فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ خواتيم سورة البقرة ~**

ملتقى الإيمان





هماآيتان عظيمتان ..!
فيهما من المعاني مايدعو إلى التأمل ..
وإلى إفرادهمابالبيان والتوضيح ..
جاءتا كالنتيجة لما احتوته سورة البقرة ..
من الأحكام والتشريعات ..
فهما مشعرتان بحال المؤمنين بقولهم وباستجابتهم للتكاليف ..
بأن الله معهم .. يغفر لهم ، ويرحمهم ، ويستجيب لهم .
:
جاءت الآثار بفضل خواتيم البقرة ومنها ..
ماأخرجه مسلم عن ابن مسعودقال :
( لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
إلى سدرة المنتهى ...). ثمامتد الحديث حتى قال :
( وآعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً :
أعطي الصلوات الخمس ، وآعطي خواتيم سورة البقرة ،
وغفر لمن لم يشرك بالله ...).
...
ومنها في الصحيحين عن ابن مسعود قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش،
لم يعطهن نبي من قبلي ).
:
آيـــــــة قبلهما ~
عندما نزلت الآية التي قبلهما وهي قوله تعالى :
( لله مافي السماوات والأرض ، وإن تبدوا مافي آنفسكم أو تخفوه
يحاسبكم به الله ) ..
شعر أصحاب الرسول باشتداد الأمر عليهم ..
فقالوا : أي رسول الله كلفنا من الأعمال مانطيق ..
من الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت هذه الآية
ولا نطيقها ..
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :
( أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم سمعنا وعصينا ؟
بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )
قَالُوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير،
فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم ..
فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى ،
في الآيتين الخاتمتين من سورة البقرة.






كلمات الخواتيم ودلالاتها:
﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾
﴿ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُله﴾
.....
الرسول الكريم والمؤمنون معه.. يؤمنون :
بأن الله واحد لاشريك له .. فرد صمد ، لا إله غيره ولا معبود سواه ..
وبالرسل والانبياء ، والكتب المنزلة من السماء..
لا يفرقون بين أحد منهم .. فالكل أصول دعوتهم واحدة :
عبادة الله وتوحيده وطاعته ، ونبذ الشركوالباطل ..
واتباع الحق، وسلوك سبل الخير .
***
﴿ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾:
وهاهم المؤمنون يستجيبون لأمر الله فيقولون :
سمعنا يا ربنا وفهمنا،
وأطعنا وامتثلنا وعملنا بمقتضاه،
***
﴿ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا ﴾،
فاغفر لنا ياربنا وارحمناواغمرنا بلطفك وعطفك ..
فلا رب ولا ملجأ سواك .. وليس لنا .. إلاك ..!
***
﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾
ومصيرنا بين يديك ... ومآلنا ومرجعناإليك ..
***
﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وسعها )
فاستجاب الله لهم ..
أنه لا يكلف أحداً فوق طاقة احتماله ،
لطفاً منه ورحمة بهم .. وإحساناً لهم ..
***
﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ ﴾
ووعدهم بأنه تعالى لا يضيع أجر عامل ..
فالجزاء مدخر له عنده تبارك وتعالى ..
***
﴿ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾
أما مااقترفت كل نفس من شر، فعليها وزره ..
وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف،
***
﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾
ويرفع المؤمنون أكف الدعاء راجين الله تعالى :
ربنا لاتعاقبنا إن تركنا فرضاً على جهة النسيان،
أو أخطأنا الصواب، جهلاً منا بوجهه الشرعي..
.***
﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ﴾
ولا تكلفناياربنا من الأعمال الشاقة،
التي تنوء بالكاهل .. وإن أطقناها
كما شرعته للأمم الماضية من قبلنا من الأغلال،
والآصار التي كانت عليهم ...
***
﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾
لاتحملنا ياربنايارحيم ..
من التكليف، والمصائب والبلاء والأرزاء ..
ابتلاء لنا .. بما هو فوق طاقة احتمالنا .. فنهلك ..
***
﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ ﴾
اغفر واعف يارب عنا .. فيما بيننا وبينك،
مما تعلمه من تقصيرنا ، وزلاتنا ، وأخطائنا ، وهفواتنا ..
...
واغفر لنا فيما بيننا وبين عبادك،
فلا تظهرهم على مساوئنا وتكشف عيوبنا ومستورنا أمامهم
وارحمنا فيما يأتي ، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر،
بل الهمنا الثبات على الحقوالرشاد .
***
﴿ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾
أنت وَلِيُّنَا ياربنا ..
وأنت ناصرنا ، وهادينا ، ومعيننا ..
عليك التوكل ، ومنك العون ، فخذ بأيدينا
وأقلنا من عثراتنا ،
وانصرنا على أعداءك وأعدائنا ..
على من أنكر وحدانيتك ..
ومن اتبع هواه وعبد سواك ..
ثبتنا في وجه العواصف التي تهب من كل صوب
حاملة سموم الشرك والضلال ..
مبتدعة مالم تنزل به من سلطان ..
ثبتنا على طاعتك يارب ..
واكتب لنا حسن العاقبة ..





مفاهيم تضمنتها الآيتــــان ~قال ابن القيم :
( ختم السورة بهذه الخاتمة العظيمة
التي هي من كنز العرش ، وفيها من العلوم والمعارف
وقواعد الإسلام ، وأصول الإيمان ما يستدعي كتاباًمفردا).
:
ومما تضمنتها الآيتان من القواعد والأصول :
...
أصول الإيمان المتعلقة بالوحي ، الدالة على كمال الإيمان
بالتشريع والعمل به.
...
بيان ركني الإيمان الصحيح الكامل وهما:
السمع والطاعة المستلزمان للقبول .. والانقياد الكامل .
...
توضيح القاعدة العظيمة المتضمنة رفع الحرج عن الآمة في التشريع
وذلك في قوله تعالى :
( لايكلف الله نفساً إلا وسعها ) .. بياناً لرحمة الله الواسعة بأمةالإسلام ،
وتكريماً لها بعد استجابتها الكاملة لما أمر الله به ونهى عنه ،
وهي بالتالي تبرز كمال دين الإسلام ..
وتحذر من تركه وإهماله ..
...
ثم أن هذه القواعد الأربعة التي تمثل الكمال في الرحمة ..
تمثل أيضاً أموراً في التشريع وهي :
...
أن الله تعالى يعفو عن الخطأ والنسيان ..
...
أن الله رفع عن الأمة التشديد وتحميلهم الإصر الذي حمّلهل من قبلهم ..
...
عدم تحميلهم ما لا يطيقون ، وهذا منتهى الرحمة والتخفيف ..
...
منّ الله عليهم بتمام العفو والرحمة والمغفرة .
:
جاءت الآيتان الكريمتان على وجه الدعاء من المؤمنين ..
تأكيداً على قيامهم بتكاليف الدين كما يرضى الله ..
ذلك الدين الذي أكرمهم الله به ..
فتوجهوا إلى الله بالرجاء أن ينصرهمفي الدفاع عنه
ونشر الدعوة إليه ..
وهذه الخاتمةتدل على حيازة المؤمنين لولاية الله وتأييده .

:
44
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
موضوع جميل
بارك الله فيكِ
ويعطيكِ العافية
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
موضوع جميل بارك الله فيكِ ويعطيكِ العافية
موضوع جميل بارك الله فيكِ ويعطيكِ العافية
شكراً لك
وبارك الله حضورك. ومشاركتك
وجزاك خيراً .
المحامية نون
المحامية نون
الله يبارك فيك يافيض ...موضوع مفيد وطرح وافي شكرا لك على الفائدة القيمة جزاك الله كل خير
🌸🌼🌸🌼