عندما نتأمل في أولئك الذين يجدون متعة في إيذاء الآخرين، لا نرى قوة أو انتصارًا، بل نرى ضعفًا خفيًا وخواءً داخليًا.
إنهم يبحثون عن قوة زائفة في ألم غيرهم؛ كمن يبني قصراً من الرمل على شاطئ، ينهار مع أول موجة. اللذة التي يجنونها مؤقتة وهشة، وما تلبث أن تتحول إلى مرارة ووحدة.
إن إيذاء الآخرين ليس إلا مرآة تعكس النقص في الذات. فمن يمتلك روحًا نقية وقلبًا سليمًا لا يجد في ألم البشر إلا ما يؤلمه، ولا يسعى إلا لنشر الخير والراحة. أما من يتلذذ بالإيذاء، فهو يحاول أن يملأ فراغًا داخليًا لا يمكن ملؤه إلا بالحب والعطاء، لا بالأذى والضرر.
لا يدركون أن كل دمعة تسببونها، وكل قلب يجرحونه، وكل روح يظلمونها، هي بصمة سوداء تُنقش في صحيفة أعمالهم، وتُثقل كاهلهم. فالحياة دائرة، وما يزرعه المرء اليوم يحصده غدًا. والقوة الحقيقية تكمن في القدرة على المغفرة، على التعاطف، على البناء لا الهدم.
ليعلم من يتلذذ بالإيذاء أن الزمن كفيل بكشف الستار، وأن العدالة الإلهية لا تنام. وقد يخدعون أنفسهم للحظة، لكنهم لن يخدعوا الكون ولا ضمائرهم في نهاية المطاف. المصير المحتوم لكل من يبني سعادته على أنقاض آلام الآخرين هو السقوط المدوي في عزلة الظلام.
زائرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️