رحل الحبيب ..!
و كان أن هبط علينا ظلاً رفيقاً في أيام قيض ومسغبة ..
فنشر خيمة طيفه الروحاني على أرواحنا الظامئة المترقبة ..
فإذا بنقلة مباركة ترفعنا من ثرى الأرض إلى أثير السماء ..
.... .
أي أجواء علوية تلك التي غمرتنا بغيث ممرع ..
يروي وينبت أخضراً من بركات السماء ..!!
أي شعور محلّق ذاك الذي نبت له جنحان ..
ماأن قرأنا على صفحة السماء ليلة هلاله !!
أي ضيف هذا الذي في أول لحظة طرق و زار ..
تحولت به أرواحنا فكان صاحب الدار ..!!
أي شهر حبيب هذا الذي حرر نفوسنا من قيود الأهواء
وعلائق الدنيا.. وربقة الأسار ..!!
فإذا بقلوبنا بصيرة تفتحت كما تتفتح الهوينا أكمام الأزهار ..!!
تعالينا على هموم الدنيا وأوجاع القلب وانكسارات الحياة ..
واعتلينا مروج السماء المعلقة على عروش الأرواح ..!
كل الأبواب المغلقة التي اصطدمت بها أقدارنا ..
كانت تسابيح ليالي رمضان لها المفتاح..!
تخلّقت عالماً في أرواحنا ، وامتدت فضاءات على قدر ماتسع الروح
وعلى قدر ما اجتهدت في الطاعات ، واقتطفت من القربات ..!
عيون ليالينا كانت به تراوغ المنام ، حتى لاتسرقها الغفلة عن القيام ..
والمحب المشوق الذي يترقب موعده في جوف الليل ..
لايطاوعه المنام !!
.....
ختاماً ..!!
رمضان كان هالة نور
أحاطت أرواحنا بنقلة من لطف الرحمن
فأبصرت..!!
فكان يقظة فجر في سبات القلب بعد عام
وها قد رحل شهر رمضان ..
فدارت أنظار القلب في كل مكان ..
تبحث عن تلك الروحانية التي هبطت بالسلام
وحفت بالشعور
وميزت ألطاف تلكم الأيام ..
عن عمر الشهور ..
فألقى في روعها هاتفٌ ..
أن هيهات لها أن تستنشق تلك النسمة العلوية ..
في غير رمضان
كيف لها ذلك .. !!
وقد رحل الضيف وخلا المكان ؟!!
المحاطة بهالة من الشفافية تجلت فيها بركات الشهر الفضيل
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، واجعله شاهداً لنا لا علينا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة
وكل عام وانت بخير وصحة وسلامة 🌹