بسم الله الرحمن الرحيم
دارفور ودموع التماسيح
تقع مقاطعة دارفور في الجزء الغربي من السودان ، وهي مقاطعة كبيرة سكانها مسلمون (عَرب وأفارقة) ، وتتميز بأن نسبة حفظ القرآن بين سكانها هي من أكبر النسب في العالم (إن لم تكن أكبرها) ..
المشكلة في هذه المقاطعة هي مشكلة بين مسلمين تغذيها القوى المعادية للإسلام : وعلى رأس هذه القوى اليهود الذي التقوا ببعض الميليشيات المسلحة في تلك المنطقة مرات عدة وقاموا بتمويلها بالمال والسلاح وتدريبها ، وهناك أيظا الحكومة الأريترية : وهي حكومة خادمة للكيان الصهيوني يتولى فيها "اسياس أفورقي" النصراني المدعوم بقوة من قبل اليهود وأمريكا بدور مؤجج نار الفتنة في الجنوب والغرب السوداني لصالح الدول الغربية والصهاينة ، وهناك بعض الدول المجاورة التي تعمل لصاحل الدول النصرانية (فرنسا ، بريطانيا ، وأمريكا) ، ولا نحتاج إلى ذكر أمريكا في هذه المعهادلة ، فدورها في السودان أو ضح من الشمس في وضح النهار .
من المعلوم عند المسلمين من الدين بالضرورة أن الكفار (من نصارى ويهود وغيرهم) يفرحون لمصاب المسلمين ولا يرجون لهم من الخير شيء ، وهذا واضح جليّ في قول الله تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ... } (البقرة : 105) ، وإذا علمنا أن المتضررين في دارفور من المسلمين ، علمنا يقيناً كذب هذه الدموع التي يجود بها الكفار على هؤلاء النازحين والمتضررين ..
تذكرنا المشاهد الإعلامية التي تظهر على شاشات التلفاز العالمية اليوم بما كنا نراه في أزمة الصومال ، حيث بدأ الكفار بنشر مثل هذه الصور والتصريحات "الإنسانية" ، وتباكى الغرب "الرقيق القلب" على حال المسلمين في الصومال وتنادوا بضرورة مساعدة المنكوبين والنازحين من منطلق إنساني بحت ، ثم ما لبث أن ظهر الوجه القبيح للنصرانية الحاقدة على الإسلام والمسلمين فبدأت الجيوش الأمريكية بغزو الصومال للسيطرة على القرن الأفريقي ومضيق باب المندب والإلتفاف حول السودان من الجنوب ، إلى غيرها من الأسباب التي عرفها العالم أجمع ..
هذه هي ذات الدموع التي ذرفها الغرب على نساء أفغانستان وأطفالهم قبل أن تغزو أمريكا النصرانية أفغانستان لتشرّد أكثر من خمسة ملايين امرأة وطفل ورجل أفغاني وتقتل عشرات الآلاف من أطفال ونساء أفغانستان بحجّة مساعدتهم !! وهي نفس الحجة التي دخل بها النصارى السوفييت بلاد الأفغان !!
هذه هي ذات الدموع التي ذرفتها أمريكا - قبل غزو العراق - على العراقيين الذين قتلت من أطفالهم أكثر من مليون ونصف بسبب حصارها العراق ، وتباكت على الأكراد الذين قتلهم صدام بسلاحها الذي أهدته إياه ، وقتلت منهم أكثر من ذلك في الحرب العراقية الإيرانية التي أشعلت فتيلها وأخذت تُغذيها بتمويل الجانبين (الإيراني والعراقي) بالأسلحة !!
تلك المآقي التي لم نرها تجود بقطرة على أطفال فلسطين الذين يُذبّحون كل يوم على أيدي الصهاينة بأسلحة وأموال أمريكية !! أين هذه الدموع من أطفال أفغانستان الذين شرّدتهم (ولا زالت) أمريكا من قراهم ومدنهم وجعلتهم عرضة للحر والبرد وقطاع الطرق واللصوص من مواليها الأفغان !! أين هذه الدموع من أطفال العراق الذين تقصف الطائرات الأمريكية بيوتهم لتحرقهم بقنابلها الغبية ، بل أين هذه الدموع من سكان جارات السودان الذين يقتّل منهم عشرات الآلاف شهرياً في سباق محموم بين القبائل الأفريقية على امتلاك الأراضي وخيرات القارة السوداء !!
إن الوضع في دارفور لا يعدو أن يكون وضعاً عادياً في أفريقيا كلها ، فلماذا درافور الآن !!
إن الأمر ليس أمر دارفور كما يزعمون ، وإنما الأمر أمر السودان ، أمر مرحلة الحرب الصليبية الجديدة على الإسلام والمسلمين ..
المشكلة أن كثير ممن يسمون "بالمحللين السياسيين" ينطلقون من ظنون عقولهم القاصرة الزائغة عن الثوابت الأكيدة المستنبطة من النصوص الشرعية فيقعون في حسابات بعيدة كل البعد عن الواقعية العقدية لهذه الحرب الصليبية على الأمة الإسلامية !!
لابد من الإنطلاق من ثوابت عقدية في فهم الأمور السياسية ، ولو أن المسملين اليوم عقلوا هذه الثوابت وجعلوها الحكم في تحليلاتهم وقراءاتهم لكفتهم مؤونة البحث والتمحيص عن نوايا وخبايا المؤامرات الكفرية ضد الأمة ، ولعلموا ما يرراد بهم واستطاعوا إعداد العدة له ..
إن من أهم الثوابت التي يجب أن يجعلها المسلمون نصب أعينهم وهم يتعاملون مع هؤلاء الكفار :
أولاً : قوله تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ....} (البقرة : 105) ، فلا ينبغي لمسلم يقرأ كلام الله أن يصدق كافراً من أهل الكتاب ولا غيره يخبره بفرحته بنزول الخير عليه أو بإرادة الخير له : لا ديمقراطية ، ولا إعادة إعمار ، ولا مساعدات إنسانية ولا غيرها ..
ثانياً : قوله تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (البقرة : 120) ، وهذا من المحكم الذي لا جدال فيه : فلا يمكن الرضى مع الإسلام ولو لعق المنافق نعال النصراني وسجد ألف سنة ليهودي ، لن يرضى هؤلاء عنهم حتى يتنصروا أو يتهوّدوا ، وستبقى بعد التهويد والتنصير النظرة القومية العرقية العنصرية المستعلية من قبل الغربيين والأمريكان واليهود (البيض) ..
ثالثاً : قوله تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ ...} (البقرة : 109) .. وهذا من أعظم أسباب الحرب على المسلمين ، فكفر المسلمين مطلب أساسي لا يمكن لهؤلاء التنازل عنه بنص القرآن ..
رابعاً : قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} (118 آل عمران) .. فكل ما يشيرونه علينا وينصحوننا به هو من الضرر المحض أو الخفي ، وما تُخفي صدورهم من حقد وغل وبغضاء أعظم بكثير مما يُعلنونه على الملأ ، ولا يحتاج المسلم لإعلانهم ليعلم مكنون صدورهم فقد أنبأه بها اللطيف الخبير ..
خامساً : قوله تعالى { هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } (آل عمران : 119) ، فالأمر مفروغ منه : {لا يُحبونكم} ، ومن قال غير ذلك فقد كذّب الله ، وأما حكم من يحبهم ويتولاهم فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع فتاواه ( 27 / 264) "من لم يحرِّم التدين بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بدين اليهود والنصارى ، بل من لم يكفرهم ويبغضهم : فليس بمسلم باتفاق المسلميـن" .
على كل من يكتب في الأوضاع الراهنة أن ينطلق من هذه الثوابت القرآنية لتكون كتاباته واقعية مبنية على علم يقيني رباني وليس ظن بشري قاصر ..
إن حقد وغل وكراهية وعداوة هؤلاء - النصارى واليهود والكفار - للمسلمين أمر لا يقبل الجدل ، ومن يجادل في هذا فإنه يفتري على الله الكذب ..
إذا تقرر أن الكفار لا يريدون الخير للمسلمين ولا يحبونهم ويتمنون لهم كل شر ، فما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الفرقعات الإعلامية وفيضانات الدموع الهاطلة على مسلمي دارفور !!
نستطيع أن نلخص هذه الأسباب في الآتي :
1- قلنا بأن دارفور فيها أكبر نسبة حفاظ للقرآن في العالم ، وهذه المنطقة كانت وما زالت عصيّة على المنظمات التنصيرية الكفرية التي لا يتسيغها المسلمون هناك ، فلابد من قوة عسكرية تضمن دخول هذه المنظمات في تلك المنطقة وتمكينها من تنصير المسلمين ، وقد حصل هذا وبدأت المنظمات التنصيرية في الدخول إلى المنطقة بكثافة تحت شعار "الإغاثة الإنسانية" وتحت حراسة القوات السودانية !! لقد أعلنها "تيد هاجرد" رئيس الجمعية الوطنية الانجيلية الأمريكية صراحة حين قال "إنها فرصتنا للوصول إلى المسلمين بإسم المسيح لا سيما وأنهم يعانون من تطهير عرقي في دارفور ..." مع العلم بأن الحركة الإنجيلية تُعد إحدى القواعد السياسية لبوش الذي يحتاج لأصوات هذه الفئات في الإنتخابات الرئاسية القادمة .. وما إعلان أن العرب يقتلون الأفارقة إلا حيلة تنصيرة يريدون استغلالها في تنصير الأفارقة الذي أتى العرب لهم بالإسلام فيُقنعونهم ببغض العرب وكل ما يمت لهم بصلة ، وهذا ما حاولوه في أفغانستان ، وقد نجحوا في بعض المناطق ..
2- إخضاع الحكومة السودانية التي ما زالت خارجة نسبياً عن طوع الدول الكافرة في المنطقة العربية ..
3- النفط السوداني الذي ظهر بكميات كبيرة أسال لعاب الشركات الغربية وساسة البيت الأبيض والدول الأوروبية .. ومن المناسب هنا أن نذكر بأن "حامد كرزاي" كان وما زال موظفاً في شركة شفرون البترولية الأمريكية وكذلك أخوه في الكفر والعمالة "إياد علّاوي" ، ولعلهم يخططون لاستبدال حاكم السودان بموظف آخر من هذه الشركة الأمريكية ..
4- التغطية على خسائر الحكومة الأمريكية في العراق بالتركيز على منطقة اخرى وأحداث جديدة تُلهي العالم - والشارع الأمريكي خاصة - قبل الإنتخابات الأمريكية ..
5- محاولة كسب الرأي العام الأمريكي من قبل الحكومة الأمريكية بتحقيق نجاح سياسي في أي بقعة من الأرض (بعد الإخفاقات التي مني بها أحمق البيت الأسود) ، وكسب أصوات الأمريكان السود بوجه الخصوص عن طريق الترويج بالنجاح في حل مشكلة من مشاكل القارة السوداء (كما يُطلقون عليها) ، وذلك لأن الحزب الجمهوري الذي فيه بوش معروف بعنصريته ..
6- التغطية على جرائم اليهود في فلسطين وما يُخططون له من هدم للمسجد الأقصى بتحويل تركيز الإعلام العالمي لجهة أخرى ..
7- لا نستبعد أن تكون السودان صفقة عُقدت بين أمريكا وأوروبا (خاصة بريطانيا وفرنسا) تقوم على ضوئها الأخيرة باقتسام خيرات السودان مقابل السكوت عن العراق ، وأول جيش دخل السودان هو الجيش الفرنسي ، والجيش البريطاني يلوح بالدخول .. وهنا نذكّر المسلمين بتاريخ فرنسا الأسود مع هذه الأمة ودورها في الحروب الصليبية الماضية ، فلا ينبغي للأمة نسيان هذا التاريخ والتغاضي عنه ، فكفر أمريكا وبريطانيا وفرنسا واحد ، وعدائهم للإسلام واحد ، والمسألة بينهم مسألة توزيع أدوار والتقاء أو تضاد مصالح لا أكثر ..
8- تقسيم السودان إلى دويلات ومحافظات ضمن المخطط النصراني اليهودي لإعادة رسم خريطة "الشرق الأوسط الكبير" (أي العالم الإسلامي) ، والتي المراد منها تفريق الدويلات الإسلامية أكثر ، وإضعافها والإكثار من مشاكلها الحدودية والعرقية والقومية ..
9- التحكم في السودان يعني التحكم في مصر وإضعافها وجعلها تحت السيطرة الفعلية للدول الكافرة فيما إذا حدث شيء في مصر ، خاصة بعد مرض "حسني" العميل ..
10- التحكم في السودان يعني التحكم في البحر الأحمر كله ، ولا ينبغي للمسلمين أن يغفلوا عن مخططات اليهود ال****ة بشأن مكة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يزعمون أنها تابعة لدولة "إسرائيل الكبرى" ..
11- التحكم في نفط السودان والعراق يعني المزيد من الضعف لمنظمة أوبك التي تتحكم في أسعار النفط العالمي (وذلك نتيجة لتواجد بعض الدول الغير عربية فيها : كفنزويلا ، أما حكومات الدول العربية الحالية فهي مستعبدة للغرب منذ أن وُجدَت) ..
12- إذا تحكم الغرب في نفط السودان فإن كثير منه سيذهب إلى اليهود في فلسطين عن طريق البحر الأحمر ، وهذا من الأسباب الرئيسة في دعم اليهود لنصارى جنوب السودان ..
هذه الأسباب وغيرها هي التي دفعت الحكومات الغربية الكافرة إلى التركيز على دارفور المسلمة ، أما المُعلن فهو كذب يدركه من له أدنى معرفة بأحوال هؤلاء الذين لم يلتفتوا للفقراء في بلادهم ليُساعدوا المسلمين في أفريقيا !!
إذا كان مجموع سكان دارفوا يبلغون ستة ملايين نسمة فقط ، ومجموع سكان السودان 34 مليون ، فأين بوش من أكثر من 36 مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر في بلاده : 12 مليون منهم دون مأوى ، ومليون طفل لايتمتعون بالضمان الصحي ، ومليون طفل مشرد يعيشون في العراء ويأكلون من القاذورات التي يُلقيها الناس في القمامات ..
إذا كان مجموع المشردين في دارفور (على أكثر تقدير) يبلغ عددهم ثمانمئة ألف إنسان (رجال ونساء وأطفال وشيوخ) فلماذا لا تُساعد أمريكا المليون طفل المشرد في بلادها وبين شعبها (عدا الرجال والنساء) بدلاً من أن تقطع كل هذه المسافات لتُساعد أناس لم يطلبوا مساعدتها ولا يرضون بها !! وأين الحكومة الأمريكية من مليوني فتاة أمريكية يعملن في مجال الدعارة قسراً في أمريكا !!
أما أن الجنجويد العرب يرتكبون جرائم في دارفور ضد الأفارقة : فأين بوش من جريمة كل ثلاث ثوان في بلاده !! أين هو من 35 ألف أمريكي يموتون بطلقات الرصاص سنوياً (بينما قُتل ثلاثة آلاف فقط في دارفور على أكثر تقدير) !! وإذا كان بوش يريد كسب أصوات الناخبين السود : فأين هو من 627 ألف جريمة عنف عنصري في عام واحد (1993م) بسبب التفرقة العنصرية مع السود في بلاده (هذا الرقم قبل 11 سنة ، والرقم في تزايد مستمر) ..
نحن لا نعتب على أمريكا محاولتها غزو السودان ، ولكننا نعتب على الحكومة السودانية رضوخها لضغوط الكفار !!
لقد رضخت لهم حين أمروها بنفي أبي عبد الله (حفظه الله) من السودان !! ورضخت يوم أمروها بحل جماعات المجاهدين الذين كانوا يجاهدون في جنوب السودان ضد النصارى !! ورضخت يوم أمروها بالتفاوض والتصالح مع عدو الله "قرنق" !! والآن ترضخ لأوامر الكفار في دارفور !! ألم يقرأ المسؤولون السودانييون قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } (149 آل عمران) !!
لقد خسرت الحكومة السودانية منذ أول وهلة أطاعت فيه الكفار وسمحت لهم بالتدخل في شؤونها ، ولو أنها قالت لهم "لا" من أول وهلة وأقامت علم الجهاد في السودان لحسبت لها هذه الدول الكافرة ألف حساب ، ولكنها حادت عن أمر الله فأذاقها الله وبال عصيانها لأمره .. إن العزّة لا تأتي بالرضوخ لأعداء الله ، وليس من السياسة الركوع للكفار ، بل السياسة كل السياسة في طاعة الله وطلب العزة التي ليست لأحد غيره سبحانه {.... أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } (النساء : 139) ..
يجب على حكومة السودان أن ترفظ هذا التدخل النصراني اليهودي في شؤونها الداخلية : سواء كان هذا التدخل من أمريكا أو أوروبا أو الأمم المتحدة (على حرب المسلمين) .. هذه مشكلة إسلامية بين مسلمين يحلها المسلمون ولا دخل لأحد غيرهم فيها ..
إن الإنسان ليعجب كيف أن الحكومة السودانية لم تتعلّم من درس الجنوب السوداني !! الرضوخ للمطالب النصرانية لا يأتي بأي خير ، بل هو الشر المحض {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } (149 آل عمران) !!
أما كيف تُحل مشكلة دارفور ؟
فالرأي أن يدخل الجيش السوداني دارفوا ويقتل كل عميل لليهود فيها ويُعلن على الملأ تخلّصه من العناصر المثيرة للقلاقل في هذا الإقليم ، ثم تُبقى قوة من الجيش في الإقليم لحفظ الأمن ، وتُسلّح الحكومة السودانية الإخوة المجاهدين في دارفور تحسباً لأي تدخل أجنبي ، ويتم كل هذا بدون السماح لمراقبين بالدخول في الإقليم ..
أما السياسات العقيمة والجري وراء القمة العربية والدول الأفريقية : فأعتقد بأن الحكومة السودانية أعلم منا بحقيقة هذه الحكومات وقدرتها - أو قل : نيّتها - الوقوف في وجه الإرادة النصرانية اليهودية المتمثلة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا واليهود في فلسطين ..
ربما تكون هذه فرقعة إعلامية أو أسلوب ضغط على الحكومة السودانية للتنازل عن بعض الأمور (كحماية المنصّرين في دارفور ، أو التنازل عن حصص النفط السوداني لصالح الشركات الأمريكية ، أو مناورة سياسية لصالح الحكومة الأمريكية في الإنتخابات الرئاسية) ولكننا كمسلمين يجب أن نكون على استعداد تام لكل التوقعات ..
يجب على الإخوة في دارفور وغيرها من ولايات السودان أن يبدأوا بجمع السلاح والذخيرة ويتدربوا عليها تحسباً لأي طارئ .. لا بد من التعبئة العقدية واستثارة العواطف الإسلامية المبنية على الثوابت الشرعية (كالولاء والبراء ، والجهاد في سبيل الله ، ومفهوم الأخوة الإسلامية) ، ولتكن المبادرة قبل وقوع الأمر ، فلا ينبغي انتظار العدو - حتى يدخل علينا - لنستعد !!
كما ينبغي للمسلمين القريبين من السودان الإستعداد لنصرة إخوانهم في الدين ، فربما يُفتح ثغر من السودان إلى الجنان ، فالجنة تحت ظلال السيوف ..
نسأل الله أن يُقيم علم الجهاد في الأرض ، وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
23 جمادى الآخرة 1425هـ
منقول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لحظةشروق
•
جزاك الله ألف خير
على النقل الهادف
والحقيقه أن الكثير من الناس يظن أنها ازمه انسانيه فقط..
فشكراً لك مرّه اخرى على نقلك
:26:
على النقل الهادف
والحقيقه أن الكثير من الناس يظن أنها ازمه انسانيه فقط..
فشكراً لك مرّه اخرى على نقلك
:26:
و حتى لو كانت فقط ازمة انسانية و لا شيء آخر
أين العرب ؟ أليست دولة عربية ؟
أين المسلمين ؟ أليست دولة اسلامية ؟
و لماذا ننتظر امريكا حتى تحل المشكلة ؟
و لماذا اصلا نجعل هناك سبب لأمريكا لتتدخل و من اجل مصالحها و هذا امر اكيد طبعا ؟
اولا اختى اشكرك على نقلك للموضوع ، لأن هذا الموضوع سمعته اعلاميا و لم تكن الصورة واضحة بالنسبة لي
و لكن الآن اتضحت لي كثيرا.
و ما يحصل الآن في السودان و قبله في العراق و قبله في الكويت و قبله في فلسطين ..... يؤكد لي قناعة في نفسي مع مرور الأحداث تتأكد لي أكثر و أكثر.
و هو ان المشكلة في العرب و المسلمين انفسهم ، الكل يخاف على مصلحته و الكل يخاف على كرسيه و الكل ضعيف ، و ما يؤكد ذلك ان كل مشكلة تحصل في دولة عربية (اواسلامية) ،الباقي يتفرج و ينتظر امريكا ماذا ستفعل. بل ستفعل و ستفعل و ستفعل و هذا امر طبيعي مادام الأمر في مصلحتها و يزيدها قوة و بالمقابل يزيدنا ضعفا مع الأسف.
اما في هذا الموضوع و هو عن دارفور فألوم العرب بالدرجة الأولى لأن المشكلة اتضح انها اقتصادية و لكنها استغلت سياسيا ، لماذا لا يحلونها العرب مادامها اقتصادية او انسانية ان صح التعبير.
أين العرب ؟ أليست دولة عربية ؟
أين المسلمين ؟ أليست دولة اسلامية ؟
و لماذا ننتظر امريكا حتى تحل المشكلة ؟
و لماذا اصلا نجعل هناك سبب لأمريكا لتتدخل و من اجل مصالحها و هذا امر اكيد طبعا ؟
اولا اختى اشكرك على نقلك للموضوع ، لأن هذا الموضوع سمعته اعلاميا و لم تكن الصورة واضحة بالنسبة لي
و لكن الآن اتضحت لي كثيرا.
و ما يحصل الآن في السودان و قبله في العراق و قبله في الكويت و قبله في فلسطين ..... يؤكد لي قناعة في نفسي مع مرور الأحداث تتأكد لي أكثر و أكثر.
و هو ان المشكلة في العرب و المسلمين انفسهم ، الكل يخاف على مصلحته و الكل يخاف على كرسيه و الكل ضعيف ، و ما يؤكد ذلك ان كل مشكلة تحصل في دولة عربية (اواسلامية) ،الباقي يتفرج و ينتظر امريكا ماذا ستفعل. بل ستفعل و ستفعل و ستفعل و هذا امر طبيعي مادام الأمر في مصلحتها و يزيدها قوة و بالمقابل يزيدنا ضعفا مع الأسف.
اما في هذا الموضوع و هو عن دارفور فألوم العرب بالدرجة الأولى لأن المشكلة اتضح انها اقتصادية و لكنها استغلت سياسيا ، لماذا لا يحلونها العرب مادامها اقتصادية او انسانية ان صح التعبير.
جزاك الله خيرا اختى المشتاقة للجنة
و الله حال يحزن و يبكى.
حسبنا الله و نعم الوكيل على كل مسلم يستطيع نصرة المسلمين و يتخاذل و يتباطأ خوفا من زوال سلطان او نفوذ.
لا عجب ان تدخل حملات التنصير للدول المسلمة بل و تلاقى قبول و اذان صاغية !
فاذا كانوا وجدوا من المسلمين الاقوياء و الاسياد هذا الجبن و الخنوع للنصارى فماذا يفعلون هم و هم تحت الذل و القهر؟
كل مسلم يقصر فى حق اخوانه و يتخاذل فى صد هذه الحملات الصليبية التكفيرية الغادرة و هو قادر سيحاسب امام الله حسابا عسيرا.
و الله حال يحزن و يبكى.
حسبنا الله و نعم الوكيل على كل مسلم يستطيع نصرة المسلمين و يتخاذل و يتباطأ خوفا من زوال سلطان او نفوذ.
لا عجب ان تدخل حملات التنصير للدول المسلمة بل و تلاقى قبول و اذان صاغية !
فاذا كانوا وجدوا من المسلمين الاقوياء و الاسياد هذا الجبن و الخنوع للنصارى فماذا يفعلون هم و هم تحت الذل و القهر؟
كل مسلم يقصر فى حق اخوانه و يتخاذل فى صد هذه الحملات الصليبية التكفيرية الغادرة و هو قادر سيحاسب امام الله حسابا عسيرا.
الصفحة الأخيرة
وفرج كربة المسلمين وارسل رحماتك وعفوك ومغفرتك عليهم ياااا ارحم الراحمين
جزااااااااك خير اختي الغالية المشتاقة الي الجنة علي موضوعك الطيب
لاعدمنا هذه الطلة
:26: