د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

دروس مهمة من قصة أصحاب السبت..خطبة الجمعة 29/6/1423..آمل نقلها الى المواقع الأخرى..

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون :

يقول المولى تبارك وتعالى في محكم التنزيل (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ، إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ ، إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ، كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(163)وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ؟؟ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(164).. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ ، وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)..

أيها الاخوة: من الآيات السابقة ومن غيرها من النصوص ، يتضح لنا ما حصل لإحدى قرى بني إسرائيل، تلك القرية الساحلية التي يعيش فيها مجموعة من اليهود يعبدون الله تعالى على شريعة موسى عليه السلام ..وكان المجتمع فيها آنذاك خليط من العلماء والصالحين والفاسدين المفسدين..

وكان يومُ السبت هو اليومُ الذي يرتاحون فيه من شئون المعاش ، ويتفرغون في للعبادة .. وفيه حرم الله عليهم صيدَ البحر .. ولحكمة يعلمها الله تعالى أمر الأسماك أن تتكاثر وتقرب من الساحل في يوم السبت ، أما باقي أيام الأسبوع فإنها تختفي وتبعدُ عن الشاطئ..

ولما طال الأمر على بعضهم وضعفت إرادته أمام شهوة بطنه ، قام بحلية غبية على أمر الله تعالى ، فحفرة حفرة على الشاطئ ، ووضع الشباك عليها حتى تقعَ الأسماك في الحفرة يومَ السبت ، وإذا أرادت أن تعود لم تستطع ذلك ..

وفي يوم الأحد يأتي ويأخذ حصيلة السبت ، ، ولما شَعر به الآخرون صنعوا مثل ما صنع ، حتى اشتهر ذلك عندهم ، وشجع بعضهم بعضا...
وأمام هذا التعاونِ على المحرم ، ومعصية الخالق جل وعلا ، انقسم الناس في هذه القرية إلى ثلاثة أقسام ..

قسم زاول المنكر ودعا إليه ..وقسم أنكروا هذا التصرف ، وحذروا قومهم من العقوبة الإلهية ،
وقسم كره ذلك العمل ، ولم ينكروا عليهم ..

وبعد ان استمر العصاة في غيهم وتجاوزِهم لحدود الله ، ولم يستمعوا إلى نصائح العلماء والدعاة إلى الله ، انزل الله عليهم عقابا من عنده ، فقلب صورهم إلى صور قرود ، فأخزاهم وأذلهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.. ونجى الذين كانوا ينهون عن المنكر من العذاب الأليم ، وبقوا على صورهم .

أيها الاخوة : وحول هذا الحدث احب ان اقف عدة وقفات لعل الله تعالى ان ينفعنا بها..
الوقفة الأولى : حول موقفِ أهل القرية من تلك المعصية .. لقد انقسموا الناس آنذاك إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الطائفة التي فكرت في تلك الحيلة الشيطانية ومارسوها خفية ، ثم أعلنوها في الأسواق والبيوت ، واستمروا على ممارسة تلك المعصية ، رغم تحذير المخلصين من قومهم ..هذه الطائفة ماذا حصلها ؟ وما هو مصيرها ؟ هل انتصرت على أولئك المتشددين ( في نظرهم ) ؟ هل حققوا نصرا في الإذن لهم بممارسة ذلك المنكر ؟ هل تمتعوا فعلا بتلك اللذة المحرمة ؟ الجواب بالطبع ..لا..

لقد انهارت إرادتهم وضعفت عزائمهم أمام شهوة البطن .. لقد تنازلوا هم عن آدميتهم ..حين تنازلوا عن أخص خصائصها ..وهي الإرادة التي تسيطر على الرغبة .. وانتكسوا إلى عالم الحيوان حين تخلوا عن خصائص الإنسان ..فصيرهم الله تعالى إلى حيث أرادوا لأنفسهم من الانتكاس والهوان ..قيل لهم كونوا قردة خاسئين ..لقد حولهم الله من الشكل الإنساني إلى أشكال القردة .. ، واستمروا على ذلك حتى ماتوا..لقد عذبهم الله بهذا العذاب النفسي والبدني إضافة إلى العذاب الأكبر يوم القيامة..فأسال الله تعالى السلامة مما وقعوا فيه.

أما القسم الثاني : من أهل تلك القرية فهم مجموعة من العلماء والمصلحين ..أزعجهم مخالفةَ قومهم لأوامر الله تعالى ..فوقفوا في وجه المعصية والاحتيال وقفة إيجابية ، وتعاونوا على إنكار المنكر فقاموا بالنصح والتوجيه والإرشاد .. يدفعهم إلى هذا العمل النبيل أمران ..

الأول : رجاء ان يهتدي أولئك العصاةُ من قومهم ، ويقلعوا عن المعصية ، ويعودوا إلى طاعة الله ..

الأمر الثاني : على افتراض ان قومهم استمروا على منكرهم ، فان هذه الطائفة قد أدت ما عليها من واجب النصيحة ، واعذروا إلى ربهم ..

وهذه المجموعةِ من الناس هم الناجون الوحيدون من العذاب في الدنيا والآخرة ، وقد أشاد الله تعالى بموقفهم حين قال مبينا حال الفريقين ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ ، وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )..

أما الصنف الثالث : فهم أناس صالحون كرهوا ما عليه القوم من المنكرات ، ووقفوا من المنكرات موقف الإنكار السلبي ..بمعنى انهم لم يقوموا بعمل إيجابي نحو أولئك العصاة فيرشدوهم وينصحوهم ..بل انهم حاولوا ان يثبطوا المصلحين عندما لاحظوا حرصَهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. يقول تعالى مبينا ذلك الموقف السلبي من أولئك الصالحين (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ؟؟)..

ولكن المصلحين وقفوا أمامهم موقفا مشرفا حين قالوا( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون ) ..

وهذا الصنف لم يرد عن مصيره شيء في القرآن .. ربما تهوينا لشانهم لأنهم قعدوا عن الإنكار الإيجابي ..وقفوا عند الإنكار السلبي ..فاستحقوا الإهمال وعدم الذكر ..وان كانوا لم يستحقوا العذاب..

أيها الأخوة في الله ..لاشك ان العبر من هذه الحادثة كثيرة جدا ..ولعلنا في هذه العجالة نذكر شيئا منها .. الفائدة الأولى :

هي تلك السنة ربانية في حق العصاة والمجرمين في كل زمان ومكان ..الذين يتجاوزن حدود الله تعالى وينهارون أمام إحدى الشهوات أو مجموعة منها ..سواء شهوة البطن أو الفرج أو المال أو المنصب أو الجاه أو نحو ذلك ..ان العقاب على المعصية إذا لم يتب منها هو سنة ربانية التي لا تتغير ، وهي قريبة من العاصي وان شعر انه في مأمن أو في منعة ..يقول تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُم ْ(8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم ْ(9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا : كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؟ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ .. وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ، وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُم ْ(11) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.. وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُم ( 12)

وعليه فلنحذر اخوة الإيمان من الوقوع في المعاصي مهما كانت.. خصوصا الكبائر منها.. وإذا وقعنا لسبب ما فإننا لابد أن نتوب الله تعالى فورا ، ولا نرجع إليها مرة أخرى ..مخافة ان يقع علينا العذاب ونحن لا نشعر كما حصل لمن كان قبلنا..كما قال تعالى ( أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )..ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ان الله تعالى ليملى للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ) ..

كما علينا اخوة الإيمان ألا نغتر بكثرة المنكرات واشتهارها ، وكثرةِ العاملين لها وقوتِهم .. فهذا ليس دليل على صحة ما يقومون به .. ولننظر إلى الناجي كيف نجى ، ولا ننظر إلى الهالك كيف هلك ..

الفائدة الثانية : هي ان نُكَون من أنفسنا دروعا تقي المجتمع من عقوبة الله تعالى .. نتزود بالعلم ، وننخرط في صفوف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، الحريصين على مصلحة أمتهم ، نمارس هذه المهمة النبيلة تلقائيا في البيوت والأسواق والأعمال كما قام بها افضل خلق الله من الرسل والأنبياء والشهداء والصالحين .. ليكن هدفنا النصيحة .. لا الفضيحة ، وليكن هدفنا حبُ الآخرين .. لا الانتقامُ منهم ، وليكن شعارنا هو ما قاله نوح عليه السلام لقومه حين قال ( يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ..

نفعل ذلك ابتغاء الأجر من الله تعالى ، لا نريد مدحا ولا مكانة ولا مالا ، وليكن شعارنا ما قاله الأنبياء لأقوامهم ( يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ، إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) وبذلك نحمي أنفسنا أولا ثم نحمي مجتمعنا من غضب الله عز وجل.

الفائدة الثالثة : ان نحذر من ان نكون من الفئة الثالثة ، وهم الناس الذين كرهوا المنكر ..ولا كنهم لم يتحركوا لإزالته ..هذا الصنف من الناس موجود في عالمنا هذا اليوم ..أناس صالحون ..ولكنهم لضعفهم وخوفهم من الباطل وأهله وحبهم للدنيا قعدوا عن الإنكار ،ووقفوا موقفا سلبيا تجاه المنكرات وأهلها .. فهم وان كانوا يصلون ويصومون ويفعلون الخيرات إلا انهم لا تاثير لهم في الواقع مع قدرتهم على ذلك .. وهم اللذين يصفهم الكفار المنافقين في وقتنا الحاضر ( بالمعتدلين ) أو( بالحمائم )..

وهولاء على ماهم عليه من الصلاح إلا انهم يعكسون صورة سيئة للمسلم الحق ..فقد يقتدي بهم الجاهل والضعيف ، ويتوقع ان موقفَهم هو الموقفُ الصحيح ..كما انهم قد يكونوا عنصرَ تثبيط للدعاة والمصلحين : سواء عندما ينتقدون الآمرين بالمعروف والناهين بالمنكر ويصفونهم بالمتشددين ، أهل عندما يوجهون النصح السلبي المباشر إلى المصلحين بعدم القيام بدورهم في المجتمع كما قال أسلافهم ..

أيها الاخوة أن هذا الصنف على خطر عظيم إذا لم ينتبهوا لأنفسهم .. فربما يهلك مع الهالكين ، ويندم حين يندم النادمون في يوم عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتي الله بقلب سليم..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(104)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعالَمِينَ)
بارك اله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطية الثانية
الحمد لله ولي الصالحين..خلق فسوى وقدر فهدى ..أمر الناس بالتعاون على البر والتقوى ..فاشهد ألا اله إلا هو وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله
أما بعد أيها المسلمون :

الفائدة الرابعة : هي ان نؤمن بقدرة الله تعالى على تغيير نواميس الكون ..فالكون وان كان يمشي وفق أسس ثابتة وحسابات دقيقة ، ولا مجال لفوضى في تدبيره ، إلا أمران الله تعالى الذي خلقه قادر على تغير تلك الثوابت بكلمة كن ..فهو سبحانه لا يعجزه شيء .. والقصة التي معنا يبرز فيها أمران خارقان للعادة ، فالأول توجهُ الحيتان في يومَ السبت بالذات إلى الشاطئ ، واختفاؤها بقيةَ الأسبوع

الثاني : تحول العصاة إلى قردة يتعاوون ويثب بعضهم على بعض..
أيها الاخوة أن هذا الأمر ليس بصعب على المولى تبارك وتعالى ... والتاريخ والواقع يشهد بأكبر من هذا .. ولا مجال للصدفة والعبث في هذا الموضوع ..
وعليه فالمؤمن لا يخاف من أهل الباطل مهما كانوا مادام على الحق ولو كان وحده ..فربما قُضي عليهم في لحظة ..كما حصل لقوم نوح وقوم لوط وقوم صالح وقوم فرعون وغيرهم من الظلمة والطغاة..

الفائدة الخامسة : هي ان القوانين والأنظمة لا تحرسها النصوص المكتوبة على الورق .. إنما تحرسها القلوب الحية التي تستقر فيها التقوى والخشيةُ من الله تعالى .. ولن تستطيع أي دولة مهما أهل أوتيت من قوة ان تضع على راس كل فرد حارسا يلاحظه في تنفيذ القانون وصيانته ..مالم تكن خشيةُ الله تعالى مستقرة في القلوب .. ومن اجل ذلك نلاحظ فشل الأنظمة والأوضاع التي لا تقوم على حراسة القلوب التقية..ومن اجل ذلك تفشل النظريات والمذاهب التي يضعها البشر للبشر بعيدة عن شرع الله ...

فالطائفة المخذولة في تلك القرية لم يلتزموا بالنص المنزل عليهم بقوله تعالى ( ولاتعدوا في السبت ) بل عملوا الحيلة بعد الأخرى على النص الإلهي وقاموا بصيد الحيتان في يوم السبت رغم تحريم ذلك عليهم ..أما أصحاب القلوب الحية فقد أنكروا ذلك الفعل ولم يشاركوا قومهم ..

ولذا فان علينا جميعا أيها الاخوة سواء كنا آباء أهل معلمين أهل مسؤولين أمران نضع الخطط اللازمة لتربية من حولنا على مراقبة الله تعالى في السر والعلن ، بقدر ما نستطيع ،نربيهم على الإيجابي بالله تعالى إيمانا حقيقيا ..ولنحذر من صيحات المنافقين هنا وهناك التي تنادي بالحذر من التشدد في الدين والتنطع ،

وعلينا ان نتعاون على إنكار المنكرات وفعل الخيرات ، والأخذ على يد الظلم .. حتى ننجو من عذاب الله ..

ثم للنظر من حولنا ..ونتساءل ماذا قدم القادة العلمانيون للأمة ؟؟
ماذا قدمت لنا القومية العربية؟؟ ماذا قدم لنا حزب اليعث ؟؟ ماذا قدمت لنا الاحزاب والشعارات الألأخرى؟؟
وماذا قدم المغنون واللاعبون والفنانون والمخترعون الذين اعرضوا عن دين الله ، وتربوا على حب الدنيا وعدم الخوف من الله ..
هل وحدوا الأمة ؟ هل هزموا الأعداء ؟
هل وفروا للشعوب لقمة العيش الكريمة ؟
الواقع انهم لم يفعلوا شيئا من ذلك ..بل جلبوا على الأمة الذل والهوان على مدار التاريخ ..وخدروا الأمة ، وغيبوها عن أهم أمور حياتها

حتى تسلط علينا أحفاد القردة والخنازير ، فاخذوا خيراتنا ، وصرفوا الأمة عن دينها ، وقتلوا وحاربوا افضل رجال الأمة ونسائها..

ولذلك علينا ان نهتم بالتربية الإيمانية كما شرع الله ،وبذلك نحمي مجتمعنا من الويلات والنكبات الدنيوية ، كما نحميه من عذاب الله يوم القيامة .
.وحتى ونقود امتنا إلى العز والنصر والتمكين ..كما قام به آباؤنا الأولون من الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..

أسال الله تعالى ان يمن علينا بالهداية ..وان يفتح على قلوبنا بالحق ، وان يجعلنا من عباده المخلصين ، وان يوفقنا لما فيه الخير ، وان يصلح نياتِنا وذرياتٍنا وأئمتنا وولاة أمورنا ..
اخوة الإيجابي اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ..
وقوموا إلى صلاتكم وفقكم الله..
0
5K

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️