داء القطط

الصحة واللياقة

احببت ان استفسر عن مرض داء القطط اللذي يصيب النساء فلا يستطيعون الحمل فهل هذا صحيح ارجو من لدية معلومات عن هذا المرض افادتي وما اسم هذا المرض بالتحديد وما هي الجرثومة اللتي تنقلة وشكرا
1
1K

هذا الموضوع مغلق.

* عـطـرالبـوادي *
داء المقوسات يهدد صحة الحامل والجنين

من الامراض التي يمكن ان تصيب الحامل وتشكل خطورة عليها وعلى جنينها ما يعرف بداء القطط او المقوسات الذي يسببه احد انواع الطفيليات الذي يدعى توكسو بلازما جوندي, وتنتقل العدوى عن طريق الطفيل المتحوصل من لحم حيوان مصاب غير جيد الطهي,


او مع فضلات احد الحيوانات الاليفة او الطيور الداجنة التي نربيها في منازلنا مثل القطط, حيث تخرج هذه الحويصلات مع برازها. كما ان العدوى قد تنتقل من الحامل المصابة الى جنينها عن طريق المشيمة. اما اذا كان لدى الحامل مناعة ضد هذا المرض من اصابة سابقة للحمل فانها تكون محصنة ضده ولا يمكن اصابتها به وبالتالي لا تنتقل العدوى لجنينها. وحتى تنتقل العدوى للجنين يجب ان تصاب الحامل غير المحصنة بالعدوى اثناء الحمل او قبله مباشرة. وقد تمر الاصابة دون ملاحظة اية اعراض, وربما يلاحظ حالة من الاعياء مع آلام بالعضلات وقد يصحب ذلك كله تضخم عام بالغدد الليمفاوية. وقد تؤدي اصابة الحامل الى الاجهاض او الى ولادة طفل مصاب بداء القطط. وتزداد فرص اصابة الجنين كلما زادت مدة الحمل, حتى تصل النسبة الى خمسين بالمئة. وحوالي عشرة بالمئة فقط من الاجنة المصابة يظهر عليها اعراض المرض عند الولادة, والتي تتمثل في مواليد ناقصي الوزن, وتضخم بالكبد والطحال, ويرقان وفقر الدم. وقد لوحظ ان بعض المواليد قد تكون اصابتهم بالجهاز العصبي, وتظهر في صورة تشنجات, او كبر حجم الرأس او صغرها, وكلا المجموعتان يحدث بها اصابة بالعين في صورة التهاب الشبكية والسائل الزجاجي.


الوقاية وللوقاية من هذا المرض تنصح العديد من المؤسسات المعنية بفحص السيدات الراغبات بالحمل مخبريا لتحديد وجود هذا الطفيل بالدم ليتسنى علاجه قبل الحمل ان دلت الاختبارات على اصابة حديثة. واذا وجدت الاجسام المضادة للطفل بالدم (IgG) قبل الحمل فهذا يعني ان تلك السيدة لديها مناعة ولا يمكن اصابتها. ولكن للأسف الشديد عادة ما تسعى السيدة الحامل بعد حدوث الحمل او طبيبها لعمل هذا الفحص, فاذا وجدت الاجسام المضادة من نوع (IgG) يعاد عمل هذا الفحص مرة اخرى بعد عدة ايام, فاذا وجد ان نسبته في ازدياد وتصل لأكثر من 512/1 فهذا يعني ان الاصابة حديثة او حالية وهنا يجب البدء بالعلاج. ويلاحظ ان هناك بعض النتائج الايجابية الخاطئة التي تصاحب بعض حالات الروماتويد ولكنها قليلة جدا. وقد اظهرت بعض الدراسات ان اصابة الجنين قد تؤدي الى صغر حجم الرأس والصمم والتخلف العقلي اذا وصلت نسبة الاجسام المضادة بدم الحامل الى 256/1 او اكثر. وتوجد الان فحوصات مخبرية اكثر دقة وسرعة مثل تحليل PCR, حيث يتم اخذ عينة من السائل الامنيوني حول الجنين, واختباره مباشرة لمعرفة ما اذا انتقلت العدوى بالفعل له ام لا, وهذا الاختبار سهل وفعال. ويتلخص العلاج في نوع من المضادات الحيوية والذي اثبت فاعلية في العلاج للتخفيف من شدة المرض والتقليل من احتمال انتقال العدوى للجنين, لذا ينصح بالبدء بالعلاج فور التأكد من الاصابة عن طريق الفحوصات المخبرية. من كل ما سبق يتضح ان الوقاية والكشف المبكر للمرض وعلاجه يساعد كثيرا في السيطرة عليه. واذا علمنا ان هذا الطفيل ينتقل من الحيوانات الاليفة والطيور الداجنة واللحوم او الالبان, وجب علينا طهي اللحوم جيدا وغلي الالبان بالطريقة الصحيحة, والكشف الدوري على الحيوانات المنزلية مع اعطائها التطعيمات الخاصة. كما يجب على الجهات المختصة ادراج الفحوص المخبرية في فحوصات ما قبل الزواج, واجراء هذه الفحوصات ايضا للسيدات اللائي يربين مثل هذه الحيوانات او الطيور قبل الحمل, وكذلك اذا تكرر حدوث الاجهاض لسبب غير معلوم فعلى تلك السيدة فحص دمها والمبادرة بالعلاج اذا لزم الامر.

منقول من جريدة البيان

http://www.albayan.co.ae/albayan/2000/06/11/mnw/17.htm