ميكاشو

ميكاشو @mykasho

عضوة فعالة

خواص آية الكرسي (1)

ملتقى الإيمان

الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي:

1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنِّي محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخلَّيت عنه. فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك، وسيعود» . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصَدْته، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج، وعليّ عيال، لا أعود. فرحمته فخليت سبيله. فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ » قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته فخليت سبيله. قال: «إما إنه قد كذبك، وسيعود» . فرصدته الثالثة، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما فعل أسيرك البارحة» قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: «ما هي؟» قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب. تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة» قال: لا. قال: «ذاك شيطان ».
2 – عن أبيّ بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر أتدري أيُّ آية معك أعظم ؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «يا أبا المنذر! أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } قال: فضرب في صدري وقال: «لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر».
وفي رواية: «والله ليهنك العلم أبا المنذر ، والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملِك عند ساق العرش».
3 – عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ».
4 – عن أسماء بنت يزيد بن السَّكن – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، و{الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، «إن فيهما اسم الله الأعظم».
5 – وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث : سورة البقرة، وآل عمران، وطه».
قال أبو أمامة: فالتمستها فوجدت في البقرة في آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}آية رقم/ 255، وفي آل عمران: {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} آية رقم/ 1، 2، وفي طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} آية رقم/ 111.
ومن الأحاديث الموقوفة في خواص آية الكرسي:
1 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: "ما أرى أحداً يعقل بلغة الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي ، وخواتيم البقرة، فإنها من كنز تحت العرش".
وفي رواية أخرى: "ما أرى رجلاً ولد في الإسلام، أو أدرك عقله الإسلام، يبيت أبداً حتى يقرأ هذه الآية : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ... وما بتّ ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات..." .
2 – وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: "أربع آيات أنزلت من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن ؛ أم الكتاب؛ وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والكوثر".
الدراسة والتعليق:
بعد ذكر هذه الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي، يظهر من خلال النظر فيها ثبوت خاصية آية الكرسي، وثبوت نفعها – بإذن الله تعالى – فهي الآية الطاردة للشيطان الرجيم؛ إذا تحققت الضوابط والآداب الشرعية اللازمة في حصول المنفعة ودفع الأذى، مع عدم الوقوع في المحاذير الشرعية أثناء العمل بخواص القرآن الكريم.
ففي الحديث الأول عن أبي هريرة – رضي الله عنه – تظهر مكانة آية الكرسي؛ وذلك في طردها الشيطان، وابتعاده عن قارئ آية الكرسي.
فالشيطان يسعى إلى الإضرار بالعباد، وقد دلَّ هذا الحديث الشريف على الوقاية من شرّه وضرره وذلك بقراءة آية الكرسي، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءتها تبعد الشيطان عن قارئها، وتحفظه من شره.
واعلم أن أسماء هذه الآية كثيرة، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، فمنها: أنها سيدة آي القرآن، والرقية، والمحصنة، والجُنَّة، والواقية، والكافية، وآية الكرسي، والشريفة، والعظيمة، وأشرف آية، وأعظم آية، وتدعى في التوراة آية الله، ويدعى قارؤها في ملكوت السموات والأرض عزيزاً.
وعند القرطبي : "آية الكرسي تدعى في التوراة وليّة الله. يريد يدعى قارئها في ملكوت السموات والأرض عزيزاً..." .
ويقول الحافظ ابن حجر – يرحمه الله -: "وفي هذا الحديث من الفوائد:
أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن، وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها.
وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به، وأن الكافر قد يصدّق ببعض ما يصدّق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمناً، وبأن الكذاب قد يصدق، وبأن الشيطان من شأنه أن يكذب.
وأنه قد يتصور ببعض الصور فتمكن رؤيته، وأن قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} ، مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها.
وأن من أقيم في حفظ شيء سمي وكيلاً، وأن الجن يأكلون من طعام الإنس، وأنهم يظهرون للإنس لكن بالشرط المذكور، وأنهم يتكلمون بكلام الإنس، وأنهم يسرقون ويخدعون.
وفيه فضل آية الكرسي، وفيه فضل آخر سورة البقرة، وأن الجن يصيبون من الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه.
وفيه قبول العذر والستر على من يظن به الصدق، وفيه اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات. ووقع في حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك.
ويقول الحافظ ابن حجر – أيضاً:
قوله: (وهو كذوب) من التتميم البليغ الغاية في الحسن؛ لأنه أثبت له الصدق فأوهم له صفة المدح، ثم استدرك ذلك بصفة المبالغة في الذم بقوله: "وهو كذوب".
وفي الحديث الثاني عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – تظهر خاصية آية الكرسي فهي أعظم آية في القرآن الكريم.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب – رضي الله عنه – : "ليهنك العلم أبا المنذر" فيه منقبة عظيمة لأبيّ – رضي الله عنه - ودليل على كثرة علمه، وفيه تبجيل العالِم فضلاء أصحابه وتكنيتهم، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة، ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه، ورسوخه في التقوى.
والمقصود في قوله صلى الله عليه وسلم: "أي آية من كتاب الله أعظم؟"؛ أي في الأجر والثواب، لا بتفضيل كلام الله بعضه عن بعض؛ لأن ذلك يقتضي النقص بالمفضول، والله جل وعلا منزه عن النقص.
وفي شرح صحيح مسلم : "والمختار جواز قول هذه الآية أو السورة أعظم أو أفضل، بمعنى: أن الثواب المتعلق بها أكثر، وهو معنى الحديث. والله أعلم.
ويقول السعدي في تفسيره: ".
ويقول أيضاً: "فآية احتوت على هذه المعاني التي هي أجل المعاني، يحق أن تكون أعظم آيات القرآن، ويحق لمن قرأها متدبراً متفهماً أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان والإيمان، وأن يكون محفوظاً بذلك من شرور الشيطان".
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله – :
"وليس في القرآن آية واحدة تضمنت ما تضمنته آية الكرسي، وإنما ذكر الله في أول سورة الحديد، وآخر سورة الحشر عدة آيات لا آية واحدة".
وفي الحديث الثالث عن أبي أمامة – رضي الله عنه – خاصية عظيمة من خواص هذه الآية الكريمة، فمن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
وفي هذا من الفضل والخاصية العظيمة ما لا يخفى.
وفي الحديث الرابع عن أسماء بنت يزيد بن السَّكن – رضي الله عنها – ما يدل على خاصية آية الكرسي، وأن فيها اسم الله الأعظم {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
يقول الشيخ محمد العثيمين – يرحمه الله – :
"وقوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} هذان اسمان من أسمائه تعالى وهما جامعان لكمال الأوصاف والأفعال، فكمال الأوصاف في {الْحَيُّ} وكمال الأفعال في {الْقَيُّومُ}؛ لأن معنى الحي ذو الحياة الكاملة، ويدل على ذلك (أل) المفيدة للاستغراق وكمال الحياة من حيث الوجود والعدم، ومن حيث الكمال والنقص، فإذا نظرنا إلى حياة الإنسان وجدنا أنها ناقصة؛ لأنها من عدم وإلى عدم، ووجدنا أنها ناقصة من حيث الصفات والأفعال، فسمعه ناقص، وبصره ناقص، وقوله وفعله ناقص، فهي حياة ناقصة من كل الوجوه من حيث الوجود والعدم، ومن حيث الأوصاف التي تكون من لوازم الحياة، أما الله – عز وجل – فحياته كاملة فلم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}. وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } .

ويقول – أيضاً – يرحمه الله:
"قال أهل العلم: وإنما كان الاسم الأعظم في هذين الاسمين لأنهما تضمنا جميع الأسماء الحسنى، فصفة الكمال في {الْحَيُّ} ، وصفة الإحسان في {الْقَيُّومُ} .
وفي الحديث الخامس عن أبي أمامة – رضي الله عنه – ما يدل على خاصية هذه الآية الكريمة، واشتمالها على اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقد ذكر هذان الاسمان في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم في الزهراوين (البقرة وآل عمران)، وفي سورة طه، وقد نص على ذكرها وبيان مواضعها أهل العلم ورواة الحديث – كما تقدم بيانه – عند ذكر الحديث؛ بما يغني عن إعادته هنا.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله - :
أعظم آية في القرآن: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وهو الاسم الأعظم.
وفي الحديثين الموقوفين على علي بن أبي طالب وأبي أمامة – رضي الله عنهما – ما يدل على خاصية آية الكرسي، ففي حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ما يدل على مزيد العناية بها، والحرص على قراءتها عند النوم، وفي حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – الإشارة إلى نزول آية الكرسي من كنز تحت العرش، وقد تقدم في الأحاديث الصحيحة ما يدل على خاصية هذه الآية المباركة من بين آيات القرآن الكريم، وثبوت خاصيتها ونفعها بإذن الله تعالى، وسيأتي المزيد من البيان عند ذكر خاصية آية الكرسي، وطريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها – إن شاءالله تعالى -.


خواص أية الكرسي (2)
خاصية آية الكرسي، وطريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها
من خلال ما تقدم ذكره من الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي، يتضح جلياً خاصية هذه الآية الكريمة، فهي الآية التي من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وهي أعظم آية في كتاب الله عز وجل .
ومن قرأها في دُبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
وهي الآية التي تضمنت اسم الله الأعظم، الثابت في قوله تعالى: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
فقد جمعت هذه الآية المباركة من الفضل والخير، وعظيم النفع ما لا يخفى، وقد دلَّ على ذلك ما ورد في الأحاديث الصحيحة في خواص هذه الآية الكريمة.
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه تظهر خاصية آية الكرسي في حفظها لمن قرأها في ليلة، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
وفي رواية الحديث: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح".
وقبل ذلك قول الشيطان لأبي هريرة رضي الله عنه - : "دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها". وفي هذا نص على تحقق النفع بإذن الله تعالى .
وفي بعض الروايات: "إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن".
وفي رواية أخرى: "لا يقربك من الجن ذكر ولا أنثى صغير ولا كبير".
وظهور خاصية آية الكرسي في هذا الحديث لا تخفى، فهي تحفظ من قرأها إذا أوى إلى فراشه، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
وفي قوله: "لن يزال عليك من الله حافظ" أي: من عند الله، أو من جهة أمر الله، أو من بأس الله ونقمته.
فهي الآية الحافظة بإذن الله من كل شيء، وعلى وجه الخصوص الحفظ من الشيطان الرجيم، وختم النبي صلى الله عليه وسلم القول في خاصيتها، بقوله عليه الصلاة والسلام: "أما إنه صدقك وهو كذوب"، وفي بعض الروايات: "صدق الخبيث وهو كذوب"، وفي رواية أخرى: "أوما علمت أنه كذلك؟"
فخاصية آية الكرسي في الحفظ من الشيطان الرجيم أمر ثابت ولا مرية فيه، كما دل عليه الحديث المتقدم ذكره.
هذا من جهة خاصية آية الكرسي، ومن جهة طريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها، فكما ورد في الحديث: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختمها...".
فالواجب على كل مسلم المحافظة على قراءتها، والعمل بالهدي النبوي الكريم في الحرص على الأخذ بها عند النوم، وفي كل ليلة رغبة في الحصول على خاصيتها في الحفظ بإذن الله من كل شيطان، والمحفوظ من حفظه الله، وهو سبحانه وتعالى خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وفي طردها للشيطان الرجيم، وعدم اقترابه من قارئها حتى يصبح من الفضل والخاصية ما لا يخفى على كل أحد؛ فكيف بمن تلعب به الشياطين، وتكدر عليه نومه الذي هو الغاية في راحة البدن.
وقد ذكر البقاعي عند آية الكرسي ما نصه:
"والسر والله أعلم في طردها للشيطان في جميع الأوقات: أن المقصود منها كما بينته في نظم الدر -: الدلالة على مضمون الآية التي قبلها، من تمام القدرة المستلزم للوحدانية، المستلمة للإحاطة بجميع صفات الكمال، مع التصريح بتلك الصفات الثبوتية والسلبية، كلها أو جلها، وذكر الاسم الأعظم، وما يدل عليه فيها عشرين مرة.
فلا جرم أن من قرأها، فتنسَّمت أنفاسه من تلك القدرة، ضربت على بيته من سرادقات العظمة، فطردت عنه وعن من شاء من جيرانه الشيطان، وأعلته عن حضيض الآفات، إلى حضرات الرحمن.
وعلى هذا المقصود دلت تسميتها بالكرسي؛ لأنه على قدر مملكة المَلِك، تكون قدرته، وعلى حسب قدرته، يكون علوه وعظمته".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله - :
"وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدَّس الله روحه أنه قال: "ما تركتها عقيب كلِّ صلاة".
وفي حديث أسماء بنت يزيد بن السَّكن رضي الله عنها تظهر خاصية آية الكرسي في اشتمالها على اسم الله الأعظم.
فقد قال صلى الله عليه وسلم في هاتين الآيتين: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}آية الكرسي و{الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم} "إن فيهما اسم الله الأعظم".
وقد اختلف العلماء يرحمهم الله في تحديد المراد بالاسم الأعظم على أقوال كثيرة، وتوجيهات مختلفة.
وفي التعريفات: "الاسم الأعظم: هو الاسم الجامع لجميع الأسماء، وقيل: هو الله لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات، أي: المسماة بجميع الأسماء...".

وقال الحافظ ابن كثير يرحمه الله -: "(الله) علم على الرب تبارك وتعالى، يقال: إنه الاسم الأعظم؛ لأنه يوصف بجميع الصفات، كما قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} ، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَ}، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}" .
وفي جواهر القرآن عند ذكر آية الكرسي:
"وفيها الحي القيوم هو الاسم الأعظم، وتحته سر، ويشهد له ورود الخبر، بأن الاسم الأعظم في آية الكرسي، وأول آل عمران، وقوله: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}" .
وقال بعضهم: إن الله سبحانه وتعالى لم يعلمنا باسمه الأعظم، ليبقى العبد يدعوه بكل اسم هو له سبحانه وتعالى فهو مخفي في الأسماء الحسنى كليلة القدر في الليالي، لا يعلمه الناس من أجل مواظبة الخلق على ذكر جميع الأسماء...، والله تعالى أعلم.
وعلى كل حال فهي آية عظيمة، بل هي أعظم آية في القرآن الكريم كما تقدم في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه وهذا كله يدل على خاصيتها وبيان فضلها.
والذي يجب التنبيه عليه هو ضرورة الأخذ بها،وتدبرها، والعمل بها، ففي ذلك من الخير والبركة والفائدة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وعلى وجه الخصوص ما جاء النص به، والحث عليه في حالات مذكورة، وأوقات معلومة.
فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية، وفي دُبر كل صلاة مكتوبة، ثم اعلم بعد ذلك أنها أعظم آية في كتاب الله عز وجل وأن فيها اسم الله الأعظم ⠐ÓyÕø9$# ãPq•‹s)ø9$# á فادع الله به على كل حال، قال تعالى: â ¬!ur âä!$oÿôœF{$# 4Óo_ó¡çtø:$# çnqãã÷Š$$sù $pkÍ5 á .

وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه في قوله صلى الله عليه وسلم: "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث: سورة البقرة، وآل عمران، وطه".
قال أبو أمامة رضي الله عنه فالتمستها فوجدت في "البقرة" في آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وقد تقدم في الحديث الذي قبله عن أسماء بنت يزيد بن السَّكن رضي الله عنها ما يدل على نحو المعنى المذكور في هذا الحديث.
وفي الحديث الموقوف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يدل على خاصية آية الكرسي في حفظها لقارئها عند النوم بإذن الله وعليه لزم الحرص على قراءتها لما يترتب على ذلك من حفظ الله سبحانه وتعالى -.
يقول علي رضي الله عنه -: "ما أرى أحداً يعقل بلغه الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي..."، وفي رواية أخرى: "ما أرى رجلاً ولد في الإسلام، أو أدرك عقله الإسلام، يبيت حتى يقرأ هذه الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} آية الكرسي. وفي هذا القول كناية عن شدة الحرص على قراءتها والأخذ بها عند النوم، فالعاقبة حسنة، والعمل يسير، فلله الحمد والمنّة.
وفي الحديث الموقوف أيضاً عن أبي أمامة رضي الله عنه بيان خاصية آية الكرسي، وأنها نزلت من كنز تحت العرش.
وقد تقدم في الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي، وأثناء الدراسة والتعليق ما يغني ويكفي عن إعادته هنا، والله تعالى أعلم.


الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في خواص آية الكرسي:
1 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة، فيها آية هي سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي".
2 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هبط عليَّ جبريل فقال: يا محمد إن لكل شيء سيداً، فسيد البشر آدم، وسيد ولد آدم أنت، وسيد الروم صهيب، وسيد فارس سلمان، وسيد الحبش بلال، وسيد الشجر السِّدْر، وسيد الطير النسر، وسيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن، وسيد القرآن سورة البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة".
3 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة لم يمنعه من دخوله الجنة إلا الموت، ومن قرأ حين يأخذ مضجعه أمَّنه الله على داره، ودار جاره، والدُّويرات حوله".
4 عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن وأعدلها وأخوفها وأرجاها؟ فسكت القوم، فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أعظم آية في القرآن: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ، وأعدل آية في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ، وأخوف آية في القرآن: {فمنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَ} ، وأرجى آية في القرآن: {قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} ".
5 عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي على أثر الوضوء أعطاه الله ثواب أربعين عاماً، ورفع له أربعين درجة، وزوَّجه أربعين حوراً".
6 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام: أن اقرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة، فإن من قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين، وثواب المنيبين، وأعمال الصِّدِّيقين، ولا يواظب على ذلك إلا نبي، أو صدِّيق، أو عبد امتحن قلبه للإيمان، أو أريد قتله في سبيل الله".

7 عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة خرقت سبع سموات فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله عز وجل إلى قائلها فيفغر له، ثم يبعث الله عز وجل ملكاً فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة".
وفي رواية أخرى: "من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة أعطي قلوب الشاكرين، وثواب النبيين، وأعمال الصادقين، وبسط الله عليه يمينه ورحمه، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا قبض ملك الموت روحه".
8 عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاتحة الكتاب، وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس أو جن".
9 عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة سنام القرآن وذُروتُه، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم"
.
10 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من أصحابه: "معك آية الكرسي؟" قال: نعم. قال: "ربع القرآن.

11 عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة كان الذي يتولَّى قبض نفسه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى استشهد".
12 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل خلق درَّة بيضاء، وخلق من الدُّرة العنبر الأشهب، وكتب بذلك العنبر آية الكرسي، وحلف بعزته وقدرته من تعلَّم آية الكرسي وعرف حقها فتح الله عليه ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".
13 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ، معلقات بالعرش، يقلن يا رب: تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك؟ قال الله: بي حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو وأعذته منه".
14 عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في دُبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي، حُفظ إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صدِّيق أو شهيد".
15 عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة ما بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة".
16 عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما نزلت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَوآية الكرسي، و{شَهِدَ اللَّهُ} ، و{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ} إلى {بِغَيْرِ حِسَاب} ، تعلقن بالعرش وقلن: أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك؟ فقال: وعزَّتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دُبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه، وأسكنته جنة الفردوس، ونظرت إليه كل يوم سبعين مرة، وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة".
17 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كتب آية الكرسي بزعفران على راحته اليسرى بيده اليمنى سبع مرات، ويلحسها بلسانه لم ينس شيئاً أبداً".
18 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قراءة آية الكرسي عند الحجامة أنها تقوم مقام حجامتين".

وأخرج الثعلبي في تفسيره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عليّ آية نزلت من كنوز العرش خَرَّ كل صنم يُعبد في المشرق والمغرب على وجهه، وفزع إبليس. وقال: يحدث في هذه الليلة حدثٌ كبيرٌ فانظروني أضرب لكم مشارق الأرض ومغاربها، فأتى يثرب فاستقبله رجل فتراءى له إبليس في صورة شيخ.
قال: يا عبدالله، هل حدث هذه الليلة أوفي هذا اليوم شيء؟
قال: نعم، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نزلت عليه آية أصبح كل صنم خارًّا على وجهه، فانصرف إبليس إلى أصحابه وقال: حدث بيثرب أعظم الحدث فجاءوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قرأت هذه الآية في دار إلا هجره الشيطان ثلاثة أيام، أو قال ثلاثين يوماً، ولا يدخله ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة. يا علي علِّم ولدك وأهلك وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها".
وأخرج الثعلبي أيضاً في تفسيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من خرج من منزله فقرأ آية الكرسي بعث الله إليه سبعين ألفاً من الملائكة يستغفرون له ويدعون له، فإذا رجع إلى منزله ودخل بيته فقرأ آية الكرسي نزع الله الفقر من بين عينيه".
وأخرج الثعلبي أيضاً - عن جعفر الباقر يقول: "من قرأ آية الكرسي مرَّة صرف عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا، وألف مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر".
وأخرج الغافقي عن رجل من أهل الكتاب أسلم، أن موسى قال لجبريل: ما لمن قرأ آية الكرسي كذا مرّة؟ فذكر فيها من الأجر ما لم يقوَ عليه موسى.
فسأل ربه أن لا يضعفه عن ذلك، فجاءه جبريل بعد ذلك فقال: يا موسى، إن ربك يقول لك: "من قال في دُبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة اللهم إنّي أقدّم إليك بين يدي كل نَفَس، وكل لمحة، وكل طرفة يطرف بها أهل السموات والأرض، وكل شيء في علمك كائن أو قد كان أقدّم بين يدي ذلك كله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} الآية، فإن الليل والنهار عندي أربعة وعشرون ساعة، ليس منها ساعة إلا يصعد إليّ منه فيها تسعون ألف حسنة، حتى تشتغل الملائكة وينفخ في الصور".
وقال الحكيم التميمي عند آية الكرسي والآيتين بعدها:
وما أكثر خواص هذه الآيات، من قرأ هذه الآيات كل يوم وليلة عقيب كل صلاة أمن من وسوسة الشيطان، ومن لمم الجان، وأغناه الله من الفقر، ورزقه من حيث لا يحتسب.
ومن واصل قراءتها عند كل صباح وعند دخوله فراشه أمن من السرقةوالنار، وضجة الليل، والترعرع بالليل، وأمن من الرجفة، والمنام المزعج، ولم يضره شيء بإذن الله عز وجل .
ومن كتبها في شقفة طين ورمى بها في غلَّة لم تسوس أبداً، وحلت فيها البركة.
ومن كتبها وجعلها في حانوته أو باب منزله كثر زبونه، ولم يدخل عليه لص.
ومن واظب قراءتها في أعقاب صلواته لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة.
وفيها من الخواص والنفع ما لا يحصى.
وقال اليافعي في خواص آية الكرسي ما نصه:
"من قرأ هذه الآية في كل يوم وليلة عقب كل صلاة أمن من وسوسة الشيطان ومكره، ومن تمرد الجان، وأعاذه الله من الفقر ورزقه من حيث لا يحتسب.
ومن واصل قراءتها عند كل صباح ومساء، وعند دخوله إلى منزله وفراشه أمن من السرقة والفقر والحريق والشرور، ورزق صحة البدن، وسلم من فزع الليل والرجفة وسكن قلبه من الوجع.
ومن كتبها في شقاف طين وجعلها في غلة لم تسرق ولم تسوس وبورك فيها.
ومن كتبها وجعلها في أعلى عتبة حانوته، أو باب منزله وبستانه كثر عليه الرزق ولم ير خصاصة ولا خسارة، ولم يدخل عليه لص.
ومن أكثر قراءتها عقب كل صلاة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له، وإذا كنت في سفر أو موضع مخيف فخط عليك بالحربة دائرة، واقرأ عليها آية الكرسي، وسورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة، و{قلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ}الآية، ، فإنك لا يصل إليك أحد، ولا يقدر أحد على أذيتك من الجن والإنس.
و
3
533

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ميكاشو
ميكاشو
ســـبــــحـــــان الله وبــــحـــمـــــده...ســبــحــان الله الــعــظــيـــم
ميكاشو
ميكاشو
ولك بالمثل ياحلى زهره

غفرالله لك ووالديك