أحمد23

أحمد23 @ahmd23

عضو جديد

خواطر دعوية (مع ابن تيمية)

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك نماذج من الدعاة إلى الله لازالت سيرتهم تذكر على مر العصور لما بذلوه لهذا الدين
وما تعرضوا له من الأذى والمحن وصبرهم على ذلك.. وطلبهم للحق وإخلاصهم لله -نحسبهم والله حسيبهم-ورجوعهم للكتاب والسنة والعمل بهما..وما قدموه من تضحيات لدين الله عزوجل..
ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله..
ولنقف وقفة مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله..
ولننظر لبعض ما تعرض له شيخ الإسلام رحمه الله من البلاء في طريقه إلى الله..
لقد سخر شيخ الإسلام قلمه ضد المبتدعة ومن ذلك ما كتبه ضد ابن عربي وغيره من الملاحدة من أصحاب وحدة الوجود والحلول والاتحاد..وهم قوم من المتصوفة ..لذلك وقف ضد أولئك وضحى تضحيات عظيمة..وبعد أن قدم تلك التضحيات تفاجأ بأنه يقدم للمحاكمة وقدم للتحقيق وقامت مناظرات ضده فدحر حججهم..
ثم بعد ذلك انتهى المجلس بنصحه لهم باتباع الكتاب والسنة..
ثم لما عجزوا عن مناظرته اتفقوا على أن يأتوا بشيخ من غيرهم يحاججه فجاءوا به وانتهى المجلس بالاتفاق على العقيدة الواسطية (وهي عقيدة كتبها شيخ الإسلام لأهل واسط) فانتهى المجلس بالاتفاق عليها..
يقول ابن كثير رحمه الله:وكان الحامل على هذه الاجتماعات كتاب ورد من السلطان في ذلك ..كان الباعث على إرساله قاضي المالكية ابن مخلوف والشيخ نصر المنبجي وغيرهما..من أعدائه وذلك أن ابن تيمية كان يتكلم في المنبجي وينسبه إلى اعتقاد ابن العربي وكان لشيخ الإسلام جماعة من الفقهاء يحسدونه لتقدمه عليهم عند الدولة بجهاده ضد التتار ونصحه للأمراء وهدايته للخلق وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه في الحق علما وعملا ..اهـ
فانتهى إلى كتاب من السلطان يأمر فيه ابن تيمية والقاضي بالقدوم إلى مصر..فخرج التلاميذ يقولون لشيخ الإسلام لا تذهب ولا تواجه السلطان وخرج إليه نائب الشام وقال سنحدث السلطان حتى يرد عن هذه المقولة..فأبى شيخ الإسلام إلا وأن يذهب ويواجههم..ونصحوه وأصر..وازدحم الناس وهو يودعون شيخ الإسلام بين باك وحزين..ووصل شيخ الإسلام إلى مصر وهناك دارت مناقشات ضده من خصمه ابن مخلوف..ولما أراد شيخ الإسلام أن يتكلم وحمد الله وأثنى عليه.. قال له ابن مخلوف :لاتخطب ما جئنا بك لتخطب..إنما أجب على الأسئلة..فعلم أنها محاكمة وليست مناظرة..فقال ومن الذي سيحكم في ..
قالوا ابن مخلوف قاض المالكية..قال شيخ الإسلام وأنى لابن مخلوف خصمي أن يحكم في..
(وهناك قاعدة معروفة وهو أن القاضي لا يحكم في خصمه)..
فطاش ابن مخلوف غضبا وأمر بسجنه..وأخذ العلماء يفترون عليه وهو في السجن زورا وبهتانا..
ولما دخل السجن وجد السجناء لاهين لاعبين ومشغولين بالشطرنج والنرد..ومضيعين للصلوات..فأنكر عليهم ذلك وأخذ يعلمهم ويحببهم إلى الخير (وهذا حال الدعاة إلى الله دائما أينما حلوا نفعوا.. وكلما سد في وجوههم طريق وجدوا طريقا آخر يبلغون به دين الله لكنهم لا يتوقفون عن دعوتهم أبدا مهما كان الأمر)
حتى تحول السجن كله إلى زوايا وحلقات للعلم (سبحان الله) وجيء بالفرج على بعضهم وأبى السجناء أن يخرجوا من سجنهم. . يقولون لهم اخرجوا انتهت مدة سجنكم وهم يرفضون يريدون أن يمكثوا بالسجن ليتعلموا من شيخ الإسلام ابن تيمية..سبحان الله..يقول ابن القيم رحمه الله :كنا إذا ضاقت بنا الصدور نذهب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية في السجن فيشرح لنا صدورنا..الله أكبر الذين خارج السجن يذهبون إلى السجين ليشرح لهم صدورهم..هكذا من كان مع الله شرح الله له صدره حتى وإن كان سجينا..
ثم بعد مدة أخرجه أحد الأمراء من السجن وأخذه إلى نائب السلطان فأكرمه ثم فتح بعد ذلك لشيخ الإسلام باب عظيم وأخذ يدرس الناس ويعلمهم..
ثم أرسل إلى أهل الشام رسالة عظيمة قال فيها: ((تعلمون رضي الله عنكم أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين فضلا عن أصحابنا بشيء أصلا لا ظاهرا ولا باطنا ..ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلا بل لهم عندي من الكرامة و الإجلال والمحبة أضعاف ما كانوا.. كل بحسبه ..ولايخلوا الرجل من أن يكون مجتهدا أو مخطئا أو مذنبا..فالأول مأجور مشكور ..والثاني مع أجره على الاجتهاد معفو عنه ..والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين..)) الله أكبر..انظروا إلى نقاء سريرة شيخ الإسلام وتسامحه وحبه للخير..
عندما يقف الداعية شيخ الإسلام ويقول هذا الكلام لمن وقف ضده وعاداه ..ويقول ((لا أحب أن يقتص من أحد بسبب كذبه علي أو عدوانه فإنني قد أحللت كل مسلم.. وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد لكل مسلم من الخير ما أريده لنفسي والذين كذبوا وظلموا في حل من جهتي..)) ..الله أكبر لله در شيخ الإسلام ابن تيمية فقد كان مثال حقا للداعية المحتسب المتسامح مع إخوانه من الدعاة وطلبة العلم حتى وإن وقفوا ضده وعادوه..فإن همه الأكبر دعوته..همه الأكبر الحق..ولا مجال عنده للعداوات الشخصية..
نسأل الله التوفيق والسداد..
4
662

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مجاهدة
مجاهدة
جوزيت خيراً ..
وبورك في منقولك ....
أحمد23
أحمد23
بارك الله فيك..
الداعيـــة
الداعيـــة
جزاك الله خيرا ..

أي والله .. كان مثالا للداعية المحتسب .. لأنه حدد هدفه .. ألا وهو الإصلاح .. ولا سبيل للوقف أمام العثرات مع قوة الإيمان ..
رحمك الله يا شيخنا .. فلقد علمتنا الثبات على المبدأ .. والقوة في الحق ..
أحمد23
أحمد23
بارك الله فيك وجزاك خيرا..