خواطر ليلة وفاتي !!
كانت ليله بارده لا يعكرهدوءها الا رائحه المطهر اللي يميز المستشفيات بالرغم من اني لم أكن احس باي الم الا اني كنت اتقلب على سريري
خايفه من الغد لا أدري لماذا.ابتسمت وانا اتذكر زوجي كان يقول لاتخافي يالعنود الطب تطور وسوف ألف بك العالم حتى تشفي لا تخافي انا معك ...ابتسمت وانا اتذكر كلامه والخوف اللي بنظراته وهو يحاول أن يطمئنني...
امي ياحبيبتي يا أمي طول الليل كانت تصلي وكل مافتحت عيوني سمعت صوت همساتها تدعي لي وتتضرع لله .. يا حبيبتي يا أمي ويا خسارة لعيونك اللي مورمه من البكا ..بالرغم من اني مااشوفها وهي تبكي
اشياء كثيره تغيرت هالايام.... زواري كلهم تغيروا ماعاد يجيني احد من سني لا ماعاد اشوف الا كبار العائلة اللي يتصفون بالدين والعقل ....
شي غريب لا أعرف ما سببه حتى الاحاديث اللي تطرح في غرفتي كلها عن قوة الايمان والصبر..وماعاد احد يذكر لي الامل في الشفاء ولا اخبار العائلة بنت عمي ولدت ما عرفت الا بالصدفه سمعت وحده تبارك لامها في زيارتي ..
وش صاير ؟؟؟؟
والله شكّيت انهم يعرفون عني شي انا مااعرفه يعني يمكن الطبيب قال في حالتي شي .؟؟؟ بس طردت وساوسي بحجه ان الطب تطور والطبيب شكله مطمئن على وزوجي يقول اني سأشفى اكيد ان شاء الله
قطع صوت امي حبل افكاري وهي تناديني العنود قومي صلي ....
ابتسمت وانا اتذكر كيف امي تغيرت .....
امي اول من كثر حبها لي في البرد اذا اذن الفجر تهمس في اذني اني اصلي وكأنها تتمنى اني مااسمعها واذا ماقمت تعيمت عني وسكتت ..
وابتعدت وهي تدعي ان الله يهديني...
غريبه من بدايه مرضي وهي حريصه على صلاتي تقومني بصوت حزين مستسلم....
ابتسمت وقلتلها انا قايمه يا أمي ...تنهدت وقالت الله يشفيك يابنتي ....
قلت يا أمي ليش انتي حزينه ...ترى انا طيبه والله مافيني الا العافيه بالذات اليوم ....
و....طلعت امي وانا اكلمها وتركتني .استغربت ...وسكت.....
وقمت اصلي ....
لما سلمت وقبل أن أقوم عن سجادتي الا باب الغرفه يدق !!!
الفجر؟؟ من جاي في هالوقت شفت اخوي الكبير محمد يطل من الباب
ابتسامته تنور وجهه الملتحي بس ابتسامه كلها حزن ....
قال كيف حالك يالغاليه ..اليوم ...
وسلم على امي وانحنى يسلم على يدها
قلت الحمد لله بخير اليوم انا طيبه واظنهم اليوم بيطلعوني ...عندي احساس ...
الغريب بالرغم من اني كنت ابي افرحه الا انه التفت عني وراح للشباك وفتحه ووقف عنده شوي وهو يتنفس بعمق ويذكر الله ...
وكأنه يحاول يطرد الشيطان ...
بعدين قال بدون مايرفع عينه من الارض... أحب اغير اتجاه سريرك ياالعنود ....
وقبل لاارد حرك السرير وخلاه من جهه القبله ...
...ابتسمت قلت لييش؟؟؟؟؟؟
قال وهو مارفع عينه من الارض وبصوت مرتعش
افضل علشان اذا دعيتي الله تكونين مواجهه للقبله ....
قلت وانا اضحك : محمد اخاف هذه بدعه انتبه ....
ولارد علي حط مصحف جنب سريري وخرج
وتركني ولحقته امي وانا ابتسمت وانا اتذكر المناقشات الحاده
اللي كانت تدور بينا في امور الدين
كان دائماً ينصحني ويوعظني وانا بالرغم من اني احترمه الا اني كنت اناقشه في اي فكره يقولها
واقول اللي في خاطري وهو كان متقبل للمناقشه ويرد برحابه صدر
رجعت لسريري وتمددت عليه فعلا هالمكان احسن من الاول هنا اقدر اشوف الحديقه اللي برّا
.............
واشوف العصافير تغرد في الصبح تذكرت شباك غرفه بنتي ساره اكيد العصافير متجمعة عندها الآن
يا ما ازعجتني اصوات تغريدها وفتحت الشباك علشان افرّقها لا تقوم حبيبتي ساره وتخاف..
يوه وينك ياساره بكره بتنامين في حضني ان شاء الله
وسوف أعوضك عن الايام اللي قضيتها بعيده عنك في المستشفى ...
بكره سأشم ريحتك ياعمري
دخلت امي قلت يا أمي ساره تراها الايام الاخيره يجيها كوابيس عساك
وصيتي نوره عليها لاتفارقها لو دقيقه في الليل لين اجي..
قالت امي ماعليك انتي,, ساره مرتاحه فكري بنفسك بس ....
تمددت على سريري وانا اطالع الساعه على الحائط الدكتور بيجي الساعه 10 وح أقوله اني ح أطلع خلاص ماله داعي ألبّك اهلي وزوجي اكثر من كذا خاصه اخوي ماجد قرب عرسه
وسحبت مجله ازياء وفتحت على صفحه الموديل اللي اخترته لزواج اخوي ماجد واتخيلت شكلي وانا لابسته يوووه سوف أقهر كثير من البنات اللي ينافسوني في العائله ...سوف أكسر عينهم
وقعدت افكر كيف اقنع الخياطه علشان توافق تخيطه بسرعه
وغفيت .....وقمت على صوت اخوي محمد يقرا قران عند راسي وفتحت اعيوني وابتسمت له
قلت: محمد مابعد رحت البيت ؟؟؟ يوه وعملك ؟؟؟؟؟
مارد علي وكمل قراءة لين ختم السوره ...
وهذا ابو ساره زوجي الحبيب اللي مسك يدي وقال وهو يبتسم بحنان هاه العنود
عساك ماحسيتي بشي ....استغربت من سؤاله قلت لااانا ياخالد طيبه مافيني الا العافيه وودي اطلع الصراحه ....
قال الله يشفيك وابتعد عني بسرعه لااشوف دموعه ....
وفي ها اللحظه سمعنا دقات على الباب ودخلت الممرضه لتعلن وصول الطبيب
وفي ها للحظه زوجي قفز من مكانه كانه مقروص وخرج بسرعة واحد يريد أن يهرب
اما انا فرحت قلت للممرضه بحماس خليه يدخل انا جاهزه ودخل الطبيب
طبيبي يشبه اخي محمد كثير مسلم ملتزم ملتحي ومحترم
مااذكر مره انه رفع عينه في عيني الا للضروره ....
وانا استحي منه مره
بس اثق فيه واعتبره زي اخوي ....
قال هاه كيف حالك يالعنود ...
قلت الحمد لله يادكتور انا اليوم افضل يوم لي من بدايه مرضي وأريد الخروج خلاص اشتقت لبيتي
اخي في هاللحظه طلع بسرعه وامي لحقته وتركوني الحالي مع الطبيب والممرضه الظاهر كانوا يتوقعون انفجار لغم ...
قال الطبيب بوجه جامد مافيه من الاحساس ذره وكأنه ليس هو اللي يتكلم الا كانه يحكي بلغه هو نفسه مايعرفها
قال العنود انا ح أكتبلك خروج ..
ونور وجهي بابتسامه وانا أخفي يديّ تحت الغطاء لايشوفها الطبيب
وكمل الطبيب كلامه بوجه جامد العنود انتي وحده مؤمنه واكيد عارفه ان الموت حق وسكت.................تسارعت انفاسي وانا اقول ايه كمل يادكتور
قال : حالتك ميؤس منها ....
وح اطلعك علشان تقضي اخر ايامك في المكان اللي تحبيه ...
ورجع لصمته
وسكت .....الطبيب..
وسكت كل شي في الغرفه
بس انا ماعاد اسمع الا صوت انفاسي وصوت اكوااام الامل اللي انهدت في قلبي ومن الصدمه رميت الغطاء بعيد وقمت بحماس.
وكأني ادافع عن حياتي وكأن الطبيب هو اللي يريد أن يسلبها مني
وانحنيت ولاول مره احط عيني في عين طبيبي اللي مارفعها عن الارض
وقلت بحماس دكتور...
لاتقول هذا انا بخير يا دكتور.....
ايش هالاكلام ...دكتووور كيف الطب يعجز عن حالتي انا ...انا ..
اصلا ابوساره قال انه سوف يلف بي العالم كيف المرض ينتصر على شبابي وحيوتي انا اقوى منه اكيد
قال يالعنود الموت والحياه بيد الله والطب وسيله وماادري يمكن يبقالك ساعات او ايام او اسابيع بس حالتك يالعنود ماعاد نقدر نسيطر عليها .....
وسكت ....
وقبل لايطلع قال وكانه يريد أن يخفف عني وسوف أعطيك اقوي المهدئات ولا راح تحسي بالألم في باقي ايامك ان شاء الله ...
حسيت ساعتها اني مجوفه فاضيه من الداخل حسيت الدنيا سودا حوليني
وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي اول صوره شفتها كانت صوره ساره بنتي وهي تضحك وعمرها شهور ...
وبعدين شفت صوره زواجي وانا لابسه ابيض ووزوجي ماسك يدي بفخر ....
وهذه امي وهذه زميلتي في المدرسه شفتها مع اني من بدايه الصيف ماقابلتها ولاكلمتها ...
وهؤلاء عصافير غرفه ساره ....
واخر صوره شفتها قبل لاافيق كانت فستان زواج ماجد اللي اخترته من مجله الازياء ....
حسيت باختناق وضيق...
هذا حضن امي اللي دخلت علي وضمتني وابعدها عني بقوه وقاومت علشان اتخلص من حضنها
وسمعت صوت زوجي خالد يكلم الطبيب عند الباب طالعت امي بعصبيه
وقلت يا أمي ما أريد اشوف خالد ...
كانت رغباتي اوامر في تلك الساعه ركضت امي وردته من عند الباب ..
ماكنت اريد اشوفه كنت متاكده اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات حسيت انه بيذكرني بايام الرخا وانا الحين في شده وينكم يااهلي بس مااريد غيركم
مابكيت ولانزلت مني ولا دمعه وكأن الخبر كان فوق مستوى البكا بالعكس تحمست وقلت يالله ح أطلع ...
اكملت اجراءات خروجي وقبل لااطلع أتت المريضه اللي بتاخذ غرفتي طالعت عيونها فيها بريق امل تختلف تماما عن نظرتي انا كانت نظرتي ميته عميقه مالها لمعه ...
سبحان الله للامل بريق في العيون ....
وطلعت قلت لاخي محمد لا أريد بيتي أريد اروح لغرفتي قبل لا اشوف خالد ....
وفعلا اخي بدون اوامري كان رايح لبيت اهلي ...
ونزلت ودخلت البيت بس مالقيت في استقبالي الا خواتي الكبار والبيت كانهم اخلوه لي
هذا بيت اهلي العامر اللي الكل داخل طالع الآن هادي كانه مقبره؟؟؟؟
رحت لغرفتي ورميت عبايتي كنت ناويه اتحمم واغير ملابسي واستعد علشان اضم ساره لصدري بس الآن...
غيرت رايي ما أريد اشوف ساره
ما أريد اشعر انها معتمده علي في شي أريد اوكل امرها لله .....
ونعم بالله بخلّيها في وداعه الرحمن ومن يحفظ الودائع مثل الله ....
دخلت امي وهمست بصوت واطي قالت العنود ايش تاكلين ؟؟؟؟
قلت ولاشي ...قلتها بحزم وقوه يا أمي ماأريد شي 0000000
امي اول كانت دائماً تتابع اكلي وتجبرني اني اكل حتى بعد ماتزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها على اكلي وكأني طفله...
بس اليوم ولاول مره احترمت رغبتي وسكتت وكانها تقول ماله داعي الاكل مادام آخرته للدود
قالت يابنتي زوجك يريد يشوفك قلت ..
.بصوت عالي وكاني اكلمهم من العالم الاخر لا مااريد اشوفه ...
وطلعت أمي ورجعت مره ثانيه قالت ترى خالد يقول اذا وافقتي تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع اخوك ....
بس انا قررت اني مااعذب احد واني اقضي اخر اوقاتي لحالي قلت يا أمي روحي ان أردتك ناديتك ...
قالت سأقعد عندك اوسع صدرك ...قلت يا أمي ماني فاضيه ووقتي قصير
طلعت وانا اتذكر الوقت اللي كنت اضيعه في امور تافهه مثلا مجله الازياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها ...
جلست في المكتبه ساعتين علشان اختارها واشتريها
والآن تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحه ومارح البس الفستان ابدا...
يالله ياوقتي كنت غالي الآن عندي اشياء كثيره اريد اسويها بس ماعرفت زي الطالب اذا اعلن المدرس انه باقيله عشر دقايق من وقت الامتحان وهو لسه ما كتب في الورقه شي
بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ماتنتهي لانه رح يتوه بين الاسئله وانا هذا شعوري ...
ابدا بايش ولا ايش ....
جلست افكر شوي وطلعت ورقه وقلم قلت أكتب وصيه.......
وصيه....؟؟؟؟
زي الافلام اللي كنت اتابعها ياما سهرت اطالع ناس )اظنهم) اردى خلق الله وهم يفتعلون حكايات تافهه مالها بالواقع صله ...
ياخساره ذاك الوقت كان ربي نازل في السماء يقول هل من مستغفر فاغفر له ...هل من داعي فاجيبه.....
ياخساره ليتني قمت وصليت ودعيت ان الله يخليني لساره وابوها ....
ياليتني على الاقل رحت لساره وضميتها لصدري ......
وفجاه رميت الورقه والقلم وقمت ...وفتحت الدولاب وطلعت فستان حرير كان خالد زوجي يحب يشوفه علي....
...ولبسته ولبست جزمه مناسبه ...
وفكيت شعري وطلعت دهن العود وحطيته على شعري ووقفت قدام المرايه وتاملت صورتي....
يالله كم باقي من الوقت ويختفي هالجمال في التراب كم باقي من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النضر ...
كنت اعتني بجسمي حمامات زيت وكريمات واكافح التجاعيد بس ليتني وصلت لسن التجاعيد ...
خساره الوقت الممل اللي قضيته وانا اوزع شرائح الخيار على وجهي ياخساره ليتني رحت قريت سوره من القران ولا لعبت مع ساره حبيبتي قبل لاتفقدني
وقفت وطالعت جسمي هالجسم الممشوق بيتمدد في القبر بعد ساعات...
ياترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمّه القبر ...
ياترى رقبتي اللي ياما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري ولا بتغل الى رجليّ ....
وتذكرت كيف اصريت اني انضم لنادي وكيف احتلت على ابوساره واستخدمت جميع الوسائل ليين سحبت منه الموافقه سحب بالرغم من انه ماكان موافق من قلبه ..
وكان كاره ويقول هالوقت انا اولى به يالعنود .
بس لا زواج ماجد قرب وكنت ناويه اكون فتنه الحفل فيه ....والحين الله ينجيني من فتنه الممات ..
طلعت علبه مجوهراتي ومسكت خاتم كبير اشتريته ايام زواجي كانت في الخاتم نقوش تفحصت النقش وخطر على بالي خاطر يا ترى انا كنت ازكي عن هالذهب ولا ..لأ.. اظن ابوساره كان يزكي عن ذهبي اظن بس ماني متاكده
ما سألته ابداً .....
وتفحصت النقش مره ثانيه وفركت جبهتي وانا اتساءل ياترى هالرسوم بتطبع في جبهتي وأُكوى بها ولا بينجيني الله .؟؟؟
تاملات غريبه خطرت على بالي ....ومشى الوقت بسرعه وانا بين ادويتي المهدئه وبين صلواتي وقراني .......
في الليل طلعت من الغرفه ولقيت سجاده امي عند الباب...
امي مانامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفتت علي....
نظراتها تجمع فيها حنان امهات الدنيا كلها ناظرتني نفس نظراتها لي لمّا كنت طفله ..
قالت بتريدي شي يابنتي؟
قلت يا أمي اريد رضاك ..وانفجرت تبكي بكت ...بكت....
وانا تحجرت الدموع في عيوني ولا دمعه أنزلتها
وانتظرت لين هدت وقالت انا راضيه عنك يابنتي ..
والله انك من بين اخوانك كلهم اقل وحده تعبتني في الحمل والولاده والتربيه..
انا راضيه عنك يابنتي والله يرضى عنك ان شاء الله...
تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت اختي طالعه من الغرفه اختي من اسبوع ماشفتها بس غطت وجهها بيدها وكأنها شايفه شبح ودخلت لغرفتها بسرعه ..
ومشيت كنت ادور في البيت مثل مومياء اعدوها لتابوتها امشي ببطء كل اهل البيت سهرانين .....
ايش هالليله الغريبه كل واحد ماخذ له زاويه وجالس لحاله
هالليله تشبه ليله السفر صح هي فعلا ليله سفر وتذكرت كيف كنت اقلق في كل ليله سفر ولا انام صحيح ان سفري كان سياحه الا اني اتقلب في فراشي وكل شوي اروح اتاكد ان اغراضي جاهزه ...
يووه اليوم سفرتي غير..... سفرتي مافيها رجعه ومفاجأه وماني مستعده لها ابد مشيت على صوت ترتيل اخوي محمد للقران كنت اتبع الصوت لين دخلت عليه محمد أعز اخواني على قلبي...
ماانسى اول ايام التزامه كيف كانوا اهلي يعلّـقون عليه بحجه انه متشدد ..
وكنت اشجعه اعرف ان هذا صالحه دنيا واخره وقلتله يصبر عليهم ويحتسب ووهو الربحان في الأخير ....
وفعلا بدأ يجني ثمار صبره والحين الكل يثق فيه وياخذ مشورته...
جلست جنبه وهو يقرا تغيرت نبره صوته لمّا دخلت وبدأت تتذبذب وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه
وانهى السوره والتفت علي ...
قلت محمد .....ما الذي انا مقبله عليه ....
ابتسم بحماس ودموعه تنزل وقعد يحكيلي عن رحمه الله وهو محافظ على ابتسامته الطيبه بالرغم من دموعه
وحكالي كيف ان الله رحيم بعباده وانه احن عليهم من الام على ولدها ....
قلت محمد كيف الموت؟؟؟؟
قال ان شاء الله بيكون سهل كــ.....
وقاطعته وقلت محمد ايش البرزخ؟؟؟؟؟
كنت افكر بصوت عالي واريد احد يسمعني بس
قال البرزخ هي الحياه بين الدنيا والاخره و....
قلت محمد كيف بيكون حالي فيها...اذا مادعيتو لي ؟؟؟؟؟
ورفع ايديه للسماء واجتهد بالدعا وانا طلعت من عنده وبدون لااشعر ساقتني رجليني للمجلس كنت اريد أشوف ابو ساره هناك ولاّ راح ينام على سريره
اللي اعرف انه مايرتاح الا عليه
وأتى في بالي فكره ياترى بيتزوج بعدي؟؟؟؟
اكيد انا اعرف ابو ساره ما يحب الوحدة ...ياخســـــــاره
دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت اني مالقيته .....
وتراجعت وناداني قال العنود تعالي ياحبي الاول والاخير
وبكى,,,, ساعتها بس بكيت...
انا كنت عارفه اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات ....
قلت ما لك عندي شي ياخالد خلاص الموت بيخطفني منك اليوم
يمكن اشوفك في الجنه كاننا من اهلها ان شاء الله
قال ان شاء الله انك من اهلها انا راضي عنك ياساره ومن ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنه .....
قلت بس انا كنت مقصره معك كثير ..
قال بالعكس حياتي معك كانت حلم جميل ماتمنيت اني افيق منه يالعنود ...
كل شي معك كان له طعم حتى زعلك ودموعك وغضبك كنت في جنه يالعنود وكنت متاكد انها مارح تستمر السعاده اللي كنت فيها....
وقام وقف ورفع يده بحماس وقال العنوووود والله ماانساااك....
وحرك يده بقوه وصرخ:
والله العظيم ماتغيبين عن بالي....
وهو يحلف انا كنت اتخيله وهو ماسك يد عروسته الجديده
ويطالعها بفرح وهي تبادله النظرات ...
خساره كان زوج نموذجي وكنت احبه خساره الله يخلفه علي ....
وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبه...
هالمره وقفت عند الباب اللي ساره تنام وراه وقفت وانا احاول ابلع دموعي
ترددت ادخل ولا لأ ...
ساره كانت متعلقه فيني كثير اول ايام مرضي كانت تبكي طول الليل تريدني بس في الاخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني ...
حاولت اني ماادخل علشان خاطرها ليش اقلب مواجعها بس حسيت اني اذا ماشفتها بتتحول اخر ساعاتي الى ثواني
ولاول مره اتصرف بأنانيه وافتح الباب وادخل كانت اختي نوره تنام جنبها على الارض....
وجلست وانحنيت على ساره وشميتها ....
ياحبيبتي ياساره....
وحست اختي نوره فيني وقامت خايفة وقالت: العنود؟؟؟
نوره ماشفتها من كم اسبوع بس ماسلمت عليها...
كنت اودع العالم وماني فاضيه اسلم قلت نوره انا ح أنام جنب ساره اليوم
وابتعدت وهي متردده ...
وتمددت جنب ساره وضميتها وبكيت
والتفت على نوره قلت نوره تراني كان ودي اشوف ساره وهي تكبر كنت اتمنى اشوفها عروس
قوليلها في يوم زواجها يانوره .... الله يخليك
كنت اريدهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذلك اليوم ولاّ ساره مااظن انها بتنزّل دمعتها عليّ لانها ماعرفتني كويس...
تذكرت حديث الرسول ان الابن الصالح ينفع والديه...
والتفت على ساره ودي اصب عليها التربيه كلها في تلك الساعه كنت اريدها تطلع صالحه.....
وتمددت جنبها وماادري كم من الوقت مر .....
ولاول مره اسمع صوت اذان الفجر ولااقدر اتحرك ...
احس رجليّ مكبّــله كاني في كابوس
عيني ثابته على سقف الغرفه .....
حاولت اتحرك ماقدرت وصورة ساره في عيوني وهي نايمه كنت اريد اضمها ثانيه ماشبعت منها
اغيب عن الوعي واصحى ثانيه شفت العالم يصرخون حوليني غرفه بنتي الهاديه امتلت بالناس
اللي يبكون هذي امي وهذا اخوي محمد وهذا زوجي وهذا واحد مااعرفه اظنه طبيب ,,, جسمي الغض كان متشنج
والتفت سيقاني ببعض
كنت اريد ابكي استغيث بس مااقدر اتحرك قلّبني الطبيب يمين ويسار كأني خرقه بين يديه
وكلم اهلي وسمعت صوت بكا شديد ...
واخر شي تذكرته كان ...ابيات شعريه مااحفظها كثير تقول
ولدتك امك يابن ادم باكيا
....................والناس حولك يضحكون سرورا .
فاعمل ان تكون اذا بكوا
....................في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
وهنا حسيت بقبله رطبه على خدي....
وفتحت عيوني لقيت وجه قريب من وجهي وابتسامه هبل
ساره...هذه ساره بنتي ضميتها وبكيت....بكيت ....
ايش صار وين انا ؟؟؟
وسمعت صوت خالد من دوره المياه وهو يغسل ويقول :العنود ايش فيك رجعتلك كوابيسك مره ثانيه؟؟
تعوذي من الشيطان وقومي يالله انا الغيت كل مواعيدي علشان اوديك للخياطه ...
وحمدت الله ان هذا كان حلم واني الى الان اقدر اضم ساره ...
قلت لا ما أريد اروح للخياطه مااريد اترككم ياخالد,,, طلع من دوره المياه وهو مبتسم بتعجب وقال وزواج ماجد ؟؟؟؟
قلت عندي فستان عادي بلبسه.....وابتسم وكانه مو مصدق كلامي وفتحت الشباك وشفت العصافير ..واستنشقت هواء نقي
وحمدت الله ان تلك الليله الرهيبه كانت حلم......
بس حلم ممكن يصير,, من يضمن حياته ؟؟؟
وقررت اني استعد لها من اليوم......
مثل ماقال الشاعر
.. لولا الهرم و الفقر و الثالث الـموت
يالادمى بالكون ياعظم شانــك
سخّرت ذرات الهوا تفهم الـصـوت
وخليتها اطوع من تحرك بنانك جماد تكلمها وهي وسط تابـــوت
تاخذ و تعطي ما صدر من بيانك وعزمت من فوق القمر تبني بيوت .
من يقهرك لوهو طويل زمانـك لولا الثلاث وشان من قدر الفـوت
نفذت كل اللي يقوله لسانـــك
م ن ق و ل
حسناء الوجود :38:

حسناء الوجود @hsnaaa_alogod
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️