فلتي

فلتي @flty

محررة ماسية

خير مايهدى للميت

الملتقى العام

خَيْر مَا يُهْدَى لِلْمَيِّت

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-( ما الميت في قبره إلا شبه الغريق المتغوث،ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو ولد أو صديق ثقة ،فإذا لحقته، كانت أحب إليه من الدنيا،وما فيها،
وإن الله تعالى ليدخل على أهل القبور ،من دعاء أهل الأرض ، أمثال الجبال,وإن هدية الأحياء إلى الأموات الإستغفار لهم )

وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان قال:كان يقال:الأموات أحوج إلى الدعاء من الأحياء إلى الطعام والشراب.

وأخرج ابن أبي الدنيا،عن بعض السلف، قال:رأيت أخا لي في النوم بعد موته،فقلت:أيصل إليك دعاء الأحياء؟ قال: إي والله يترفرف مثل النورثم نلبسه.

وأخرج عن عمرو بن جرير ، قال : إذا دعا العبد لأخيه الميت ، أتاه بها إلى قبره ملك، فقال : يا صاحب القبر الغريب، هذه هدية من أخ عليك شفيق.

وأخرج ابن النجار في( تاريخه) عن مالك بن دينار، قال:دخلت المقبرة ليلة الجمعة، فإذا أنا بنور مشرق فيها ، فقلت : لا إله إلا الله ! نرى أن الله عز وجل قد غفر لأهل المقابر! فإذا إنا بهاتف يهتف من البعد، وهو يقول: يا مالك بن دينار، هذه هدية المؤمنين إلى إخوانهم من أهل المقابر! قلت : بالذي أنطقك إلا أخبرتني ، ما هو؟ قال : رجل من المؤمنين ، قام في هذه الليلة، فأسبغ الوضوء ، وصلى ركعتين، وقرأ فيهما فاتحة الكتاب و(قل يا أيها الكافرون) و( قل هو الله أحد)، وقال:اللهم إني قد وهبت ثوابها لأهل المقابر من المؤمنين ، فأدخل الله علينا الضياء والنور والفسحة والسرور، في المشرق والمغرب.
قال مالك : فلم أزل أقرؤهما في كل ليلة جمعة ، فرأيت النبي-صلى الله عليه وسلم- في منامي يقول لي : يا مالك بن دينار ، قد غفر الله لك بعدد النور الذي أهديته إلى أمتي ، ولك ثواب ذلك ، ثم قال لي :وبنى الله لك بيتا في الجنة ، في قصر يقال له : المنيف، قلت : وما المنيف؟ قال : المطل على أهل الجنة.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن بشار بن غالب ، قال : رأيت رابعة في النوم، وكنت كثير الدعاء لها ، فقالت لي : يا بشار ، هداياك تأتينا على أطباق من نور ، مخمرة بمناديل الحرير .
قلت: وكيف ذاك؟ قالت: هكذا دعاء المؤمنين الأحياء ، إذا دعوا للموتى فاستجيب لهم ، جُعل ذلك الدعاء على أطباق النور ، ثم خُمر بمناديل الحرير ، ثم أُتي به الذي دعي له من الموتى ، فقيل له : هذه هدية فلان إليك.

(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر10






الْأَعْمَال الَّتِي تَنْفَع الْمَيِّت


تنقسم هذه الأعمال إلى قسمين :

أَوَّلَا : أَعْمَال الْبَر الَّتِي كَان الْمَيْت سَبَبَا فِيْهَا فِي حَيَاتِه

* عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم،

وقال صلى الله عليه وسلم :
((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) خرجه مسلم


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، أَوْ وَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، أَوْ مُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَكْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ تَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ " .



ثَانِيا : أَعْمَال الْبِر الْصَّادِرَة عَن غَيْرِه :

وهي كثيرة منها :

*الْدُّعَاء وَالْأَسْتِغْفَار .. فَقَد أَجْمَع الْعُلَمَاء عَلَى أَن الْدُّعَاء لِلْأَمْوَات يَنْفَعُهُم وَيَصِلُهُم...

دَلِيْل ذَلِك قَوْل الْحَق سُبِحَانَة وَتَعَالَى :

(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)

* الصدقة

* الصوم

* الحج

* قراءة القرآن

وفي ما يلي بيان ذلك



1- الْدُّعَاء

تلقين الميت لا إله إلا الله







* عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

« لقنوا موتاكم لا إله إلا الله » رواه مسلم والأربعة .

وزاد ابن حبان، وجماعة بإسناد جيد:
« فإنه مَن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله يوما من الدهر؛ دخل الجنة، وإن أصابه ما أصابه » ؛ فهذا يبين أن الموت على هذه الكلمة نعمة عظيمة.











الْدُّعَاء عِنْدالِأَحْتُضَار

* عَن أُم سَلَمَة ، رَضِي الْلَّه عَنْهَا، قَالَت : قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم:

" إِذَا حَضَرْتُم الْمَرِيْض ، أَو الْمَيِّت فَقُوْلُوْا خَيْرا،فَإِن الْمَلَائِكَة يُؤَمِّنُوْن عَلَى مَا تَقُوْلُوْن".

قَالَت: فَلَمَّا مَات أَبُوَسَلَمَة أَتَيْت الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم،فَقُلْت:

يَارَسُوْل الْلَّه،إِن أَبَا سَلَمَة قَد مَات ، قَال:

" قَوْلِي: الْلَّهُم اغْفِر لِي وَلَه،وَأَعْقِبْنِي مِنْه عُقْبَى حَسَنَة ".


قَالَت :فَقُلْت ، فَأَعْقَبَنِي الْلَّه مَن هُو خَيْر لِي مِنْه، مُحَمَّدا صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم

( أَعْقَبَنِي: بَدَّلْنَي وَعَوِّضْنِي مِنْه،أَي فِي مُقَابَلَتِه،عُقْبَى حَسَنَة: أَي بَدَلَا صَالِحا).

* وَعَنْهَا أَيْضا قَالَت: دَخَل رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى أَبِي سَلَمَة

وَقَد شَق بَصَرُه،فَأَغْمَضَه، ثُم قَال: " إِن الْرُّوْح إِذَا قُبِض تَبِعَه الْبَصَر".

ثُم قَال
" الْلَّهُم اغْفِر لِأَبِي سَلَمَة،وَارْفَع دَرَجَتَه فِي الْمَهْدِيِّيْن وَاخْلُفْه فِي عَقِبِه فِي الْغَابِرِيْن،وَافْسَح لَه فِي قَبْرِه،وَنُوْر لَه فِيْه"

(وَاخْلُفْه فِي عَقِبِه فِي الْغَابِرِيْن أَي كُن لَه خَلِيْفَة فِي ذُرِّيَّتِه...وَالْغَابِرِيْن : أَي الْبَاقِيْن).

* ثُم يُوَجِّه إِلَى الْقِبْلَة مُضْطَجِعا عَلَى شِقِّه الْأَيْمَن..



* قِرَاءَة سُوْرَة يَس..



فَعَن مَعْقِل ابْن يَسَار، رَضِي الْلَّه عَنْه، أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، قَال :

"يَس قَلْب الْقُرْآَن ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُل يُرِيْد الْلَّه وَالْدَّار الْآَخِرَة ، إِلَّا غُفِر لَه، وَاقْرَؤُهَا عَلَى مَوْتَاكُم"

قَال ابْن حِبَّان : أَرَاد بِه مَن حَضَرَتْه الْمَنِيَّة ، لَا أَن الْمَيِّت يُقْرَأ عَلَيْه

* تَغْمِيض الْعَيْنَيْن، لِمَا وَرَد فِي حَدِيْث أُم سَلَمَة : "إِن الْرُّوْح إِذَا قُبِض تَبِعَه الْبَصَر".

* تَسْجِيَتُه ، صِيَانَة لَه عَن الأُنْكْشَاف،وَسَتَرَا لِمَاقَد يَبْدُو عَلَيْه،

عَن عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا قَالَت:

"سَجَى رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم حِيْن مَات بِثَوْب حِبَرَة"رَوَاه الْشَّيْخَان

وَالْمَعْنَى غُطِّي جَمِيْع بَدَنِه،وَالْحِبَرَة :ضَرْب مِن بُرُوْد الْيَمَن

* يَجُوْز تَقْبِيْل الْمَيِّت..

فَعَن عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا قَالَت:

"قَبْل رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عُثْمَان ابْن مَظْعُوْن وَهُو مَيِّت، وَكَأَنِّي
أَنْظُر إِلَى دُمُوْعُه تَسِيْل عَلَى خَدَّيْه"رَوَاه ابُوَدَاوُد وَالْتِّرْمِذِي وَابْن مَاجَة

وَقَبْل أَبُوْبَكْر ،رَضِي الْلَّه عَنْه،رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَهُو مَيِّت ،قِبْلَة
بَيْن عَيْنَيْه وَقَال : يَانَبَيَّاه،ياصَفِيَّاه.

* تَعْجِيْل تَجْهِيْزِه وَدَفَنَه..

لِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لِعَلِي بْن أَبِي طَالِب رَضِي الْلَّه عَنْه وَأَرْضَاه

" يَا عَلِي،ثَلَاث لَا تُؤَخِّرْهَا : الصَّلَاة إِذَا أَتَت ، وَالْجِنَازَة إِذَا حَضَرَت،وَالْأَيِّم إِذَا وَجَدْت كُفْئا" رَوَاه أَحْمَد

الْأَيِّم : الْمَرْأَة لَا زَوْج لَهَا



صِفَة الْكَفَن

يُسْتَحَب فِي الْكَفَن مِايُلي:

* أَنْ يَكُوْن حَسَنا نَظِيْفَا سَاتِرَا لِلْبَدَن ، لِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
" إِذَا وَلِي أَحَدُكُم أَخَاه فَلْيُحْسِن كَفَنَه" .

* أَن يَكُوْن أَبْيَض ، لِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
"خَيْر ثِيَابِكُم الْبَيَاض، فَكَفِّنُوا فِيْهَا مَوْتَاكُم ، وَالْبَسُوْهَا" .

* أَن يَطِيْب وَيُبَخِّر ، لِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :

" إِذَا أَجْمَرْتُم الْمَيِّت فَأَجْمِرُوه ثَلَاثا"
وَأَوْصَى كَثِيْر مِّن الْصَّحَابَة أَن تُجَمِّر أَكْفَانِهِم بِالْعُوْد

* أَن يَكُوْن مِن ثَلَاث لَفَائِف لِلْرَّجُل، وَهَكَذَا كَان كُفِّن الْنَّبِي
صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، عَن عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا قَالَت:

كُفِّن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي ثَلَاث أَثْوَاب بِيْض سَحُوْلِيَّة مِن كُرْسُف،
لَيْس فِيْهَا قَمِيْص وَلَا عِمَامَة.
سَحُوْلِيَّة: أَي ثِيَاب بِيَض نَقِيّة مِن الْقُطْن
وَالْكُرْسُف : الْقُطْن..

أَمَّا الْمَرْأَة ، فَإِنَّهَا تُكَفِّن فِي خَمْسَة أَثْوَاب

* أَن يَتَوَلَّى تَغْسِيْل الْمَيِّت مِن أُشْتُهِر بِالْأَمَانَة وَالْصَّلَاح،
حَتَّى يَنْشُر مَا يَرَاه مِن خَيْر ، وَيَكْتُم مَا يَظْهَر لَه مِن شَر..

لِقَوْل الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم:

" لِيَغْسِل مَوْتَاكُم الْمَأْمُوْنُوْن".

وَيَنْبَغِي فِيْمَن يَتَوَلَّى الْغُسْل أَن يَكُوْن عَالِما بِأَحْكَامِه، فَتَجِب عَلَيْه الْنِّيَّة، ثَم يَبْدَأ فَيَعْصِر بَطْن الْمَيِّت عَصْرَا رَقِيْقا ، لِإِخْرَاج مَا عَسَى أَن يَكُوْن بِهَا، وَيُزِيل مَا عَلَى الْبَدَن مِن نَجَاسَة، عَلَى أَن يُلَف عَلَى يَدِه
خِرْقَة يَمْسَح بِهَا عَوْرَتَه، فَإِن لَمَس الْعَوْرَة حَرَام.
ثُم يُوَضِّئُه وُضُوْءَه لِلِصَّلَاة لْقُولَة صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي غُسْل ابْنَتِه:
" ابْدَأْن بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِع الْوُضُوْء مِنْهَا".
ثُم يَغْسِلُه ثَلَاثا أَو خَمْسا أَو سَبْعا بِالْمَاء وَالْصَّابُوْن، أَو الْمَاء الْقُرَاح، مُبْتَدِئَا
بِالْيَمِيْن..

لِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عِنْد دُخُوْلِه عَلَى زَوْجَاتِه وَهْن يَغْسِلْن ابْنَتَه

"اغْسِلْنَهَا ثَلَاثا ،خَمْسا،أَو أَكْثَرَمِن ذَلِك إِن رَأَيْتُن ذَلِك ، بِمَاء وَسِدْر، وَاجْعَلْن فِي الْآَخِرَة كَافُوْرا أَو شَيْئا مِن كَافُوْر".

* وَعِنْد الْفَرَاغ مِن الْغَسْل ، يُجَفِّف الْبَدَن حَتَّى لَا يَبْتَل الْكَفَن، وَيُوْضَع
عَلَيْه الْطَّيِّب، لْقُولَة صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم:
" إِذَا أَجْمَرْتُم الْمَيِّت لَإِاوْتَرُوا".



بُكَاء الْرَّحْمَة

* عَن أُسَامَة بْن زَيْد قَال : كُنَّا عِنْد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم،

فَأَرْسَلَت إِحْدَى بَنَاتِه تَدْعُوَه،وَتُخْبِرُه أَن صَبِيا لَهَا،أَو ابْنا لَهَا،فِي الْمَوْت.

فَقَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لِلْرَّسُول :

" إِرْجَع إِلَيْهَا ،فَأَخْبِرْهَا أَن لِلَّه مَا أَخَذ ، وَلَه مَا أَعْطَى ، وَكُل شَيْء عِنْدَه بِأَجَلْ مُّسَمّى ،

فَمُرْهَا فَلْتَصْبِر وَلْتَحْتَسِب".

فَعَاد الْرَّسُوْل ، فَقَال : إِنَّهَا قَد أَقْسَمَت لَتَأْتِيَنَّهَا .

قَال : فَقَام الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، وَقَام مَعَه سَعْد بْن عُبَادَة،

وَمَعَاذ بْن جَبَل،وَانْطَلَقْت مَعَهُم ، فَرَفْع إِلَيْه الْصَّبِي وَنَفْسُه تَقَعْقَع كَأَنَّهَا فِي شَنَّة،

فَفَاضَت عَيْنَاه، فَقَال لَه سَعْد : مَاهَذَا يَارَسُوْل الْلَّه ؟

قَال:" هَذِه رَحْمَة ، جَعَلَهَا الْلَّه فِي قُلُوْب عِبَادِه،وَإِنَّمَا يَرْحَم الْلَّه مِن عِبَادِه الْرُّحَمَاء".

وَقَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :

" أَلَا تَسْمَعُوْن ؟ إِن الْلَّه لَا يُعَذِّب بِدَمْع الْعَيْن وَلَا بِحُزْن الْقَلْب،

وَلَكِن يُعَذِّب بِهَذَا- وَأَشَار إِلَى لِسَانِه - أَو يَرْحَم".

* وَعَن أَنَس رَضِي الْلَّه عَنْه أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم دَخَل عَلَى ابْنِه إِبْرَاهِيْم

وَهُو يَجُوْد بِنَفْسِه، فَجَعَلَت عَيْنَا رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم تَذْرِفَان،فَقَال لَه

عَبْدُالْرَّحْمَن بْن عَوْف : وَأَنْت يَارَسُوْل الْلَّه؟!

فَقَال : " يَاابْن عَوْف ، إِنَّهَا رَحْمَة".

ثُم أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَال : " إِن الْعَيْن تَدْمَع،وَالْقَلْب يَحْزَن،

وَلَا نَقُوُل إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا،وَإِنَّا بِفِرَاقِك يَاابْرَاهِيم لَّمَحْزُوْنُوْن".



تَحْرِيْم الْنِّيَاحَة :


* قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :

"أَرْبَع فِي أُمَّتِي مِن أَمْر الْجَاهِلِيَّة لَا يَتْرُكُوْنَهُن : الْفَخْر فِي الْأَحْسَاب، وَالْطَّعْن فِي الْأَنْسَاب،

وَالأسْتِسْقَام بِالْنُّجُوْم، وَالْنِّيَاحَة".

وَقَال " الْنَّائِحَة إِن لَم تَتُب قَبْل مَوْتِهَا تُقَام يَوْم الْقِيَامَة وَعَلَيْهَا سِرْبَال مِن قَطِرَان، وَدِرْع مِن جَرَب".

* وَعَن أَبِي سَعِيْد الْخُدْرِي رَضِي الْلَّه عَنْه قَال :

لَعَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم الْنَّائِحَة وَالْمُسْتَمِعَة.

* وَعَن أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي رَضِي الْلَّه عَنْه أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم

بَرِىٓء مِن : الْصَّالِقَة، وَالْحَالِقَة ، وَالْشَّاقَّة.

الْصَّالِقَة : الَّتِي تَرْفَع صَوْتَهَا بِالْنِّيَاحَة..

وَالْحَالِقَة : الَّتِي تَحْلِق شَعْرَهَا عِنْد الْمُصِيبَة..

وَالْشَّاقَّة : الَّتِي تَشُق ثِيَابَهَا عِنْد الْمُصِيبَة..

وَكُل هَذَا حَرَام ، كَمَا يَحْرُم نُشِر الْشِعَر ، وَلَطَم الْخُدُوْد، وَخَمْش الْوَجْه، وَالْدُّعَاء بِالْوَيْل.



الْدُّعَاء لِلْمَيِّت فِي الْصَّلاة

* عَن أَبِي هُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه قَال:

سُمِعَت رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَقُوْل :

" إِذَا صَلَّيْتُم عَلَى الْمَيِّت فَأَخْلِصُوْا لَه الْدُّعَاء" .

* وَعَن عَوْف بْن مَالِك قَال : صَلَّى رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى جَنَازَة فَحَفِظْت مِن دُعَائِه وَهُو يَقُوْل :

" الْلَّهُم اغْفِر لَه ، وَارْحَمْه ، وَعَافِه ، وَاعْف عَنْه، وَأَكْرِم نُزُلَه ، وَوَسِّع مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّه مَن الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْت الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس، وَأَبْدِلْه دَارا خَيْرا مِن دَارِه، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِه ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه، وَأَدْخِلْه الْجَنَّه ، وَأَعِذْه مِن عَذَاب الْقَبْر-أَو مِن عَذَاب الْنَّار" .

قَال : فَتَمَنَّيْت أَن أَكُوْن أَنَا ذَلِك الْمَيِّت.

-وَأَكْرِم نُزُلَه : الْنُزُل مَا يُعَد لِلنَازِل مَن الْزَّاد ، أَي أَحْسَن نَصِيْبَه مِن الْجَنَّة ، قَال تَعَالَى :

( إِن الَّذِيْن ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَات كَانَت لَهُم جَنَّات الْفِرْدَوْس نُزُلا)

- وَوَسِّع مُدْخَلَه : أَي قَبْرِه .

فَإِن كَان الْمَيْت أُنْثَى فَلَا يَقُل " وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه " .

* وَعَن أَبِي هُرَيْرَة أَيْضا قَال : صَلَّى رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى جَنَازَة فَقَال :

" الْلَّهُم اغْفِر لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا ، وَصَغِيْرِنَا وَكَبِيْرِنَا ، وَذَكِّرْنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا .. الْلَّهُم مَن أَحْيَيْتَه مِنَّا فَأَحْيِه عَلَى الْأِيْمَان، وَمَن تَوَفَّيْتَه مِنَّا فَتَوَفَّه عَلَى الْأِسْلام.. الْلَّهُم لَا تَحْرِمْنَا أَجْرُه، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَه " .

فَإِن كَان الْمَيْت طِفْلَا اسْتُحِب أَن يَقُوْل :

" الْلَّهُم اجْعَلْه لَنَا سَلَفَا، وَفَرَطا ، وَذُخْرَا " .

" الْلَّهُم اجْعَلْه شَفِيِعَا لِأَبَوَيْه وَثَقِّل بِه مَوَازِيْنَهُمَا، وَافْرَغ الْصَّبْر

عَلَى قُلُوْبُهُمَا ، وَلَا تَفْتِنْهُمَا بَعْدَه، وَلَا تَحْرِمْهُمَا أَجْرَه " .





























منقوووووووول
23
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

etam2me
etam2me
اللهم اغفر للمؤ منين والمؤمينات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

" الْلَّهُم اغْفِر لَأبي ، وَارْحَمْه ، وَعَافِه ، وَاعْف عَنْه، وَأَكْرِم نُزُلَه ، وَوَسِّع مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّه مَن الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْت الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس، وَأَبْدِلْه دَارا خَيْرا مِن دَارِه، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِه ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه، وَأَدْخِلْه الْجَنَّه ، وَأَعِذْه مِن عَذَاب الْقَبْر-أَو مِن عَذَاب الْنَّار"
رودي 2010
رودي 2010

" الْلَّهُم اغْفِر لَأخي، وَارْحَمْه ، وَعَافِه ، وَاعْف عَنْه، وَأَكْرِم نُزُلَه ، وَوَسِّع مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّه مَن الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْت الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس، وَأَبْدِلْه دَارا خَيْرا مِن دَارِه، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِه ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه، وَأَدْخِلْه الْجَنَّه ، وَأَعِذْه مِن عَذَاب الْقَبْر-أَو مِن عَذَاب الْنَّار"
شهد حائل
شهد حائل
اللهم اغفر للمؤ منين والمؤمينات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

" الْلَّهُم اغْفِر لاخي نواف، وَارْحَمْه ، وَعَافِه ، وَاعْف عَنْه، وَأَكْرِم نُزُلَه ، وَوَسِّع مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّه مَن الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْت الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس، وَأَبْدِلْه دَارا خَيْرا مِن دَارِه، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِه ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه، وَأَدْخِلْه الْجَنَّه ، وَأَعِذْه مِن عَذَاب الْقَبْر-أَو مِن عَذَاب الْنَّار"
شربة عسل
شربة عسل
اللهم اغفر للمؤ منين والمؤمينات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

" الْلَّهُم اغْفِر لوالدي وَارْحَمْه ، وَعَافِه ، وَاعْف عَنْه، وَأَكْرِم نُزُلَه ، وَوَسِّع مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّه مَن الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْت الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس، وَأَبْدِلْه دَارا خَيْرا مِن دَارِه، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِه ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِه، وَأَدْخِلْه الْجَنَّه ، وَأَعِذْه مِن عَذَاب الْقَبْر-أَو مِن عَذَاب الْنَّار"

المزيونةانا
المزيونةانا
الْلَّهُم اغْفِر لَأبي وأختي ، وَارْحَمْهما ، وَعَافِهم ، وَاعْفوا عَنْهم، وَأَكْرِم نُزُلَهم ، وَوَسِّع مُدْخَلَهم ، وَاغْسِلْهم بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد، وَنَقِّهم مَن الذنوب و الْخَطَايَا كَمَا ينقَّى الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس،وجازهم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوآوغفرانا وَأَبْدِلْهم دَارا خَيْرا مِن دَارِهم، وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِهم ، وَزَوْجَا خَيْرَا مِن زَوْجِهم، وَأَدْخِلْهم الْجَنَّه ، وَأَعِذْهم مِن عَذَاب الْقَبْروفتنته "