دراسة تربط بين الضجيج والإجهاد وضغط الدم!

خلصت دراسة علمية ألمانية أجراها باحثون مختصون من معهد روبرت كوخ العلمي في مدينة برلين إلى أن مرض ضغط الدم المرتفع واحد من اخطر أمراض العصر التي يصاب بها البشر مؤكدة أن الضجيج والإجهاد من أسباب الإصابة بهذا المرض.

وأوضح تقرير نشرته صحيفة (سود دويتشى) الألمانية نقلا عن الدراسة التي تناولت 1700 شخص من سكان المدن الكبيرة تبين من خلالها أن سكان الأحياء الهادئة والبعيدة عن الضجيج هم اقل عرضة للإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع وعلى العكس من ذلك كانت الإصابات بين سكان المناطق المزدحمة أكثر شيوعا وانتشارا بين السكان.

وأفادت الدراسة بان إغلاق النوافذ عند النوم في المناطق المزدحمة يخفف من الإصابة بهذا المرض.
كما ربطت الدراسة بين الضجيج والإجهاد والإصابة بأمراض كثيرة أخرى منها أمراض الدورة الدموية والقلب والأمراض النفسية.

ومن جانب آخر، يقول الخبراء إن إجراء تغيير على نمط الحياة هو أكثر فاعلية في مكافحة ارتفاع ضغط الدم من الأدوية التي يصفها الطبيب. ويضيف الخبراء بمركز القلب التابع لجامعة ديوك إنه إذا كان معدل ضغط الدم الساكن فوق 90/140 على مدى عدة قراءات فإنه ينبغي على الشخص تخفيف وزنه إذا كان بدينا وممارسة الرياضة إذا كان خاملا.

وفي ما يتعلق بالتغذية الصحية فإن معظم الخبراء يؤكدون أن ما من شيء يضاهي حمية داش التي صممتها جمعية القلب والرئة والدم.

وأهم ما فيها هو تناول أربع إلى خمس حصص من الخضراوات وأربع إلى خمس حصص من الفاكهة مع الوضع في الاعتبار أن كأسا بسعة ست أونصات من عصير الفاكهة يعد حصة من الفاكهة. كما ينبغي تناول سبع حصص على الأقل من الحبوب في اليوم مع احتساب شريحة واحدة من الخبز حصة واحدة مثلما هو الحال مع نصف كوب من الأرز أو المعكرونة ومن المهم كذلك أخذ أقل من ست أونصات من اللحم أو السمك أو الدجاج أو بيضتين كل يوم.

ويجب على مرضى ضغط الدم المرتفع الإقلال من استهلاك الملح لأنه يساهم في رفع الضغط. ونظراً لأن العديد من الناس يرفضون أو يكرهون تغيير استهلاكم للملح بسبب اعتقادهم أن هذا سيغير من مذاق الأطعمة.. أكد الباحثون في نيوزيلندا وأستراليا أن تقليل محتوى الملح في الخبز الذي تعتبر أكبر المصادر للملح الغذائي لا يغير طعمه لا يؤثر على مذاقه.

واستند الباحثون من وحدة البحوث والتجارب السريرية بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا في استنتاجاتهم على إعطاء 60 شخصا من زملائهم 3 أنواع من خبز الدقيق الأسمر التي تختلف في محتواها من الملح، حيث احتوى النوع الأول على الكمية المعيارية من الملح (3.1 غرام) والثاني على 2.8 غرام أي تم تقليلها بحوالي 10 في المائة، أما النوع الثالث فقد احتوى على 2.5 غرام من الملح الغذائي أي تم تقليله بحوالي 20 في المائة.

وطلب من المشاركين بعد إعطائهم قطعة واحدة من كل نوع من الخبز أن يسجلوا درجات معينة لمذاق كل نوع والتعرف على الخبز الذي يحتوي على كمية طبيعية أو منخفضة من الملح.

وأكد الباحثون أن المشاركين لم يستطيعوا تمييز الاختلاف بين مذاق الأنواع الثلاثة من الخبز كما لم يتمكنوا من التعرف على الخبز الذي يحتوي على كمية طبيعية أو منخفضة من الملح.

واقترح الباحثون إعادة هذه الاختبارات على نوعيات أخرى من الأطعمة مع تقديم الإرشادات لمصانع المواد الغذائية بضرورة تقليل محتوى الملح في الأطعمة التي يصنعونها وخاصة الأطعمة المعالجة، الأمر الذي لن يؤثر على مبيعاتهم ويساعد في تخفيض ضغط الدم المرتفع بين المصابين.

إلا أن البحوث قد كشفت أن خفض الأشخاص لكمية ملح الطعام في وجباتهم لا يؤثر كثيرا على تخفيض ضغط الدم على المدى الطويل.
ويستنتج البحث الذي أجرته جامعة مانشستر بالتعاون مع وحدة أبحاث الخدمات الصحية لدى جامعة بريستول في بريطانيا انه يلزم التوجه إلى وضع أساليب بديلة لتقليل تناول ملح الطعام لتحقيق انخفاض طويل الأمد لضغط الدم العالي.

وأجرى الأكاديميون التجارب على الأشخاص الذين نصحهم أطباؤهم بتقليل كمية الملح في طعامهم لفترة ستة أشهر أو اكثر. وكشفت النتائج عن انه بعد سنة أو خمس سنوات، فإن تقليل تناول الملح نتج عنه انخفاض ضغط الدم ولكن التأثير كان قليلا.

وذكر لي هوبر لدى جامعة مانشستر "نحتاج إلى إيجاد طرق أخرى لتقليل ملح الطعام إذا أردنا تحقيق انخفاض طويل الأمد في ضغط الدم"، مضيفا " أن تشجيع الأطباء واختصاصيي التغذية وموظفي الرعاية الصحية للناس على تخفيض تناول الملح يؤدي إلى روتين صحي ونظام وقائي في تناول الوجبات، ولكنه لا يفيد كثيرا على المدى الطويل". وكانت أهم نتيجة للبحث هي أن الأشخاص الذين كانوا يأخذون دواء لخفض ضغط الدم، استطاعوا التخلي عنه والحفاظ على ضغط دمهم بشكل طبيعي عند تبنيهم نظام الملح القليل.