الوسامة والجمال
أما «وداد»، وهي طالبة جامعية، فإنها لا تحرج في ذكر سبب تفضيلها الزوج الغربي على الزوج الخليجي، حيث تقول: «الوسامة والجمال لهما دور في تفضيلي لجنسية الرجل الذي أرغب بالزواج منه، وبحكم أنني معجبة بالممثل الأمريكي توم كروز، فإنني أتمنى أن يكون زوجي شبيهاً بهذا الممثل، ولأنه يصعب أن يوجد شاب خليجي شبيه به، فأنا أرغب أن يكون زوجي من أمريكا».
وعن المقارنة بين الزوج الخليجي والأمريكي، تقول وداد: الشاب الخليجي غالباً ما يكون مسيراً من قبل والدته، ويعامل زوجته كما تريد أمه، أما الأجنبي فيكون حراً مع زوجته، ولا يتأثر برأي أحد آخر، إضافة إلى ذلك فالخليجي يتزوج حتى تنجب له زوجته الأبناء بأسرع وقت، أما الأجنبي، فإنه يحب الحياة، فيؤجل فكرة إنجاب الأبناء حتى يستمتع مع زوجته.
رأي الشبان
والتقينا بعدد من الشبان الخليجيين لرصد آرائهم في الفتيات الخليجيات اللواتي يفضلن الزواج من رجل غربي، حيث يقول عبد الله الزهراني: الفتاة التي تريد الزواج من رجل غربي تكون متهورة وغير واقعية في رغبتها، فالشاب الخليجي هو الأقرب إليها، وهو الذي يستطيع أن يفهمها جيداً، بينما الغربي غالباً يكون طامعاً بمالها، أو يحاول أن يفسد دينها.
المرأة عرض
بينما يبدو «إبراهيم المشرف»، أكثر حدة في رأيه بالفتاة التي ترغب بالزواج من رجل غربي حيث يقول: الفتيات غالباً لا يفكرن بالعقل، وهن متسرعات في رغباتهن، ويفترض بأن تمنع الدولة الخليجية فتياتها من الزواج من غير الخليجي، فالمرأة عرض وليست مثل الرجل.
أما «عبد الله العتيبي»، فإنه لا يبتعد كثيراً عن آراء من سبقوه، حيث يبدو معارضاً لفكرة زواج الفتاة الخليجية من أجنبي، حيث يقول: الأب الذي يوافق على زواج ابنته من أجنبي، يكون غير مؤهل، ويفترض أن تنزع منه المسؤولية عن بناته، وتعطى للعقلاء من أقاربه، أما الفتاة الخليجية التي تقول إن الرجل الغربي أفضل من الخليجي، فأقول لها الذي «لا يطول العنب يقول عنه حامضاً».
الرأي النفسي
الباحثة في علم النفس الاجتماعي «نورة الحسياني»، تقول عن رغبة الخليجيات بالزواج من رجل غربي: «قد لا يشكل زواج الخليجية من أجنبي ظاهرة ملحوظة في المجتمع الخليجي، إلا أنه يلقى قبولاً لدى الكثيرات ممن يؤيدنه، ويعتبرنه زواجاً إيجابياته أكثر من سلبياته، ويتساءلن: لماذا يرفض المجتمع زواج الخليجية من أجنبي؟ فيما تقبل بعض الفتيات هذا النوع من الزواج لكن بشروط، وقد أيدت بعض الفتيات الزواج من أجنبي بشرط أن يكون وضعه الاجتماعي جيداً ويتوافق تفكيره مع تفكيرها».
وتعلل نورة تأييدها لزواج الخليجية من أجنبي بسبب الانفتاح، كما أن هناك كثيراً من الأجانب ممن يتفهمون طبيعة الحياة الزوجية، بعكس الشبان الخليجيين، وهذا ما يظهر من ارتفاع نسبة الطلاق بين الأزواج الخليجيين. وترجع استمرار العلاقة الزوجية إلى التفاهم وليس الجنسية فقط.
وعن المشاكل التي قد تواجهها الفتاة الخليجية عند الزواج من أجنبي، تقول: قد تواجه الفتاة بعض المشكلات، كالغربة أو تغرب الأبناء، بالإضافة إلى عدم وجود أهلها في نفس البلد، والسن يلعب دوراً كبيراً، حيث تضطر الفتاة للزواج من أجنبي بعد أن يفوتها قطار الزواج، وتصل إلى مرحلة العنوسة، كما أن رغبة الفتاة بالحصول على بعض الحرية في حياتها يدفعها لهذا النوع من الزواج.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زهرة النرجس 20010
•
رفع
شباب الخليجي الان الى من رحم ربي
غير مسؤلين معتمدين على اباءهم فى المصروووف
بعكس الاجنبي يكافح من الصفر لتكوين ذاته
غير مسؤلين معتمدين على اباءهم فى المصروووف
بعكس الاجنبي يكافح من الصفر لتكوين ذاته
الصفحة الأخيرة