بشائر النصر تتوالى من أرض حجور/ 15-5-1433هـ/ عودة المعارك و 5 قتلى من الحوثيين
بسم الله الرحمن الرحيم
أفاد الأخ فهد بن علي الزعكري وفقه الله: أن الحوثيين عاودوا الإعتداء مرة أخرى بعد التظاهر بالهدنة ووقف إطلاق الناروقتلوا مواطنيين وضربوا على عشر سيارات وقطعوا الطريق العام
فتصدى لهم أبطال حجور من فضل الله ولقنوا الحوثيين درسًا يضاف إلى الدروس القديمة واستمرت الاشتباكات على تقطع فيها إلى فجر هذا اليوم
وكانت المعارك في أبي دوار وعند الكولة السوداء والبيضاء وعند المعهد وسقط من الحوثيين خمسة قتلى



لللشيخ الفاضل المجاهد أبي عبد الله محمد بن عبد الله باجمال حفظه الله ورعاه
الاغتباط بذكر فضائل الرباط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن من العبادات العظيمة، والطاعات الجليلة، التي لا يقوم بها إلا الرجال الأبطال، أصحاب الهمم العالية، الطامعون في المنازل السامية، أتدري أخي الكريم ما هذه العبادة؟ إنها عبادة من قام بها، واعتنى بشأنها، نال الأجور الكبيرة، والمثوبات الوفيرة، لما فيها من المصالح الجمة، العامة والخاصة، والظاهرة والباطنة، هذه العبادة هي عبادة الرباط في سبيل الله، الرباط في الثغور، وبين الصخور، حفاظًا على عسكر الإيمان وجند الإسلام من كيد جنود الشيطان، وصيانة لعورة المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار.
وحقًّا إنها عبادة شاقة؛ لكنها على طلاب الجنة، ومريدي الحسنات المتضاعفة، مرغوبة محبوبة.
وبين يديك أخي المجاهد بعض ما يناله المرابط في سبيل الله من المثوبات العظام، والخيرات الجسام، العاجلة والآجلة، عسى أن تزيدنا حافزًا في الرباط والصبر عليه، وأن ندل غيرنا إليه، ونحثه عليه. وقبل إيرادها نذكر معنى الرباط لغة وشرعًا لنعرف حقيقته، فنصيب غايته.
معنى الرباط لغة وشرعًا:
الرباط: مصدر ربط يربِطُ رَبطاً. وله معاني:
منها: الرِّباط: هو الشَّيءُ الذّي يُرْبَطُ به، وجَمْعُه: رُبُط.
ومنها: أنه مأخوذ من الحبس، كما في قوله تعالى: ﴿ومن رباط الخيل﴾.
ومنها: ما تشد به القِرْبَة والدابة وغيرهما.
ومنها: ملازمة الأمر، والدوام عليه.
ومنها: الفؤاد كأن الجسمَ رُبط به، يقال: فلان ثابت الرباط أي: النفس.
ومنها: الشد والقوة، ومنه قوله تعالى: ﴿وربطنا على قلوبهم﴾ أي: شددنا عليها وقويناها.
والحاصل: أن الراء والباء والطاء أصل واحد يدل على شد وثبات.
وأما شرعًا: فهو ملازمة المسلم المكان الذي بين المسلمين والكفار، لحراسة المسلمين من شر أعدائهم. والقائم بهذه العبادة يقال له: مرابط.
وأَصل الرباط: أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً.
ومن معاني الرباط الشرعية: المُواظَبةُ عَلَى الطاعة كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم عن النبي قالصلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»، فجعل المواظبة على الطهارة، وكثرة الخطا إلى المساجد، وملازمة المسجد من فرض إلى فرض، رباطًا كالجهاد في سبيل الله.
فإن قيل: ما أقل مدة الرباط؟ قلنا: أقل مدة الرباط يوم، لحديث سهل في الصحيحين: «رباط يوم في سبيل الله» الحديث وسيأتي.
فضائل الرباط:
1- الرباط في سبيل الله من أعظم أسباب الفلاح، قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾.
2- الرباط في سبيل الله خير من جمع الأموال، والتنافس على الرئاسة والملك، والمزاحمة في أبواب الدنيا كلها، وأفضل من تحصيل القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدّنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنّة خير من الدّنيا وما عليها، والرّوحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدّنيا وما عليها».
فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: «خير من الدنيا وما عليها» يظهر لك جليًّا فضيلة الرباط في سبيل الله، وعظيم منزلته، وأن من تركه لأمر من حطام الدنيا فقد غُبن غبنًا كبيرًا، وفوَّت على نفسه خيرًا كثيرًا.
3- رباط يوم في سبيل الله يزيد على أجر صيام شهر وقيامه، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه».
ولأحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه»، والحديث حسن لغيره.
فيا لها من فضيلة جليلة، يرابط المسلم في ثغر من الثغور يومًا وليلة فينال أجورًا أفضل من صيام شهر وقيامه!!! ألا ترى أيها المجاهد أن أجر الرباط في سبيل الله لا يعادله الدنيا بحذافيرها؟! ألا ترى أيها المجاهد أن أجر الرباط في سبيل الله لا يوازيه صيام شهر ولا قيامه؟! فكيف بمن رابط شهرًا، أو شهرين، أو أكثر؟! أين المتسابقون على هذه الأجور الكبيرة؟ والمثوبات الكثيرة؟
4- الرباط في سبيل الله من مات عليه نما له عمله وزاد إلى يوم القيامة، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله».
ولأبي داود بسند حسن عن فضالة - رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ الميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة».
وللدارمي بسند يصلح في الشواهد عن عقبة بن عامر نحوه.
ولسعيد بن منصور بسند يصلح في الشواهد أيضًا عن أبي أمامة موقوفًا وله حكم الرفع: «كل عمل ابن آدم ينقطع إذا مات صاحبه غير الرباط، فإنه يجري لصاحبه مثل أجر المرابط الحي إلى يوم القيامة».
5- الرباط في سبيل الله من مات عليه بُعث عليه على رؤوس الخلائق، فقد روى أحمد بسند حسن عن فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من مات على مرتبة من هذه المراتب –يعني: الرباط أو الحج ونحوه- بُعث عليها يوم القيامة».
6- الرباط في سبيل الله من مات عليه آتاه الله رزقًا عظيمًا بعد مماته، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون﴾،
وفي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه».
وعن أبي هريرة وهو حسن بشواهده: «من مات مرابطا، وُقِيَ فتنة القبر، وأومن من الفزع الأكبر، وغدي عليه، وريح برزقه من الجنة».
ولابن أبي عاصم في الجهاد بسند ضعيف –وهو الآن في الشواهد- عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله، ويجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب».
7- الرباط في سبيل الله من مات عليه أُمِّنَ من فتنة القبر، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان».
ولأبي داود بسند حسن عن فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ الميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمّن من فتّان القبر».
فلما كانت عبادة الرباط عبادة شاقة شديدة على النفس، وتحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ، وتحملٍ وثباتٍ، جاءت فيها هذه الفضائل العظيمة، وتميزت بهذه الأجور الجسيمة، فاغتنم يا رعاك الله هذه الفضائل والمثوبات قبل فوات وقتها، وذهاب رايتها، وحُث غيرك بها، حتى يعظم أجرك، فإن لم نسابق إليها، ونصبر عليها بعد أن يسرها الله، فلعلنا نفتقدها، فالمسارعة المسارعة.
وننصح كل مجاهد: أن يُشغل وقتَه بالذكر في حال كرِّه وفرِّه، وهجومه ودفاعه، ورباطه وحراسته، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وقال نبي الله هود لقومه: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾.
وفي الباب أحاديث ضعيفة نذكرها للتنبيه عليها لئلا يستند إليها:
1- روى ابن أبي عاصم في الجهاد بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: «من رابط في سبيل الله يومًا، أو ليلة, كتب الله له كأجر الصائم القائم سنة».
2- روى أحمد والترمذي والنسائي بسند ضعيف عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل».
3- روى ابن ماجه بسند ضعيف عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط ليلة في سبيل الله سبحانه، كانت كألف ليلة صيامها وقيامها».
4- روى ابن ماجه عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين، محتسبًا من غير شهر رمضان أعظم أجرًا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين، محتسبًا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرًا -أراه قال- من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها، فإن رده الله إلى أهله سالمًا، لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، وتكتب له الحسنات، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة»، وهو حديث موضوع.
5- روى أحمد بسند ضعيف عن أم الدرداء مرفوعًا: «من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام، أجزأت عنه رباط سنة».
6- روى أبو داود في المراسيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط من وراء بيضة المسلمين أربعين يوما أعطاه الله مكان من ترك خلف ظهره من أهل ملة وذمة، والبهائم التي بأيديهم قيراطا قيراطا من حسنة».
7- روى الحارث بن أسامة عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعًا بسند موضوع: «من رابط أو جاهد في سبيل الله كان له بكل خطوة حتى يرجع سبعمائة ألف ألف حسنة ومحو سبع مائة ألف ألف سيئة ورفع مائة ألف ألف درجة , وكان في ضمان الله فإن توفاه بأي حتف كان أدخله الجنة , وإن رجعه رجعه مغفورا له مستجابا له».
8- روى ابن أبي عاصم في الجهاد بسند منكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عمل رجل في أهله ألف سنة، السنة ثلاث مائة وستون يوما، واليوم مقدار ألف سنة».
9- روى الطبراني بسند ضعيف عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندق كسبع سموات وسبع أرضين».
10- وروى أيضًا بسند موضوع عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط، فقال: «من رابط ليلة حارسًا من وراء المسلمين كان له مثل أجر من خلفه ممن صام وصلى».
11- وروى أيضًا بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تمام الرباط أربعين يوما، ومن رابط أربعين يوما لم يبع ولم يشتر، ولم يحدث حدثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». تم المقصود والحمد لله رب العالمين.
كتبه بأرض وائلة:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
مساء الاثنين 26 من شهر ربيع الثاني عام 1433هـ
تحميل المقال من هنا
الاغتباط بذكر فضائل الرباط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن من العبادات العظيمة، والطاعات الجليلة، التي لا يقوم بها إلا الرجال الأبطال، أصحاب الهمم العالية، الطامعون في المنازل السامية، أتدري أخي الكريم ما هذه العبادة؟ إنها عبادة من قام بها، واعتنى بشأنها، نال الأجور الكبيرة، والمثوبات الوفيرة، لما فيها من المصالح الجمة، العامة والخاصة، والظاهرة والباطنة، هذه العبادة هي عبادة الرباط في سبيل الله، الرباط في الثغور، وبين الصخور، حفاظًا على عسكر الإيمان وجند الإسلام من كيد جنود الشيطان، وصيانة لعورة المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار.
وحقًّا إنها عبادة شاقة؛ لكنها على طلاب الجنة، ومريدي الحسنات المتضاعفة، مرغوبة محبوبة.
وبين يديك أخي المجاهد بعض ما يناله المرابط في سبيل الله من المثوبات العظام، والخيرات الجسام، العاجلة والآجلة، عسى أن تزيدنا حافزًا في الرباط والصبر عليه، وأن ندل غيرنا إليه، ونحثه عليه. وقبل إيرادها نذكر معنى الرباط لغة وشرعًا لنعرف حقيقته، فنصيب غايته.
معنى الرباط لغة وشرعًا:
الرباط: مصدر ربط يربِطُ رَبطاً. وله معاني:
منها: الرِّباط: هو الشَّيءُ الذّي يُرْبَطُ به، وجَمْعُه: رُبُط.
ومنها: أنه مأخوذ من الحبس، كما في قوله تعالى: ﴿ومن رباط الخيل﴾.
ومنها: ما تشد به القِرْبَة والدابة وغيرهما.
ومنها: ملازمة الأمر، والدوام عليه.
ومنها: الفؤاد كأن الجسمَ رُبط به، يقال: فلان ثابت الرباط أي: النفس.
ومنها: الشد والقوة، ومنه قوله تعالى: ﴿وربطنا على قلوبهم﴾ أي: شددنا عليها وقويناها.
والحاصل: أن الراء والباء والطاء أصل واحد يدل على شد وثبات.
وأما شرعًا: فهو ملازمة المسلم المكان الذي بين المسلمين والكفار، لحراسة المسلمين من شر أعدائهم. والقائم بهذه العبادة يقال له: مرابط.
وأَصل الرباط: أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً.
ومن معاني الرباط الشرعية: المُواظَبةُ عَلَى الطاعة كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم عن النبي قالصلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»، فجعل المواظبة على الطهارة، وكثرة الخطا إلى المساجد، وملازمة المسجد من فرض إلى فرض، رباطًا كالجهاد في سبيل الله.
فإن قيل: ما أقل مدة الرباط؟ قلنا: أقل مدة الرباط يوم، لحديث سهل في الصحيحين: «رباط يوم في سبيل الله» الحديث وسيأتي.
فضائل الرباط:
1- الرباط في سبيل الله من أعظم أسباب الفلاح، قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾.
2- الرباط في سبيل الله خير من جمع الأموال، والتنافس على الرئاسة والملك، والمزاحمة في أبواب الدنيا كلها، وأفضل من تحصيل القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدّنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنّة خير من الدّنيا وما عليها، والرّوحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدّنيا وما عليها».
فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: «خير من الدنيا وما عليها» يظهر لك جليًّا فضيلة الرباط في سبيل الله، وعظيم منزلته، وأن من تركه لأمر من حطام الدنيا فقد غُبن غبنًا كبيرًا، وفوَّت على نفسه خيرًا كثيرًا.
3- رباط يوم في سبيل الله يزيد على أجر صيام شهر وقيامه، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه».
ولأحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه»، والحديث حسن لغيره.
فيا لها من فضيلة جليلة، يرابط المسلم في ثغر من الثغور يومًا وليلة فينال أجورًا أفضل من صيام شهر وقيامه!!! ألا ترى أيها المجاهد أن أجر الرباط في سبيل الله لا يعادله الدنيا بحذافيرها؟! ألا ترى أيها المجاهد أن أجر الرباط في سبيل الله لا يوازيه صيام شهر ولا قيامه؟! فكيف بمن رابط شهرًا، أو شهرين، أو أكثر؟! أين المتسابقون على هذه الأجور الكبيرة؟ والمثوبات الكثيرة؟
4- الرباط في سبيل الله من مات عليه نما له عمله وزاد إلى يوم القيامة، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله».
ولأبي داود بسند حسن عن فضالة - رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ الميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة».
وللدارمي بسند يصلح في الشواهد عن عقبة بن عامر نحوه.
ولسعيد بن منصور بسند يصلح في الشواهد أيضًا عن أبي أمامة موقوفًا وله حكم الرفع: «كل عمل ابن آدم ينقطع إذا مات صاحبه غير الرباط، فإنه يجري لصاحبه مثل أجر المرابط الحي إلى يوم القيامة».
5- الرباط في سبيل الله من مات عليه بُعث عليه على رؤوس الخلائق، فقد روى أحمد بسند حسن عن فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من مات على مرتبة من هذه المراتب –يعني: الرباط أو الحج ونحوه- بُعث عليها يوم القيامة».
6- الرباط في سبيل الله من مات عليه آتاه الله رزقًا عظيمًا بعد مماته، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون﴾،
وفي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه».
وعن أبي هريرة وهو حسن بشواهده: «من مات مرابطا، وُقِيَ فتنة القبر، وأومن من الفزع الأكبر، وغدي عليه، وريح برزقه من الجنة».
ولابن أبي عاصم في الجهاد بسند ضعيف –وهو الآن في الشواهد- عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله، ويجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب».
7- الرباط في سبيل الله من مات عليه أُمِّنَ من فتنة القبر، ففي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان».
ولأبي داود بسند حسن عن فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ الميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمّن من فتّان القبر».
فلما كانت عبادة الرباط عبادة شاقة شديدة على النفس، وتحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ، وتحملٍ وثباتٍ، جاءت فيها هذه الفضائل العظيمة، وتميزت بهذه الأجور الجسيمة، فاغتنم يا رعاك الله هذه الفضائل والمثوبات قبل فوات وقتها، وذهاب رايتها، وحُث غيرك بها، حتى يعظم أجرك، فإن لم نسابق إليها، ونصبر عليها بعد أن يسرها الله، فلعلنا نفتقدها، فالمسارعة المسارعة.
وننصح كل مجاهد: أن يُشغل وقتَه بالذكر في حال كرِّه وفرِّه، وهجومه ودفاعه، ورباطه وحراسته، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وقال نبي الله هود لقومه: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾.
وفي الباب أحاديث ضعيفة نذكرها للتنبيه عليها لئلا يستند إليها:
1- روى ابن أبي عاصم في الجهاد بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: «من رابط في سبيل الله يومًا، أو ليلة, كتب الله له كأجر الصائم القائم سنة».
2- روى أحمد والترمذي والنسائي بسند ضعيف عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل».
3- روى ابن ماجه بسند ضعيف عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط ليلة في سبيل الله سبحانه، كانت كألف ليلة صيامها وقيامها».
4- روى ابن ماجه عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين، محتسبًا من غير شهر رمضان أعظم أجرًا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين، محتسبًا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرًا -أراه قال- من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها، فإن رده الله إلى أهله سالمًا، لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، وتكتب له الحسنات، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة»، وهو حديث موضوع.
5- روى أحمد بسند ضعيف عن أم الدرداء مرفوعًا: «من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام، أجزأت عنه رباط سنة».
6- روى أبو داود في المراسيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط من وراء بيضة المسلمين أربعين يوما أعطاه الله مكان من ترك خلف ظهره من أهل ملة وذمة، والبهائم التي بأيديهم قيراطا قيراطا من حسنة».
7- روى الحارث بن أسامة عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعًا بسند موضوع: «من رابط أو جاهد في سبيل الله كان له بكل خطوة حتى يرجع سبعمائة ألف ألف حسنة ومحو سبع مائة ألف ألف سيئة ورفع مائة ألف ألف درجة , وكان في ضمان الله فإن توفاه بأي حتف كان أدخله الجنة , وإن رجعه رجعه مغفورا له مستجابا له».
8- روى ابن أبي عاصم في الجهاد بسند منكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عمل رجل في أهله ألف سنة، السنة ثلاث مائة وستون يوما، واليوم مقدار ألف سنة».
9- روى الطبراني بسند ضعيف عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندق كسبع سموات وسبع أرضين».
10- وروى أيضًا بسند موضوع عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط، فقال: «من رابط ليلة حارسًا من وراء المسلمين كان له مثل أجر من خلفه ممن صام وصلى».
11- وروى أيضًا بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تمام الرباط أربعين يوما، ومن رابط أربعين يوما لم يبع ولم يشتر، ولم يحدث حدثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». تم المقصود والحمد لله رب العالمين.
كتبه بأرض وائلة:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
مساء الاثنين 26 من شهر ربيع الثاني عام 1433هـ
تحميل المقال من هنا
الصفحة الأخيرة
11- علي وفاطمة والإمام الحسن والإمام الحسين أول من ظلم في هذه الأمة ،
على يد أبي بكر وعمر
هذه الأمة التي كان يريدها النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تكون هكذا على مستوى عال ، على مستوى عال في واقع حياتها ، في تفكيرها ، في هديها ، في زكاء نفوسها أصبحت أمة دُنِّسَت بالعقائد الباطلة ، تحت أقدام الجبارين من الخلفاء في مختلف العصور ، على يد من حصل هذا ؟ .
يُظلم أول من يُظلم أهل بيته : علي وفاطمة والإمام الحسن والإمام الحسين أول من ظلم في هذه الأمة ، على يد من حصل هذا ؟ على يد أبي بكر وعمر .
يصل معاوية إلى حكم الأمة ، ويصل يزيد إلى حكم الأمة ، ويصل من كانوا يسبحون في أحواض الخمر فيشرب حتى الثَّمَالة وهو أمير المؤمنين ، على يد من حصل هذا ؟ . وبسبب من حصل هذا ؟ .
من ملزمة ( دروس من هدي القرآن) سورة آل المائدة : الدرس الثالث صـ 13
12- الولاية لا تكون لأبي بكر وعمر وعثمان لأنهم خالفوا الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وليسوا من حزب الله الذي سيغلب في ميدان المواجهة
إذاً فكيف تريد مني أن أمنح هذه الولاية التي لم أمنحها لعمار أن أمنحها لمن خالف الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله) فيها ، من خالفه فيها : أبا بكر وعمر وعثمان وآخرين . أليس هذا من الأشياء العجيبة ؟ تريد مني أن أتولاهم كما أتولى علي (عليه السلام) وأنا لم أتولّ عماراً بعد كما أتولى علي عليه السلام ، وعمار هو نفسه يتولى علي عليه السلام بأعظم مما نتولاه نحن .
إذاً فهمنا بأن مسألة الولاية هنا الذي نحن متوجهون إليها في هذا المقام المهم ، في مقام أن تكون الأمة ، أن يكون المجتمع الفلاني من حزب الله الذي سيغلب في ميدان المواجهة ، ألم نفهم بعد بأنها لا تعني أولئك ولا علاقة لهم بها ، لا أبا بكر ولا عمر ولا عثمان ؟ . إذاً فالمقام ليس مقام أنه يصح لنا أن نتولى علي عليه السلام وأبا بكر وعمر وعثمان ، وأنت تريد أن تنسحب هذه الآية عليهم جميعاً .
من ملزمة ( دروس من هدي القرآن) سورة آل المائدة : الدرس الثالث صـ 25 - 26
13- الخلفاء الراشدون خارجون عن مقتضى الإيمان ،
وهم من أضاعوا إيمان الأمة
وشيء ملاحظ في تاريخ الأمة أن كل أولئك الذين حكموا المسلمين بدءاً من أبي بكر أولئك الذين حكموا المسلمين ـ من غير الإمام علي (عليه السلام) ومن غير أهل البيت ومن كانوا في حكمهم أيضا ـ خارجين عن مقتضى الإيمان ، هم من أضاعوا إيمان الأمة .
من ملزمة ( دروس من هدي القرآن) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق ــ الدرس الثاني صـ 2
14- أنت تدنس الله أن تتعبده بتولي هذا... أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعائشة
ثم إن الضلال يتجه نحو من هو شر ، أن أتعبد الله بأن هذا هو عَلَم من أعلامه ، وهو نفسه ممن يخالف كتاب الله ويخالف رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ، هو نفسه ممن ضرب الأمة وأهان الأمة ، هو نفسه ممن يحمل الباطل من قمة رأسه إلى أخْمص قدميه ، أنا أتعبد الله بأن هذا هو بيني وبين الله ، هو عَلَم من أعلام الله أليس كذلك ؟ . معنى ذلك أنه إن كان الله شراً ، وكان الله ناقصاً فيمكن أن يكون هذا علم من أعلامه فأنت تدنس الله - إن صح التعبير - أن تتعبده بتولي هذا ؛ لأن هذا لا يليق بأن يكون فيما بينك وبينه ، {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} (الكهف : من الآية51) عضداً أو مساعدين أو عوناً فيما يتعلق بهداية عبادي ، لا يمكن .
لكن تصبح المسألة إلى هذه الدرجة أن يتعبدوا الله بالضلال فيتولى ذلك الشخص ويصلي عليه كما يصلي على محمد وآله ، يصلي عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين فيدخلهم في الصلاة التي هي كلمة لها معاني رفيعة ، لها معاني سامية جداً، ولها - فيما توحي به - معاني مهمة جداً ؛ من أجل أن تشمل أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعائشة وفلان ، وفلان .
من ملزمة ( دروس من هدي القرآن) سورة آل عمران : الدرس الأول صـ 14 - 15
15- تولي أبا بكر وعمر هو سبب هزائم من يتولونهم لأنهم لم يكونوا حزب الله
أبو بكر رجع منهزماً ، وعمر رجع منهزماً ، فليفهم أولياؤهم أنهم سيظلون منهزمين أمام اليهود ؛ لأنه إذا كان قد هُزم الكبار من يجعلونهم قدوة لهم فسيُهزم الصغار ؛ لأن أي واحدٍ منهم يرى بأنه ليس في مقام أبي بكر وعمر . إذاً أبو بكر قد هُزم ، وعمر قد هُزم فبالأولى أن يهزموا هم وسيهزم ، لقد هُزموا هم وهزم أولياؤهم من بعدهم الآن أمام اليهود وأمام الصليبيين ، وأمام المغول ، وكم حصلت من هزائم عليهم في تاريخ هذه الأمة .
إذاً ماذا ينقصهم ؟ الولاء لأبي بكر وعمر ؟ هم يتولونهم إلى النخاع ، ولا عَدد ولا عُدة فلماذا لم يكونوا حزب الله ؟ ؛ لأنهم عندما صرفوا هذه الآية عن الإمام علي ((عليه السلام)) ليلبسوها أبا بكر ، وأبو بكر لا تتلبس عليه ، كبيرة عليه ، وسيعة عليه ، أكمامها طويلة عليه ، تغطيه حتى لا ترى أبا بكر بكله داخلها .
عندما صرفوها إلى ذلك عمُوا هم عن الحل فلهذا قلنا سابقاً أن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة ، هم وراء ما وصلت إليه الأمة ، وهم وراء العمى عن الحل ، أليست طامة ؟ . هذه طامة .
الحل هنا لكن من يتولي أبا بكر وعمر لا يرى حلاً، لا يعرف سبب المشكلة ، ولا يعرف حل المشكلة .
لهذا قلنا بالنسبة للشيعة هم عليهم هم من يتبنون العمل بعيداً عن أولئك ؛ لأنهم هم من يمكن أن يكونوا هم حزب الله ، نحن ليس لدينا عوائق من هذا النوع ، نحن لا نحمل أبا بكر على جنب وعمر على جنب ، فندخل إلى آيات القرآن نرْكُلها آية كذا وآية كذا ، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كلمة منه تأتي في الإمام علي (عليه السلام) نرْكُلها كذا وكلمة كذا ، ونحن محافظون على أبي بكر وعمر ، نحن لا نتولاهم ، فنحن أقرب إلى أن نتولى الإمام علي (عليه السلام) ، بل يجب علينا في هذا العصر بالذات أن نرسخ جداً جداً ولاءنا لله تعالى ولرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) وللإمام علي حتى نحصن أنفسنا ، وحتى نكون جديرين بأن نكون حزب الله وسنكون حزب الله فعلاً . إلا إذا كنا لا نثق بالله إذاً فعلينا أن نصحح ولاءنا حتى نكون مع الله ، منشدين إلى الله ، نثق بالله ، نسير على هديه ، نصدق ما وعد به ، ونثق بما وعد به . ليكون الشيعة الجديرون بأن يكونوا هم الغالبون .
من ملزمة ( دروس من هدي القرآن) سورة آل المائدة : الدرس الأول صـ 18
(شبكة العلوم السلفية)