
( صحيفة الساحة )
الوقت الذي طالبت فيه لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي بموقف خليجي موحد تجاه ما تصفه بالتغلغل الايراني في المنطقة وضرورة تبني استراتيجية واضحة للتصدي للنفوذ والاطماع الايرانية المتنامية في دول الخليج حذرت دراسة خليجية صدرت اخيرا من المحاولات والجهود الايرانية الدؤوبة لتحجيم الدور السعودي في المنطقة وعلى جميع المستويات الاقليمية والدولية والاسلامية.
وأوضحت الدراسة انه وبعد زوال العراق كدولة منافسة ومعادلة استراتيجيا وتحوله الى «رصيد استراتيجي» يضاف لحسابات القوة الاستراتيجية الايرانية لم تعد هناك دولة اقليمية قادرة على الوقوف في وجه الاطماع الايرانية غير المملكة العربية السعودية.. ومن هنا يعد هدف تحجيم الدور السعودي احد اهم الاهداف الاساسية في الاستراتيجية الايرانية، مشيرة الى ان ايران تسعى لتحقيق هذا الهدف لمحاصرة المملكة استراتيجيا وذلك عبر تعزيز نفوذها في الدول المتاخمة لها وعلى رأسها العراق واليمن واستخدام الخبرات المخابراتية من أجل زعزعة الامن والاستقرار في المملكة وتوفير الدعم المباشر وغير المباشر لتنظيم القاعدة للقيام بعمليات ارهابية داخل السعودية.
الورقة الطائفية والعاطفية
وتشير الدراسة التي حملت عنوان «مقومات الاستراتيجية الايرانية وموقف المملكة» التي اعدها عبدالعزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث إلى أن الاستثمار الواسع في استخدام «الورقة الطائفية» أحد أهم أدوات تنفيذ الاستراتيجية القومية للدولة الايرانية التي تهدف لجعل الانتماء والهوية الشيعية تسمو فوق كل الولاءات الاساسية الاخرى، وذلك لخلق «طابور خامس» داخل دول المنطقة يعمل لخدمة الاستراتيجية القومية للدولة الفارسية.
وتضيف بأنه الى جانب «الورقة الطائفية» عمدت القيادة الايرانية لتوظيف «الورقة العاطفية» حيث استغلت وبشكل واسع حالة وشعور العداء الذي يحمله المواطن العربي تجاه اسرائيل وامريكا، وقامت ايران بتنصيب نفسها الدولة الوحيدة في العالم التي تقف ضد اسرائيل وامريكا وانها هي التي ستحقق حلم المواطن العربي بازالة اسرائيل من الخارطة.. وقد نجحت ايران في ذلك الى حد ما بشكل جعل المواطن العربي غير قادر على ادراك اهداف السياسة القومية الايرانية التي تستخدم الورقة الفلسطينية في خدمة أهدافها واطماعها في المنطقة.
الاخطاء وسوء الحسابات الامريكية
وتذكر الدراسة ان الاستراتيجية الايرانية الجديدة في المنطقة قامت على عدد من المقومات الاساسية كان ابرزها الاخطاء وسوء الحسابات الامريكية التي قادت لازالة اهم نظامين كانا يشكلان طوق العداء الاستراتيجي والمذهبي للنظام الايراني وهما نظام طالبان في افغانستان والبعث في العراق.. وقد اكتشف النظام الايراني من خلال تطور الأوضاع في البلدين ان الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك القدرة على الاحتلال العسكري ولكنها لاتمتلكها لفرض السيطرة والارادة السياسة الفعالة للدول المحتلة، ومن هنا بنت القيادة الايرانية استراتيجيتها على اساس استغلال الضعف والمأزق الأمريكي وبناء قواعد النفوذ ومراكز القوى في هذه الدول مما يعزز القيمة الاستراتيجية لايران اقليميا ودوليا.
اما ثاني هذه المقومات او الاسس هو قناعة طهران بغياب تحدي القوى الاقليمية وعدم مقدرتها على مواجهة التوسع الايراني ومحاصرة الطموحات الاستراتيجية الايرانية التي تشمل كامل المنطقة العربية والشرق الاوسط.. وتتعزز هذه القناعة لدى الجانب الايراني بعدم وجود موقف او سياسة عربية موحدة تمكن من تطوير الاستراتيجية المضادة المطلوبة.. ومن هنا يتوجه جزء كبير من الجهود الايرانية نحو منع تبلور موقف عربي موعد لمحاصرة الطموحات والاطماع الايرانية.
السلاح النووي هو الهدف
وتعرج الدراسة الى المشروع النووي الايراني مؤكدة انه ومنذ بدايته لم يكن له غير هدف واحد محدد هو انتاج القنبلة النووية التي تضع ايران ضمن «النادي النووي».. مشيرة الى ان القيادة الايرانية لديها القناعة الكاملة بأن مسعاها لبناء ايران كدولة كبرى على المستوى الاقليمي لن يتحقق دون امتلاكها للقدرات النووية العسكرية او السلاح النووي الذي يعد في غاية الاهمية في الاستراتيجية الايرانية القائمة على تبني سياسة تدخلية شرسة في شؤون الدول الاقليمية وتوسيع دائرة النفوذ والسيطرة الايرانية لتشمل اغلب المنطقة وهو نفس الحلم الذي كان يراود شاه ايران السابق.. وكجزء من الاستراتيجية الايرانية تشير الدراسة الى ما تقوم به اجهزة الدولة السياسية والاعلامية في ايران من حملة تهديدات مكشوفة او مبطنة موجهة لدول الجوار ومنطقة الشرق الاوسط عموما تؤكد من خلالها نيتها وقدرتها على التعامل مع التحديات التي يكون مصدرها هذه الدول ومن الامثلة على ذلك اطلاق التهديدات العلنية التي تؤكد قدرات ايران وامكاناتها المتنوعة في إلحاق الضرر الكبير بأي دولة من الدول في المنطقة تتجرأ على تهديدها او تحدي مصالحها، والاعلانات المستمرة عن تحقيق الدولة النجاحات الكبيرة في تطوير الاسلحة والمعدات الحربية ونمو القدرات العسكرية التي ستوظف لعقاب الاعداء.
وفي الختام تتطرق الدراسة للانتخابات الرئاسية الايرانية القادمة متوقعة انها لن تجلب تغيرا جذريا في سياسة ايران الخارجية او في سلوكها الاقليمي، موضحة ان القيادات الايرانية بشكل عام تتقيد «بثوابت» الاستراتيجية القومية للدولة التي محورها بناء ايران كقوة اقليمية كبرى لا تنافسها دولة اقليمية اخرى واجبار المجتمع الدولي على الاعترف بهذه الحقيقة.
http://alsahaa.com/inf2/news.php?action=show&id=2333
قناة "العالم" تحرض على الرئيس صالح.. والحوثيون يزعمون أحقيتهم بـعسير ونجران وجازان
تظاهر يمنيون بحضرموت غير ان السلطات سيطرت على الوضع
محمد عسيري (سبق) الرياض: صعدت إيران من حملاتها الهادفة إلى زعزعة المناطق المحيطة بالسعودية، حيث بدأت أجهزتها الإعلامية في بث رسائل تطالب بإنفصال الجزء الجنوبي من اليمن، وذلك بعد أن وجهت لها ضربات موجعة تتمثل في كشف مخططاتها في المنطقة، وكان آخرها إعتراف القائد الميداني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب محمد العوفي بوجود مخطط مشترك بين طهران والقاعدة لضرب المواقع النفطية بالمملكة.
وبث موقع"العالم" الإيراني أمس الأول تقريرًا على لسان ما أسماه بـ"هيئات الحراك الجنوبي والتجمع الديمقراطي الجنوبي"، طالبت فيه "المواطنين الجنوبيين" في اليمن بالمشاركة بكثافة في التظاهرات التي نظمت في حضرموت، والتي تدعو إلى انفصال جنوب اليمن.
كما بثت قناة العام الإخبارية التابعة للحكومة الإيرانية خطابات إنفصالية لقيادات "الحراك الجنوبي"، فيما أصدرت القناة "فتوى قانونية" تقول إن "اليمن دخل في فراغ دستوري بعد إنتهاء فترة البرلمان" وأنه دخل في "مخالفات دستورية بعد التمديد له"، فيما رأت صحف يمنية أن هذا يكشف بجلاء أن إيران بدأت في تبني خطاب إعلامي أكثر تطرفاً من قادة "الحراك الجنوبي".
ودعت طهران الشعب اليمني إلى الوقوف مع الحوثيين "والإلتفاف من حولهم ودعمهم بكل القوة" وقالت "إنه يجب أن يتعامل المواطنون اليمنيون مع السعودية والرئيس على عبدالله صالح عكس ما يريدون تماماً ".
وسبق الحملة الإعلامية الإيرانية بأسبوع، دعوات أصدرتها قيادات في تمرد الحوثي تزعم "أحقية أبناء صعدة في استعادة جبل العرو وإمارات جازان وعسير ونجران" من السعودية، مبررة ذلك بأنها "فروع يجب أن تعود إلى الأصل".
ووجهت صنعاء العام الماضي اتهامات مباشرة لإيران بدعم المتمردين الحوثيين في صعدة، وحاكمت عدد من اليمنيين بتهمة التخابر مع طهران.
من جهتها، وجهت السعودية ضربات قوية إلى إيران عبر كشف عدد من مخططاتها "التوسعية" للهيمنة على المنطقة، حيث بث التلفزيون السعودي في الشهر الماضي اعترافات للعوفي، كشف فيها عن علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" واستعدادهم لمدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وفي المنطقة الشرقية، بائت مساعي إيران بالفشل بعد رفض قيادات الشيعة في السعودية دعوة نمر النمر للانفصال، وإعتبروها "خروجاً عن الوحدة الوطنية" و دعوات بائسة و"يتيمة".
ورأت صحف عربية أن العفو عن المشاركين في أحداث البقيع شكل ضربة أخرى لمخططات إيران، حيث أشادت بخطوة المملكة وقالت ( إنها تعاملت مع الأمر بحكمة، وقدمت برهاناً جديدًا على أنها لا تفرق بين أبناء الشعب السعودي الواحد.
http://www.sabq.org/?action=shownews&news=6064