احببت اليوم ان القي الضوء على حديث شريف من احاديثه صلى الله عليه و سلم ، يجمع كل ما يجب ان يكون عليه المسلم و المسلمة من خلق في كلمة واحدة:
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي أخرجه الترمذي.
قال الإمام المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي :
قَوْلُهُ : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ) أَيْ لِعِيَالِهِ وَذَوِي رَحِمِهِ ، وَقِيلَ : لِأَزْوَاجِهِ وَأَقَارِبِهِ وَذَلِكَ لِدَلَالَتِهِ عَلَى ،حُسْنِ الْخُلُقِ (وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) فَأَنَا خَيْرُكُمْ مُطْلَقًا ، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ عِشْرَةً لَهُمْ وَكَانَ عَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
فقد كان عليه الصلاة و السلام افضل الخلق على الاطلاق في معاملة اهله كان لطيف معهم رحيم بهم ،حسن الخلق معهم ، لم يشتم و لم يضرب و لم يلعن ، رغم مسؤولياته و انشغالاته الدائمة وكان يخصف النعل.. ويحلب الشاة، ويقُمُّ البيت، ويكون في خدمة أهله، ولم يكن فقط معهم و انما تعداه الى اصحابه و حتى الخدم عن أنس قال :{خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم } هذا حاله مع الناس جميعا و حتى الحيوانات و ليس كبعض الناس ، فانه خارج البيت اللطيف المتبسم دائما الذي يقضي حوائجهم فاذا دخل المنزل كان فظا غليظ القلب قاسيا ،عابس الوجه وهنا اتكلم عن المراة و الرجل معا ، فاين رجال اليوم منه صلى الله عليه و سلم في تعامله و لطفه و صبره، و قس على ذلك الابناء مع الوالدين ، و الناس مع خدمهم و النساء مع اهلهم و اهل ازواجهم ، صارت البيوت كانها في حروب دائمة لا تهدا ،و انتشر سوء الخلق، و كثر الطلاق و قطع الارحام ، و اذا تصفحت مواقع الانترنت لا تقرا الا زوجي خانني و ظلمني ... امي فعلت .. حماتي عملت.. ابي قاس ... اخي حرمني.. صديقي صدمني... اختي غارت مني ...اختي ستاخذ زوجي...
حتى اصبح المرء يتساءل احيانا هل انا اقرا لاناس مسلمين:confused:
كم نحن بحاجة للرجوع بمجتمعنا المسلم الى ما اوصى به الله ورسوله صلى الله عليه و سلم , و كل واحد يبدا بنفسه و اهله ، و لا يكون قوله كل الناس هكذا فليس انا من اصلح الكون ....
في نهاية حديثي احب ان اذكر قصتين مختلفتين قراتهما و كلاهما تتحدث عن المعاملة مع الاهل:
الاولى: منذ فترة طويلة قرات في الجريدة قصة لامراة بعثت حكايتها و هي حزينة تقول انها كانت لها بنت ربتها تربية صالحة و كانت متفتحة مثل الوردة و مقبلة على الحياة كاي بنت لها احلامها و امالها ، تقدم لها شخص و تمت الموافقة عليه و تزوجت ابنتها و هي سعيدة و لكنها منذ ايامها الاولى لم تجني من زوجها الا الضرب و الشتم و الاهانة حتى كرهته وارادت الطلاق و لكنه امعانا في ادلا لها لم يطلقها الى ان استحالت حياتها جحيم و مرضت نفسيتها قالت :اصبحت ابنتي انسانة اخرى شاحبة مهمومة لا تاكل لا تتكلم و لذلك قامت الام باحضارها عندها لتعتني بها فكانت دائما نائمة فقدت حتى القدرة على الحركة ، و كرهت الحياة و مرضت و في احدى الايام و في غفلة عن الام قامت من فراشها زحفا و كانت نافذة الغرفة مفتوحة و القت بنفسها ، قالت الام و ماتت ابنتي حبيبتي ثم و جهت نداء الى الازواج ان يرفقو بزوجاتهم و اذا لم يحبوهن فليسرحوهن باحسان و انهت قصتها بقولها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، و كانت هذه اول مرة اعرف فيها هذا الحديث الشريف.
اما القصة الثانية فقد قراتها منذ ايام في احد المنتديات كتبتها امراة متزوجة تحكي عن سلفتها{زوجة الابن الاكبر} و حماتها قالت كانتا تحبان بعضهما فكانت الحماة تقول لهم هذه ابنتي و كانت زوجة الابن تخدمها و تعتبرها امها حتى ان الحماة اذا مرضت ترفض ان تقوم ابنتها بخدمهتا و تقوم زوجة الابن بذلك و مرضت زوجة الابن فقامت الحماة على خدمتها و تسهر على ذلك و رفضت ان ياخذ مكانها احد و عندما ساءت حالتها ادخلوها المشفى و كانت معها و لكن الاجل لم يمهلها فقد ماتت زوجة الابن الطيبة و لما سمعت الحماة بالخبر اغمي عليها و لما افاقت كانت حزينة جدا وضلت كذلك و بعد مرور ستة اشهر توفيت الحماة فكانت زوجة الابن التي روت القصة تقول : هل هناك حماة من شدة حبها لزوجة الابن تموت حزنا بعدها....
اخواتي القصتان تبينان ان هناك من مرضت و ماتت من شدة الكره و الاذى، و هناك من مرضت و ماتت من شدة الحب ، فالله الله في حديثه صلى الله عليه و سلم
ما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من نقصان فمن نفسي و الشيطان و صل اللهم على محمد و على اله و صحبه اجمعين