دائما بالمناسبات الكبيرة أكون محل إعجاب النساء والسبب ....مــلابســي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
............................................
أنا فتاة عمري 22 عاما، أحب الملابس الجميلة المتميزة وهذه النقطة هي التي أصبحت تخيفني.. أحب أن تكون هيئتي جميلة وملابسي متميزة عن غيري.. أبحث عن الغريب في الأسواق.. وأدخل المشاغل.. حتى أحقق هذا ودائما بالمناسبات الكبيرة أكون محل إعجاب النساء وكثيراً ما يسألنني عن ملابسي، ومنذ فترة قريبة سمعت لأول مرة حديثا يخص ملابس الشهرة فأحيانا أشعر بخوف.. فهل ينطبق علي هذا الحديث.. وكيف أخفف من حدة هذا الاهتمام؟!


أختي في الله.. لا بأس باللباس الحسن الذي يذكر العبد ربه فضل الله عليه فلقد جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم متسائلاً قائلاً: إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فهل هذا من الكبر؟ فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس.

لكن أخيتي لكي تحققي التوازن في نفسك وتخففي من حدة الاهتمام الزائد باللباس، يجب عليك أن توقفي هذه النفس عند حدها الذي حده الله تعالى في مسائل اللباس وما شرعه لنا فيها.

وان لم تعودي نفسك على ذلك فتأكدي أنها ستؤدي بك إلى المهالك، فلقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان قد يكون عبداً للملابس والخرق في الحديث الذي جاء فيه: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميلة.. الخ الحديث.

وأيضا الحديث الذي ذكرته ينطبق على كل من أرادت أن تشتهر بين الناس وتعجب بذلك فيدخلها الاغترار والعجب والتكبر ولا يخفاك أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.

ثم إن مدح الناس وانبهارهم بما تلبسين يا أخيتي لن يجعلك تكسبين حبهم، بل العكس تكسبين عداوتهم وحسدهم وغيرتهم وهذه أمور لا يأتي منها الخير أبدا، والعاقل الحكيم لا يرضاها لنفسه، فكيف ترضين لنفسك خسارة رضا ربك عز وجل من أجل شهوة حب اللباس والشهرة وعصيانك الله فيها، وكذلك خسارتك لحب الناس ورضاهم عنك.

وختاماً.. أسأل الله لنا ولك أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إليه، وأن يجعل حبه أحب إلينا من الماء البارد على شدة الظمأ.


أجابة الأستاذة / ايمان السعدون مجلة الدعوة - العدد 1584