خواطر الوداع..تقبل الله منا ومنكم..

بسم الله الرحمن الرحيم
لحظات من التذلل والخشوع..وتدفق العبرات والدموع..
لحظات رائعة من القيام..بين يدي الرحيم الرحمن..
لحظات من الا نطراح ورفع الأكف بالدعاء بين يدي الله..
رجاء رحمته وطلب مغفرته والفوز برضوانه وجنته..
لحظات الافطار الرائعة..بانتظار المؤذن يرفع الأذان لتمتد الأكف وتتحرك الأفواه متعبدة لله بالفطر كما تعبدت له بالصيام..إنها لحظة فرح وسرور من ذلك الصائم بأن منّ الله عليه فأتم صوم يومه مسدِداً ومقارِبا..يسأل الله أن يتقبل منه..

سبحان الله!! قبل ذلك بثانية واحدة لا يستطيع الإنسان أن يمد كفه ليتناول شيئا من الطعام..
إنه هذا الدين العظيم الذي يعلمك النظام ..والطاعة لله...والامتثال لأمره ..دون اخلال أو تردد..
وإلا فما الذي يتغير لو أكل قبلها بثانية..إنها الطاعة المطلقة لرب الأرباب ..
لحظات جميلة والأم الحنون ..والزوجة العطوف..والأخت الكريمة..تتفقد مائدتها حريصة على تقديم الإفطار لأسرتها..تتفقد فلان لم لم يأت للإفطار بعد؟! ولعلها تترقب وصول فلان الذي خرج من المنزل فأصابها القلق لتأخره!! ولربما شغلها ذلك أحيانا عن دعائها..ولكنه قلبها الرائع الذي لا يعيش هم نفسه فقط.. بل يعيش هم أسرة بأكملها.صغيرها وكبيرها..
إذ كيف لها التخلي عن ذلك القلب العطوف!!
لحظات رائعة من الدعاء قبل الإفطار.. وللصائم دعوة عند فطره لا ترد..
لحظات رائعة..في البيت الحرام..والناس هناك ما بين متذلل خاشع ..ومخبت ساجد و راكع ..
وآخر تال للقرآن..وثالث رافع الأكف إلى الملك العلام..ورابع يتذاكر الآخرة مع صحبه..
وخامس طائف بالبيت..وسادس وسابع........
لحظات جميلة التي يتوجه فيها إلى صلاة التراويح والقيام..وترى كبار السن وهم في تعب
وضعف..وأحدهم يصف قدميه بين يدي مولاه.. بل قد يتوكأ على عصاه ..لكيلا يسقط أثناء قيامه..ويتحمل مشقة القيام يرجو ما عند الكريم المنان..يعرف لمواسم الخيرات قدرها..
تتعجب من حرصهم الشديد..رغم أن الله قد عذر بعضهم من القيام في صلاة الفرض فكيف بالتهجد!!..وتتعجب في الطرف الآخر من تضييع كثير من الشباب ..ممن من الله عليهم بالصحة في الأبدان.. والأمن في الأوطان.. تتعجب من تكاسلهم وضعفهم عن تحمل القيام!!..
لحظات رائعة بالأسحار..والإمام يترنم بالقرآن..والدموع تنساب على الوجنات..
تأثرا..بوعد ووعيد..وتخويف وتهديد..وأملا في الخلد المقيم ..في جنات النعيم..
لحظات رائعة من الاستغفار..والتذلل والانكسار..
لحظات رائعة عشناها..والآن نحن على وشك مفارقة تلك اللحظات..
ولعلنا على فريقين..منا من استغل أيام ذلك الشهر في زيادة الحسنات ورفعة الدرجات..
ومنا من فرط فلعله لا يدرك رمضانا آخر ليستغل أيامه وساعاته ..
نسأل الله أن يعيد علينا رمضان سنوات عديدة..وأزمنة مديدة..ونحن في صحة وعافية وأمن وأمان..والأمة في عز ونصر وتمكين..

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
وكل عام وأنتم إلى الله أحب وأقرب ..
ومن العايدين الفايزين..يا أعضاء حواء..

أخوكم
أحمد