السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليهود لم يكونوا قط سكاناً أصليين لفلسطين, بل كانوا دائما من المهاجرين لها بشكل مؤقت...
لقد أورد التاريخ لنا أن ابني إبراهيم عليهم السلام إسحاق وإسماعيل قد ولدا في فلسطين ولكنهم من المهاجرين أليها ولم يكونوا مستوطنين بها, وفي القرآن الكريم أن يوسف أبن يعقوب أبن إسحاق ذهب عبداً إلى مصر, إلى أن مكنه الله وآتاه الحكم والتأويل, فأصبح عزيز مصر ومن ثم طلب أباه يعقوب وأهله جميعاً أن يلحقوا به إلى مصر (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) يوسف (93).
فأخذ يعقوب عليه السلام جميع أهله وأبنائه, وأقام بمصر فلم يغادرها من بعد, وهكذا انتهت هجرة هؤلاء من فلسطين, واستوطنوا مصر, فكيف يدعي اليهود الآن أن فلسطين أرضهم بدعوى سكنى يعقوب عليه السلام بها فترة من الزمن؟؟؟
والهجرة الأخرى التي كانت لليهود إلى فلسطين هي هجرة موسى عليه السلام حين هاجر بقومه بني إسرائيل من مصر تخليصاً لهم من فرعون وجنوده وهكذا نرى أن اليهود ما كانوا ليدخلوا فلسطين إلا مهاجرين ..
موسى وبني إسرائيل ..!
قد أنعم الله على بني إسرائيل فأنجاهم وأغرق آل فرعون وجنوده في البحر, ولنقف هنا ونعتبر لنعرف من هم اليهود شعب إسرائيل الذين ضربوا في قصتهم الآتية مع نبيهم موسى أبلغ الأمثلة والعبر لمن أراد أن يكشف زيف قضيتهم فيراهم على حقيقتهم..
ظهور موسى عليه السلام في مصر يعود لتاريخ 1250 قبل الميلاد وقد أيده الله بالمعجزات الباهرات وفي القرآن الكريم يروي لنا الله سبحانه وتعالى أنه لما شب موسى عليه السلام قتل أحد المصريين خطأ ففر إلى مدين هرباً من فرعون وملئه, فأوحى الله إليه برسالة وأمره بتبليغها ليخرج الناس من عبادة فرعون إلى عبادة الله وحده وعزز الله دعواه هذه بالمعجزات حيث تحدى موسى عليه السلام فرعون أمام جمع من بني إسرائيل والملأ من قومه وأحضر فرعون سحرته ليواجهوا التحدي ولكنهم هزموا شر هزيمه وكان من نتائج ذلك إيمان كثير من بني إسرائيل والسحرة برسالة موسى عليه السلام ثم أوحى الله تعالى إلى موسى أن فرعون سيغدر بكم, فغادروا مصر بإتجاه فلسطين, ولحق بهم فرعون وجنوده وكان فرعون يمسك بهم عند شاطئ البحر, فشق الله تعالى البحر لموسى وأصحابه فعبروا على أرض يابسه, ولما لحق بهم فرعون وجنوده أغرقهم فيه, وعندما وصل موسى عليه السلام وأصحابه أرض سيناء وجدوا قوماً يعبدون أصناماً, فقال له أصحابه: أجعل لنا ألهة كما لهم ألهة؟! فتعجب موسى لأمرهم ووصفهم بأنهم جاهلون! كيف وقد أراهم الله على يده عشر معجزات باهرات –كانت آخرها شق البحر- يطلبون منه عبادة غير الله الذي دعاهم لعبادته؟!
ثم أستبق موسى قومه إلى جبل الطور في سيناء لمناجاة ربه, وغاب عنهم أربعين يوماً, وجعل أخاه هارون أميراً عليهم, فما أن عاد لهم حتى وجدهم يعبدون من دون الله عجلاً!!.. فكانت معصيتهم تلك من أعظم الجرائم وأفدحها, وكان هذا كفراً لايغتفر, فعاقبهم الله بأن جعل توبتهم مرهونة بقتل أنفسهم, قال تعالى(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة (54)
ولكنهم مع ذلك رفضوا, فقال لهم موسى: أسمعوا وأطيعوا, فقالوا: سمعنا وعصينا!!, فجاء نذير الله لهم يتوعدهم بالعقاب, وارتفع جبل الطور كله فوق رؤوسهم قال تعالى(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ) الأعراف (171)
فقال لهم موسى: اسمعوا وأطيعوا, فقالوا راغمين: سمعنا وأطعنا..
ثم أختار موسى من قومه أفضل سبعين رجلاً لميقات الله عز وجل في جبل الطور ليعتذروا إلى ربهم عما بدر منهم من معاصٍ وقد رأوا بأم أعينهم المعجزة الحادية عشرة وهي نتق الجبل, فلما سمعوه يكلم الله عز وجل قالوا: ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة (55)
فأماتهم الله بالصاعقة, فناجى موسى ربه أن هؤلاء أفضل قومي فأحياهم الله من جديد أكراماً له (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِمَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة (56).
وكانت هذه المعجزة الثانية عشرة, وهكذا تتوالى المعجزات وهم لايزالون يزدادون عتواً وكفراً.
ولما وصل موسى وأصحابه أبواب فلسطين أخبرهم بأن الله يأمرهم أن يدخلوا بيت المقدس فما كان جوابهم إلا أن : (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) المائدة (22).
فنصحهم موسى وهارون أن أدخلوا عليهم أن الله سينصركم : (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) المائدة (24).
فلنتأمل هذا الشعب الكافر المعاند, إن فيهم من الكفر والعناد مالا يوجد في أهل الأرض قاطبة على مر التاريخ, وقد عاقبهم الله على ذلك أشد العقاب وجعل عقابهم مستمراً إلى يوم القيامة: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) المائدة (26)
أنهم قوم تعودا الكذب حتى صار لهم سجية, وأمترؤوا الخيانة والغدر حتى أصبح لهم خلق وعادة, وليس بمستغرب أن يكذبوا من جديد ويمارسوا كل أصناف الغدر والكذب والنفاق ليقنعوا العالم بان لهم حقاً في أرض فلسطين, وهم أول من يعلم علم اليقين أن لاحق لهم ولابشبر واحد منها, وهم بإن إفتراءاتهم ستنقلب آخراً عليهم وسيقعون ضحية غدرهم وخيانتهم كما جرت سنة الله فيهم إلى يوم القيامة..
إن قلوباً قاسية كقلوب بني إسرائيل لايرتجى منها اليوم رحمة بأحد, فلا ينخدع أحد بخبثهم ونفاقهم, فهم يبطنون غير مايظهرون, ولحملون في قلوبهم الحقد والحسد والضغينة على الناس أجمعين, فليس لهم صاحب ولاصديق ولاذمة ولاعهد..
وأخيراً أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى المبارك..
وهذا الموضوع نقلته لكم من كتاب فلسطين التاريخ المصور للدكتور. طارق السويدان
كما أنصح بقرائه للأستزاده..
خالص ودي لكم.. :26:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الصفحة الأخيرة
أب للفائده