ينام الضحية وهو بصحة جيدة ، وفي حوالي الساعة الثانية يقطع نومه آلم شديد في إصبع قدمه الكبير .
ويشعر بالآلم ولكن بصورة أقل فب العقب والرسغ أو مشط القدم .
يزداد الألم حتى لا يستطيع معه أن يحدد له مكاناً ثابتاً ، وما هي إلا لحظات حتى يشعر الإنسان بالحرارة تتسرب إلى جسمه يليها برد وقشعريره يزداد الألم شيئاً فشيئاً وتزداد الحمى والقشعريرة معاً، فلا ألحفة السرير تشعربالدفء ولا التحامل على الألم والدوران في الغرفة يسكت ما ألم بقدمه. ويمضي الليل ....
النقرس ..والذي كانت تسمية العرب تسمية مرض الملوك عبارة عن التهاب للمفاصل خصوصاً مفاصل الرجلين واليدين وتكثر الإصابة بهذا الإلتهاب في مفاصل الرجل وبصورة تحديدية أكثر فإن والي 50% من الحالات يكون الالتهاب في إصبع الرجل الأكبر . حيث بدون مقدمات واضحة يصبح الإصبع محمراً ومتلهباً ومؤلماً.
يظهر هذا المرض بين الرجال أكثر من النساء إلا أنه نادراً ما يصيب الرجال دون سن الثلاثين . كما انه (في الغالب ) لا يصيب النساء قبل سن اليأس .
وتحديد إصبع القدم لا يعني أنه هو الذي يصاب فقط بالنقرس بل للتغليب ، وإلا فإن المرض يصيب الركبة والكوع والرسغ بل وحتى أطراف الأذن أحياناً بل ربما يصاب بآلام في الكلية قد تتطور إلى تكوين حصوات وربما قاد في حالات أخرى إلى الفشل الكلوي.
<FONT color="#FF011B">ويكمن وراء الأعراض مشكلة</FONT>
هذه الأعراض (الالتهاب والألم ) هي نتيجة لارتفاع نسبة حامض البول (حامض اليوريك) في الدم مما ينتج عنه تكون بلورات ملحيه تسمى (يوريت الصوديوم) . تترسب هذه البلورات في لمفاصل فتحدث الألم . وتسمى هذه الحالة طبياً بإفراط اتفاع حامض اليوريك .
لتحديد حقيقة مرض النقرس وتسهيل التعامل الغذائي والدوائي معه هناك عدد من المصطلحات التي يهمنا إدراك معانيها .
وأول هذه الكلمات كلمة بروتين .
والبروتين معلوم وهو مكون من مجموعة من الاحماض الأمينية (عددها 20 حامضاً امينياً) والبروتين هو المكون الأساسي لأغذية البروتينية التي منها اللحم والبيض والبقوليات غلى آخر القائمة المعروفة. والبروتين مهم في تكوين عضلات الجسم وهو أيضاً مهم في تكوين عدد كبير من المواد المهمة للجسم مثل الإنزيمات والهرمونات والدم وغيرها من المواد النيتروجينية مثل القواعد (البيورنية) (والتي تسمى بيورين) وهذا البيورين قد يكون موجوداً في الاغذية ويدخل إلى الجسم بصورة جاهزة. واليورين مهم لأجسامنا لأنه ينتج المواد الحافظة للطاقة في أجسامنا ، كما أنه ينتج الأحماض النووية التي تسمع بها ولها علاقة بالوراثة وغيرها .وحامض اليويرك هو ناتج تحلل البيورين.
ومن الاسباب التي تقود إلى رفع أو خفض نسبة حامض اليوريك في الدم أيضاً إصابة الإنسان ببعض الأمراض مثل السرطان( وقانا الله منه) وأمراض الكلى وضعف التصفية أو الأمراض المزمنة للكلى أو بعض أمراض القلب والأنسجة التي تسبب فقداً سريعاً للخلايا . كما أن استخدام بعض الأدوية له دور في التأثير على رفع مستوى حامض اليوريك في الدم مثل بعض مدرات البول أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الكلى أو مركبات ( السلسليت) مثل (الأسبرين) وغير ذلك.
<FONT color="#FF011B">حقيقة الغذاء والوزن</FONT>
يشاع بين الناس وبين بعض المرضى بالنقرس أن سبب المرض هو السمنة او ان سببه الشراهة أو القرم لأكل اللحوم وهذا كلام غير صحيح حيث عرضنا سبب المرض . ولكن في حالة الإصابة بالمرض وبداية التهاب المفاصل فإن الأمر يختلف ويصبح تخفيض الوزن والغذاء دور في العلاج . فرغم أن الغذاء لا يشكل أكثر من 15% من مجموع ما يدخل الجسم من حامض اليوريك أو البيورين إلا أن للبيورين الغذائي دوراً في المساعدة في ترسيب البلورات في المفاصل . ومعلوم أن تناول البروتينات بكميات كبيرة له دور في زيادة بناء البيورين في الجسم وبما أن الشخص مريض ولا يستطيع التخلص من حامض اليوريك الذي يوجد بتركيزات عالية في دمه، فإن من شأن هذا زيادة المشكلة تفاقماً . ورغم هذا فإنه تبقى قضية مهمة جداً وهي أن ما يشكلة هذا التفاقم أقل بكثير مما يسببه الخلل الإنزيمي داخل الجسم . ومن الجانب الأخر وجد أن زيادة الوزن والسمنة لها دور في زيادة المشكلة ( إلى حد معين وهو أيضاً اقل بكثير من المشكلة الداخلية) ووجد كذلك أن تخفيض الوزن له دور في الحل.
<FONT color="#FF011B">محاور العلاج الغذائي</FONT>
يمكن إجمال العلاج الغذائي في عدد من المحاور وهي :
<FONT color="#1800FF">تخفيض كمية البيورين في الغذاء</FONT>
كما ذكر في البيورين يزيد من تكون حامض اليويرك لذا فإن تقليل تناول الأغذية المحتوية على البيورين هو أحد اهم خطوات العلاج الغذائي ، والأغذية الغنية بالبيورين هي الاعضاء الحيوانية ( الكبد- الكلى- القلب- المخ- خلاصة اللحوم الحمراء والبط والاوز والديك الرومي ) بطاريخ السمك والأسماك الصغيرة مثل الساردين والأنشوقة وكذا لاسماك المدخنة والخميرة .
<FONT color="#1800FF">خفض كمية البروتين</FONT>
إننا ناكل كميات كبيرة من البروتين وهذه حقيقة ، والتوصيات تؤكد أننا لا نحتاج في غذائنا أكثر من جرامات لا تتعدى 70 جراماً يومياً على أن تكون منوعة ما بين البروتينات الحيوانية والنباتية، والتقليل من تناول البروتينات لهذه الحدود أمر مطلوب لمريض النقرس مع الحذر من الإمتناع الكلي أو التقليل المخل ، لان هذا من شأنه أن يؤدي إلى هدم الأنسجة والخلايا التي يصعب تعويضها في مثل سن المريض بهذا المرض ، ويمكن للمريض تحديد الحد الأدنى من الحاجة للبروتينات بمساعدة الطبيب واختصاصي التغذية في المستشفى .
<FONT color="#3001FF">تخفيض الوزن</FONT>
لقد وجد أن زيادة الوزن والسمنة لها دور في زيادة المشكلة كما وجد أن تخفيض الوزن له دور واضح في حلها، ولكن هنا تحذير وهو أن يكون تخفيض الوزن تدريجياً وعلى مدى طويل نسبياً لان التخفيض السريع يؤدي إلى زيادة ترسب البلورات فيلا الأنسجة بل والكلى.
<FONT color="#1800FF">زيادة شرب السوائل</FONT>
يساعد زيادة شرب الماء والسوائل على تخفيف كثافة البول والتخلص من حامض اليوريك . إن الكمية المقترحة من السوائل هي أكثر من لترين . اشرب ما تستطيع من الماء فالأمر مفتوح . ولكن للحدود التي لا تسبب لك إزعاجاً بالإفراط في زيارة الحمام.
<FONT color="#1800FF">خفض الدهون وزيادة الكربوهيدرات</FONT>
التوصيات تقترح أغذية قليلة مرتفعة الألياف والكربوهيدرات المركبة الطبيعية وليس الكربوهيدرات البسيطة (السكر) أو المكررة. لأن السكريات البسيطة ترفع نسبة حامض اليوريك في الدم بنسبة بسيطة (حسب بعض الدراسات المحدودة) إنه من المهم في هذه الحالة التركيز على أكل الحبوب الكاملة والخضار والفواكه.
وتشير بعض الدراسات إلى غحتمال ان للدهون المرتفعة دوراً في إعاقة إفراز أملاح حامض اليوريك وذلك بعكس الكربوهيدرات. لذا يقترح التقليل من الدهون في الأغذية .
