(درر لشيخ ابن باز رحمة الله )

ملتقى الإيمان

من درر العلامة ابن باز رحمه الله تعالى.


في خطورة الفتن والتحذير منها

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وبعد: فإن الفتن لا شك أنها موضوع خطير، وهي تكون بالقتال، وتكون بالشهوات، وتكون بالشبهات، وتكون بالجميع، نسأل الله العافية.

وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (تكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، من يستشرفها تستشرفه) .

وقال عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا؛ وفي لفظ: بعرض من الدنيا قليل) .

ونحن في هذا الوقت، وكذلك مضت أوقات أيضاً وقع شيء منها كثير فيما مضى، ولكن في هذا الوقت أكثر، فتن الشبهات، وفتن الشهوات، وفتن القتال، كلها واقعة.

___________________
9
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زائرة
جزاك الله خير
*أم منال
*أم منال
جزاك الله خير الجزاء
روان ابريك
روان ابريك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي شكرا على موضوعك بس عندي سؤال لو سمحتي
يا ريت تشرحي الحديث بالتفصيل لأني ما فهمت الحديث أعرف أنه نحنا بعصر الفتن بس ما معنى القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، من يستشرفها تستشرفه) .
حبيبتي وأختي في الله أنا كثيرا جدا ما أفهم الأحاديث النبوية
يا ريت تشرحي لي معنى الحديث وبارك الله فيك وجزاك خيراً
Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
جزاكِ الله الجنة
شكراً أختي
Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
جزاكِ الله الجنة شكراً أختي
جزاكِ الله الجنة شكراً أختي
141077: ما المقصود بالفتن التي القاعد فيها خير من القائم ؟
دعونا نعرف ما المقصود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما أخذ من النبي صلي الله عليه وسلم حديثا يتعلق بفتن كثيرة سوف نراها ، وأن الجالس خير من الواقف ، والواقف خير من الماشي ؟
الجواب :
الحمد لله

أولا :

الحديث المقصود هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)

وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .

قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى نحو هذا الحديث من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - :

" وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة " انتهى.

ومن أحب أن يطلع على نصوص هذه الأحاديث فليرجع إلى كتاب " إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " للشيخ حمود التويجري رحمه الله ، في باب " ذكر الفتن والتحذير منها والأمر باعتزالها وكف اللسان واليد فيها " (1/26-51)

ثانيا :

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، في شرح معاني الحديث :

" قوله : ( من تَشَرَّفَ لها ) أي : تطلَّع لها ، بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها ...

قوله : ( تستشرفه ) أي : تهلكه ، بأن يشرف منها على الهلاك ، يقال استشرفت الشيء علوته وأشرفت عليه ، يريد من انتصب لها انتصبت له ، ومن أعرض عنها أعرضت عنه . وحاصله : أن من طلع فيها بشخصه قابلته بشرها .
ويحتمل أن يكون المراد : من خاطر فيها بنفسه أهلكته ، ونحوه قول القائل : من غالبها غلبته.

قوله : ( فمن وجد فيها ملجأ ) أي يلتجئ إليه من شرها .

قوله : ( أو مَعاذا ) هو بمعنى الملجأ .

قوله : ( فليعذ به ) أي : ليعتزل فيه ليسلم من شر الفتنة .

ووقع تفسيره عند مسلم في حديث أبي بكرة ، ولفظه : ( فإذا نَزَلَت فمن كان له إبل فليلحق بإبله - وذكر الغنم والأرض - قال رجل : يا رسول الله ! أرأيت من لم يكن له ؟ قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع ) " انتهى.

" فتح الباري " (13/30) ، وينظر " شرح مسلم " للنووي (18/9) .

ثالثا :

المراد بهذه الفتن ما يكون بين المسلمين من القتال بالبغي والعدوان ، أو التنازع على أمور الدنيا ، دون أن يتبين أي الفريقين هو المحق ، أو أيهما هو المبطل .

قال الإمام النووي رحمه الله :

"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ، فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.

" شرح مسلم " (18/9-10) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ، ثم من يكون مع النظَّارة ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم .

والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .

وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.

" فتح الباري " (13/30-31) .



والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب